أضرار الزيركون
أصبحت أسنان الزيركون أو الزيركونيا (Zirconia teeth) الخيار الأكثر شعبية بين الأطباء في الآونة الأخيرة لتعويض وترميم الأسنان، فبينما كانت الخيارات الأولى قديماً إما الأسنان و التيجان الذهبية، أو الأسنان المصنوعة من البورسلين فوق الدعامات المعدنية أو كتيجان، أصبحت أسنان الزيركون المفضلة بسبب متانتها العالية ولونها الأقرب للأسنان الطبيعية، بالإضافة إلى سهولة تركيبها التي تتضمن قدراً قليلاً من البرد عند تركيبها كتيجان للأسنان التالفة أو المتآكلة، كما أنه من الممكن تركيبها على على شكل أسنان صناعية مغروسة في الفك دون إثارة حساسية في أنسجة الفك.
والتي تتميز انها تدوم لأكثر من 25 سنة مع مراعاة الحفاظ علي صحة الأسنان وغسلهم باستمرار وتجنب قضم الاظافر او استخدام الأسنان لفتح المعلبات وايضا يفضل استخدام مضمضه مضادة للبكتيريا يوميا وبالطبع المتابعة الدورية مع طبيب الأسنان.
وبينما تعد تلبيسة الزيركون واحدة من أفضل حلول ترميم وتعويض الأسنان وأكثرها أماناً، إلا أن لها بعض العيوب والأضرار، في هذا المقال الموسع المقدم إليكم من تجميلي سنلقي نظرة على أضرار تركيب الأسنان الزيركون المحتملة وكذلك طرق التعامل مع هذه الأضرار وتقليلها إلى الحد الأدنى، لكن تذكر أن معظم هذه الأضرار يمكن تلافيها، وأن ترك الأسنان التالفة أو المتآكلة ليس قراراً حكيماً بأي شكل.
ما هي أسنان الزيركون؟
أكسيد الزركونيوم هو معدن أبيض اللون لا يسمح بعبور الأشعة السينية مثل العظام والأسنان، وقد شاع استخدامه لتشكيل تيجان الأسنان التي تركب فوق الأسنان التالفة أو التي تعاني من فقدان أجزاء منها، أو حتى لتشكيل أسنان صناعية كاملة وتركيبها على شكل غرسات (زراعة الأسنان،) وتتميز تلبيسة الزيركون بلون أبيض (يمكن التحكم في درجته،) كما أنها شديدة الصلابة، ومقاومة للتآكل، ويمتد عمرها لفترات أطول مقارنة مع أنواع الأسنان الصناعية الأخرى، كما أن أنسجة الفم تتقبل الزركونيوم ولا تبدي مقاومة تجاهه، وهذه ميزة هامة جداً عند المقارنة بالغرسات المعدنية.
تصنع أسنان الزيركون بدقة شديدة لكل حالة على حدة، ومن الشائع استخدام أساليب النمذجة بمساعدة الحاسوب (CAD-CAM) للوصول إلى حجم وشكل الأسنان الملائم للفك، وعلى عكس الشائع، لا يعد الزيركون مادة بديلة للبورسلين (الخزف،) فأسنان الزيركون يتم تغطيتها بتاج من البورسلين أيضاً، والفارق أن أن أسنان البورسلين تركب على غرسات معدنية، أما تلبيس الزيركون فتركب على غرسات من معدن الزركونيوم ثم يوضع فوقها تاج من البورسلين.
تركب تلبيسة الزيركون في جلسة واحدة غالباً في حالة التيجان، وفي جلستين في حالة الأسنان المستندة إلى غرسات. وعلى الرغم من حداثتها مقارنة بالمواد الأخرى المستخدمة في تعويض الأسنان، إلا أنها تلقى رواجاً واستحساناً كبيرين بين أطباء الأسنان الذين أصبحوا أكثر اهتماماً بها. على الرغم من كل تلك المميزات، إلا أن شأنها شأن أي تقنية علاجية لا تخلو من بعض المخاطر والأضرار، وفي السطور التالية نستعرض لكم أهم أضرار الزيركون وأكثرها شيوعاً.
1 - الاحتكاك مع الجذور والأسنان المقابلة
تتضمن كلاً من طريقتي تركيب أسنان الزيركون عيوباً متعلقة بالاحتكاك، فتركيبها على شكل غرسات قد يؤدي في بعض الحالات إلى تآكل الأسنان المقابلة نتيجة الاحتكاك المستمر معها بالنظر إلى قوة وصلابة تلبيسة الزيركون، وأيضاً في حالة تركيب أسنان الزيركون على شكل تيجان من الممكن أن تمتد آثار الاحتكاك لتسبب تآكلاً في جذور السن نفسه.
ولتقليل آثار أضرار الزيركون للأسنان من هذه الناحية يجب التأكد من فعل الآتي:
- التأكد من كفاءة وثبات تركيب أسنان الزيركون سواءً كانت أسناناً صناعية أو تيجاناً وأيضاً التأكد من انطباقها بشكل مثالي على صف الأسنان المقابل وعدم وجود أي بروزات قد تساعد على تركيز الضغط على سن معين في الجهة المقابلة.
- ينصح بتجنب القضم وطحن الطعام بقوة بعد إتمام تركيبات الزيركون، وكذلك يجب الامتناع عن صك وصرير الأسنان، وفي حالة وجود مشكلة متعلقة بالتحكم في هذا الأمر يوصى بشدة بارتداء واقيات الأسنان التي تمنع تضرر الأسنان، خصوصاً عند حدوث هذا الأمر في وقت النوم.
- المتابعة الدورية مع طبيب الأسنان كل 6 أشهر على الأكثر لتشخيص أي عوارض لمشاكل في الأسنان والتعامل معها بشكل فوري، كما يجب مراجعة الطبيب في حالة وجود أي ألم متعلق بالأسنان التي تم تركيب الزيركون لها أو الأسنان المقابلة إذا استمر أكثر من 24 ساعة.
2 - عدم تناسق ألوان أسنان الزيركون مع الأسنان الطبيعية
تأتي أسنان الزيركون بلون العظام الأبيض (Bone White) بشكل افتراضي، وفي حين أنه من السهل جداً صبغ تاج البورسلين المثبت فوقها بدرجات اللون الأبيض التي تلائم ألوان أسنان المريض إذا كانت تميل إلى اللون الأبيض الناصع أو حتى تميل إلى الاسمرار أو الاصفرار إلا أن هذا قد لا يكون كافياً في الكثير من الحالات. فبداية لا تتمتع تلبيسة الزيركون بالشفافية الطبيعية التي تتميز بها الأسنان المصنوعة بالكامل من البورسلين أو المصنوعة من مادة Lithium disilicate، وبالتالي من الممكن للعين الخبيرة- ملاحظة الفرق في لون أسنان الزيركون والأسنان الطبيعية.
وعلى الرغم من تلك المشكلة إلا أن أسنان الزيركون تظل المفضلة، خصوصاً في الأسنان الأمامية لتشابه اللون الأبيض لها مع لون الأسنان، بينما قد تظهر الغرسات المعدنية المثبت عليها تيجان البورسلين من بعض زوايا الفم وهو ما يعطي مظهراً سيئاً.
من ناحية أخرى المواد المصنوعة منها أسنان الزيركون مختلفة عن المواد المكونة للأسنان الطبيعية، وهذا يعني أن طريقة تفاعلها مع الأطعمة والمشروبات والعادات الشخصية -خصوصاً على مدى زمني ممتد- تختلف عن طريقة تفاعل الأسنان الطبيعية، مما قد يؤدي في النهاية إلى اختلافات ملحوظة بين ألوان الأسنان الطبيعية وبين أسنان الزيركون.
التعامل مع هذه المشكلة يجب أن يبدأ باختيار أدق وأقرب الألوان إلى لون السن الطبيعي، ومن ثم يجب الاهتمام المستمر بنظافة الفم والأسنان، عن طريق التفريش اليومي، واستعمال غسول فم، وأيضاً استعمال خيوط الأسنان لتلافي تجمع بقايا الطعام واللعاب بين الأسنان، وأخيراً يجب إجراء إزالة الجير وتنظيف الأسنان بصورة دورية في عيادة الأسنان كل 6 أو 12 شهراً على الأكثر.
3 - صعوبة اكتشاف المشاكل تحت تيجان الزيركون
من أضرار تلبيسة الزيركون التي تظهر فقط عند استعمال تلبيسة الزيركون على هيئة تلبيسة (تاج) لتغطية الأسنان التالفة أو المتآكلة أن قوة وصلابة التلبيسات تمنع في الكثير من الأحيان اكتشاف مشاكل الأسنان في طور تكوينها، فقد يفاجأ الشخص مثلاً بنشوء تسوس واستفحاله بدرجة كبيرة جداً دون أن يدري إلا في المراحل النهائية له، كما أن طبيب الأسنان لا يمتلك إلا أدوات محدودة فقط لاكتشاف مشاكل الأسنان تحت تيجان الزيركون.
وللتغلب على هذه المشكلة يجب إيلاء اهتمام أكبر بالكشف الدوري على الأسنان باستخدام أدوات الكشف المتقدمة، مثل أشعة الأسنان، وأجهزة تشخيص التسوس، وعدم إهمال أي مؤشرات على وجود مشكلة في الأسنان حتى وإن كانت بسيطة جداً، مثل الألم، ورائحة الفم السيئة، والتهاب أو تورم اللثة، والخراجات والإفرازات الدموية، والحساسية للمشروبات الباردة أو الساخنة، وأي ملاحظات أخرى قد تظهر على الأسنان وتشي بوجود مشكلة في التلبيسات.
احصل على السعر المناسب لك لأسنان الزيركون
4 - أسنان الزيركون لم تختبر بصورة كافية ومرتفعة التكلفة
لأنها مادة مكتشفة حديثاً، لم تحظ أسنان الزيركون بدراسة كافية بعد مثلما حظيت التقنيات الأقدم (الأسنان المعدنية وأسنان البورسلين،) وبالتالي من المحتمل جداً أن تكون هناك بعض أضرار تلبيسات الزيركون التي لم تكتشف بعد، وعلى وجه التحديد تلك الأضرار التي تحتاج إلى فترة زمنية طويلة نسبياً لملاحظتها وتسجيلها، ولكن بشكل عام لا توجد دلائل على وجود مشاكل محتملة لأسنان الزيركون.
أيضاً نتيجة لحداثتها وعدم اعتياد أطباء الأسنان على التعامل معها بعد، وأيضاً لارتفاع تكلفة معدن الزركونيوم، تعد تركيبات الزيركون أكثر تكلفة بشكل ملحوظ من أنواع تركيبات الأسنان الأخرى، مما يجعلها خياراً أقل جاذبية للذين يبحثون عن تركيبات أسنان اقتصادية. لذا قد يفضل البعض استعمال تركيبات الزيركون في الأسنان الأمامية الظاهرة، بينما يمكن استعمال تيجان البورسلين المستندة إلى غرسات معدنية الأقل تكلفة في الأسنان الخلفية لأنها أقل ظهوراً.
تجربتي مع تركيبات الزيركون
نشارككم مجموعة من تجارب الآخرين مع تركيبات الزيركون، أولا يقول أحدهم أن من تجربته مع هذا النوع من التركيبات وجد أنها تحتاج عناية خاصة جدا بعد التركيب من زيارات المتابعة مع طبيب الأسنان والالتزام بتقنية التنظيف التي يصفها الطبيب طبقا لكل حالة اعتمادا على عدة عوامل تختلف من شخص لآخر، أخيرا لا تسري عليها النصيحة المتداولة في تجنب المأكولات والمشروبات الداكنة التي تؤثر على لون الأسنان ذلك أن الصبغات بشكل عام لا تؤثر على تركيبات الزيركون فيمكنك أن تأكل وتشرب بحرية، كما ينصح المقبلين على الإجراء باستخدام واقي الفم أثناء النوم للحفاظ على تركيبات الزيركون لأطول فترة ممكنة.
التجربة الثانية لأحد المرضى هي أنه لم يعرض عليه اختيار درجة اللون قبل تثبيت تركيبات الزيركون لذلك وجد فرق واضح بين التركيبة والأسنان الطبيعية كما وجد سطح التركيبة مكان المضغ خشنا وعند اللجوء إلى طبيب آخر أخبره أن اللون لا يمكن تغييره بعد التركيب ولكن يمكن تلميع السطح الخشن لذلك ينصح باختيار درجة لون مقاربة للون أسنانك الطبيعي قبل التثبيت.
التجربة الثالثة يقول أحدهم أنه بعد تركيب تلبيسة الزيركون على الضرس بدأ احساس الحساسية عند تناول الطعام، وقد وصف الألم أنه يشبه صدمة أو وخز، وقتها لجأ للطبيب مرة أخرى ليجد أنه بحاجة لتعديل وضع التركيبة لتحسين العضة حيث أنه عند المضغ يتعرض الضروس إلى حركات جانبية ويمكن أن تحتاج التركيبات إلى تعديلات لتلائم تلك الحركات.
أضرار التلبيسات بشكل عام
بالإضافة إلى ما سبق ذكره، هناك بعض الأضرار المرتبطة بتلبيسات الأسنان بشكل عام، مثل الحاجة إلى برد الأسنان قبل تركيب التلبيسات، وحدوث مشاكل متعلقة بعدم الانطباق الكامل والصحيح للأسنان بعد وضع التلبيسات مما قد يؤدي إلى مشاكل في المضغ أو الكلام، وأيضاً زيادة احتمالية تجمع الطعام وحدوث التسوس في حالة عدم إتمام التلبيس بطريقة صحيحة، وزيادة فرصة حدوث مشاكل اللثة في الأسنان التي تم تلبيسها، وأخيراً الحاجة لاستبدال التلبيسات عند انتهاء العمر الافتراضي لها، وهي عملية قد تكون مكلفة ومعقدة ومؤلمة.
كما رأينا، تتمتع تلبيسات الزيركون بالعديد من المميزات، إلا أنها تتضمن أيضاً بعض الأضرار والعيوب، بداية من الآثار المحتملة للاحتكاك مع الجذور والأسنان المقابلة، مروراً باختلاف لونها عن لون الأسنان الطبيعية، وصعوبة اكتشاف الأضرار الحادثة في الأسنان تحت تركيبات الزيركون، وصولاً إلى ارتفاع تكلفتها وعدم اختبارها بشكلٍ كافٍ لحداثتها. أخيراً، تذكر أن خيار تركيب تلبيسات الزيركون أو غيرها يرجع إلى أطباء الأسنان الذين يستطيع تحديد الأفضل والأكثر ملائمة لحالتك.
احصل على السعر المناسب لك لأسنان الزيركون
نصائح بعد تركيب الزيركون
- النظافة اليومية للأسنان مرتين يوميًا على الأقل، واستخدام الخيط وغسول الأسنان.
- تجنب العادات الضارة المؤذية للأسنان مثل قضم الاظافر، أو مضغ الطعام الصلب، والتدخين.
- الفحوصات الدورية، والزيارة المعتادة لطبيب الأسنان.
- الحذر من الأطعمة الملونة فقط تسبب تغيرًا في لون التركيبات مع الوقت.
- الحذر من الصدمات القوية التي قد تؤدي إلى تلف التركيبات.
- استخدام واقيات الفم حال ممارسة رياضات قوية.
اقرأ أيضاً: