تقنيات زراعة الشعر
يؤدي الشعر دوراً هاماً في المظهر الخارجي للإنسان، وتعكس صحته صحة الجسم. من ناحية أخرى يؤثر ضعفه وتساقطه على صحة الإنسان النفسية. لذا يهتم الطب التجميلي بالوصول إلى أحدث تقنيات زراعة الشعر التي تمكن الأطباء من استعادة المظهر الصحي للشعر ومعالجة تساقط الشعر والصلع الناتج عن الإصابة أو الأسباب الوراثية.
تهدف عمليات زراعة الشعر 2023 على اختلافها إلى استعادة كثافة الشعر في مناطق محددة تأثرت بفقدان الشعر أو تساقطه، من خلال نقل الشعر من الأماكن الأكثر كثافة إلى الأقل كثافة. وبالرغم من أن زراعة الشعر تجري منذ خمسينيات القرن الماضي إلا أنها شهدت تقدماً واضحاً في العقود الأخيرة.
تتضمن أحدث عمليات زراعة الشعر نوعين رئيسيين من التقنيات، هما: زراعة الشعر بالشريحة (FUT) أو بتقنية الاقتطاف (FUE)، واللتان تندرج تحتهما تقنيات فرعية أخرى لزراعة الشعر. وعادة ما تُجرى عملية زراعة الشعر في عيادة الطبيب باستخدام التخدير الموضعي، إذ لا تحتاج للجوء للتخدير الكلي.
أنواع تقنيات زراعة الشعر
- تقنية الزرع بالشريحة (FUT)
في هذه التقنية، يقتطع الجراح ما يقارب من 15 إلى 25 سنتيمتر من مؤخرة فروة الرأس كثيفة الشعر، ثم يخيط الجرح الناتج عن أخذ هذه الشريحة، والذي يخفيه الشعر المحيط به.
ثم يقوم الطبيب بتقسيم هذا الجزء من الجلد إلى ما يقرب من 200 إلى 500 رقعة صغيرة، تحتوي كل منها على شعرة واحدة أو بضعة شعيرات. ويعتمد عدد الرقع على نوع الشعر ولونه وحالته والمساحة التي يهدف الطبيب إلى زراعتها.
- تقنية الزرع بالاقتطاف (FUE)
على الناحية الأخرى، يلجأ الطبيب عبر هذه التقنية إلى حلاقة جزء من الجهة الخلفية للرأس، وإزالة بصيلات الشعر كل على حدة. قد تظهر نقاط صغيرة بعد تعافي هذه المنطقة، إلا أن الشعر المحيط بها يعمل على إخفائها.
فيما يلي الخطوات الأولى، فلا تختلف التقنيتان كثيراً، إذ ينظف الطبيب المكان المستهدف زراعته بالشعر ويخدره، ثم يشق فتحات باستخدام مشرط أو إبرة، ليضع في كل منها رقعة صغيرة، بما تحتويه من شعر أو بصيلات.
قد تستغرق هذه العملية ما بين 4 إلى 8 ساعات بحسب المساحة المستهدفة. ويمكن تكرار هذه الجلسات تبعاً للنتائج وكثافة الشعر المرغوبة، وبينما يمكنك العودة للمنزل عقب كل جلسة، إلا أن العملية برمتها قد تستغرق ما يصل إلى عامين.
- تقنية الزرع المباشرة (DHI)
تُعد هذه التقنية أحدث تقنيات زراعة الشعر، وتمتلك مميزات عدة بالمقارنة بالتقنيات السابقة، إذ تقل تكلفتها عنهما نسبياً، بالإضافة إلى قصر فترة النقاهة، وارتفاع احتمالية نجاحها. وتتسم خطوات هذه العملية بعدم وجود فاصل بين استخلاص بصيلات الشعر وبين زراعتها وهو ما يمنحها عمراً أطول ويساعدها على الاحتفاظ بخصائصها.
وتختلف هذه التقنية عن التقنيتين السابقتين في ترتيب الخطوات، فبدلاً من استخلاص البصيلات أو الشعر لزراعته ثم تهيئة المنطقة المانحة المستهدفة، يعمل الطبيب على تهيئة المنطقة المستهدفة أولاً قبل فصل بصيلات الشعر، ليتمكن من زراعتها مباشرة، ومن ثم تقليل خطر تعرضها للعوامل الميكانيكية أو الفيزيائية التي قد تؤثر على صحتها.
احصل على السعر المناسب لك لهذه العملية
زرع الشعر الصناعي
برغم انتشار وشيوع مختلف عمليات زراعة الشعر الطبيعي ورواجها بشكل ملحوظ، إلا أن بعض الحالات يكون من المفضل فيها اللجوء للألياف الصناعية دقيقة الصنع والتي تشبه زراعة الشعر الطبيعي كثيرًا.
واحدةٌ من أكثر الحالات التي نلجأ فيها للشعر الصناعي هي حالات الصلع الكامل، والتي لا يتبقى في الرأس أي شعر طبيعي يمكن استخدامه في زرع وتغطية المناطق الصلعاء في الرأس.
كما أن الطبيب قد يلجأ لهذه التقنية بناء على الحالة الصحية العامة للشخص الذي يتلقى الزرع ورأى أنها ستكون أكثر أمانًا ونجاحًا له من تقنيات زراعة الشعر الصناعي.
متى يجب زراعة الشعر؟
قد تتسائل عن السن المناسب لإجراء عملية زراعة الشعر، والإجابة أن خبراء الجلدية والتجميل ينصحون بعدم الخضوع لعمليات زراعة الشعر قبل عمر الثلاثين، فإذا تعرضت لفقدان وتساقط الشعر قبل هذا العمر؛ فعليك بتجربة منتجات منع تساقط الشعر مثل المينوكسديل وغيرها، ولا يجب إجراء أي عمليات زراعة الشعر في هذا السن.
شروط زراعة الشعر:
يجب على الطبيب تقييم الحالة قبل إجراء عملية زراعة الشعر وتحديد ما إذا كانت العملية خياراً مناسباً أم لا، وفيما يلي أهم الشروط التي يجب توافرها في من يخضع لهذه العملية:
- أن تتجاوز أعمارهم 25 عاماً.
- توافر منطقة مانحة للشعر تحتوي على بُصيلات سليمة، على أن لا تكون المنطقة المانحة مُصابة بالصلع أو الثعلبة.
- عدم تناول أدوية السيولة أو مميعات الدم قبل العملية.
ولذا يجب التحدث مع الطبيب وإخباره بتاريخك المرضي وأهم الأدوية التي تتناوله قبل العملية، كم يجب التحدث معه عن توقعاتك من العملية لتحديد عما إذا كانت العملية مناسبة لك أم لا.
الآثار الجانبية المحتملة لتقنيات زراعة الشعر
تعد عمليات زراعة الشعر المختلفة من العمليات الآمنة بشكل عام، إلا أنها قد تؤدي إلى بعض المضاعفات والآثار الجانبية المحتملة مثل:
- النزيف
- الإصابة بالعدوى
- التندب
- نمو الشعر على غير المظهر المعتاد
- عدم نمو الشعر في الرقع الجلدية المستخدمة، ما يعني الحاجة إلى إعادة عملية زراعة الشعر مرة أخرى
- الشعور بالحكة في الرأس أو تورمه
- فقدان الإحساس في مناطق زراعة الشعر
التعافي من زراعة الشعر
بالرغم من أن تقنيات زراعة الشعر لا تحمل آثارًا جانبيةً واضحةً أو مؤلمة، إلا أنها قد تسبب بعضاً من الشعور بالألم، ما قد يستدعي تناول بعض المسكنات. وقد يوصي الطبيب كذلك بتضميد الرأس لحوالي يومين، بالإضافة لبعض الأدوية المضادة للالتهابات أو بعض المضادات الحيوية، بحسب الحالة. ويمكنك العودة لممارسة حياتك الطبيعية خلال 3 إلى 5 أيام.
كما يجب عليك اتباع التوصيات التالية:
- الانتظار لبضعة أيام قبل غسل الشعر بعد زراعته، واستخدام أنواع خفيفة من الشامبو خلال الأسابيع الأولى
- عدم استخدام المشط أو الفرشاة على الرقع المزروعة حديثاً خلال الثلاثة أسابيع الأولى
- عدم ارتداء القبعات أو القمصان المغلقة إلا بعد سماح الطبيب بذلك
- لا تمارس الرياضة خلال الأسبوع الأول
أفضل أماكن زراعة الشعر
تختلف تكلفة زراعة الشعر بحسب الدولة وبحسب خبرة الأطباء، وتتميز بعض البلدان بتقدمها في مجال الطب التجميلي بالتوازي مع انخفاض تكلفة إجراء عمليات زراعة الشعر، مقارنة بالدول الأوروبية والولايات المتحدة. تأتي تركيا على رأس هذه القائمة، إذ تضم عدداً من الأطباء المهرة المتخصصين في تقنية زراعة الشعر المختلفة، علاوة على انخفاض تكلفة هذه العمليات مقارنة بالدول الأخرى، وإمكانية الاستمتاع بزيارة البلاد في الوقت نفسه. وتبدأ تكلفة آخر تقنيات زراعة الشعر من 1400 دولار أمريكي.
كما تضم قائمة البلدان التي تشتهر بأحدث تقنيات زراعة الشعر: الهند وأوكرانيا وليتوانيا.
التكلفة المتوقعة لتقنيات زراعة الشعر
تختلف تكلفة تقنية زراعة الشعر بحسب المساحة المزروعة بشكل أساسي، وتتراوح في المتوسط ما بين 4 آلاف وحتى 15 ألف دولار. وتعتمد التكلفة كذلك على مدى وجود الأطباء المهرة في منطقتك، وعلى خبرة الطبيب، علاوة على التقنية المستخدمة لتقنية زراعة الشعر.
احصل على السعر المناسب لك لهذه العملية
نتائج تقنيات زراعة الشعر
في الطبيعي، ينمو الشعر بمقدار 0.3 ميليمتر يومياً، أي ما يوازي 15 سنتيمتراً في العام. ويتأثر نمو الشعر بعدة عوامل مثل:
- جودة النوم
- شرب كمية كافية من الماء
- مستويات القلق
- ممارسة الرياضة بانتظام
- الحفاظ على نمط متوازن من الغذاء الصحي الذي يحتوي على الزنك والبروتين والحديد وفيتامين ج
تؤثر هذه العوامل بدورها على نتائج تقنية زراعة الشعر بالاقتطاف. عادة ما يبدأ الشعر المزروع في التساقط بعد حوالي ثلاثة أسابيع من إجراء العملية، إلا أنه بوسعك ملاحظة نمو الشعر الجديد خلال بضعة أشهر. ويُلاحَظ نمو ما يقرب من 60% من الشعر خلال 6-9 أشهر.
يتأثر الشعر المزروع بالعوامل المحيطة والمؤثرة على صحة الجسم مثله مثل الشعر الطبيعي، كما أنه معرض للتساقط بمرور الزمن مثل الشعر الطبيعي، لذا يجب العناية به.
المرشحون لزراعة الشعر
على الراغبين في عملية زراعة الشعر في تركيا التحلي ببعض المواصفات التي تسهل من عملية زراعة الشعر وتزيد من احتمالات نجاحها. إذ يجب أن يملك الشخص ما يكفي من الشعر الصحي على جانبي الرأس ومؤخرته. وهو ما يمكن للطبيب تحديده. وتضم قائمة المرشحين لتقنية الاقتطاف:
- الرجال الذين يعانون من الصلع الوراثي
- النساء اللاتي يعانين من رقة الشعر وتراجع كثافته
- الذين تعرضوا لحرق أو إصابة في فروة الرأس أدت إلى فقدان الشعر
بينما لا يوصى بإجراء تقنية زراعة الشعر بالاقتطاف للأشخاص الذين يعانون مما يلي:
- انتشار الصلع أو تساقط الشعر
- سقوط الشعر الناتج عن العلاج الكيميائي أو تناول أنواع معينة من العقاقير
- ندبات فروة الرأس السميكة الناتجة عن الإصابة
الاستعداد لعملية زراعة الشعر
يحتاج المرء إلى الاستعداد لعملية زراعة الشعر من خلال البحث الدقيق عن الطبيب المناسب لإجراء هذا النوع من العمليات، والتأكد من خلفيته العلمية وخبرته المهنية المتعلقة بالتقنية المستخدمة. كما يجب مناقشة الطبيب حول النتائج المتوقعة، وفيما يلي بعض الأسئلة التي قد تساعد على الاستعداد للخضوع إلى أحدث تقنية زراعة الشعر:
- ما هي التقنية المناسبة لحالتي؟
- كم تستغرق من الوقت؟
- هل يجب علي إعادتها مرة أخرى؟
- ما هي النتائج المتوقعة لتلك التقنية؟
- ما هي الاحتياطات التي يجب علي اتباعها قبل العملية؟
- هل يمكنني العودة للعمل بعد تقنية زراعة الشعر على الفور؟
- ما هي الآثار الجانبية المحتملة؟
- هل سأحصل على نتائج دائمة؟
آخر الأخبار عن تقنيات زراعة الشعر
قد يدهشك أن تعلم أحدث ما توصل اليه العلم في تقنيات زراعة الشعر، تقنية زراعة الشعر بالخلايا الجذعية هو حتى الآن نظرية واعدة تشبه كثيرا تقنية زراعة الشعر التقليدية ولكن مع الفارق أنه بدلا من إزالة عدد كبير من بصيلات الشعر لزرعها في مناطق الصلع، تعتمد تقنية الخلايا الجذعية على إزالة عينة صغيرة من الجلد حتى يتم حصاد بصيلات الشعر التي يتم استنساخها في المختبر وزرعها مرة ثانية في فروة الرأس، هذا الإجراء يسمح بنمو الشعر مرة أخرى في المنطقة المانحة التي تم أخذ بصيلات الشعر منها.
اقرأ أيضاً: