تشير الدهون الموضعية، أو ما يُعرف بالسمنة الموضعية إلى تراكم الأنسجة الدهنية في مناطق محددة من الجسم، مثل البطن والأرداف والفخذين والذراعين والظهر والوجه والرقبة وغيرها، على عكس السمنة العامة التي تؤثر على الجسم بالكامل.
هذه الدهون العنيدة غالبًا ما تقاوم التغييرات في النظام الغذائي وممارسة الرياضة، مما يشكل تحديًا كبيرًا لمن يسعون إلى الحصول على جسم رشيق ومتناسق، بالإضافة إلى ذلك، تشكل الدهون الموضعية عبئًا صحيًا إضافيًا، حيث ترتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري وأمراض القلب.
غالبًا ما تستدعي الدهون الموضعية العنيدة حلولًا طبية متخصصة، نسلط الضوء في هذا المقال على الطرق غير الجراحية الفعالة لإزالتها، وجلسات تكسير وتفتيت الدهون العنيدة، ولكن تجدر الإشارة إلى أن هذه العلاجات مصممة خصيصًا للتخلص من الدهون الموضعية ولا تعتبر بديلاً عن نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام. كما أنها لا تعالج السمنة أو السيلوليت أو ترهل الجلد.
قد يمتلك البعض وزنًا مثاليًا أو أقل من الوزن الطبيعي ؛ لكنهم في الوقت ذاته يعانون من تراكم الدهون الموضعية في مناطق محددة من الجسم يعود ذلك لعدة عوامل، من أهمها:
الوراثة: تؤثر العوامل الوراثية في توزيع الدهون في الجسم.
نمط الحياة والنظام الغذائي: النظام الغذائي غير الصحي وقلة النشاط البدني يؤديان إلى تراكم الدهون.
التغيرات الهرمونية: مثل البلوغ، أو انقطاع الطمث وأدوية منع الحمل، واختلال أداء الغدة الدرقية كل ذلك يؤثر على خريطة توزيع الدهون بالجسم.
العمر: كلما تقدم الشخص في العمر كلما قلت قدرة جسمه على القيام بعملية التمثيل الغذائي على الوجه الأكمل؛ مما يؤدي إلى زيادة تراكم الدهون.
استمرار الشعور بالإجهاد: لأنه يزيد من إنتاج الكورتيزول المرتبط بزيادة الوزن وتراكم الدهون.
الحميات الغذائية الخاطئة: بعض الحميات الغذائية قد تؤدي إلى تراكم الدهون في مناطق معينة رغم فقدان الوزن بشكل عام.
تتوفر عدة تقنيات غير جراحية لتكسير وتفتيت الدهون المتراكمة في مناطق محددة من الجسم، وتشمل:
تعتبر هذه التقنيات بدائل فعالة للشفط الجراحي، ولكنها قد تتطلب عدة جلسات لتحقيق النتائج المرجوة. من الضروري استشارة الطبيب لتحديد الخيار الأنسب لكل حالة.
عملية إزالة الدهون الموضعية هي إجراء تجميلي يهدف إلى التخلص من تراكمات الدهون العنيدة في مناطق محددة من الجسم، والتي يصعب التخلص منها عن طريق تعديل النظام الغذائي والتمارين الرياضية، لذلك فإن المرشح الأمثل لجلسات تكسير أو إذابة الدهون هو الشخص الذي يتوفر فيه ما يلي:
ــ لديه مناطق محددة يرغب في معالجتها والتي تحتوي على تراكمات دهنية مزعجة، مثل البطن، الأرداف، الفخذين، أو الذراعين.
ــ يتمتع بصحة جيدة بشكل عام، ولا يعاني من أي أمراض مزمنة قد تؤثر على التعافي بعد جلسات علاج السمنة الموضعية.
ــ لديه وزن ثابت: من الأفضل أن يكون وزن المرشح ثابتًا نسبيًا قبل بدء الجلسات، حيث أن الأشخاص الذين يخضعون لتغيرات كبيرة في الوزن قد لا يحصلون على نتائج دائمة، وكذلك الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة.
ــ غير المدخنين لأن التدخين يقلل من تدفق الدم إلى الجلد ويؤثر سلبًا على عملية التعافي.
ــ لديه توقعات واقعية بأن تقنيات إزالة الدهون الموضعية ليست حلاً سحريًا لجميع مشاكل الوزن، وأن النتائج ليست دائمة إذا لم يتم الحفاظ على نمط حياة صحي.
عند التفكير في التخلص من الدهون الموضعية، من الضروري الحصول على مشورة وخبرة طبيب متخصص لضمان النتائج المتوقعة والسلامة، ويُنصح باستشارة عدة أطباء تجميل مختصين، وأيضًا التحقق من تسجيل الطبيب لدى الجهات الطبية الرسمية، ويجب أن يكون الطبيب موثوقًا ويقدم معلومات واضحة ومفصلة حول الإجراءات المتاحة.
معايير اختيار الطبيب المناسب:
ــ التخصص والخبرة: التأكد من أن خبرة الطبيب تشمل التخصص في إزالة الدهون، ومن أنه يجري هذا الإجراء بشكل روتيني ولديه خبرة في مختلف التقنيات المتاحة، مثل الليزر، والتجميد، أو الميزوثيرابي.
ــ السمعة والمراجع: تحقق من سمعة الطبيب واقرأ آراء المرضى السابقين للحصول على فكرة عن جودة الخدمة والنتائج، وطالع صور حقيقية قبل وبعد لتقييم جودة النتائج وتحديد التوقعات.
ــ التواصل والتعاطف: يجب أن يكون الطبيب متاحًا ويستمع إلى مخاوفك وتوقعاتك.
ــ المرافق والتكنولوجيا: تأكد من أن العيادة مجهزة بتكنولوجيا حديثة لضمان جودة الإجراء وسلامة المريض.
ــ الالتزام بمعايير السلامة: يجب أن يكون الطبيب ملتزمًا بجميع معايير السلامة الصحية، وأن يضمن تعقيم الأدوات والمعدات المستخدمة بشكل صحيح.
خلال الاستشارة الأولى لإزالة الدهون الموضعية، ستناقش مع الطبيب أهدافك بشكل تفصيلي، وسيقوم الطبيب بتقييم المناطق التي ترغب في علاجها، ويشرح لك الخيارات المتاحة لك، بما في ذلك نوع الإجراء الأنسب لحالتك مثل تجميد الدهون أو إبر تكسير الدهون أو الليزر، ويوضح المخاطر المحتملة والفوائد المتوقعة، بالإضافة إلى خطة العلاج المقترحة. قد يشمل ذلك:
تتأثر أماكن تراكم الدهون بعدة عوامل، بما في ذلك الجنس والوراثة والعمر، عند الرجال، تتراكم الدهون بشكل شائع حول منطقة البطن وأسفل الظهر، بينما تميل إلى التراكم لدى النساء في مناطق الوركين والفخذين، وذلك بسبب العوامل الهرمونية الفسيولوجية.
تتجمع الدهون الموضعية بشكل رئيسي في عدة مناطق بالجسم. من أبرز هذه المناطق:
تعتبر هذه المناطق الأكثر شيوعًا لتراكم الدهون الموضعية، سواء كانت دهونًا تحت الجلد أو دهونًا حشوية، ولكن قد تختلف من شخص لآخر بناءً على عوامل وراثية وهرمونية ونمط الحياة.
يوضح البروفيسور أحمد قناوي استاذ و استشاري جراحة التجميل بالقصر العيني- القاهرة أن الاختيار بين العلاجات الجراحية وغير الجراحية للتخلص من الدهون ينبغي أن تتم بناءً على التقييم الدقيق لحالة المريض، والنتائج المتوقعة.
ويجدر اعتبار ثلاثة جوانب عند المقارنة بين شفط الدهون التقليدي، وبين الطرق غير الجراحية لإزالة السمنة الموضعية، مثل التجميد والميزوثيرابي، وهي:
1. الإجراء:
"عند النظر في شفط الدهون التقليدي مقابل العلاجات غير الجراحية، من المهم التعرف على أن شفط الدهون يوفر نتائج ملموسة بسرعة ولكنه يتطلب تدخلاً جراحياً وفترة تعافٍ أطول
شفط الدهون هو تقنية جراحية تتطلب تخديرًا عامًا، وكشأن العمليات الجراحية فإنه يحمل مخاطر مثل العدوى والنزيف. ويتم شفط الدهون عن طريق إدخال أنبوب عبر شقوق صغيرة.
أما العلاجات غير الجراحية للتخلص من السمنة الموضعية مثل تجميد الدهون أو إبر تكسير الدهون، فإنها إجراءات طفيفة التوغل، لا تتطلب التخدير ولا تُحدث شقوقًا في الجسم، مما يعني مخاطر أقل.
2. النقاهة: تحتاج الطرق غير الجراحية إلى فترة نقاهة أقصر بكثير مقارنةً بعملية شفط الدهون، حيث يمكن العودة إلى الأنشطة اليومية بشكل فوري، فيما يحتاج المرضى بعد جراحة شفط الدهون إلى فترة راحة وارتداء ملابس ضاغطة وتناول المسكنات.
3. النتائج: قد تكون نتائج العلاجات غير الجراحية أقل وضوحًا إذا ما قورنت بعملية شفط الدهون التقليدية، وتتطلب عدة جلسات لتحقيق النتائج المرجوة. ولكنها في الوقت ذاته قليلة الآثار الجانبية والتي تقتصر في الغالب على بعض الاحمرار والتورم والانزعاج في المنطقة المُعالجة وتزول في وقت قصير.
تعتبر جلسات الكرايو والكافيتيشن من الإجراءات التجميلية الشائعة لتفتيت الدهون ونحت الجسم، ولكنهما تختلفان في آلية العمل.
تعتمد تقنية الكرايو Cryolipolysis على تبريد الخلايا الدهنية بشكل كبير باستخدام النيتروجين السائل، مما يؤدي إلى تجميدها وموتها تدريجيًا، ثم يتخلص الجسم من هذه الخلايا الميتة بعد ذلك عبر التصريف الليمفاوي. أما تقنية الكافيتيشن، فتستخدم موجات صوتية عالية التردد لإنشاء فقاعات صغيرة داخل الخلايا الدهنية، والتي تنفجر وتتحول الدهون إلى سائل يتم طرده من الجسم بشكل طبيعي.
تختلف التقنيتان أيضًا في النتائج حيث أن الكرايو فعال للتخلص من الدهون العنيدة المستعصية في مناطق محددة وإزالة السمنة الموضعية، بينما الكافيتيشن فعّال أكثر في تقليل السيلوليت وتحسين ملمس الجلد وشده.
من المهم استشارة الطبيب ذي الخبرة لتحديد العلاج الأنسب حسب الحالة.
تتضمن الطرق غير الجراحية لإزالة الدهون الموضعية، وجلسات تكسير الشحوم العديد من المميزات، أهمها ما يلي:
توضح الدكتورة غادة المشد، أخصائي أمراض الجلدية والتجميل، أن العلاجات غير الجراحية لإزالة الدهون الموضعية، مثل التبريد والليزر والميزوثيرابي والراديوفريكونسي، غير مؤلمة وآمنة وسريعة التعافي، مما يجعلها الأنسب للمرضى الذين يفضلون تجنب التدخلات الجراحية.
من الطبيعي وجود شعور ببعض الانزعاج وعدم الراحة أثناء الجلسة، ولكنه محتمل ولا يتطلب التخدير، كما أن الآثار الجانبية بعد الجلسة مثل وجود الكدمات أو التورم الخفيف هي أعراض مؤقتة وتزول بمرور الوقت، تختلف وفقًا لكل فرد وحجم المنطقة المعالجة، وكمية الدهون التي تمت إزالتها.
يمكن توقع تحسن ملحوظ في مظهر الجسم بعد إزالة الدهون حسب الإجراء المتبع وعدد الجلسات، حيث تستهدف العلاجات الدهون العنيدة بشكل فعال، مما يعزز تناسق الجسم، وهذه أبرز النتائج:
1. تقليل الدهون الموضعية.
2. تحسن تحديد ونحت الجسم وتناسقه.
3. تحسن صحة ومظهر الجلد بشكل عام.
4. ظهور النتائج بالتدريج: حيث يقوم الجسم بالتخلص من الدهون المتكسرة أو المذابة بشكل طبيعي وبالتدريج، ويُمكن الحفاظ على النتائج باتباع نمط حياة صحي يعتمد تغذية متوازنة وتمارين رياضية متنوعة.
تعد جلسات تكسير الدهون بدون جراحة تعتبر آمنة ومحدودة الآثار الجانبية إذا ما أجريت على يد طبيب متخصص وفي عيادة موثوقة تراعي معايير السلامة، وتقتصر الآثار الجانبية على الاحمرار المؤقت أو التورم البسيط، وبعض الانزعاج أثناء الجلسة، ولكن تظل هذه الأعراض عادةً قصيرة الأمد ويمكن التحكم فيها بسهولة.
American Society of Plastic Surgeons. Nonsurgical fat Reduction. Available at: https://www.plasticsurgery.org... (Accessed: 30 July 2024).
Kania, B. & Goldberg, D. J. (2023) 'Cryolipolysis: A promising nonsurgical technique', Journal of Cosmetic Dermatology. Available at: https://onlinelibrary.wiley.com/doi/full/10.1111/jocd.16039 (Accessed: 30 July 2024).
American Board of Cosmetic Surgery Abcs. Nonsurgical fat Reduction. Coolsculpting, Kybella, sculpsure, UltraShape. Available at: https://www.americanboardcosme... (Accessed: 30 July 2024).
Kubala, J. (2018) 'Is It Possible to Target Fat Loss to Specific Body Parts?'. Healthline. Available at: https://www.healthline.com/nutrition/targeted-weight-loss.(Accessed: 30 July 2024).
Pinto, H. (2015) Local fat treatments: Classification proposal, Adipocyte. Available at: https://www.ncbi.nlm.nih.gov/p... (Accessed: 30 July 2024).