تمديد الجلد
أصبح تقدم العلم والطب مذهلاً في تقديم الحل والعلاج لكافة المجالات الصحية والتجميلية المختلفة، ولم يعد الطب مهتماً بمجرد تقديم العلاج وانتهى الأمر، وإنما أخذ يتطور من درجةٍ لآخرى ومن علاجٍ لآخر ليقدم أفضل الحلول بأسهل الطرق وأقل الآثار الجانبية أو المضاعفات أو حتى العيوب البسيطة.
وقد عانى الطب التجميلي كثيراً من مشاكل وعيوب البشرة خاصةً تلك الناتجة عن الحوادث والجراحات الكبرى والتشوهات الخلقية أو المستحدثة لأي سببٍ كان، خاصةً أن عملية تعويض الجلد بغيره ومحاولة جعل الجلد الجديد ينسجم مع الجلد المحيط به دون أن يترك أية آثارٍ أو ندوبٍ أو تغيراتٍ في درجة الجلد ولونه دائماً ما شكلت عقبةً كان تجاوزها أمراً صعباً ومرهقاً.
اليوم بدأت تقنية تمديد الجلد تأخذ مساحتها المناسبة والجديرة بفعالية وجمالية نتائجها على الساحة التجميلية، وأصبحت تقدم حلولاً سحريةً ومبهجةً على السواء للعديد من المشاكل التي كان علاجها سابقاً صعباً أو لا يخلو من العيوب، إليك تقريراً عن هذه التقنية ونتائجها المبهرة.
ما هي تقنية تمديد الجلد
يكاد عمرهذه التقنية الحديثة في الطب الترميمي والتجميلي أن يبلغ الثلاثة عقود من استخدامها وتطويرها وتطويعها لاحتياجات ذلك الفرع المهم من الطب وصقلها لتقدم أفضل نتائج ممكنة جعلتها واحدةً من أكبر التقنيات الترميمية للطب التجميلي على الإطلاق.
اقتبست هذه التقنية فكرتها الرئيسية من العديد من الظواهر التي تحدث في الجسد سواءً كانت طبيعيةً ومعتادةً كالحمل أو ثانويةً أو تابعةً لظروفٍ معينةٍ كالسمنة ونمو الأورام الكبيرة وغيرها من الظواهر التي اجتمعت جميعاً على فكرة تمديد الجلد الطبيعي للإنسان وبصورةٍ بطيئةٍ وطبيعية ليتمكن من تغطية ذلك الجزء الجديد من الجسم والذي حدث نموه بشكلٍ خارجٍ عن المألوف أو المعتاد لنمو الجسم.
ساعدت تلك المراقبات الأطباء على التفكير في وسيلةً جديدةٍ تساعدهم على ترميم الجلد وتلبية المطالب التجميلية بإحداث ظاهرةٍ أشبه بالظواهر السابقة عن قصدٍ في الجسم، ومن هنا أتى مصطلح تمديد الجلد بالبالون الذي يصف تلك العملية إجمالاً بأنها استخدام بالونٍ مزروع أسفل الجلد لتحفيز الجسم على مدّ الجلد وإنتاج المزيد من الخلايا الطبيعية لتكوين أنسجةٍ جلديةٍ جديدة تفيض عن حاجة الجسم فيمكن استخدامها بسهولةٍ في الترميم بعد ذلك.
استخدامات عملية تمديد الجلد
يمكن استخدام تقنية تمديد الجلد لأي شخصٍ في أي مرحلةٍ عمريةٍ وأي جنسٍ أو نوع، كما أنه يمكن استخدامها لأي مكانٍ في الجسم بدايةً من فروة الرأس وحتى أخمص القدم. إلا أن استخدامها الأشهر والأكثر شيوعاً هو ترميم الثدي بعد إزالته لأي سببٍ طبيٍ كسرطان الثدي على سبيل المثال، حيث لا يتبقى للمرأة أنسجةٌ كافيةٌ تعطيها مظهر الثدي الطبيعي ما يؤثر على حالتها النفسية والاجتماعية وجوانب أخرى من حياتها، كما أن استخداماتها اتسعت لتشمل أيضاً:
- ترميم الجلد المشوه نتيجة عيبٍ خلقيٍ منذ الولادة
- ترميم آثار وندوب الحوادث والعمليات الجراحية وحتى تلك الناتجة عن الحروق
- تقديم المساعدة والعلاج لأي شخص تتطلب حالته الطبية أو التجميلية جلداً زائداً من جسده
- ترميم فروة الرأس أو استبدال بعض المناطق فيها، خاصةً أنه يصعب إيجاد أية أنسجةٍ جلديةٍ أخرى توفر نمو الشعر بتلك الغزارة في بقية أنحاء الجسم ولهذا نراها مستخدمةً في علاج الصلع
- ترميم الوجه والرقبة وهو ما أعطى نتائج مذهلة ومبهجة للعديد من الناس وزاد من شهرة تلك التقنية، كما أنه يسهل استخدامها في ترميم جلد الذراعين والصدر والبطن والأرجل
برغم شيوع تلك العملية وما يبدو من سهولةٍ في استخدامها خاصةً مع الأنسجة اللينة والرخوة وفي المناطق المرنة من الجسم إلا أنها أبدت بعض الصعوبات في أنسجة الظهر والجذع والمناطق التي يكون الجلد فيها أكثر سمكاً وأقل استعداداً للتمدد. كما أنها لا تستخدم إلا على الجلد السليم والمتعافي ولا يمكن استخدامها على جروحٍ أو حروقٍ مفتوحة إلا بعد تعافيها.
احصل على السعر المناسب لك لهذه العملية
مميزات عملية تمديد الجلد بالبالون
بالتأكيد يكمن سرٌ وراء شهرة هذه التقنية في ترميم الجلد وتجميله مقارنةً ببقية التقنيات والعمليات التجميلية الأخرى، وأولى ميزاتها هي أنها توفر للشخص أنسجةً زائدةً من الجلد تشبه جلد المنطقة المطلوب تجميلها أو علاجها في اللون والملمس والكثافة الجلدية والنسيجية.
كما أن أغلب عمليات تمديد الجلد بالبالون لا تتطلب تحريك الجلد أو إزالته وإعادة ترقيعه مرةً أخرى مثل عمليات زراعة الجلد وإنما توفر خياراً أسهل وهو تمديد الجلد في ذات المنطقة التي نحتاج إلى تجميلها كالذي يحدث في ترميم الثدي على سبيل المثال وهو ما يقلل من احتمالية وجود الندوب وترك آثارٍ في الجلد بعد الانتهاء.
وتوفر الحقيقة السابقة أيضاً إمداداً دموياً وعصبياً جديداً للجلد الجديد هو امتدادٌ طبيعيٌ لنموه من الجلد العادي ما يزيد من احتمالية نجاح العملية لأقصى درجة ويوفر علينا عناء القلق من فشلها أو من موت الأنسجة وعدم توافقها مع الجسم.
قبل عملية تمديد الجلد
قبل الإقبال على عملية تمديد الجلد سيراجع طبيبك حالتك الصحية بأكملها بما فيها أية ظروفٍ أو حوادث تعرضت لها، ومرحلتك العمرية، وحالة جلدك، و تاريخك الصحي بأكمله وأية أمراضٍ تعاني منها وما إن كان لها أي تأثيرٍ على العملية ونتائجها، وبناءً على ذلك سيتمكن من تحديد حاجتك للعملية والتنبؤ بالنتائج التي يمكن تحقيقها منها.
تستطيع عندها التحدث مع الطبيب حول توقعاتك وما تنتظره من العملية وكل معتقداتك عنها ليتمكن هو من تزويدك بالمعلومات الصحيحة و إشباع فضولك وإجابة أسئلتك إجاباتٍ منطقيةً وواقعية، ثم تتمكن أنت بعد ذلك من اتخاذ القرار المناسبة بناءً على المنظور الجديد للعملية.
بعد اتخاذ القرار المناسب وتحديد وقت العملية سيطلعك الطبيب على كل تفاصيلها والمدة المتوقعة لها والفترة التي يمكن حصد النتائج بعدها والمراحل المختلفة للعملية باعتبارها لا تتم على مرحلةٍ واحدةٍ منتهية وإنما هي سلسلةٌ من العمليات والإجراءات الطبية التي تحتاج المتابعة مع الطبيب لمدةٍ زمنيةٍ ليست بالقصيرة.
قبل ميعاد العملية سيطلب منك الطبيب الالتزام ببعض التعليمات خصوصاً فيما يتعلق بالطعام والشراب في اليوم السابق لها. إذا كنت تتناول أية أدويةٍ فاحرص على إخبار الطبيب بها وإيقافها في الميعاد الذي سيحدده لك ولا تتناول أية أدويةٍ دون استشارته. إذا كنت مدخناً أيضاً فيجب أن تتوقف عن التدخين لفترة لأنه يؤخر من تعافي الأنسجة وبالتالي سيؤخر من نتائج عمليتك.
احصل على السعر المناسب لك لهذه العملية
كيف تُجرى عملية تمديد الجلد
تُجرى عملية تمديد الجلد بالبالون إما تحت تأثير المخدر الموضعي والمهدئات التي تساعدك على الاسترخاء والنوم أثناء العملية وإما تحت التخدير الكلي، يمكنك مناقشة طبيبك في هذه النقطة واختيار الذي تفضله، تنقسم العملية إلى جزئين رئيسيين، الجزء الأول هو زراعة البالون القابل للتمدد تحت الجلد في المنطقة المطلوبة.
تختلف أحجام تلك البالونات والكمية التي تستوعبها من المحلول الملحي أو غاز ثاني الكربون وهما أشهر مادتين مستخدمتين لملء البالون، يحدد الطبيب شكل البالون وحجمه حسب النتائج المطلوب تحقيقها وحجم الجلد المطلوب تمديده فوق ذلك البالون، للبالون صمامٌ أو قناة تعبئةٍ يمكن إعادة تعبئته مرةً أخرى من خلالها.
تستغرق هذه العملية ساعةً أو أكثر بقليل اعتماداً على نوع العملية وحجمها، بعد انتهاء هذا الجزء ستعود إلى المنزل وتواظب على زيارة طبيبك في الفترات المحددة خلال الأسابيع التالية ليفحص البالون ويعيد تعبئته مرةً أخرى حتى لا يفقد حجمه المطلوب ويساعد الجلد على التمدد بالشكل الصحيح.
بعد الوصول إلى النتيجة المطلوبة ستجري عمليةً أخرى يُزال فيها البالون تماماً ويقوم الطبيب بعمله باستخدام الأنسجة الجديدة سواءً إعادة زراعتها أو زراعة مجسماتٍ دائمةٍ تحتها كتلك المستخدمة في حشو الثدي بعد إزالته وبعدما أعطى البالون المساحة الكافية من الجلد لتغطية الأجسام المزروعة في الثدي وإعطائه شكلاً طبيعياً في النهاية.
بعد عملية تمديد الجلد
تعتمد فترة التعافي كلها على نوع عملية تمديد الجلد التي خضعت لها وحجمها، فقد تكون العملية صغيرةً وبسيطةً فتتعافى بسرعة وقد تكون معقدةً وتحت مساحةٍ كبيرةٍ من سطح جلدك ما سيتطلب وقتاً أكبر للتعافي والعودة لممارسة حياتك الطبيعية مرةً أخرى، لكن فترة التعافي لا تتجاوز الأسبوع في أغلب الحالات.
كل ما ستشعر به هو بعض الضيق أو شعورٌ دائمٌ بعدم الراحة في مكان البالون وقد يصاحبه ألمٌ أيضاً يمكنك التغلب عليه بالمسكنات التي يصفها لك الطبيب. أحياناً تكون العملية التجميلية الكاملة بسيطة ولا تحتاج إلا لفترةٍ قصيرةٍ وحسب وأحياناً يحتاج الأمر إلى إعادة استخدام البالون وتمديد الجلد عدة مراتٍ للوصول إلى النتيجة المطلوبة.
مخاطر وعيوب تقنية تمديد الجلد
من أكبر عيوب عملية تمديد الجلد أو الفترة التي تقضيها أثناء انتظار نمو الجلد وتمدده هو بعض التشوه في مكان البالون وانتفاخ الجلد وهو ما قد لا يشكل أي مشكلةٍ جمالية في الصدر مثلاً لكنه بالتأكيد سيسبب بعض الإحراج لصاحبه إن كان في الرأس أو الوجه أو الرقبة.
من العيوب الأخرى هي أنها عمليةٌ بطيئة وتحتاج لعدة أشهرٍ حتى يكتمل تمدد الجلد ويعطي النتائج المطلوبة. وهنالك بعض المخاطر البسيطة المتعلقة بالبالون مثل انفجاره أو تسريبه للمواد التي تملؤه وبالتالي تكون بحاجةٍ لإعادة زراعة واحدٍ من جديد، أو حدوث عدوى إن كان البالون ملوثاً وعندها يُزال فوراً وتحتاج الانتظار لعدة أشهرٍ قبل إعادة المحاولة.
اقرأ أيضا:
هل تؤثر عمليات التجميل على حياتك، نعم ولا!