مؤخراً بات الحصول على فم صحي وابتسامةٍ جذابةٍ ومشرقة هدفاً للكثير من الناس من مختلفِ الأعمار والفئات ، فالاسنان النظيفة ناصعة البياض تعبّر عن صاحبها وتزيد من ثقته في نفسه وقبوله لدى الناس من حوله ، ومع تطور التقنيات الطبية والتجميلية الحديثة في مجال طب الفم والأسنان باتت حلول مشاكل الأسنان على تنوّعها واختلافها سهلةً ومتاحةً أكثر من ذي قبل ، ولم تعد زيارةُ طبيب الأسنان تشكل عبئاً كما الماضي خصوصاً مع تنامي الوعي العام بضرورة وأهمية العناية الخاصة بصحة الفم واللثة . وتعد مشاكل وأمراض اللثة على اختلافها من أكثر المشاكل الشائعة في مجال طب الأسنان ومن أبرز تلك المشاكل ما يسمى بجيوب اللثة أو ( Dental Pockets ) وهي عادةً ما تتسبب في حدوث آلام بالغة وربّما تؤدي الى تساقط الأسنان إن بقيت دون علاج ، إن كنتم ممن يعانون من هذه المشكلة فسوف نحاول من خلال السطور القادمة توضيح أهم المعلومات بشأن جيوب الأسنان ، ما هي وما هي مسبباتها وأبرز طرق علاجها والحدّ منها ، الى جانب بعض النصائح الأخرى التي قد تهمّك .
جيوب الاسنان
يطلق عليها جيوب الأسنان أو جيوب اللثة أو ( Dental Packets ) وهي أحد المشاكل المرضيّة التي تصيب الأسنان نتيجة تكرار الإصابة بالالتهابات المزمنة في محيط اللثة والتي يؤدي اهمالها دون علاج لفتراتٍ طويلة الى حدوث التورم وبداية تكوين هذه الجيوب المكونة من طبقات الجير و البكتيريا وبقايا الطعام الذي يتجمع ويتراكم حول عظم الأسنان مما يفضي في نهاية المطاف إلى تخلخلها وتآكلها . وفي الأحوال الطبيعية لا تزيد المسافة الفاصلة بين الأسنان واللثة عن 3 ملم ، أما في حالات جيوب الأسنان فتتمدد المسافة الفاصلة بين اللثة والسن لتصل إلى ما يقارب 5 ملم مما يسمح لتراكم بقايا الطعام بها .
اسباب ظهور جيوب الاسنان
- إهمال نظافة الفم والأسنان : تعد قلة الإعتناء بغسيل الأسنان سبباً أساسياً في ظهور هذه الجيوب ، حيث يؤدي الإهمال في أحيانٍ كثيرة الى حدوث التهاب اللثة المتكرر وظهور التورمات التي تتسبب في ازدياد عمق الجيوب ومن ثم تآكل عظم السن .
2- التدخين : يمكن لبعض العادات الصحية السيئة مثل عادة التدخين التسبب في حدوث التهابات اللثة المتكررة وتفاقمها مما ينتج عنها مشكلة جيوب الأسنان .
3- العامل الوراثي : يعتبر وجود تاريخ مرضي لالتهاب اللثة والأسنان في شجرة العائلة سبباً رئيسياً في حدوثها وتكرارها ، لذلك فمن المهم الاطلاع على تاريخ العائلة المرضي وفهم حالتهم الصحية قبل البدء في التعامل مع مشكلة الجيوب وعلاج جيوب اللثة .
4- بعض العلاجات الدوائيّة : قد يؤدي تناول بعض الأدوية مثل مضادات التشنجات ( Anti-Convulsant Agents ) في تدهور صحة الفم ، حيث تعمل مثل هذه الأدوية على تقليص افراز اللعاب والذي يلعب دوراً هاماً من خلال مكوناته المطهرة والمعقمة على تنظيف الفم من بقايا الأطعمة والقضاء على البكتيريا والفطريات الموجودة فوق سطح الأسنان وبين ثنايا اللثة والتي من شأنها أن تتسبب في حدوث الإلتهابات المتكررة ومن ثَمّ الجيوب . لذلك فمن المهم والضروري جداً أن يكون طبيب الأسنان الخاص بك على دراية بنوعية الأدوية التي تتناولها قبل البدء في علاج جيوب اللثة .
5- ضعف مناعة الجسم : تتسبب بعض الأمراض المناعية مثل مرض نقص المناعة المكتسبة ( AIDS ) في ضعف مناعة الجسم بشكل عام والأسنان واللثة بشكلٍ خاص ، مما يؤدي الى ظهور التهاب اللثة وتورمات متكررة والتي عادةً ما ينتج عنها مشكلة جيوب اللثة .
6- الضغوطات النفسية : تلعب الصحة النفسية دوراً هاماً في العديد من وظائف أجسامنا الحيوية ، كما أنها تؤثر بشكلٍ فعال وملحوظ على حالتنا الصحية بشكل عام وتحديداً حالة الفم والأسنان ، وقد لوحظ من خلال ابحاثٍ متعددة مدى تأثير الضغوطات العصبية والنفسية التي قد تصيب الأشخاص على حالة الجهاز المناعي المسؤول عن مقاومة الأمراض والعدوى مما يؤدي الى التقاط العدوى بشكلٍ اسرع من الأشخاص الطبيعيين والمستقرين نفسياً ، كما ان الضغوطات النفسية تجعل الشخص بعيداً عن العناية بنظافة وصحّة الفم والأسنان وصحته ولياقته البدنية عموماً .
اعراض مصاحبة
1- آلامٌ متكررة : تعتبرُ آلام الأسنان المتكررة علامةً واضحة على وجودِ خطبٍ ما ، خاصة إذا كان هذا الألم مصحوباً بأعراضٍ أخرى يعاني المريضُ من تكرارها بشكلٍ مستمر مثل النزيف والتورم ، وتختلفُ درجاتُ الألم عادةً باختلافِ عُمق جيوب اللثة وتفاقمها ومدى حدّة التهاب اللثة الحاصل .
2- نزيف اللثة : يعدّ نزيفُ اللثة مؤشراً قوياً على ضعف وهشاشة الشعيرات الدموية المغذية للمنطقة وهو غالباً ما يحدث كنتيجةٍ للالتهابات التي تسببها بقايا الأطعمة والجراثيم ، وهو عرضٌ خطير ومؤشر لا يجدُر التغاضي عنه على ضرورة الذهاب للحصول على استشارة الطبيب بخصوص هذه المشكلة وإيجاد حلّ فعال لها .
3- خلخلة السنّ : يمكن أن تكون هشاشة الأسنان وخلخلتها عرضاً على وجود جيوب الأسنان ، حيثُ ان اتساع المسافة الفاصلة بين اللثة وعظم السن يؤدي الى ضعف الرابط بينهما وبالتالي تخلخل السن وسقوطه في نهاية الأمر .
4- التهابُ الأنسجة : يعتبر التهاب الأنسجة وانتفاخها من الموشرات الهامة على احتمالية الاصابة بأمراض اللثة المختلفة ، لذلك فمن الضروري الانتباه لمثل هذه الأعراض بشكلٍ جيد وملاحظتها مبكراً قبل أن تتفاقم بعد ذلك بشكلٍ غير محمود .
5- انسحاب اللثة دون المستوى الطبيعي : في حالات جيوب الأسنان تنسحب اللثة عند الحدّ الملامس للاسنان الى الأسفل بشكلٍ تدريجيّ ، مما يخلق فاصلاً مرئياً مع مرور الوقت بينها وبين عظم الأسنان .
6- رائحة الفم الكريهة : يعتبر تغير رائحة الفم عرضاً على وجود مشكلة ما في اللثة ، في حال استمر هذا الأمر لمدة طويلة ولم تجدي معه العلاجات التقليدية نفعاً فينبغي في هذه الحالة زيارة الطبيب لمعرفة السبب وراء المشكلة .
التخلص من جيوب الاسنان
تتمحور آليات علاج جيوب الأسنان حول فكرة تقليل المسافة الفاصلة ما بين الأسنان واللثة وإعادتها لشكلها الطبيعي والتحجيم من عمق تلك الجيوب بأقصى قدرٍ ممكن ، وتختلف الوسائل والحلول المستخدمة في هذا الغرض وفقاً لما يراهُ طبيب الأسنان وما تتطلبهُ حالة المريض الصحية وبحسب مدى تفاقم مشكلة جيوب اللثة وتوغّلها وعمقها . وعادةً ما يلجأ الطبيب الى خطّة التنظيف المنتظم بشكلٍ شهري في البداية ومن ثمّ بشكل نصف سنويّ من أجل الحد من تراكم طبقات الجير فوق سطح الأسنان وبين ثنايا اللثة والتقليل من حجم تلك الجيوب تدريجياً ، كما تتضمن هذه الخطة أيضاً وصف بعض العقاقير المضادة للالتهاب من أجل مساعدة اللثة على الشفاء من التهاب جيوب اللثة ، كما قد يشرعُ الطبيب بوصف بعض أنواع المضادات الحيوية في حال ظهور خراج وذلك للقضاء على البكتيريا المسببة له ومنع تفاقم المشكلة، قد يلجأ الطبيب إلى ازالة جزء من اللثه المتسببة في الجيوب اللثوية، قد يلجأ في أوقات أخرى إلى إجراء جراحة لتنظيف الجذر، قد يكون خلع الاسنان الحل الاخير ان لم يتمكن الطبيب في المحافظة على السن.
يمكن علاج جيوب اللثة بالليزر حيث تقوم طاقة الليزر بتنظيف أنسجة اللثة ويعمل الليزر على تبخير البطانة المصابة لأنسجة اللثة مع تدمير الجراثيم التي تسبب أمراض اللثة، عادة ما يقوم الطبيب في الخطوة التالية باستخدام ليزر مبرد بالماء لتنظيف جذور الأسنان من البكتيريا والسموم مما يمنع فقد العظام ويحافظ على صحة الأسنان.
أما عن علاج جيوب اللثة بالطب البديل هناك بعض العلاجات المنزلية التي يمكن تجربتها، اخلط نصف ملعقة صغيرة من الملح في حوالي 250 مل من الماء الفاتر، تناول بعض من الخليط وحركة في فمك لمدة 30 ثانية ثم ابصقه وكرر هذه الخطوة، يعمل محلول الملح على تنظيف اللثة ويساعد على الشفاء، يمكن استخدام زيت جوز الهند لسحب السموم والبكتريا من جيوب اللثة، يمكن تجربة هذه الخطوة قبل تفريش الأسنان باستخدام ملعقة من الزيت وتوزيعها داخل الفم على الأسنان واللثة وترك الزيت من 15 إلى 20 دقيقة، أخيرا الشاي الأخضر باعتباره مضاد قوي للأكسدة أثبتت الأبحاث فاعلية مكوناته في محاربة البكتيريا المسببة لأمراض اللثة تحديدا، يعتبر الشاي الأخضر مستخلص عشبي فعال لعلاج التهابات جيوب اللثة إذا تم استخدامه في شكل معجون أو مضمضة.
1- فرش أسنانك مرتين يومياً : واحدة من أفضل الطرق لعلاج جيوب الأسنان هي تفريش الأسنان بشكلٍ منتظم ، من المهم جداً استخدام فرشاة أسنان ذات شعيراتٍ ناعمة حيثُ أن الفرشاة الخشنة ذات الشعيرات الصلبة يمكن أن تتسبب في زيادة أذى اللثة بشكلٍ أكبر ، وفي نفس الوقت قد لا تصلُ الى الأماكن الخفية من اللثة ، كما أنه من الضروري ايضاً الحرص على التفريش المنتظم للاسنان صباحاً ومساءً على حد سواء فهذا سوف سيساعد كثيراً على إزالة بقايا الأطعمة ومستعمرات البكتيريا الموجودة بتلك الجيوب .
2- استخدام فرشاة الأسنان الكهربائية : تتميز فرشاة الأسنان الكهربائية بقدرتها على تنظيف جيوب الأسنان بشكل أعمق من الفرشاة التقليدية والوصول الى الطيّات الخفية من اللثة بشكلٍ كبير وملحوظ ، من المهم أولا التأكد شحن فرشاة الأسنان الكهربائية بعد ذلك يتم وضع كمية ملائمة من معجون الأسنان عليها ثم القيام بتشغيلها ، نظف أسنانك بترتيب الأرباع ، مع التركيز على كل ربعٍ على حدة لمدة دقيقة واحدة ، عند الانتهاء من هذه العملية يتوجب القيام بغسل الفم بالماء ثم تأكد من غسل رأس الفرشاة بشكلٍ جيد .
3- استخدام الخيط مرة واحدة على الأقل يومياً : يعمل الخيط على الدخول بين المسافات الفاصلة بين الأسنان وإزالة الطعام الذي لا تستطيع فرشاة الأسنان الوصول إليه ، يكفي أن تستخدم (30 سم ) من الخيط كل مرّة من أجل تنظيف الأسنان بعمق ، قم بمسك طرفيّ الخيط بين الإبهام والسبابة في كل يد ، ثم قُم بادخاله ما بين أسنانك تباعاً ، بعد ذلك قم بلف الخيط في شكل حرف ( C ) في المسافة الفاصلة بين كل سنتين . من المهم الانتباه والحرص على عدم عقد الخيط في المسافة بين الأسنان ، لأن ذلك قد يؤدي إلى إصابة اللثة بشكلٍ أكبر .
4- استعمل غسول الفم والغرغرة : من المهم الحرص على غسل الفم بأحد انواع الغسولات المخصصة لهذا الغرض والتي تحتوي في تركيبها الكيميائي على مادة اليود ( Iodine 3% ) ذات الخصائص الفعالة في القضاء على الفطريات والقضاء على البكتيريا الموجودة في الفم والحد من تراكمها فوق سطح الأسنان ، كما أنها تحتوي كذلك على مواد أخرى مضادة للالتهاب مثل مادة البنتاميدين ( Benzymadine ) والتي تنتمي الى مجموعة مضادات الالتهاب الإستيرويدية ( Steroidal Anti-Inflamatory ) حيث تعمل هذه المواد على التخلص من التهابات الأسنان والحلق والتقليل من الألم الناشئ عنها .
الاهتمام بالاسنان
5- استخدام مضخة المياه المنزلية : تستخدم مضخات المياه المخصصة لتنظيف الأسنان منزلياً عن طريق إطلاق تيار الماء المركز بين حدود اللثة والأسنان ، أما طريقة استخدامها فهي من خلال ملء خزان المياه الخاص بالمضخة بكمية كافية من الماء ، ومن ثم توجيهُ رأس الجهاز بحيث يكون موجهًا إلى الأسنان مباشرةً وبعدها يتم القيام بتشغيل الجهاز وتمريرة فوق سطح الأسنان وفي النهايات الفاصلة بين عظام السن وسطح اللثة .
تتراوح تكلفة هذا الإجراء عادة بين 1000 الي 3000 دولار أمريكي تقريبا.