خطوات عملية زراعة الشعر
يسعى المئات يومياً حول العالم لإجراء عملية زراعة الشعر بعد النتائج المبهرة التي حققتها خلال الفترة الماضية من قدرتها على علاج مشاكل الصلع والثعلبة وتساقط الشعر بشكل نهائي، ولكن قبل اتخاذ القرار بإجراء العملية لابد من وقت كافي من البحث حول خطوات عملية زراعة الشعر ونتائجها المتوقعة. نستعرض معكم فيما يلي أبرز خطوات عملية زراعة الشعر التي لابد أن تتم خلال أي عملية ومراحل زراعة الشعر والنتائج المتوقعة من العملية بالترتيب.
خطوات زراعة الشعر ما قبل العملية
قبل الخضوع لعملية زراعة الشعر هناك عدد من خطوات الزراعة والمراحل التي يجب المرور بها، أهمها:
مرحلة الكشف وإجراء الفحوصات:
لابد أن يقوم الطبيب أولاً بالكشف على المريض ومعرفة نوع المشكلة هل هي مجرد تساقط للشعر أم هناك شبهة في الإصابة بمرض الثعلبة، أم هو صلع وراثي، كما تساعد تلك الجلسة في تحديد بعض الأمور مثل نوع البشرة ونوع الجلد، ولنفس الأمر عادةً ما يطلب الطبيب بعض الفحوصات لما يخص الشعر وفروة الرأس لتحديد أسلوب الزراعة الأنسب.
كما لابد أن يعرف الطبيب كافة المعلومات الخاصة بالمريض مثل الحالة الصحية العامة، وما إن كان مصاب بأحد الأمراض المزمنة أو المتعلقة بالدورة الدموية أم لا، كما لابد أن يعرف الأدوية التي يتناولها ومعلومات عن تاريخ فقدان الشعر منذ البداية. بالطبع لا يغفل الطبيب أن يضع تصورات واقعية للنتيجة المنتظر تحققها بعد إجراء عملية زراعة الشعر والتي تختلف باختلاف كل حالة.
مرحلة التجهيز للعملية:
بعد تأكد الطبيب من الحالة الصحية للمريض وعدم معاناته من أي مشكلة قد تسبب له نزيف أو زيادة نسبة سيولة الدم بعد العملية، يتم تحضير المريض للعملية، من خلال إجراء بعض الفحوصات والتحاليل التي تسبق التجهيز للعملية مباشرةً، ثم يتم تجهيز الغرفة الخاصة وفقا لأحدث المعايير والمواصفات الطبية، ومن ثم تجهيز الشعر وفروة الرأس وغسلها بمحاليل طبية خاصة.
مرحلة رسم خط الشعر الأمامي:
تعد هذه المرحلة تصورية عن النتائج التي سوف يصل إليها المريض بعد العملية، ولابد أن يقوم بها الطبيب ويأخذ رأي المريض فيها ما إن كان موافقاً على تحديد أماكن بعينها لعلاج مشكلة الصلع أو تساقط الشعر بها، وما هو الشكل المتوقع أن يكون عليه بعد ظهور نتائج العملية، ويجري هذا التخطيط بالقلم كي يكون التصور واضحاً تماماً سواء للأطباء أو المرضى.
احصل على السعر المناسب لك لهذه العملية
خطوات عملية زراعة الشعر
يأتي دور تنفيذ خطوات عملية زراعة الشعر الفعلية بعد الاتفاق على النتائج المنتظرة منها وبعد تحضير المريض للعملية، ويمكننا القول بأن هناك هناك 4 خطوات رئيسية لعملية زرع الشعر، وهي: تخدير المريض ولو جزئياً، استخراج وحدات الاقتطاف من المنطقة المانحة، إنشاء مكان أو عدة نقاط للزراعة والتي يُطلق عليها المنطقة المستقبلة، وأخيراً غرس وحدات الاقتطاف في المنطقة المستقبلة.
أولاً: مرحلة التخدير
تتم عملية زرع الشعر الطبيعي تحت التخدير الموضعي سواء للمنطقة المانحة أو المنطقة المستقبلة للشعر، وقد يحتاج الطبيب إلى تعزيز جرعة التخدير باستخدام بوبيفاكايين إضافية 0.25 ٪ في كلا منطقتي فروة الرأس قبل خروج الحالة من غرفة العمليات، ولكن لا داعي للقلق، فعادةً ما يكون هذا التخدير الإضافي بهدف ضمان عدم شعور المريض بأي ألم ولا حتى الألم الخفيف بعد العملية.
ثانياً: مرحلة اقتطاف البصيلات من المنطقة المانحة
يتولى الطبيب مهمة اقتطاف وحدات بصيلات الشعر من المنطقة المانحة وعادةً ما تكون تلك المنطقة المانحة هي الجزء الخلفي من الرأس أو شعر الصدر أو حتى شعر الظهر، وعند التأكد من سريان المخدر بجسم المريض.
يقوم الطبيب باستهداف بصيلات الشعر التي تم تحديدها مسبقاً في أي من المناطق المانحة التي سبق و ذكرناها والتي لا تحتوي على أي بصيلات صغيرة أو قابلة للتلف مستقبليا. يذكر أنه يتم اختيار البصيلات الصالحة للاقتطاف على حسب الهدف منها ومدى احتياج المنطقة المستقبلة لهذه البصيلات، فلابد أن تكون تلك البصيلات قوية وطويلة ويحفز لو كانت كثيفة أيضاً.
يتم استهداف البصيلات التي تحتوي على من 2-3 شعرات في أغلب الحالات، حتى تكون قادرة على شغل المناطق التي تحتاج لملء الفراغات الكبيرة في فروة الرأس مثل منطقة التاج الأمامية وما خلف الخط الأمامي للشعر ومنطقة الصلع الشهيرة.
يرى بعض الأطباء المتخصصين أن البصيلات التي تحتوي على شعرة أو اثنين فقط، فإنها تكون مناسبة لتخطيط الخط الأمامي للشعر؛ لأن هذه البصيلات الفردية تساعد الطبيب على تصميم الخط بدقة ومنحه مظهراً طبيعياً أكثر.
خلال مرحلة اقتطاف البصيلات، يقوم الطبيب بفرز هذه البصيلات بحسب حجمها كما سبق وأوضحنا وكذلك على أساس كفاءتها وملائمتها للمناطق المعنية بالزراعة حيث تكون البصيلات الأفضل هي الأجدر أن يتم زراعتها في خط التاج وزراعة مقدمة الرأس.
يتم حفظ البصيلات المُقتطفة من المنطقة المانحة في سائل خاص يسمى "هايبوثيرموسول" وتعد تلك الخطوة من أهم مراحل زراعة الشعر حيث أن هذا السائل يمنح البصيلات حيوية ونشاط لحين أخذها مرة أخرى لزراعتها، كما يحافظ هذا السائل على المواد الحيوية وعوامل النمو بالبصيلات ويحميها من التلف بسبب العوامل الخارجية مثل الحرارة والرطوبة.
بعد ذلك يقوم الطبيب بتضميد المناطق التي تم اقتطاف البصيلات منها سواء كانت بفروة الرأس أو بأي مكان آخر بالجسم، كما يقوم بتطهيرها استعداداً لاستخدامها في المرحلة التالية.
احصل على السعر المناسب لك لهذه العملية
ثالثاً: مرحلة فتح القنوات المستقبلة
يعرف كل المتخصصين أن تلك الخطوة من أهم مراحل زراعة الشعر ، حيث يتم فتح قنوات حاضنة للبصيلات الجديدة في المناطق المتضررة كالتي تعاني من الشعر الخفيف أو الصلع، ويمكننا وصفها ببساطة بأنها تلك الفجوات التي تستقر بها البصيلات الجديدة ويكون لها مواصفات معينة مثل الاتجاه المناسب للفتح، والعمق المحدد والمساحة.
هناك بعض التقنيات الحديثة التي يعتمد عليها الأطباء في كيفية زراعة الشعر للحصول على المواصفات الأساسية والمثالية لفتح تلك القنوات بحيث تكون مشابهة تماماً للقنوات الأصلية للشعر المتساقط، ومنها تقنية القنوات المائلة OSL وكلما تمت هذه الخطوة بدقة كلما ضمنت الحصول على نمو شعر مثالي وفق سلامة الفتح والعمق وكذلك زاوية نمو الشعر الجديد.
رابعاً: مرحلة غرس البصيلات في المنطقة المستقبلة
تعد تلك هي المرحلة الأخيرة من خطوات عملية زراعة الشعر، حيث يكون الطبيب قد وضع خطة مسبقة لتوزيع البصيلات الجديدة على المناطق المستقبلة التي تعاني من الصلع أو الشعر الخفيف، وتعتمد تلك الخطة على كثافة الشعر المطلوبة والأماكن التي سوف تستقبل البصيلات الجديدة كما سبق وأوضحنا.
يتم غرس بصيلات الشعر المزروعة على مراحل، بحيث تكون كل مرحلة مستهدفة لمنطقة معينة من فروة الرأس، فمثلاً توزيع البصيلات في منطقة التاج يكون مختلفاً عن توزيعها في منطقة مقدمة الرأس والخط الأمامي للشعر من حيث الاتجاه ودرجة الكثافة.
لا جدال أن هذه المرحلة تحتاج إلى الدقة المتناهية حيث يجب أن تُزرع البصيلات بالاتجاه والعمق المناسبين بحسب طبيعة كل منظفة، حتى ينمو تمامًا كالشعر الأصلي للمريض وهنا يكون الاعتماد على الزراعة بتقنية الاقتطاف أفضل وأكثر دقة في نتائجه.
بعد الانتهاء من زرع كل بصيلات الشعر، يتم انتظار المريض حتي يفيق من التخدير ولا يحتاج الأمر سوى للراحة بعض الساعة ثم يستطيع الخروج من المستشفى أو المركز والعودة لحياته بشكل طبيعي مع استمرار المتابعة مع الطبيب وفق جدول يتم الاتفاق عليه.
احصل على السعر المناسب لك لهذه العملية
نتائج عملية زراعة الشعر
بعد انتهاء خطوات زراعة الشعر كاملة، يبدأ كل مريض في انتظار ظهور نتائج عملية زراعة الشعر للاطمئنان على نجاح عمليته ولكن الأمر الواجب مراعاته أن تلك النتائج لا تظهر سريعاً وإنما يحتاج الأمر إلى الانتظار وعدم القلق.
لابد وأن يشرح الطبيب المعالج للمريض متى تظهر نتيجة عملية زراعة الشعر وما النتائج المتوقعة بدقة كي لا يصاب بخيبة أمل عندما لا يلاحظ ظهور النتائج المرتقبة سريعاً، بل إنه في البداية لابد وأن يسقط كافة الشعر الذي تم زراعتها خلال العملية تمهيداً لإنبات الشعيرات الجديدة في نفس المناطق، ويتم ظهور نتائج زراعة الشعر الطبيعي على النحو التالي:
الأسبوع الأول: لابد وأن يكون المريض حريص جداً في تعامله مع فروة الرأس بعد العلمية فلا يستخدم معها الشامبو أو أي نوع من المنظفات كما لابد أن يتم النوم على وضعية لا تسد المسام التي تمت الزراعة بها، بخلاف عدد آخر من التعليمات يوصي بها الطبيب خلال الفترة الأولى من العملية للتقليل من آثار التورم أو الإحمرار الناتجة من عملية الزراعة.
الأسبوع الثاني: يلاحظ المريض اختفاء التورم والإحمرار تدريجياً من مكان زرع الشعر خلال الأسبوع الثانية من العملية، بل سيظهر بدلاً منهم بعض القشور وتكون تلك تمهيد لبداية تساقط الشعر المزروع في المنطقة المستقبلة وهي الفترة التي يجب فيها الاهتمام بترطيب تلك المنطقة ببعض المستحضرات التي يصفها الطبيب.
الأسبوع الثالث: سيتم خلال الأسبوع الثالث تساقط الشعيرات التي تم زراعتها ولكن لا داعي للقلق فهذا أمر طبيعي، ويعد تمهيداً لمرحلة جديدة من ظهور شعر جديد صحي وأكثر كثافة. لابد أن تكون كل الشعيرات القديمة قد سقطت بنهاية الأسبوع الرابع.
الشهر الثاني: يلاحظ المريض خلال الشهر الثاني من عملية أنه عاد لمظهره الأول وأن المناطق التي كانت تعاني من الشعر الخفيف أو الصلع عادت لما كانت عليه قبل العملية بعد تساقط الشعر المزروع منها، ولكن في الحقيقة أنه وقتها فقط تكون فروة الرأس على استعداد إنبات بصيلات جديدة بعد أن تكون أخذت فترة راحة لجذور الشعر قبل أن تعود وتنمو من جديد بشكل أقوى من الشعيرات الأولى التي سقطت.
خلال الشهرين الثالث والرابع: يبدأ الشعر الجديد بالظهور تدريجياً في المنطقة المزروعة وتكون البصيلات الجديدة لازالت صغيرة إلا أنها نتائج تبشر ببداية ظهور الشعيرات الصحية الجديدة والتي كانت منتظرة حتى لو كان شكلها رقياً ورفيعاً بدرجة كبيرة.
الشهرين الخامس والسادس: لا تزيد نسبة نمو الشعر خلال الشهرين الخامس والسادس في أغلب الأحيان عن 20% من الشعر المزروع ولكن لا داعي للقلق، فهذه معدلات طبيعية ولا تعتبر متأخرة، حتى أن الأطباء يعتبرون الشهر السادس من إجراء عملية الزراعة هو الوقت الفعلي لبداية ظهور أول نتيجة ملموسة ومرضية بالنسبة لمرضاهم .
الشهور السابع والثامن والتاسع: يلاحظ المريض خلال الأشهر الثلاثة نمو الشعر في المنطقة المزروعة بشكل أفضل مما سبق حتى يصبح أكثر كثافة وطولاً ويصبح قابلاً للتسريح بعد ان كان مجرد شعر قصير وغير سميك ووقتها يشعر المريض بطمأنينة حقيقة من أن العملية سوف تحقق النتائج المرجوة منها ووقتها يكون أكثر وقت تظهر فيها نتائج زراعة الشعر قبل وبعد.
من الشهر التاسع حتى الشهر الثاني عشر: تكون عملية زراعة الشعر قد حققت النتائج المرجوة منها بنسب تتخطى 85% لدى أغلب الحالات ويكون الشعر الجديد قد ظهر تقريباً كاملاً وغطى المنطقة المزروعة وأصبح يمكن تسريحه وغسله والتعامل معه بشكل طبيعي تماماً، أما عن النسبة المتبقية من نتائج العملية فإنها تتحقق خلال الشهور الأولى من العام الثاني من العملية ولا يكون هناك حاجة إلى القلق بشأنها.
اقرأ أيضاً: