الجلوتاثيون
حققت إبر الجلوتاثيون للتبييض انتشاراً واسعاً حول العالم خلال فترة زمنية وجيزة نسبياً؛ حيث أصبح البعض يرى فيها الحل السحري والأكثر فعالية للتغلب على مشكلات اختلاف لون الجلد والحصول على بشرة رائقة ومتوهجة، خاصة أن تلك الإبر تقوم بتفتيح بشرة الجسم بالكامل ولا يقتصر تأثيرها على إزالة البقع الداكنة والهالات السوداء من منطقة محددة على النقيض من وسائل وأساليب تفتيح البشرة الأخرى.
نعرف من خلال هذا المقال متى تظهر نتائج حقن الجلوتاثيون، وكم يدو تأثيرها، وسعر الإبر، والفوائد والاضرار والعديد من التفاصيل الأخرى.
التركيب الكيميائي للجلوتاثيون
مادة الجلوتاثيون Glutathione هي إحدى المواد المضادة للأكسدة التي يمكن الحصول عليها بشكل طبيعي من خلال عدة مصادر غذائية، تلك المادة بالغة الأهمية بالنسبة للصحة العامة للإنسان وتنعكس عليها بالعديد من الآثار الإيجابية أبرزها المساهمة في القضاء على الجذور الحرة وإصلاح الحمض النووي، كما أن نقص هذه المادة يمثل خطورة على الصحة ولذا يوصي الأطباء أحياناً بالحصول عليها في صورة أقراص مكملات غذائية.
بدأ استخدام إبر الجلوتاثيون للتبييض بعد اكتشاف تأثيرها على لون البشرة؛ حيث أن ذلك المركب يعمل على تقليل مستويات الميلانين في الخلايا ومن ثم يجعل سطح الجلد يبدو أفتح لوناً من الدرجة اللونية الأصلية.
تعد تكلفة إبر الجلوتاثيون المخصصة لتبييض البشرة مرتفعة نسبياً، حيث أن سعر قارورة الحقن نفسها يتراوح ما بين 100 إلى 350 دولار أمريكي وتقل اسعار حقن الجلوتاثيون علي حسب بلد المنشأ ، إلا أن القيمة الفعلية يتم احتسابها بعد إضافة العديد من البنود الأخرى مثل أتعاب الطبيب وقيمة الرسوم المطلوبة من المركز الطبي المجراة به العملية وغير ذلك من الإنفاقات وبناء على ذلك قد تتراوح اسعار جلسات حقن الجلوتاثيون من 150 دولار امريكي الي 800 دولار امريكي .
نتيجة تفتيح للبشرة
ظهرت إبر الجلوتاثيون وتم تطويرها في الأساس من خلال عدد من المراكز والهيئات الطبية الأوروبية، إلا أنها حققت انتشاراً واسعاً ولاقت إقبالاً كبيراً في عدد من الدول الآسيوية والإفريقية وذلك يرجع إلى تزايد أعداد أصحاب البشرة الداكنة في تلك المناطق.
يمكن الحصول على هذا إبر التبييض من هذا النوع من خلال كبرى مراكز التجميل المنتشرة في مختلف الدول الأوروبية وخاصة دولتي بريطانيا وألمانيا، كذلك تقوم بعض مراكز التجميل في الولايات المتحدة الأمريكية بتقديم ذات الخدمة. تتوفر إبر الجلوتاثيون في العديد من مراكز وعيادات التجميل في الوطن العربي وخاصة المراكز الواقعة ضمن الدول التي تتمتع باقتصاد قوي ومستوى عالٍ من الرفاهية، مثل مراكز التجميل الواقعة في منطقة الخليج العربي وخاصة في دولة الإمارات العربية والمملكة العربية السعودية.
خطوات الحقن بالجلوتاثيون
تعتبر عمليات الحقن بشكل عام من الإجراءات الطبية البسيطة الخالية من كافة أشكال التعقيد -على عكس التدخلات الجراحية- والقيام بها لا يتوقف على مدى تطور التقنيات والآليات الطبية المستخدمة بقدر ما يتعلق بمستوى مهارة الطبيب.
يقوم الطبيب في بداية الأمر بتحضير الإبر عن طريق خلط مسحوق الجلوتاثيون مع محلول مائي وإبر فيتامين، ومن ثم يقوم بحقن المريض بهذا المزيج من خلال الوريد أو في العضل، إلا أن أغلب الأطباء يفضلون الحقن في المباشر في الوريد إذ أن ذلك يضمن تحقيق نتائج أقوى وأسرع.
يمكن ملاحظة تأثير إبر الجلوتاثيون بعد الانتهاء من تلقي البرنامج العلاجي كاملاً والذي يتكون في المعتاد من 30 إبرة تقريباً يتم تلقيهم بمعدل إبرتين فقط كل أسبوع.
يختلط الأمر على البعض بسبب المسمى الشائع لهذا النوع من الإبر وهو “إبر تبييض الجسم” أو “إبر التبييض الألمانية”؛ حيث يعتقد البعض أن مادة الجلوتاثيون تعمل على تغيير لون البشرة كاملاً وتحول البشرة الداكنة إلى أخرى شقراء، إلا أن هذا ليس صحيحاً وإن أردنا تحري الدقة يمكن القول بأنها إبر تفتيح -وليس تبييض- البشرة. أحد أبرز العوامل التي تعيب إبر الجلوتاثيون هو صعوبة التكهن بشكل دقيق بالنتائج النهائية التي سوف تتحقق من خلالها؛ حيث أن تأثير مادة الجلوتاثيون على درجة لون البشرة يتوقف على عدة عوامل في مقدمتها الآتي:
نتيجة لحقن البشرة بالجلوتاثيون
تظهر نتائج حقن الجلوتاثيون الأولية بعد حوالي 3 أسابيع، أما النتائج الواضحة فتكون بعد 3 اشهر تقريباً، ولكن يجدر الانتباه إلى أن قوة وسرعة النتائج تختلف بحسب لون البشرة الأصلي، والجرعة وعدد الجلسات.
تجربة حقن بالجلوتاثيون
تحكي إحدى الفتايات من المملكة العربية السعودية عن تجربتها مع حقن الجلوتاثيون لتبييض البشرة، وتقول أنها كانت تجربة مميزة، فقد حاولت استخدام الكثير من الطرق للحصول على بشرة فاتحة، حيث لجأت للعديد من كريمات التفتيح وجلسات النضارة والتفتيح أيضاً ولكن الأمر لم يستمرطويلاُ، وتعود بشرتها إلى اللون الأسمر مرة أخرى، إضافةً إلى عدم حصولها على اللون الفاتح الذي ترغب به.
وقد نصحتها إحدى صديقاتها باستخدام إبر الجلوتاثيون للتفتيح، وبعد استشارة الطبيب تعرفت على فوائد هذه الحقن وعدد الجلسات المطلوبة، وقد شعرت ببعض الألم والتورم بعد عملية الحقن لكنه اختفي بعد فترة وجيزة، وبعد عدة جلسات أصبحت بشرنها فاتحة وأكثر نضارة كما اختفت التصبغات وآثار حب الشباب بها.
تفتيح البشرة
تعتبر عمليات الحقن على اختلاف أنواعها والغرض منها من الإجراءات الطبية البسيطة والتي لا يستغرق التعافي منها فترات طويلة ويمكن للمريض البدء في ممارسة حياته بصورة طبيعية بعد الانتهاء من الخضوع إلى الجلسات مباشرة.
تعد الآثار الجانبية المباشرة للخضوع لجلسات حقن إبر الجلوتاثيون للتبييض متوسطة الشدة وتزول خلال فترة قصيرة من تلقاء نفسها أو قد يتطلب الأمر في بعض الحالات الاعتماد على المسكنات والعلاجات الموضعية الموصى بها من قبل الطبيب، تشمل الآثار الجانبية المباشرة الآتي:
تُعد حقن التبييض مثاراً للجدل في الأوساط الطبية من حيث كونها آمنة أو لا، فمن ناحية الجلوتاثيون مركب طبيعي موجود في الكبد، ومضاد أكسدة قوي، لذا فإن تناول الحبوب عن طريق الفم أكثر أماناً، بخلاف الحقن الذي يثبط تأثير إنزيم تايروسينيز المسؤول عن اسمرار الجلد.
وعلى أية حال فإنه لا توجد تجارب كافية لتأثير حقن التبييض، لذا من المهم عند استخدامها أن يتم ذلك تحت إشراف الطبيب وبجرعات محسوبة ولوقت محدد.
من الآثار الجانبية المحتملة للإبر:
بدائل لتبييض البشرة
لم يتوصل العلم إلى الوسيلة أو المادة التي يمكن أن تحل محل إبر الجلوتاثيون وتحقق ذات النتائج، لكن في ذات الوقت أوصى عدد من أطباء وخبراء التجميل بالاعتماد على عدد من الوسائل التجميلية الأخرى التي قد يكون لها تأثيراً مشابهاً وفي ذات الوقت تعد من الوسائل الآمنة والموثوقة.
تشمل قائمة البدائل مجموعة مستحضرات تجميل البشرة والتي أثبت بعضها فعاليته في تفتيح البشرة وإن كان ذلك يحدث على المدى البعيد وكذلك التقشير الكيميائي والتقشير الكريستالي وتقنيات الليزر وغير ذلك، تلك الوسائل قد لا تكون بقوة تأثير الجلوتاثيون لكنها آمنة أكثر ولا يوجد أدنى خطر من استخدامها.
قوم الطبيب المشرف على على عمليات الحقن بعقد جلسة تشاور مسبقة مع المريض يعرفه خلالها بخطوات العملية والنتائج النهائية المتوقع الحصول عليها من خلالها، كما يتعرف الطبيب خلال تلك الجلسة على التاريخ المرضي للحالة وطبيعة البرامج العلاجية التي كان أو لازال يتبعها للتأكد من عدم وجود ثمة تضارب بينها وبين تركيب الإبر.
قبل وبعد حقن الجلوتاثيون
رغم صعوبة توقع نتائج استخدام إبر الجلوتاثيون إلا أن من الممكن تكوين تصوراً عنها من خلال طرح بعض الأسئلة على الطبيب خلال جلسة التشاور:
يعتمد نجاح عمليات الحقن بشكل عام على مهارة الطبيب المشرف وخبرته، لهذا لابد من اختياره وفقاً لعدد من المعايير منها:
لعديد من الوظائف الحيوية، ومن ثم توالت الدراسات والأبحاث العلمية التي حاولت إيجاد أفضل طرق استخدامه للأغراض العلاجية، وقد كان السير فريدريك غولاند هوبكنز (1861 – 1947) -الحائز على نوبل- أول من وضع للجلوتاثيون مسمى وتوصيفاً.
تم الكشف في وقت متأخر نسبياً عن المزيد من خواص مادة الجلوتاثيون والتي كان من بينها تأثيره على مادة الميلانين وبالتالي إسهامه في تغيير لون البشرة إلى الدرجات الأفتح ومن ثم بدأ الاتجاه إلى استخدامه لأغراض تجميلية إلى جانب الأغراض العلاجية، إلا أن هذا الأمر رغم انتشاره نسبياً لا يزال محل دراسة حتى الآن.