علاج تمدد الجلد
تُعد البشرة أكبر أعضاء جسم الإنسان الحيوية، بامتدادها الذي يبلغ مترين في المتوسط، ووزنها الذي يقترب من 3.6 كيلوغراماً في البالغين. ويلعب الجلد دوراً حيوياً في حماية الجسم من المؤثرات الخارجية، والحفاظ على أعضائه الحيوية، من جهة، كما يُعرَّف المظهر الجمالي للإنسان من جهة أخرى. ويتكون الجلد من ثلاث طبقات؛ القشرة والأدمة والنسيج الدهني (أو النسيج تحت الجلدي). ويتأثر الجلد تأثراً بالغاً بمختلف العوامل الداخلية والخارجية، لا من حيث جانبه الوظيفي فحسب، بل في مظهره الجمالي كذلك. ويلعب الكولاجين دوراً حيوياً في الحفاظ على مرونة البشرة.
اقرأ أيضاً أفضل دكتور جلدية في الشرقية
ما هو تمدد الجلد وما هي علاماته؟
تتسم البشرة بمرونتها وقدرتها على التمدد والنمو والالتئام، كما تتجدد خلاياها بشكل دوري، لكن في بعض الحالات ينمو الجسم بوتيرة أسرع من قدرة خلايا البشرة على مجاراته، مما ينتج عنه علامات تمدد الجلد، وظهور خطوط طولية ممتدة مجعدة وملونة (Stretch Marks). في البداية تكتسب علامات التمدد والخطوط الطولية لوناً أحمر بسبب امتلاكها للأوعية الدموية، وهي المرحلة الأكثر ملائمة لعلاج علامات التمدد في الجلد، قبل أن تتحول تلك الخطوط إلى خطوط بيضاء بنسيج مشابه لنسيج الندبات، مما يزيد من صعوبة علاجها. قد تظهر علامات تمدد الجلد لأسباب متعددة، إلا أن أشهرها وأكثرها شيوعاً هو الحمل، بما له من أثر في ارتفاع الهرمونات التي تضعف ألياف الجلد. إلا أن هذا ليس السبب الأوحد، فكما أسلفنا، يتمدد الجلد بسبب عدم قدرته على مجاراة النمو السريع للجسم خلال وقت قصير، وهو ما قد يتحقق في حالات متعددة مثل:
- زيادة الوزن السريعة أو فترات النمو المفرط في الأطفال خاصة أثناء البلوغ
- الحمل
- جراحات تكبير الثدي
- ممارسة كمال الأجسام
- متلازمة مارفان، وهو مرض جيني يضعف من ألياف الجلد، ويتسبب في نمو غير طبيعي
- ارتفاع مستويات الستيرويدات، إما بسبب تناول أدوية الستيرويدات أو جراء الإصابة ببعض الأمراض، مثل متلازمة كوشينغ
تسعى الكثير من النساء لعلاج تمدد الجلد بعد الولادة لاستعادة مظهر أجسادهن بما يلائم حالتهن النفسية، وبالرغم من أن علامات التمدد الجلدي هي علامات دائمة، إلا أنه من الممكن معالجتها بحيث تقل حتى يصبح من الصعب ملاحظتها. وبما أن علامات تمدد الجلد لا تقتصر على فترات الحمل لدى النساء، بل قد تصيب اليافعين والرجال كذلك، فيمكن لعلامات التمدد أن تظهر في مختلف أجزاء الجسم، مثل الذراعين والثديين والبطن والأفخاذ والمؤخرة. ويستطيع طبيب الجلدية تشخصيها حين رؤيتها، وقد يطلب منك معرفة تاريخك المرضي.
اقرأ أيضا: موستيلا سيروم لعلامات تمدد الجلد
علاج علامات تمدد الجلد
مع التقدم في المجال الطبي، توجد العديد من التوجهات المتبعة للتعامل مع علامات تمدد الجلد، ما بين المنتجات المُستخدمة لتخفيف علامات التمدد الجلدي، أو الوقاية منها، وما بين الإجراءات العلاجية المتبعة لتخفيف آثارها، فعلى الرغم من أن علامات التمدد الجلدي لا تختفي بشكل مطلق، إلا أنه يمكن تخفيف لونها، بحيث لا تبدو واضحة للعين.
تحتوي معظم المنتجات التي تُستخدم في التعامل مع علامات التمدد الجلدي على بضع مواد طبيعية، تهدف إلى تعزيز إنتاج الكولاجين وزيادة مرونة الجلد، بحيث لا تظهر عليه علامات التمدد إلا أن الدراسات العلمية لا تجزم بمدى فاعلية تلك المواد في الوقاية من التمدد الجلدي أو علاجه، وتضم هذه المنتجات مواد مثل:
التريتينوين: تحتوي كريمات التريتينوين على مركب الريتينويد، المشابه لتركيب فيتامين أ، وهي فئة المركبات التي تساعد في زيادة إفراز الكولاجين، ومن ثم يمكنها المساعدة في تخفيف آثار علامات التمدد الجلدي الحديثة، إلا أنها يمكن أن تؤدي إلى احمرار أو تهيج البشرة. وتساعد مركبات الريتينويد في مكافحة التجاعيد كذلك.
معززات الكولاجين: مثل مستخلص بذور الترمس التي تسهم في تعزيز إنتاج الكولاجين، إلا أنه ما من أدلة قوية على أنه يساعد في إخفاء آثار علامات التمدد.
زبدة الكاكاو والشيا وفيتامين ه وزيت الزيتون وغيره من المرطبات: تساعد هذه المواد ومركباتها المرطبة على تنعيم البشرة إلا أنه ما من أدلة قوية على مساهمتها في إخفاء آثار علامات التمدد.
إقرأ أيضاً تقشير الجلد قبل وبعد
كيفية علاج التمدد الجلدي
تشمل العمليات المتبعة لعلاج علامات التمدد الجلدي، تقنيات مختلفة مثل علاج تمدد الجلد بالليزر، وبالتقشير وغير ذلك، وقد يساعد امتلاك بشرتك للمزيد من الكولاجين، على تحقيق نتائج أفضل، وفيما يلي أبرز هذه التقنيات:
1.العلاج بالليزر
يُعد علاج تمدد الجلد بالليزر هو أكثر التقنيات شيوعاً في علاج تمدد الجلد والخطوط البيضاء، وتسهم نبضات الليزر في تعزيز تجديد خلايا الجلد، ما يساعد على شفاء علامات التمدد الجلدي، كما تعزز إنتاج الميلانين، ما يؤدي إلى اختلاط علامات التمدد الجلدي بلون بشرتك الطبيعية، وعادة ما تستغرق جلسات العلاج بالليزر من 30 إلى 90 دقيقة. وتظهر نتائجه خلال عدة أسابيع، مع تجدد خلايا البشرة.
وقد يحتاج العلاج بالليزر إلى جلسات متعددة للوصول إلى نتائج ملموسة بحسب التقنية المختارة في العلاج، إذ يندرج تحته تقنيات متعددة مثل
- الليزر الصباغي النابض وهو عبارة عن نبضات من الضوء المستخدم لعلاج علامات تمدد الجلد الحمراء دون ألم، التي تُهدئ هذه النبضات من الأوعية الدموية الموجودة تحت الجلد والتي قد تسبب ظهور هذه العلامات.
- الفراكشنال ليزر باستخدام ثاني أكسيد الكربون، وهي إحدى أحدث تقنيات الليزر المستخدمة لعلاج علامات تمدد الجلد والخطوط البيضاء، الناتجة عن علامات التمدد الأكثر قدماً.
متوسط التكلفة: بالنظر إلى أن علاج تمدد الجلد بالليزر هو أحد أكثر التقنيات فعالية حتى الآن، فهو الأغلى ثمناً كذلك، إذ يتراوح متوسط علاج تمدد الجلد باستخدام الليزر ما بين 1000 إلى 8000 دولار أمريكي، اعتماداً على الحالة والتقنية المستخدمة.
الآثار الجانبية: يُعد استخدام الليزر إجراء غير تدخلي، ومن ثم فإن آثاره الجانبية تكاد تنعدم، عدا عن احمرار بسيط قد تلاحظه في موضع العلاج. كما أن فترة النقاهة عقبه تقل كثيراً مقارنة بالجراحة التقليدية.
إقرأ أيضاً طرق طبية للتخلص من سترتش ماركس
احصل على السعر المناسب لك لهذه العملية
-
التقشير السطحي بالكريستالات المجهرية (Microdermabrasion)
يُستخدم التقشير بالكريستالات المجهرية لتقشير الطبقة السطحية من البشرة دون ألم، للمساعدة على التخلص من علامات تمدد الجلد والخطوط البيضاء. عن طريق رذاذ من الكريستالات الرملية التي ترش بواسطة جهاز خاص، على الجزء المراد من البشرة، ثم تُزال هذه الكريستالات باستخدام جهاز شبيه بالعصا، مقشراً معه خلايا البشرة الميتة. ولنتائج ملموسة، تحتاج البشرة لجلسات متكررة من التقشير بالكريستالات المجهرية. وتظهر نتائجه على الفور، إلا أنها قد لا تكون نتائج درامية.
الآثار الجانبية: بعد الجلسة، قد تبدو بشرتك جافة بعض الشيء، وقد يصيبها بعض الاحمرار، وستشفى خلال 24 ساعة. وتعتمد نتائج جلسات التقشير على حالة البشرة الأولية.
متوسط التكلفة: يتراوح متوسط الجلسة ما بين 150 إلى 400 دولار أمريكي.
-
الجراحة التجميلية
يُمكن اللجوء إلى الجراحات التجميلية لعلاج علامات التمدد الجلدي عن طريق إزالة البشرة المصابة بعلامات التمدد الجلدي، إلا أن هذا النوع من العمليات التجميلية عادة ما يترك ندبات، كما أنه مؤلم ومرتفع التكلفة. يختلف متوسط التكلفة بحسب المنطقة المراد علاجها، وقد تصل تكاليف الجراحة إلى 5000 دولار.
-
الوخز بالإبر الدقيقة (Microneedling)
تستهدف تقنية الوخز بالإبر الدقيقة الأدمة، وهي الطبقة الوسطى من الجلد، حيث تنشأ علامات التمدد الجلدي، عبر غرز إبر دقيقة في الجلد لتعزيز إنتاج الكولاجين، ما يساعد على إعادة تجديد الخلايا، ما يسهم بدوره في تخفيف آثار علامات التمدد الجلدي. وتحتاج البشرة إلى 5-10 جلسات في المتوسط على مدار الأشهر، للوصول إلى نتائج ملموسة. وتشير الدراسات إلى فعالية هذه التقنية في تخفيف آثار علامات التمدد الجلدي، خاصة في أصحاب البشرة الداكنة. وتظهر نتائجها على الفور، إلا أنها قد لا تدوم للأبد.
التكلفة: يتراوح متوسط تكلفة جلسة الوخز بالإبر الدقيقة ما بين 200 إلى 700 دولار أمريكي، بحسب حالة الجسم، والمنطقة المراد علاجها، وبحسب تكاليف الطبيب.
احصل على السعر المناسب لك لهذه العملية
-
الكاربوكسي ثيرابي
تتكون هذه التقنية من حقن ثاني أكسيد الكربون تحت الجلد، في خلايا المنطقة المقصودة، بهدف زيادة تدفق الدم إليها، ما يسهم بدوره في تحسين مرونة الجلد، وإنتاج المزيد من الكولاجين، وعلاج علامات تمدد الجلد بالتبعية. وهي تقنية غير مؤلمة.
الآثار الجانبية: تُعد تقنية الكاربوكسي ثيرابي إحدى التقنيات الآمنة، ولا تستغرق الجلسة سوى حوالي 20إلى 30 دقيقة، قبل أن يعود العميل إلى ممارسة حياته الطبيعية. ولا تتسبب في آثار جانبية ممتدة، سوى بعض الاحمرار والتورم في منطقة الحقن، والذي عادة ما يزول خلال أسبوع.
التكلفة: عادة ما تتكرر جلسات الكاربوكسي ثيرابي أسبوعياً لمدة 7 إلى 10 أسابيع، للوصول إلى نتائج ملموسة، ويتراوح متوسط تكلفة الجلسة ما بين 75 إلى 200 دولار، حسب الدولة والطبيب والمناطق المستهدف علاجها.
الاستعداد لعلاج علامات تمدد الجلد
تندرج معظم التقنيات المستخدمة في علاج تمدد الجلد تحت فئة الإجراءات غير التدخلية، ومن ثم فإن الاستعداد لها عادة ما يكون هيناً، إلا أن الوصول للتقنية الملائمة هو ما يستغرق الكثير من البحث، لذا عليكِ اللجوء إلى طبيب الجلدية أولاً لتحديد حالة الجلد وأسباب تمدده، وتحديد الطريقة المناسبة لعلاجه. يجب عليكِ مناقشة طبيبك أولاً فيما يتعلق بتوقعاتك ومخاوفك تجاه الإجراء المختار، ومعرفة ما يجب فعله قبله وبعده للوصول إلى النتائج المثلى. كما يجب أيضاً البحث عن الطبيب المتخصص في علاج تمدد الجلد والتأكد من خبراته وشهاداته العلمية.
اقرأ أيضاً: