البشرة من أكثر المناطق تأثرًا بالتقدم في العمر والعوامل المناخية، ولهذا تبدأ الخطوط الرفيعة والخطوط التعبيرية والتجاعيد في الظهور، ورويدًا رويدًا تفقد البشرة نضارتها وحيويتها، ومع تطور الطب التجميلي وكثرة التقنيات الحديثة ظهر الليزر الكربوني والذي يعد من أحدث التقنيات التي تستخدم في علاج البشرة والتخلص من عيوبها.
ويتم تطبيق إجراء الليزر الكربوني عن طريق فرد طبقة من الكريم المكّوَن من جزيئات الكربون على الوجه لمدة 30 دقيقة، تكون وظيفته كوسط ناقل لتوصيل طاقة الليزر بفعالية إلى طبقات الجلد، حيث يتم تسليط الليزر فوق طبقة المستحضر الكربوني لإزالته وتقشير الجلد بلطف، ويحفز هذا التأثير المزدوج على إنتاج الكولاجين وتضييق المسام وتقليل ظهور الخطوط الدقيقة والتجاعيد.
تتعدد أنواع الليزر الكربوني تبعًا للغرض من هذا الإجراء الطبي والتجميلي، وفيما يلي أنواع الليزر الكربوني:
التقشير الكربوني الحاد: في هذا النوع يتم تسليط أشعة الليزر الكربوني على البشرة والتخلص من طبقة كاملة من البشرة لتحفيز نمو طبقة جديدة بالكامل خالية من العيوب والمشاكل المراد علاجها كالخطوط التعبيرية والتجاعيد والتصبغات وغيرها، وهذا النوع يحتاج إلى فترة طويلة نسبيًا من الوقت للتعافي تتراوح بين 10 - 14 يومًا.
الليزر الكربوني البسيط: تعتمد هذه الطريقة على فرد الكريم الكربوني على بشرة الوجه بشكل متساوي، حيث تتسلل جزيئات الكربون الموجودة في الكريم إلى عمق المسامات لتعمل على تنظيفها جيدًا وامتصاص الزيوت الزائدة وخلايا الجلد الميتة، وبعد أن يجف الكريم على بشرة الوجه، يتم تسليط الليزر بموجات قصيرة المدى بالتدريج على مناطق الوجه المختلفة.
تعمل أشعة الليزر هنا على تغلل كريم الكربون أكثر في عمق المسام، بعدها يتم تسليط أشعة ليزر طويلة المدى لتجذب إليها جزيئات الكربون بما عَلِق فيها من أوساخ و خلايا ميتة لتنظيف البشرة بدرجة أعمق.
توضح الدكتورة نزيهة الزبيدي أن العلاج بالليزر الكربوني مناسب للجميع، ويناسب الذين يعانون من خطوط واضحة في الوجه وتجاعيد ناتجة عن التقدم في العمر والتعرض لأشعة الشمس، وتعتبر علاجات الليزر مفيدة أيضاً للأشخاص الذين يعانون من ندبات في الوجه أو تصبغات جلدية ويرغبون في تقليلها، ولهذا ينبغي مراعاة عدم وجود أمراض جلدية مثل حب الشباب أو أمراض معدية مثل الهربس حول الفم.
يعد الليزر الكربوني من الإجراءات الطبية والتجميلية البسيطة إلا أنها تحتاج لأطباء أو متخصصين على أعلى مستوى من المهارة والخبرة، للحصول على أفضل النتائج، لذلك فإن مسئولية اختيار الطبيب تقع على المريض الباحث عن أفضل نتيجة ممكنة للتخلص من عيوب البشرة، وفيما يلي نذكر أهم النقاط التي يجب مراعاتها عند اختيار الطبيب المناسب لإجراء الليزر الكربوني:
قبل إجراء الليزر الكربوني، يقوم الطبيب بالكشف على البشرة لتحديد خطة العلاج المناسبة، والتأكد من خلوها من أي مشاكل صحية قد تؤثر على النتيجة أو تمنع إجراء الليزر الكربوني مثل حب الشباب النشط و الهربس حول الفم، وعادةً ما يتم علاجها أولًا ثم إجراء الليزر الكربوني.
بعد الكشف على البشرة يتم تحديد عدد الجلسات للوصول للنتيجة المرغوب بها، حيث يوصى إطلاع الطبيب على إجراءات التجميل السابقة في حال القيام بها، وقد يطلب الطبيب التوقف عن التدخين لمدة أسبوعين على الأقل قبل العلاج وبعده لضمان أفضل النتائج.
بعد الانتهاء من فحص البشرة وتحديد الهدف من إجراء الليزر الكربوني، يناقش الطبيب خطة العلاج وعدد الجلسات المطلوبة، قد يلجأ الطبيب للتخدير الموضعي أو الكلي في حالة التقشير الكامل للوجه.
خلال الجلسة يتم توجيه شعاع مكثف من الليزر على البشرة، حيث يزيل الطبقة الخارجية من الجلد، وفي الوقت نفسه يرفع الليزر درجة حرارة الجلد الأساسية "طبقة الأدمة"، مما يحفز إنتاج الكولاجين بمرور الوقت.
أما في حالة إجراء الليزر الكربوني لتنظيف البشرة، فيقوم الطبيب بفرد كريم كربوني على الوجه لمدة 30 دقيقة أو حتى يجف، حيث تبدأ البشرة في امتصاصه، بعدها يسلط الطبيب الليزر على الكريم الكربوني لزيادة تغلغله في البشرة و التصاق الأوساخ والخلايا الميتة جزيئات الكربون، بعدها يقوم الطبيب بتسليط ليزر طويل الموجة لإزالة الكربون وتنظيف البشرة بشكل أعمق، وعادةً ما تستغرق الجلسة ما بين 30 دقيقة وساعتين اعتمادًا على التقنية المستخدمة وحجم المنطقة المعالجة.
بعد الانتهاء من جلسة الليزر الكربوني تصبح البشرة متورمة ومثيرة للحكة، سرعان ما تزول هذه الأعراض خلال ساعات من الجلسة، حيث يمكن استخدام كمادات الثلج لتهدئة البشرة.
عادةً ما تبدأ الطبقة الجديدة في النمو في غضون أسبوع أو أسبوعين، ويستغرق التعافي الكامل نحو شهر، خلال هذا الوقت لا يوصى باستخدام المنتجات التي قد تُهيج البشرة مثل "مستحضرات التجميل"، كما ينبغي تجنب التعرض بشكل مباشر لأشعة الشمس، لهذا يفضل استخدام كريم واقي من الشمس.
تتعدد مميزات الليزر الكربوني بنوعيه البسيط والحاد، حيث لا تقتصر مميزاتها على أنها من الإجراءات الآمنة والبسيطة ونتائجها فعّالة ومبهرة، بل أنها تعزز الثقة في جمال الوجه، وفيما يلي أهم المميزات:
من المتوقع فور انتهاء الجلسة ظهور احمرار طفيف على البشرة سرعان ما يزول، ويلاحظ تجدد نضارة البشرة وتحسن شكلها بعد الجلسة الأولى، وتستمر البشرة في التحسن لتصل إلى أفضل حالاتها بعد أقل من أسبوع من الجلسة، حيث يوصى الأطباء عادةً ب 3 جلسات في المتوسط، لذلك قد تستغرق النتائج النهائية حوالي 3 شهور للظهور بنتائجها النهائية.
ويُلاحظ أصحاب البشرة الدهنية تحسنًا كبيرًا في شكل البشرة وملمسها، حيث يعمل الليزر الكربوني على التقليل من حجم الغدد الدهنية وبالتالي يقلل من إفرازها، وربما لذلك يطلق البعض على هذه التقنية اسم "التقشير الكربوني الهوليودي" لما لها من تأثير واضح وساحر على البشرة.
يقوم بإجراء الليزر الكربوني الأطباء المتخصصين والمتمرسين، وهو من الإجراءات التجميلية غير الجراحية الآمنة على البشرة، إلا أنها قد تنطوي على بعض الآثار الجانبية البسيطة ومنها ما يلي:
“Carbon Laser Peel: A 30-Minute Fix for Your Skin.” WebMD, WebMD, 6AD, https://www.webmd.com/beauty/what-is-carbon-laser-peel.
“Laser Resurfacing.” Skin Experts | American Society for Dermatologic Surgery, https://www.asds.net/skin-experts/skin-treatments/laser-resurfacing.
“Laser Resurfacing - Mayo Clinic.” Top-Ranked Hospital in the Nation – Mayo Clinic, 2 Mar. 2022, https://www.mayoclinic.org/tests-procedures/laser-resurfacing/about/pac-20385114.
Whelan, Corey. “Everything You Need To Know About Laser Carbon Peels.” Healthline, Healthline Media, 20 Nov. 2020, https://www.healthline.com/health/laser-carbon-peel.