الصبا والجمال صنوان لا يفترقان في أذهاننا، فالجمال يعبر عن الصحة والشباب والفتوة، وجميعنا يرغب في الحفاظ عليهم لأطول فترة ممكنة. رجال ونساء، سيان لا يوجد من يحب تجاعيد الوجه وهالات الإرهاق تحت العينين.
كلنا نبحث عن الملامح المتناسقة، وكلنا نكره تنافر الملامح والتجاعيد وآثار التقدم في السن ونرغب في تأخير ظهورها قدر الإمكان وعلاجها. وحينما تطرح عمليات التجميل فإن البعض ينظر لها بخوف وتوجس متوقعاً آثارا جانبية كبيرة ومخاطر ضخمة تجعلها آخر الحلول التي يفكر في اللجوء إليها.
لكن ما إن يطرح موضوع العلاج بالخلايا الجذعيه للوجه حتى تتبدل الصورة تماماً وتبدأ التساؤلات، ما هي فوائد الخلايا الجذعيه للوجه ؟ وما هي طبيعة العلاج بالخلايا الجذعية؟ من المرشحين له؟ وهل تستطيع حقن الخلايا الجذعية للوجه أن تعيد الشباب والجمال؟ ما هي تكلفتها؟ وأين يمكن حقنها؟ ومن أهم أفضل الأطباء المتخصصون فيها؟ كل هذا وأكثر نعرفه معاً في هذا المقال.
حقن الوجه
لنتعرف على عملية حقن الخلايا الجذعية للوجه (stem cell face rejuvenation) لابد أن نعرف ما هي الخلايا الجذعية أولا.
الخلايا الجذعية هي خلايا قادرة على الانقسام والتمايز بحسب الوسط الذي تحقن فيه. تتكون هذه الخلايا بالأساس من خلايا دهنية، وهو ما يجعلها تصحح عيوب الوجه واثار التقدم في السن.
ولكي نبسط الأمر فإن طبيبك يسحب كمية من الدهون من جسمك من خلال شفط الدهون، ثم يعيد حقن هذه الدهون في الوجه. ويعتمد الأمر على بعض التقنيات المعينة في شفط الدهون للحفاظ على حيوية الخلايا الجذعية حتى يتم حقنها.
تتميز هذه الخلايا بأنها لا تنقسم لتتحول إلى أنسجة دهنية تدعم الوجه فقط، وإنما تساهم في تكوين أوعية دموية جديدة تحافظ على نتائج حقن الدهون لفترات أطول. والسبب في هذا هو كونها تحول الدهون المحقونة إلى نسيج حيوي يتناغم مع احتياجات الجسم فيوفرها له كاملة، بدلاً من الاعتماد على مواد خارجية يتم حقنها وقد لا توفر احتياجات الوجه والبشرة كلها.
عملية حقن الوجه بالخلايا الجذعية هي أحد تقنيات حقن الدهون بطريقة خاصة لتعطي نتائج محسنة. وهناك ثلاث أنواع معروفة من هذه العملية، هي:
إقرأ أيضاً مميزات هيدرا فيشل للوجه
ما هو العلاج بالخلايا الجذعية؟
تحسن تقنيات العلاج بالخلايا الجذعية وإضافتها لعلاج الوجه من نتائج عمليات حقن الدهون، وتضيف إليها المزايا التالية:
يوضح الفيديو التالي فوائد الخلايا الجذعيه للوجه
المرشح المثالي لعملية حقن الخلايا الجذعية للوجه هو كل شخص يعاني من آثار التقدم في العمر، أو يعاني من بعض الندوب أو الجروح في الوجه، وقرر العلاج بالخلايا الجذعية من خلال عملية حقن الدهون. بتعبير أدق، فإن كل مرشح مناسب لعملية حقن الدهون يعتبر مرشح مناسب لعملية حقن خلايا جذعية للوجه
وبالطبع يشترط في هذا الشخص أن يكون:
مزايا العلاج بالخلايا الجذعية
كما سبق ووضحنا فإن أهم مميزات عملية حقن خلايا جذعية للوجه هي نتائجها الرائعة والتي تدوم لفترات طويلة مقارنة بمعظم تقنيات شد الوجه التقليدية والحديثة.
تتميز هذه العملية كذلك بأنها لا تخلف ندوباً مثل عمليات شد الوجه. كما أنها تعالج حالات أصعب نوعاً ما من تلك الحالات التي يمكن علاجها بالفيلر أو بتقنيات حقن الدهون العادية. بالإضافة إلى كونها طريقة موضعية (non-invasive) لا تحتاج لأكثر من تخدير موضعي، ولا تحتاج حتى للتخدير الموضعي في بعض الأحيان.
أما أهم عيوب العلاج بالخلايا الجذعية فهي ارتفاع تكلفتها بصورة كبيرة للغاية مقارنة بتقنيات حقن الدهون المعروفة، بل إن سعرها يفوق حتى تكلفة عمليات شد الوجه (face lift) فيصل إلى ما يبلغ 25,000 دولار أمريكي في المتوسط. هذه التكلفة الكبيرة يعتمدها الطبيب مقابل النتيجة.
وتغطي تكلفة استخلاص الخلايا الجذعية وحقنها وحفظها لمدة عام كامل يجري فيه الطبيب جلستي متابعة حتى تستقر الحالة وتحقق النتائج النهائية المرجوة.
كما أن العيب الثاني لطريقة حقن الخلايا الجذعية هو أنها تحتاج إلى طبيب يتمتع بمهارة فائقة حتى يتمكن من استخلاص الخلايا الجذعية. وتنخفض الحاجة لهذه المهارة في حالات استخلاص الخلايا الجذعية من الدم (بلازما الدم)، لكن عملية الحقن أيضا تحتاج إلى طبيب فائق المهارة.
لا تحتاج عملية حقن خلايا جذعية للوجه لأكثر من استخلاص الخلايا الجذعية خلال عملية بسيطة تستغرق حوالي 30 دقيقة. وفي اليوم التالي يمكنك الخضوع لعملية الحقن والتي تستغرق فترة لا تتجاوز 30 دقيقة أخرى. وبعدها يمكنك العودة لممارسة حياتك الطبيعية مع بعض الحذر من التعرض لحرارة اللهب (الفرن أو المدفأة) ومن التعرض لأشعة الشمس المباشرة.
يمكنك كذلك استخدام بعض الكريمات المضادة للالتهاب بعد الحقن بعدة ساعات. مع تجنب استخدام كمادات الثلج الباردة على البشرة بصورة مباشرة. وبخلاف بعض الألم البسيط الذي يمكن السيطرة عليه بمسكنات الألم المعتادة، يمكنك العودة لممارسة حياتك الطبيعية فور الخروج من عيادة طبيبك.
استخلاص واستخراج الخلايا الجذعية
إننا نقارن بين تقنية حقن الخلايا الجذعية للوجه وبين عمليات شد الوجه البسيطة وليس تقنيات الفيلر والبوتكس العادية، وهذا لأن هذه التقنية يمكن أن تستخدم في علاج ترهلات الوجه والتجاعيد الشديدة. وهي تحقق نتائج دائمة بعكس تقنيات الفيلر والبوتوكس التي تحتاج لإجراء جلسات حقن كل ثلاثة إلى ستة أشهر.
والحقيقة أن عملية حقن خلايا جذعية للوجه تتفوق حتى على عملية شد الوجه في كونها لا تخلف ندوباً ولا جروحاً يمكن أن نتوقع عدم تعافيها في بعض الحالات. كما أنها تقنية أبسط وأقل خطراً وايلاماً مقارنة بالعمليات الجراحية. ولا يتعرض الشخص فيها للتخدير الكلي وهذا ما يجعلها مفضلة لدى العديد من الأشخاص.
تظهر نتائج الخلايا الجذعية خلال بضعة أسابيع بعد العملية، وتظهر بصورة تدريجية مع اختفاء التورم المصاحب لعملية الحقن والذي قد يدوم لفترة تصل إلى أسبوع. وتستقر النتائج النهائية للعملية خلال ثلاثة إلى ستة أشهر، بعدها يمكنك الخضوع لجلسة متابعة إجراء أي تصحيح ترغب فيه.
وتدوم النتائج فترة تتراوح بين خمس إلى عشر سنوات، وتتوقف هذه الفترة على نمط الحياة الصحي وتناول الغذاء المتوازن وممارسة الرياضة. كما أن التدخين يقلل من فترة دوام النتائج لأنه يسرع من عمليات الشيخوخة.
تدعي بعض المنتجات أن مكوناتها الفعالة هي خلية جذعية نباتية، بينما توضح منتجات أخرى أنها لا تتضمن خلايا جذعية، ولكن تستخدم مستخلصات الخلايا الجذعية كمكون نشط لها بهدف تحفيز الكولاجين والببتيدات الأخرى داخل الجلد لتحسين مرونته وملمسه.
والجدير بالانتباه أن المستخلصات النباتية ليست الخلايا الجذعية الحية الوارد ذكرها في هذا المقال، والتي تعد تقنية علاجية واعدة للعديد من الأمراض والمشكلات الصحية والتجميلية.
ولا يعني هذا أن المستخلصات النباتية غير مفيدة، بل إنها تقدم العديد من التأثيرات الإيجابية لكونها تتضمن مكونات مضادة للأكسدة، وقد تخفف انتشار التجاعيد وتؤخر ظهورها.
يقترح بعض الأطباء ومتخصصي التجميل استخدام مستحضرات الخلايا الجذعية بعد إجراءات المايكرونيدلنج المختلفة أو ثقب البشرة بالإبر عن طريق الديرما بن أو الديرما رولر، لاحتمالية استفادة البشرة بمنتجات العناية المختلفة بصورة أكبر بعد العلاج بالإبر، ومضاعفة الفوائد وزيادة تحفيز الكولاجين.
الديرما بن هو إجراء تجميلي طفيف التوغل يحفز الدورة الدموية، يتم فيه وخز البشرة بالإبر الدقيقة بهدف زيادة إنتاج الكولاجين لإصلاح البشرة وتخفيف التجاعيد وآثار حب الشباب.
للمزيد عن الديرما بن طالع هذا المقال: ديرما بن
وفي النهاية فإن حقن الخلايا الجذعية للوجه هو أحد الخيارات المتاحة فقط، وليس الخيار الوحيد. ولهذا ينبغي أن تتأكد من معرفة خياراتك كلها ومناقشتها مع طبيبك حتى تتخذ قرارك بثقة عن علم.