الفرق بين الحشوات الضوئية والزجاجية للأسنان
ليس هناك أجمل من أن تنعم بأسنان بيضاء وصافية وملساء خالية من أي تصبغات أو تجاويف. مع ظهور العديد من طرق علاج وتجميل الأسنان، لمعت الحشوات الضوئية والزجاجية وحققت إقبالاً كبيراً. يكثر الظن بأنهما مجرد مسميات لنفس المادة ولا يعلم البعض الفرق بين الحشوة الضوئية والزجاجية. تتميز تلك الحشوات بجماليتها إذ تمنح الأسنان سطحاً أملساً ولامعاً، ولكن لكل منهما خصائصه المختلفة التي تجعله مميزاً. تعرف معنا في هذا المقال من تجميلي على الفرق بين الحشوات الضوئية والزجاجية للأسنان وما هي مميزات وعيوب كل منهما وكيف تختار بينهما.
الحشوات الضوئية والزجاجية
ازداد مؤخراً الإقبال على حشوات الأسنان الضوئية والزجاجية نظراً لما تتميز به من تطابق كبير مع لون الأسنان الطبيعية. كذلك تمتلك تلك الحشوات العديد من المميزات الأخرى التي تجعلها خياراً جيداً لحشو الأسنان.
أولاً: الحشوة الضوئية
تشير إلى حشوات الكمبوزيت أو حشوة الليزر كما يدعوها البعض، وهي حشوات تتميز بجماليتها العالية وتأتي في درجات لون متعددة تتطابق مع الكثير من الأسنان الطبيعية. تتكون حشوات الكومبوزيت من مادة الراتنج مضافاً إليها مسحوق الكوارتز الزجاجي أو السيليكا أو جزيئات السيراميك.
ترتبط حشوات الكمبوزيت مع الأسنان بروابط ميكانيكية كما يلي:
- تحتوي طبقة عاج الأسنان على قنوات تحتوي على ألياف الكولاجين.
- عند معالجة طبقة العاج بحمض الفوسفوريك (Acid etch)، يعمل الحمض على إزالة أي شوائب بقنوات العاج مما يؤدي إلى كشف ألياف الكولاجين.
- عندما يضع الطبيب حشوات الكمبوزيت في التجويف السني، يتغلغل الكومبوزيت إلى قنوات العاج ويتداخل مع تلك الألياف مكوناً روابط ميكانيكية تساعد على تماسك وثبات الحشوات بالأسنان بعد تصلبها بالضوء.
2. الحشوة الزجاجية
تتكون الحشوات الزجاجية من ثلاث مكونات رئيسية هي:
- حمض البوليمر الذائب في الماء.
- الماء.
- مسحوق الزجاج.
تأتي الحشوات الضوئية في حاويتين، تحتوي إحداهما على سائل البوليمر بينما تحتوي الأخرى على مسحوق الزجاج. تتكون الحشوات الضوئية عندما يمزج الطبيب المسحوق والسائل بنسب محددة لتكوين عجينة يسهل وضعها في التجويف السني. ترتبط الحشوات الزجاجية مع الأسنان بروابط كيميائية كما يلي:
- عندما يضع الطبيب الحشوات الزجاجية في التجويف السني، فإنها تبلل سطح الأسنان الداخلي.
- ترتبط تلك الحشوات مع الأسنان بروابط هيدروجينية بين الماء الموجود على سطح السن الداخلي ومجموعات الكاربوكسيل الحرة الموجودة بالحشوة.
- تتحول تلك الروابط الهيدروجينية إلى روابط أيونية حقيقية تدريجياً مما يساعد على تماسك الحشوة مع السن كيميائياً. كذلك لا تحتاج تلك الحشوات إلى ضوء لتلُّصبها إذ يتفاعل البوليمر السائل مع حبيبات الزجاج مكوناً حشوة أكثر متانة وصلابة.
ظهرت أخيراً أنواع مستحدثة من الحشوة الزجاجية تتكون من المكونات السابقة مضافاً إليها مادة الراتنج. ساعدت إضافة الراتنج إلى تحسين خصائص الحشوة الزجاجية فأصبحت أكثر قوة ومتانة.
تستغرق الحشوات الزجاجية التقليدية يوماً كاملاً حتى تتصلب تماماً؛ مما يجعل الفرصة سانحة لامتصاصها الكثير من الماء الذي يقلل من خصائصها. بينما ساعدت إضافة الراتنج إلى تصلب الحشوة الزجاجية خلال نفس الجلسة. فبعد أن كانت تتصلب عن طريق تفاعل كيميائي فقط، يستخدم الطبيب الضوء أيضاً لتصليب مادة الراتنج وبالتالي يمنع امتصاص الحشوة المزيد من الماء.
احصل على السعر المناسب لك لهذه العملية
مميزات الحشوات الزجاجية والضوئية
تمتلك الحشوات الضوئية والزجاجية العديد من المميزات التي قد تضع المريض في حيرة شديدة عند اختيار نوع الحشوة. بالرغم من تعدد مميزات كل منهما، إلا أن لكل حشوة مميزات خاصة تجعلها أكثر تأهلاً للاستخدام في منطقة محددة.
مميزات الحشوات الضوئية
- يتطابق لونها كثيراً مع الأسنان الطبيعية لدرجة قد يصعب تفريقها عن السن؛ لذا فهي تحقق مستوى جمالي عالي.
- تتميز بصلابتها ومتانتها العالية إذا ما قورنت بالحشوات الضوئية؛ لذا فهي من أكثر حشوات الأسنان الدائمة استخداماً.
- لا تحتاج إلى إزالة المزيد من التجويف السني؛ إذ يزيل الطبيب المناطق المصابة بتسوس الأسنان فقط.
- تُعد حشوة متعددة الاستخدامات؛ إذ لا تُستخدم فقط لإغلاق تجاويف الأسنان بل يمكن استخدامها لتجميل الأسنان التي أصابها التآكل أو الكسر البسيط، عن طريق تغطية السطح الأمامي للأسنان المتضررة بطبقة خفيفة من الكومبوزيت على هيئة فينير للأسنان.
- لا تتصلب دون التعرض للضوء، وبالتالي يصبح الطبيب قادراً على تشكيلها جيداً دون الخوف من تصلبها كيميائياً قبل انتهائه.
مميزات الحشوات الزجاجية
تمتلك الحشوات الزجاجية العديد من المميزات التي تجعلها الخيار الأفضل في علاج تسوس الأسنان العميق كما يلي:
يمكن أن ترتبط الحشوات الزجاجية بعاج الأسنان المصاب.
تُطلق الحشوات الزجاجية مادة الفلورايد التي تساعد على إعادة تمعدن طبقات العاج المصابة بالتسوس.
فعندما يصاب عاج السن بالتسوس فإنه يصبح هناك ثلاث طبقات وهي:
- طبقة العاج المصابة اللينة.
- طبقة العاج المصابة الصلبة.
- عاج السن الصحي السليم.
إذا قرر الطبيب استخدام الحشوة الزجاجية يمكنه ترك القليل من الطبقة اللينة (0.5 ملم) مع ترك الطبقة الصلبة المصابة كاملة.
عندما تطلق الحشوات مادة الفلورايد فإنها تتغلغل داخل العاج المصاب وتعمل على قتل البكتيريا وبالتالي تُوقف تقدم تسوس الأسنان.
كما تعمل على تصلب طبقة العاج المصابة مرة أخرى.
لا تؤثر الروابط الضعيفة بين الحشوة الزجاجية وعاج الأسنان على سلامة الحشوة.
يمكن استخدام الحشوات الزجاجية في وجود الرطوبة فلا تتطلب جفاف السن تماماً، وبالتالي يشيع استخدامها في الأطفال حيث لا يمكن السيطرة على الرطوبة بشكل كافي كما في البالغين.
احصل على السعر المناسب لك لهذه العملية
عيوب الحشوات الضوئية والزجاجية
تحمل كلا الحشوتين بعض العيوب على عاتقها والتي قد تكون سبباً كافياً لاستبعاد الطبيب أو المريض استخدام أحدهما وفقاً للحالة.
عيوب الحشوات الضوئية
- تتطلب وقتاً أطول لإنهائها؛ إذ يجب وضعها على صورة طبقات متتالية لا تزيد عن (2) ملم وتعريض كل طبقة للضوء حتى تتصلب تماماً قبل وضع الطبقة الأخرى، فلا يمكن للضوء النفاذ خلال طبقة يزيد سمكها عن (2) ملم.
- نظراً لتطلبها وقتاً أطول؛ فإنه يصعب استخدامها في الأطفال. كذلك تحتاج حشوة الكومبوزيت إلى جفاف التجويف السني تماماً حتى تستطيع التغلغل إلى قنوات العاج والارتباط بالألياف، وهذا ما يصعب تطبيقه في الأطفال.
- لا ترتبط مع العاج المصاب، لذا تحتاج إلى إزالة التسوس كاملاً. إذا كان التجويف السني عميقاً قد تتعرض الأسنان للحساسية المفرطة بعد تثبيت الحشوة؛ مما قد يستدعي إزالة اللُّب وعلاج الجذور.
- مرتفعة التكلفة مقارنة ببعض حشوات الأسنان الأخرى مثل الأملغم.
- لا تدوم لأكثر من خمسة أعوام؛ إذ تتآكل أو تتعرض للكسر مع مرور الوقت.
عيوب الحشوات الزجاجية
- الحشوات الزجاجية ضعيفة جداً مقارنة بحشوات الكمبوزيت؛ لذا فإنها تتعرض للتآكل والكسر بسهولة.
- على الرغم من أنها ذات لون أبيض كالأسنان الطبيعية، إلا أنها لا تتطابق تماماً مع لون الأسنان ويمكن التعرف عليها بسهولة؛ لذا لا يمكن اعتمادها كحشوات تجميلية.
أماكن استخدام الحشوات الضوئية والزجاجية للأسنان
وفقاً لخصائص كل منهما، يمكن تقسيم أماكن استخدامهما كما يلي:
1. أماكن الحشوات الضوئية
يمكن استخدامها في البالغين في الحالات التالية:
- تجاويف الأسنان الضحلة.
- الحواف القاطعة للأسنان الأمامية.
- السطح الأمامي للأسنان الأمامية.
- السطح الإطباقي للأسنان الخلفية.
2. أماكن الحشوات الزجاجية
- تجاويف الأسنان الخلفية القريبة من خط اللثة في البالغين.
- أسنان الأطفال.
- تجاويف الأسنان العميقة كحشوة كاملة أو كقاعدة لحشوة أخرى في البالغين.
اقرأ أيضاً: