عملية غضروف الانف
يُمثل الأنف إحدى علامات الجمال التي تعارف عليها البشر منذ القدم، ويفضل معظم الأشخاص امتلاك أنفاً دقيقاً مستقيماً بلا اعوجاج ظاهر. لذا يسعى طب التجميل وجراحة الأنف إلى إصلاح المظهر الخارجي للأنف إما لأسباب وظيفية أو تجميلية أو كليهما. ومن ضمن الأجزاء المحورية في تشريح الأنف، الحاجز الأنفي، وهو الفاصل بين منخري الأنف، ويتكون من جزء عظمي متبوعاً بالغضاريف الأنفية، ويسهم كلاهما في شكل الأنف النهائي بالاضافة الي عملية تجميل الأنف ، ويساعدانه على القيام بوظيفته. في هذا المقال نتناول ما يتعلق بعملية غضروف الأنف، والإجراءات المتبعة لتعديله.
ما هي عملية غضروف الأنف؟
يتكون الحاجز الأنفي الفاصل ما بين منخري الأنف من شق عظمي وآخر غضروفي، يحددان شكل الأنف النهائي وقدرته على أداء وظيفته التنفسية. في بضع حالات يتسبب انحراف الحاجز الأنفي الناتج عن تعرض الأنف للإصابة أو لأسباب خلقية، في صعوبة في التنفس، إضافة إلى انسداد الأنف او احد جانبية أو ارتفاع احتمالية إصابته بالعدوى البكتيرية، ناهيك عن تأثيره على المظهر الجمالي الخارجي للأنف. ومن ثم يلجأ الأطباء إلى إجراء عملية تعديل الحاجز الأنفي (Septoplasty) حسبما تستدعي الحاجة الي عملية جراحية لتجميل الأنف ، بهدف إزالة قدر من غضروف الأنف، أو تعديل الجانب العظمي للأنف لاستعادة وظيفة الأنف التنفسية، وفي حالة صاحب ذلك تعديل شكله تجميلياً فتُعرف العملية بـ (Septorhinoplasty)، وهي العملية الجراحية التي تجمع ما بين تعديل غضاريف الانف لاستعادة الوظيفة التنفسية للانف، بالإضافة إلى تعديل شكل الأنف تجميلياً. تلعب غضاريف الأنف دوراً جوهرياً في عملية التنفس، وتدفئة الهواء الداخل إلى الأنف، وقد تستدعي الحاجة اللجوء إلى المزيد من الإجراءات الجراحية المصاحبة لتعديل المجرى التنفسي مثل تعديل المحارات الأنفية (Turbinoplasty) أو استئصالها (Turbinectomy).
تكلفة عملية استئصال غضاريف الأنف
يبدأ الحد الأدنى لتكلفة عملية غضروف الانف ما بين 3000 دولار ويصل إلى 6000 دولار أمريكي في الدول الغربية. أما في الدول العربية مثل مصر والأردن، فيتراوح متوسط التكلفة ما بين 1000 إلى 2000 دولار أمريكي.
تعتمد تكلفة إجراء عملية تعديل غضروف الأنف او عملية تجميل الأنف على عوامل متعددة مثل، الإجراء المتبع وتكلفة الطبيب وخبرته، والمدينة التي سُتجرى فيها العملية، وتكاليف المستشفى، بالإضافة إلى قدر التعديل المنشود لغضاريف الأنف.
المرشحون لإجراء عملية غضروف الانف
تظهر الحاجة لإجراء عملية جراحية لتعديل غضروف الأنف او عملية تجميل الأنف في حالة تشوه الحاجز الأنفي إما لأسباب خلقية أو نتيجة للتعرض لحادث أو إصابة ما. وبالنظر إلى شيوع انحراف الحاجز الأنفي، يلجأ الطبيب عادة إلى علاج الأعراض باستخدام الأدوية أولاً، مثل مضادات الحساسية وبخاخات داخل الأنف، قبل الجراحة، وتشمل أعراض انحراف الحاجز الأنفي التي قد تشير إلى الحاجة إلى تدخل طبي لتعديل غضروف الأنف، ما يلي:
- صعوبة التنفس وانسداد إحدى جهتي الأنف
- التهابات الجيوب الأنفية
- نزيف داخل الأنف المتكرر
- الصداع
- ألم الوجه
- ارتفاع صوت التنفس أو الشخير أثناء النوم
- انقطاع النفس أثناء النوم (Sleep apnea)
- التنقيط الأنفي الخلفي، أي زيادة الإفرازات المخاطية في الأنف ونزولها من الأنف إلى الحلق
خطوات عملية تعديل غضروف الانف
في المعتاد تنطوي عملية غضروف الأنف على إحداث ثقب في الحاجز الأنفي، ليتمكن الجراح من تعديل غضروف الانف أو إزالة جزء منه وتعديل الحاجز الأنفي بما يضمن استعادة وظيفته الأولية ومظهره المناسب.
ويجري ذلك عبر رفع الغشاء المخاطي المحيط بالعظام والغضاريف الأنفية، ليقوم الجراح بتعديل غضروف الأنف أو إزالة جزء منه، ثم إعادة الغشاء المخاطي إلى مكانه. تستغرق تلك العملية ما يقرب من الساعتين، وقد تحتاج إلى تخدير عام أو موضعي بحسب الحالة. ويوصى بعدم إجراء الجراحة لمن هم دون 15 عاماً حتى يكون نمو الأنف قد اكتمل.
مع التقدم الطبي في المجال، ظهرت إجراءات حديثة مثل إجراء عملية تعديل غضروف الانف بالمنظار، التي يتم فيها إدخال منظار إلى الأنف ليسمح برؤية كاملة للحاجز الأنفي والتجويفات الأنفية، ثم يُحدَث شق جراحي في الأنف لتعديل الغضروف.
لكن بالرغم من التقدم الطبي في المجال، ومن البريق المصاحب لاستخدام الليزر في مثل هذه الإجراءات الجراحية فمازال تعديل غضروف الانف بالليزر فحسب هدفاً بعيد المنال، إذ يقتصر استخدام الليزر في الوقت الحالي على الاستعانة به لإحداث الشقوق الجراحية بما يقلل خطر النزيف.
وإذا صاحب عملية تعديل غضاريف الانف تجميل الانف، فقد تحتاج إلى وضع جبيرة أو ضمادة خارجية لدعم الأنف، وتُزال هذه الدعامات عقب الجراحة بفترة قصيرة.
مخاطر عملية تعديل غضروف الانف
بالرغم من شيوع انحراف الحاجز الأنفي، ومن ثم شيوع عملية غضروف الأنف، فمثل جميع الإجراءات الجراحية، لا تخلو عملية تعديل غضروف الانف من مخاطر محتملة، وبالرغم من ندرة هذه الآثار الجانبية، إلا أنه من الواجب وضع مخاطر عملية تعديل غضروف الانف في الاعتبار، إذ قد تسفر عملية تعديل غضروف الأنف عما يلي:
- الإصابة بالعدوى
- الإخفاق في تعديل الغضروف حسب المطلوب
- النزيف
- فقدان القدرة على الشم
- ثَقب الحاجز الأنفي
- الآثار الجانبية للتخدير
- إصابة اللثة أو الأسنان بخدر مؤقت
- انسداد إحدى جهتي الأنف
احصل على السعر المناسب لك لهذه العملية
ما بعد عملية استئصال غضاريف الأنف
في حالة تعديل انحراف الحاجز الأنفي فحسب، عبر عملية غضروف الأنف، فغالباً لا تسفر العملية عن قدر ملحوظ من التورم عقب الجراحة، ويمكنك العودة إلى البيت في نفس اليوم، أما إن صاحبها تجميل الأنف، فقد يستمر التورم لأسبوع أو اثنين، وفي جميع الأحوال قد يستغرق التعافي التام بعض الوقت، لذا عليك خلال تلك الفترة الالتزام بما يلي:
- تجنب رفع الأحمال الثقيلة أو غيرها من الأنشطة المرهقة
- الإبقاء على رأسك مرتفعاً أثناء النوم، يمكنك استخدام وسادة إضافية لتحقيق ذلك
- تجنب التمخط
- التنفس من خلال الفم
- غسل الأنف بماء ملحي حسب توصيات الطبيب
متى تلجأ للطبيب؟
إذا لم تبدأ الأعراض الجانبية بالزوال عقب العملية فعليك اللجوء للطبيب في الحالات التالية:
- إذا ارتفعت حرارتك فوق 38.5 درجة مئوية
- إذا لم تكن الأدوية المسكنة قادرة على تخفيف ألمك
- إذا زاد نزيف أنفك
- إذا لاحظت صديداً أو رائحة سيئة من أنفك، أو في حالة الالتهاب الشديد للأنف
نتائج عملية تعديل غضاريف الانف
تُعد عمليات تعديل غضروف الأنف من العمليات ذات النتائج الدائمة، إلا أن تلك النتائج عادة ما تستغرق وقتاً حتى تظهر بوضوح، بالنظر إلى أن الغضاريف تستغرق حوالي 3-6 شهور حتى يكتمل تعافيها، بل يمكن أن تستمر الغضاريف في التغير حتى عام أو أكثر عقب الجراحة.
احصل على السعر المناسب لك لهذه العملية
الاستعداد لعملية غضروف الأنف
عليك بمناقشة طبيبك حول توقعاتك من العملية، والأسباب المؤدية لاختيارك، حتى يؤكد لك الطبيب الإجراء المناسب لحالتك ونتائجها المتوقعة. تتضمن الاستشارة السابقة للعملية كذلك الفحص البدني وفحص تاريخك المرضي حتى يتسنى للطبيب تحديد الإجراء الأكثر فعالية.
إضافة إلى ذلك عليك بمناقشة طبيبك الخاص ومعرفة الخطوات التي عليك اتباعها قبل الخضوع لعملية جراحية لتعديل الانف، وعادة ما يوصي الطبيب بالتوقف عن تناول الأدوية المسكنة غير الستيرودية مثل الأسبرين أو الإيبوبروفين، أو مرققات الدم مثل الوارفرين. بالإضافة إلى التوقف عن الشرب أو تناول الطعام أو مضغ العلكة قبل العملية بمدة محددة، علاوة على التوقف عن التدخين وإجراء بعض الفحوصات الطبية والمعملية
كيف تختار الطبيب المناسب والأسئلة التي عليك توجيهها إليه
تُجرى عملية غضروف الانف على أيدي جراحين متخصصين في طب الأنف والأذن والحنجرة وتجميل الوجه، ويلعب الجراح دوراً محورياً في نتائج العملية، لذا يجب عليك التأكد من خبرة الجراح وتمرسه في الإجراء المنشود بالإضافة إلى شهاداته العملية، وإليك بعض الأسئلة التي يمكنك اللجوء إليها لتحقيق النتائج المثلى:
- ما هي النتائج المتوقعة للعملية؟
- ما مدة العملية؟
- هل يجب علي تناول أدوية معينة قبل العملية؟ أو تجنب أدوية معينة؟
- ما هي الآثار الجانبية المحتملة؟
- كيف أعتني بأنفي خلال فترة النقاهة؟
- متى يمكنني العودة لممارسة حياتي الطبيعية؟
- ما هي خطوات الإجراء الجراحي الذي سأخضع له؟
- ما هي خبرتك السابقة في هذا النوع من العمليات؟
- ما سبب اختيار هذا الإجراء بالتحديد؟
اقرأ أيضا: أفضل مركز تجميل الأنف في الجزائر
هل عملية استئصال غضاريف الأنف ضارة ؟
لا تعتبر عملية استئصال غضاريف الأنف ضارة، على العكس فإنها تعمل على تحسين الشكل والوظيفة للأنف، يكون الضرر الوحيد في حال حدوث أي من مضاعفات العمليات الجراحية بشكل عام مثل النزيف أو العدوى أو مشاكل التخدير، أو حدوث أي تعقيدات في العملية أدت للتأثير على شكل الأنف أو تأثر وظيفتها، والذي يمكنك تجنب حدوثه باختيار الطبيب ذو الخبرة المؤهل للقيام بهذا الإجراء.
هل عملية غضروف الأنف صعبة ؟
بالنسبة للجراح تعتبر عملية غضروف الأنف معقدة نوعا ما لأنها تؤثر على وظيفة التنفس بالاضافة إلى المظهر الجمالي للوجه لذا اختيار طبيب متمرس ومتخصص في هذا النوع من الجراحات أمر أساسي، أما بالنسبة للمريض لا تعتبر عملية صعبة في مرحلة التعافي ولكن يجب الالتزام بتعليمات الطبيب للحصول على أفضل نتائج ممكنة.
تجاربكم مع تضخم غضاريف الأنف
يشارك شاب في أوائل الثلاثينات ويقول أعاني من سنوات من تضخم غضاريف الأنف واعوجاج الحاجز الأنفي والتهابات شديدة تسبب لي الانزعاج بشكل زائد مع تغيير الفصول سواء في مواسم الربيع والحساسية أو مع الشتاء والأجواء الباردة والإصابة بالبرد والزكام، شعرت لسنوات وأنا أتنفس أنني لا أحصل على تيار نقي من الهواء الطبيعي، كنت أعتمد بشكل أساسي على العلاج الدوائي ذو التأثير المؤقت مثل بخاخات الأنف ولكن بدأ الأمر يؤثر على راحة جسمي بسبب عدم تمكني من النوم بشكل مناسب مع مشاكل التنفس، أخيرا قررت اللجوء للعملية بعد سنين من توصيات الأطباء بذلك، كنت مترددا لخوفي من مشاكل وتعقيدات الجراحة، بعد الإجراء بثلاثة أيام بدأت أشعر بالتحسن ثم خلال 6 أسابيع وصلت للشفاء التام بنسبة 100%، أصبحت أتنفس بشكل أفضل وتحسن نومي كثيرا، لا أصدق أنني انتظرت كل هذا لإجراء العملية، كانت العملية ناجحة للغاية وأنا سعيد بالنتائج.
اقرأ أيضاً: