تجربتي مع علاج البهاق
عادةً ما يُعتبر توحد لون الجلد هو مظهرٌ من مظاهر الجمال المتعارف عليه، ولكن قد يتفق معنا الكثيرون أو يختلفوا أن أصحاب مرض البهاق لديهم طابعٌ خاص من الجمال، ألا وهو جمال الرضا والتقبل لاختلافهم عن الآخرين. اقرأ معنا في هذا المقال تجربتي مع علاج البهاق والتقنيات والعلاجات المختلفة المستخدمة مع المرض، كما سنقدم تجارب حقيقية لأشخاص مصابين به، لنتعرف معهم على النتائج التي حصدوها بعد استخدام تلك العلاجات.
ما هو مرض البهاق؟
بدايةً ننوه أن مرض البهاق هو مرضٌ جلدي مناعي، وهو يُعد مرضاً عائلياً أكثر منه وراثي، أي أنه يظهر في عوائل معينة دون الأخرى، والتي قد تحمل جين المرض أيضاً ولكن لا يظهر على أفرادها، وللعلم هو مرضٌ غير مؤلم ولا معدي، ولا يسبب أعراضاً سوى تلك البقع البيضاء التي تنتشر على سطح الجلد، والتي تتكون نتيجةً لمهاجمة الجهاز المناعي للخلايا الصبغية، وتسبب تلك الهجمات إما موت الخلايا الصبغية أو توقفها عن عملها، وهو إنتاج صبغة الميلانين التي تُعطي الجلد لونه المميز.
ما هي العلاجات المستخدمة في علاج المرض أو الحد من انتشاره؟
1- العلاج بالكورتيزون:
يكون عن طريق أكثر من شكلٍ صيدلي، فقد يتم تناوله كأقراصٍ بالفم، أو عن طريق الحقن، وكثيراً ما يُستخدم كمستحضراتٍ موضعية.
2- استخدام الكريمات المضادة للمناعة:
تستهدف تلك الكريمات الحد من مهاجمة الجهاز المناعي للخلايا الصبغية، مما يحد من انتشار المرض على أقل تقدير.
3- علاج البهاق بالليزر:
يعتمد على تسليط أشعة الليزر على البقع، بهدف تحفيز عمل الخلايا الصبغية من جديد، وهي طريقة فعالة في حالة علاج منطقة الوجه أكثر منها في علاج اليدين والقدمين.
4- استخدام الأشعة فوق البنفسجية:
سواءً كانت مصدر تلك الأشعة هي الشمس أو أجهزة صناعية أخرى، فإن الدراسات أثبتت جدواها في وقف انتشار البهاق عند بعض الأشخاص، بل والعلاج عند البعض الآخر، وتستخدم أقراص السورالين، أو بعض الصبغات مثل الألتراميلادين قبل التعرض لتلك الأشعة بهدف زيادة قدرة الجسم على امتصاص الأشعة فوق البنفسجية.
5- الطب البديل:
مثل استخدام زيت البرجموت المستخلص من نبات الصبار، قبل تعريض الجلد للأشعة، كما ذكرنا في الفقرة السابقة.
6- العلاج الجراحي:
يلجأ الجراح لهذه الطريقة في حالة فشل العلاج الضوئي، وتستهدف الجراحة أحد أمرين، إما ترقيع الجلد أو زراعة الخلايا الصبغية في المنطقة المصابة.
7- إزالة اللون الطبيعي للأجزاء غير المصابة:
هي إحدى الحلول في حالة انتشار البهاق بنسبةٍ تزيد عن 50% من مساحة الجلد.
احصل على السعر المناسب لك لهذه العملية
تجارب حية للمصابين بالبهاق توضح مدى استجابتهم للعلاج
يجب لفت نظر القارئ الكريم أن الهدف من ذكر تلك التجارب هو تشجيعك وغيرك على العلاج، ونحن نوضح أن البهاق شأنه شأن العديد من أمراض المناعة، التي تحتاج إلى التحلي بالصبر والعزيمة، لأنه وببساطة قد يجرب المريض علاجاً لا يكون سبباً في شفائه، ولكنه يكون سبباً في علاج شخصٍ آخر.
1- رحلة علاج إيريكا بيج التي تكللت بنجاح وصل إلى 100%:
تحكي لنا إيريكا ذات 27 ربيعاً، أنها أصيبت بالمرض وهي في السابعة من عمرها، بدأ معها ببقعةٍ بيضاءٍ صغيرة في منطقة الركبة، وتُخبرنا إيريكا أن جدتها لوالدتها كانت مريضة أيضاً بالبهاق.
شرعت الفتاة في رحلة العلاج منذ الصغر ولكنها لم تحصل على نتائج مرضية، مما أصابها باليأس في باديء الأمر، وازداد الأمر سوءاً عندما نفرت منها الزميلات أثناء المرحلة الثانوية. تُكمل إيريكا قصتها بأنها بعد المرحلة الثانوية انخرطت أكثر في مجتمع المصابين بمرض البهاق، الذي ألهمها العزيمة والإرادة، فبدأت من جديد مرحلة العلاج، وأقدمت على الكريمات التي تعمل إكساب الجلد السمرة الصناعية (Tanner)، فكانت تُطبق الكريم ابتداءً من القدم وحتى أصابع القدمين، وكانت المفاجأة استجابة إيريكا لهذه النوعية من العلاجات، وها هي تحصد نجاحاً وصلت نتيجته إلى 85%، وزادت ثقتها في نفسها أكثر وأكثر بعد تلقيها لكورس يدعم ثقتها في نفسها، ويؤهلها لتقبل شكلها الجديد.
وصلت إيريكا للنتيجة المرجوة وتخلصت نهائياً من البقع البيضاء المزعجة، ومنذ ذلك الوقت وهي تُكرس وقتاً لا بأس به لمساعدة مرضى البهاق ودعمهم.
2- عارض الأزياء الذي تقبل مرضه وتعايش معه:
هي تجربة قد تبدو في ظاهرها سلبية، لكنها في جوهرها تنم على منتهى الإيجابية والتصالح مع النفس، يروي محمود أنه أصيب بالمرض في عمر 13 عاماً وكان في شكل بقعٍ صغيرة ظهرت على أصابع اليدين، ثم أخذت تلك البقع في الانتشار تدريجياً في أجزاءٍ كثيرة من الجسم، في البداية عانى محمود كثيراً من التنمر والأسئلة المحرجة، وكان يسأل نفسه دائماً هل أنا شخص قبيح؟
يقول محمود أنه خاض أساليب علاج مختلفة، وأظهر في مقابلةٍ تليفزيونية أنه غير مقتنع بجدوى العلاج، ولكنه لا ينصح بالتوقف عن المحاولة، فالعلاج الذي لا ينفعك قد ينفع غيرك، واتجه عارض الأزياء إلى نوعٍ آخر من العلاج، ألا وهو رفع المناعة لديه عن طريق ممارسة الرياضة وأن يحيط نفسه دائماً بمحيطٍ إيجابي، حيث يرى هؤلاء الداعمون إنجازاته وعزيمته أكثر مما يرون اختلاف لون جلده.
3- مريض وجد علاجه في أشعة الشمس كمصدرٍ طبيعيٍ للأشعة فوق البنفسجية:
يخبرنا هذا المريض الذي لم يذكر اسمه أنه بدأت الإصابة لديه منذ عام 2009، وكانت عبارة عن بقعٍ بيضاء في أطراف الأصابع وفي منطقة الجبهة، وشرع في التردد على الأطباء وتجربة العديد من وسائل العلاج، التي لم تستطع علاج المرض.
أضاف قائلاً أنه لم يستسلم، وبدأ في دراسة مرض البهاق وأسبابه، وطرق علاجه المختلفة، وعلى لسانه يقول: "بدأت من جديد تجربتي في علاج البهاق بالأشعة"، ويقصد بذلك التعرض للأشعة فوق البنفسجية الصادرة من الشمس في أوقات معينة، لا يتعرض فيها الجلد للاحتراق من أشعة الشمس، هذه الأوقات هي بعد الشروق وحتى العاشرة صباحاً، وقبل الغروب بساعتين تقريباً.
لم يكتف راوي التجربة - وهو يعمل طبيباً بيطرياً - بذلك، ولكنه يقوم بتطبيق دهان التراميلادينين (Ultra- Meladinine)، والذي يعمل على زيادة امتصاص الجسم لأشعة الشمس، كما يُوضح لنا في حديثه أنه قد يستبدل البعض هذا الدهان أو الصبغة بأقراص السورالين المستوردة (لا توجد في الوطن العربي)، وهي مادة تعمل كذلك على زيادة امتصاص الجسم للأشعة.
يضيف أيضاً أنه لا غنى عن استخدام مستحضرات الكورتيزون الموضعية مثل كوليفيت كريم، وبورجازون لوشن، ويوضح أنه استطاع التغلب على المرض لديه بعد المداومة على التعرض للأشعة فوق البنفسجية والاستعانة بعلاج الكورتيزون الموضعي.
بعد مرور شهرين كاملين بدأت تظهر بقع سمراء صغيرة بلون الجلد في داخل المناطق المصابة، وسرعان ما كثرت والتحمت تلك البقع الجديد، معيدةً للجلد في هذه المنطقة لونها الطبيعي.
احصل على السعر المناسب لك لهذه العملية
4- علاج البهاق بالليزر ساعد في الحد من انتشار المرض:
يقول عبدالله من دولة الإمارات: "تجربتي في علاج البهاق بالليزر كانت ناجحة"، فبعد إصابة عبدالله بمرض البهاق في عمرٍ مبكر، تردد على العديد من عيادات الأطباء، وداوم على وسائل العلاج المختلفة، ولكن لم يستطع الوصول للسيطرة على المرض لديه، مما دفعه لزيارة طبيبٍ آخر نصحه ببدء العلاج بأشعة الليزر والتي تعمل على تحفيز عمل الخلايا الصبغية، وبالفعل ظهرت النتائج الإيجابية بعد المداومة على الجلسات الأسبوعية.
5- سيدة مغربية في الثلاثينات تروي لنا كيف تغلبت على مرض البهاق:
تقول السيدة نزهة نزاهت: "تجربتي في علاج البهاق تستحق أن أرويها لكم"، توضح السيدة أن البهاق ظهر لديها على هيئة بقع بيضاء صغيرة ظهرت في الأطراف فقط ولم تكن تنتشر.
تخبرنا السيدة نزاهت أن العلاج الفعال في حالتها كان كريم كلوفات (Clovat)، وهو أحد كريمات الكورتيزون الموضعية، استخدمته بمعدل مرتين إلى ثلاث مرات يوميا لعدة شهور، وبالطبع تحت إشراف الطبيب المختص، وكانت الحصيلة نتيجة رائعة في اختفاء تلك البقع البيضاء بشكل تدريجي.
اقرأ أيضاً
ما الفرق بين البقع البيضاء والبهاق؟