تجميد الدهون
اعتمدت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) تقنية التجميد (Fat-Freezing) للتخلص من الدهون الموضعية للمرة الأولى في 2010 بعد أن ظلت تقنية يشوبها الكثير من الغموض ولا ينتشر استخدامها بين جراحي التجميل والسمنة، ومنذ ذلك الحين انتشرت العديد من أجهزة وتقنيات تجميد الدهون بالليزر وتوسعت مراكز علاج السمنة في استخدام التقنية الوليدة واختبارها وتحسينها مع الوقت، نحاول في هذا الدليل المقدم إليكم من موقع تجميلي التعريف بتقنية تجميد الدهون، وتسليط الضوء على الحالات التي تصلح والتي لا تصلح لها، كما نتعرف عن قرب على مزاياها وعيوبها.
ما هي تقنية تجميد الدهون؟
تعتبر تقنية تجميد الدهون (المعروفة أيضاً باسم الكرايو) تقنية وليدة لعلاج السمنة الموضعية، وفيها يتم إجراء تجميد فعلي لـ الخلايا الدهنية المتجمعة في الجسم عن طريق خفض درجة حرارتها إلى عدة درجات تحت الصفر، وقد أثبتت التجارب السريرية أن هذا التخفيض في درجة الحرارة يؤدي - بعد عدة جلسات في الغالب - إلى تحويل الخلايا الدهنية إلى صورة أكثر قابلية للامتصاص والتصريف داخل الجسم.
تجرى جلسات تجميد الدهون على يد أطباء متخصصين ولا يمكن إجرائها على يد الفنيين وأخصائيي التجميل، وقد يتم إخضاع المريض إلى تخدير جزئي أو موضعي قبل الجلسة وقد يتم إجراء العملية دون أي نوع من أنواع التخدير على حسب حالة المريض وكمية الدهون المتراكمة المستهدفة، وعادة ما تستغرق الجلسة الواحدة 60 دقيقة أو أقل، وقد يقرر الطبيب إجراء جلسة أخرى أو عدة جلسات بعد متابعة الحالة والتأكد من تحقيق تقدم والحاجة إلى الجلسات الإضافية.
الحالات المرشحة لإجراء تجميد الدهون
تعد تقنية تجميد الدهون ملائمة جداً لحالات السمنة الموضعية البسيطة، خصوصاً تلك الحالات التي لا تستجيب للأنظمة الغذائية (الدايت) أو التمارين الرياضية للتنحيف وشد الجسم. أما الذين يعانون من سمنة عامة، أو سمنة موضعية في مراحل متقدمة فلن تكونتقنية تجميد الدهون ملائمة لهم على الإطلاق، حيث يتوجب عليهم التفكير في خيارات أفضل لحالاتهم مثل ربط المعدة أو شفط الدهون.
ولا يجب توقع فقدان كميات كبيرة من الدهون المتراكمة عن طريق التجميد، فان تقنية تجميد الدهون قد لا تفلح في إذابة أكثر من 3 كيلوجرامات من الدهون، أو تقليل محيط الخصر بضعة سنتيمترات فقط، لذا هي غير مناسبة لحالات السمنة الموضعية المتقدمة أو السمنة العامة كما أسلفنا.
احصل على السعر المناسب لك لهذه العملية
الأماكن الصالحة لإجراء تجميد الدهون
يمكن إجراء جلسات تقنية تجميد الدهون على أي مكان في الجسم تقريباً، بما في ذلك البطن والخصر والذراعين والمؤخرة والذقن والعنق، لكن لا يمكن إجرائها لتصغير حجم الثدي لاختلاف الأنسجة والدهون المكونة له عن أنسجة ودهون الأجزاء الأخرى من الجسم. ويمكن للطبيب -بعد معاينة الحالة- تقديم المشورة للمريض بشأن ما إذا كانت كمية الدهون وموضعها ستستجيب لعملية تجميد الدهون أو لا.
إيجابيات تجميد الدهون
ينصح الكثير من الأطباء حالياً باستخدام تقنية تجميد الدهون في حالة قابلية إجرائها، وذلك لمميزاتها الكثيرة، والتي منها:
- أنها عملية غير جراحية ولا تتضمن إحداث شقوق أو إدخال أي شيء في الجسم، وإنما تجرى بالكامل عن طريق جهاز يعمل من الخارج فقط، وهذا يقلل من المخاطر الكثيرة المرتبطة بالعمليات الجراحية مثل التلوث والعدوى والالتهاب والمضاعفات التي قد تحدث نتيجة الجراحة.
- بسبب كونها عملية غير جراحية لن تتضمن ظهور أي ندوب نتيجة إحداث أي شقوق في الجسم وإعادة خياطتها، وهو السبب الذي يمنع الكثير من الأشخاص من إجراء جراحات مثل شفط الدهون.
- بسبب عدم كونها عملية جراحية أيضاً لا تحتاج إلى فترة استشفاء طويلة، إذ يمكن إجراء الجلسة ثم الذهاب إلى المنزل مباشرة، والذهاب إلى العمل في اليوم التالي (إذا م تحدث آلام بسبب الجلسة.)
- تعتبر تقنية تجميد الدهون تقنية آمنة جداً، ومعتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA.)
- فرصة عودة الدهون إلى التكون مرة أخرى ضئيلة جداً، ﻷن تصريف الدهون بعد الجلسات يجري بصورة داخلية وطبيعية، على العكس من جراحات شفط الدهون التي تستخرج فيها كميات الدهون من أنابيب الشفط، وبالتالي تكون هناك فرصة كبيرة نسبياً في عودة الدهون في نفس المنطقة مرة أخرى.
متى تظهر نتائج تجميد الدهون؟
يبدأ التحسن بشكل تدريجي مستمر بعد الإجراء حيث يتم طرد الخلايا الدهنية الميتة من الجسم، بعد أول ثلاث أسابيع تبدأ في ملاحظة بعض التغيير ومع قيام جسمك بعملية التمثيل الغذائي للخلايا الدهنية التالفة ستلاحظ أن المناطق التي تخضع للعلاج أصبحت أكثر نعومة ومشدودة أكثر، تظهر النتائج النهائية الكاملة من ثلاث إلى أربعة أشهر بحد أقصى ستة أشهر مع استمرار النتائج بشكل طويل الأمد
سلبيات والأعراض الجانبية لتقنية تجميد الدهون
كما أن عملية تجميد الدهون تعتبر آمنة جداً وينصح الكثير من الأطباء بها كخيار أول للتعامل مع مشكلات السمنة الموضعية، إلا أن هناك بعض السلبيات والآثار الجانبية المتوقعة لـ تقنية تجميد الدهون، والتي تشمل:
- من المحتمل حدوث ألم أثناء الجلسات أو بعدها مباشرة، وهذا أمر طبيعي تماماً لأن الجهاز المستخدم يعمل على مستوى الأنسجة والدهون، والتي تتخللها الكثير من النهايات العصبية الحساسة، لكن الألم يكون مؤقتاً ومن الممكن التغلب عليه ببعض المسكنات القوية حتى يختفي تماماً.
- من المحتمل حدوث كدمات أو احمرار أو التهاب أو تندبات بارزة في الأماكن التي يتم استهدافها، وطالما كان رأي الطبيب أنها أعراض جانبية عادية فيمكن اعتبارها كذلك، لكن بعض المضاعفات تحتاج إلى إيقاف العلاج فوراً.
- في حالات نادرة جداً قد تعود الدهون إلى التراكم في نفس المكان مرة أخرى، ويمكن تقليل احتمالية حدوث هذه المشكلة بالالتزام الدائم بنظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة باستمرار للحفاظ على النتائج المتحققة.
- في بعض الأحيان قد لا يجدي العلاج أي نفع، وهنا يقرر الطبيب إيقاف الجلسات واقتراح تقنية بديلة على المريض للتخلص من الدهون، وقد يقرر أن الأمر يستحق محاولة أخرى حسب نوعية النتائج التي يراها.
ويمنع تماماً إجراء تجميد الدهون للحوامل والمرضعات، ولمن هم مقبلون على إجراء عمليات جراحية من أي نوع في المنطقة المستهدفة، وكذلك لمن يعانون من أمراض جلدية معينة، ولمن يعانون من مشاكل في الأوعية الدموية مثل مرضى الدوالي، وينصح كذلك باستشارة طبيب متخصص في حالة كون الحالة تعاني من أمراض مزمنة مثل أمراض القلب والسكري والكبد ولمن قاموا بزراعة الأعضاء.
تكلفة عملية تجميد الدهون
في بدايات انتشار تقنية تجميد الدهون كان جهاز تجميد الدهون مكلفاً جداً، وبالتالي كانت جلساته مكلفة في الغالب، ومن الممكن أن تصل إلى 1500 أو 2000 دولار، لكن بعد انتشار التقنية واعتياد أطباء التجميل على استخدام الجهاز، وكذلك ظهور العشرات من الأجهزة التي تعمل بنفس التقنية وانخفاض أسعارها نتيجة المنافسة أصبح من الممكن جداً إجراء جلسات الكرايو مقابل 100 إلى 300 دولار للجلسة الواحدة، وفي بعض الدول مثل مصر والعراق ولبنان وتركيا يمكن إجراء الجلسات دون 100 دولار عند بعض العيادات.
أفضل الدول لإجراء تجميد الدهون
بدأت تقنية تجميد الدهون وتجميد الدهون بالليزر في الولايات المتحدة، وسرعان ما انتشرت في أوروبا ووصلت إلى الدول العربية، وحاليَا يتواجد جهاز الكرايو عند معظم أطباء وجراحي السمنة، وفي المراكز الطبية والتجميلية الكبرى، بداية من دول الخليج العربي التي تتواجد فيها أجهزة حديثة جداً لكن أسعار الجلسات فيها مرتفعة، وحتى الدول العربية المعروفة بانخفاض أسعار جلسات تجميد الدهون فيها.
نصائح قبل وبعد إجراء تجميد الدهون Fat-Freezing
إذا كنت أو كنتِ مقبلة على تجربة تقنية التجميد لإذابة الدهون فعليك مراعاة التالي:
- يجب تجربة الالتزام بنظام غذائي مع التمارين الرياضية أولاً قبل اللجوء إلى جلسات التجميل، فقد تكون الحالة غير مستلزمة لهذا التدخل.
- قد تكون مشكلة الكرش أو بروز البطن غير راجعة إلى تراكم الخلايا الدهنية على الإطلاق، وإنما تكون بسبب عدم قوة عضلات منطقة البطن وارتخائها مسببة بروز الأعضاء الداخلية وظهور هذا الانتفاخ الشبيه بالكرش، هذه الحالة يسهل جداً معالجتها ببعض تمارين تقوية عضلات البطن (عضلات الـ Core muscles تحديداً) مثل تمرين بلانك وتمرين شفط البطن (تمرين Vacuum exercise،) وهذه الحالة لا تلائمها جلسات تجميد الدهون أو أي تقنية تعتمد على استهداف دهون البطن لأن الدهون غير موجودة بالأساس.
- تقنية تجميد الدهون قد لا تكون ملائمة لكل الأشخاص، والطبيب وحده هو القادر على إعطاءك تقديراً بمدى ملاءمتها لحالتك.
- يجب خفض سقف توقعات نتائج الجلسات، ففي أفضل الأحوال لن تخسر سوى بضعة سنتيمترات من محيط خصرك، مشاكل السمنة الأكثر تعقيداً تحتاج إلى تدخل أكبر.
- بعد نجاح الجلسات في إذابة الدهون، يجب الالتزام الغذائي والرياضي لضمان عدم تراكم الدهون مرة أخرى في الجسم.
نصائح بعد تجميد الدهون ؟
- ينصح بارتداء الملابس الفضفاضة وتجنب الملابس الضيقة على المنطقة المعالجة.
- شرب الكثير من المياه ذلك أن شرب الماء والترطيب المستمر يساعد الجسم على التخلص من الخلايا الدهنية بشكل أسرع
- التعامل بلطف مع المنطقة التي تخضع للعلاج سواء أثناء الاستحمام مع تجنب الماء الساخن أو البارد للغاية أو تنشيف الجلد بالتربيت الخفيف دون فرك عنيف.
- الالتزام بنظام غذائي وممارسة الرياضة للمحافظة على النتائج ومنع اكتساب الوزن الزائد و عودة الخلايا الدهنية
احصل على السعر المناسب لك لهذه العملية
التقنيات البديلة والشبيهة
تتشابه نتائج تجميد الدهون مع نتائج عمليات شفط الدهون ونحت الجسم، وإن كان الأسلوب مختلفاً تماماً بين هذه الإجراءات الجراحية. تعتبر جراحات شفط الدهون الأكثر تعقيداً على الإطلاق لأنها تتطلب فتحات جراحية وتحتاج إلى تخدير جزئي أو كل، كما أن نتائجها فورية، أما عمليات نحت الجسم فهي أكثر تعقيداً بكثير من تجميد الدهون، لكنها تتشابه معها في عدم الحاجة لإحداث شقوق جراحية. كما أن بعض تقنيات إذابة الدهون تعتمد على استخدام الحرارة أو الموجات أو أشعة الليزر لإحداث نفس التأثير، وهي تقنيات تعمل بطريقة مختلفة وقد تكون أفضل أو أسوأ من التجميد حسب الحالة. ودوماً ينصح باستشارة الطبيب للعثور على الحل الأكثر ملاءمة.
اقرأ أيضاً:
كل ما تريد أن تعرف عن رجيم الصيام المتقطع
ايجابيات وسلبيات عملية قص المعدة