التقشير الأزرق Blue Peel
حلم الشباب الدائم، ذلك الحلم الذي يراود الجميع! وليس هناك شئ يدل على الشباب خير من وجهٍ نضرٍ تشرق جميع قسماته، و لعل هذا ما أدى إلى انتشار الكريمات، والمرطبات وكل وسائل تجديد وتلطيف البشرة ومنها "التقشير الأزرق" الذي يعدك بوجه جديد! وربما تمت تسميته كذلك ليداعب تلك الأساطير الطفولية بداخلنا عن الياقوت الأزرق الذي يحقق الأماني ويحمل إكسير الحياة.
لكن دعنا من هذه الدعايات والأساطير ولنتناول الموضوع بشئٍ من التفصيل على وجهيه الجيد والسيء مستعرضين بعض آراء من استخدموه. يقع التقشير الأزرق تحت عنوان التقشير الكيميائي للجلد والذي يعد نوعا من تجديد البشرة أو تكوين سطح جديد لها skin-resurfacing procedure باستخدام مواد كيميائية معينة كحمض الساليسليك Salicylic acid أو الثلج الجاف (ثاني أوكسيد الكربون المجمد) كما سنوضح لاحقاً.
ويتكون التقشير الأزرق من حمض الخليك ثلاثي الكلور Trichloroacetic acid (TCA) بتركيز 15-30% مذاباً في بعض الأصباغ الزرقاء التي تساعد على تغلغله في البشرة والتي يقع تكوينها تحت بند سر المهنة والملكية الفكرية لمبتكرها مؤسسة Obagi الطبية للعناية بالبشرة.
التقشير الكيميائي
التقشير الكيميائي هو علاج لتحسين مظهر البشرة ويعتمد على وضع محلول معين على سطح الجلد وتركه ليتغلغل، وبعد أيام يبدأ الجلد بالتقشر والزوال ليسمح للجلد الجديد ذي المظهر الأفضل والأكثر نضارة بالتكون، والمواد المستخدمة في هذه العملية مواد ذات تأثير جارح wounding agents لذلك تعد هذه العملية عملية ذات طابع اجتياحي invasive ولها مخاطرها التي يجب أخذها بعين الإعتبار.
و تختلف المواد المستخدمة وفقاً لاختلاف طبقة الجلد المراد تقشيرها حيث يوجد
- التقشير السطحي و يستخدم فيه حمض ضعيف كحمض الجليكوليك وفي صورة مخففة أو الثلج الجاف ويعد هذا النوع هو أبسط الأنواع وأكثرها أماناً حيث يمكن استخدامه لجميع أنواع البشرة حتى الحساسة.
- التقسير المتوسط ويعد أكثر عمقاً من النوع السابق و يمكن اعتباره يسبب جرحاً للجلد، ويعد حمض الخليك ثلاثي الكلور هو المكون الأساسي المستخدم فيه، لذا يمكن اعتبار التقشير الأزرق من هذا النوع مع بعض المميزات لصالح التقشير الأزرق.
- التقشير العميق و يعد أكثر الأنواع عمقاً وعنفاً، ويستخدم فيه الفينول ويفضل عدم استخدامه لذوي البشرة الداكنة حيث يمكن أن يعمل على تبييضها.
احصل على السعر المناسب لك لهذه العملية
التقشير الأزرق للوجه
كما أسلفنا يعد التقشير الأزرق نوعاً من أنواع التقشير المتوسط لكنه يتميز بأنه اقل عنفاُ على البشرة كما أن لونه الأزرق يعطي أفضلية في توزيعه على البشرة بشكل متجانس مما يقلل من إحتمالية عدم تجانس لون البشرة بعد انتهاء عملية التقشير. ويستخدم التقشير الأزرق للوجه في علاج حالات عديدة التجاعيد، البقع الناتجة عن التقدم في السن، الندبات، البقع الشمسية، الخطوط المختلفة عن لون الجلد، النمش، ارتخاء الجلد وكذلك حب الشباب. كما يمكن أيضا استخدامها في الوقاية من سرطان الجلد عند وجود بعض الكتل التي يمكن أن تحمل بدايات خلايا سرطانية precancerous.
وتجري العملية بتنظيف الجلد بعناية -ويمكن أخذ بعض المسكنات أو التخدير لتجنب الشعور بالوخز الخفيف أو التوهج نتيجة لتفاعل الحمض مع الجلد، كما يمكن للمراوح أيضا أن تخفف من هذا الإحساس- ثم وضع طبقات التقشير الأزرق حسب الحاجة لمدة تتراوح من 20 إلى 45 دقيقة ثم إزالته باستخدام الماء والكحول.
ويمكنك بعد الجلسة ملاحظة مسحة خفيفة من اللون الأزرق على وجهك والتي تختفي خلال يوم أو يومين مع بداية تقشير الجلد، كما يمكن أن تعاني من بعض التورم، الحكة، الوخز أو الشعور بالتوهج والاحمرار. وتعتمد نتائج جلسات التقشير حسب الحالة على مدة الجلسة، عدد الطبقات المستخدمة، وتركيز الحمض المستخدم كما يمكن تكرار الجلسة بصورة سنوية أو نصف سنوية للحفاظ على النتائج. كما يمكن أيضا استخدام التقشير الأزرق للركبة لتخفيف حدة لونها الداكن في بعض الحالات، بنفس الطريقة السابق ذكرها مع ملاحظة أنها تحتاج عدة جلسات للحصول على نتيجة مرضية، ويمكن استخدامه لعلاج باقي المناطق الداكنة في الجسم كالإبط والرقبة.
احصل على السعر المناسب لك لهذه العملية
مخاطر التقشير الأزرق
ربما تدفعك الدعاية والآراء الإيجابية للمستخدمين عن كيفية زيادة ثقتهم بنفسهم أو إعطاءهم فرصة جديدة لمواجهة المجتمع و كيف تغلب التقشير الأزرق على بعض الحالات المستعصية لحب الشباب إلى التصديق بأنه خال من العيوب، لكن لكل شئ اذا ما تم نقصان، فللتقشير الأزرق بعض الآثار الجانبية التي تتراوح من البسيط إلى الخطير، مع بعض التحذيرات لفئات معينة لتجنب التقشير الأزرق والتقشير الكيميائي في العموم.
و الآثار الجانبية البسيطة كما أسلفنا هي التورم خصوصاً حول العينين، الحكة، الشعور بالوخز والتوهج، الالتهابات البسيطة وتلك المسحة الزرقاء التي قد تكون محرجة بعض الشئ. والتي يمكن علاجها باستخدام المرطبات، المسكنات والهواء البارد وتعد هي الآثار الجانبية الشائعة ولا تشكل سبباً لرفض العملية.
أما الآثار الجانبية الأكثر خطورة فهي تحرشف الجلد scaling، تصبغ الجلد Hyper-pigmentation، ندبات كيلويد Keloid scars، تفاعل حساسية للمركبات الكيميائية المكونة للتقشير الأزرق، زيادة الحساسية لضوء الشمس والعدوى Infection البكتيرية والفيروسية خصوصاً للحالات المصابة سابقاً بالهربس herpes.
و تعد العدوى هي العرض الجانبي الأخطر كون الجلد في حالة ضعف نتيجة للجرح الناتج عن التقشير فلا يمكنه القيام بوظيفته الدفاعية كما يجب، ويمكن تجنب أغلب هذه الآثار الجانبية بإجراء هذه الجلسات عند متخصصين واتباع التعليمات السابقة لجلسة التقشير.
و يجب أيضاً لتجنب هذه الآثار الخطيرة استثناء هولاء المصابين بجروح مفتوحة، قروح، عدوى فيروسية في المنطقة التي سيتم تقشيرها، ذوي الجلد الحساس بشدة، بعض المتعاطين لأدوية معينة والحوامل والمرضعات من قائمة المرشحين للتقشير الأزرق.
كيف أستعد لجلسة التقشير الأزرق؟
أولاً يجب الخضوع لفحص للجلد وللحالة المطلوب علاجها عند متخصص جلدية وذلك لتحديد المناطق التي سيتم تقشيرها وعدد الطبقات المطلوبة، النتيجة التي سيتم الحصول عليها ونسبة الفوائد و المخاطر Risk-Benefit ratio. كما سيجري أيضاً اختباراً صغيراً test spot لتحديد استجابة الجلد للعلاج و استبعاد تحسس المريض تجاه المكونات.
بعد ذلك يتم اتباع نظام خاص للعناية بالجلد فترة أسبوعين أو ثلاثة قبل جلسة التقشير وذلك عبر تنظيفه بعناية مرتين يومياً، استخدام كريم مرطب خاص مرتين يومياً مع استخدام واق ضد أشعة الشمس sunscreen.
ويمكن استخدام بعض الأدوية كالأسيكلوفير acyclovir للوقاية من العدوى الفيروسية أو التريتينوين tretinoin (Retin-A). وتفيد كل هذه الاستعدادات في الحفاظ على الجلد و المساعدة في تقشره بصورة متساوية لتجنب تصبغ الجلد وباقي الآثار الجانبية الآخرى, ويمكن الاستزادة عن خطوات الإستعداد من هنا.
ما الذي أتوقعه بعد الجلسة؟
يجب العلم أنك لن تحصل على الأثر المرغوب في الحال ولكن سيحتاج الأمر بعض الصبر مع بعض الاحتياطات الضرورية أيضاً، حيث يبدأ التقشير في خلال يومين وينتهي في خلال أسبوع إلى عشرة أيام، أثناء هذه الفترة تكون البشرة حساسة لذلك عليك المحافظة على بشرتك من التعرض للشمس مع استخدام واق من الشمس عند اللزوم، ويمكن أيضاً استخدام بعض المستحضرات المرطبة للبشرة.
بالإضافة لذلك يحذر الأطباء من نزع الجلد بيدك، عليك أن تتركه يتقشر بدون مؤثرات خارجية لتجنب أي عدم تجانس في التقشير ربما يؤدي إلى نتيجة غير مرغوبة.
بعد انتهاء هذه الفترة تعود البشرة لحساسيتها الطبيعية ويصبح الجلد ذو مظهر أكثر صحة، جاذبية، نضارة وأقل خشونة و ذلك لتكون جلد جديد بعد التقشير.
وكما أسلفنا، الأمر يعتمد على الفحص المبدئي لتحديد عدد الطبقات اللازمة، وعدد الجلسات المطلوبة لتحقيق النتيجة المنشودة.
لذا في النهاية بعيداُ عن الدعاية و الآراء المتباينة يمكن اعتبار التقشير الأزرق وسيلة أكثر لطفاً من التقشير الكيميائي العادي و تعد آمنة إذا ما تم تنفيذها بالصورة الصحيحة للحصول على بشرة أكثر صحية و جمالاً.