الشعر تاج المرأة، يزيد من جمالها، وتعتز به وتتفاخر. ولا تدخر النساء جهداً في سبيل الحفاظ على جمال شعرهن وجاذبيته. ولأن للشعر أهميته في المظهر عموماً وللنساء خصوصاً، فإن فكرة التعرض لتساقط الشعر في حد ذاتها فكرة مرعبة بالنسبة للنساء.
أما الصلع المبكر فكابوس مفزع بالنسبة للنساء اللاتي يقلقهن لمجرد التعرض لترقق الشعر. ولا يمكن عدّ نتائج الدراسات العلمية التي تفيد بأن تساقط الشعر (وخاصة إذا بدأ في سن مبكر) يؤثر على ثقة النساء بأنفسهن.
فما هو الصلع الوراثي المبكر للنساء ، وما أهم طرق علاجه؟ وكيف يمكن تجنب تفاقم هذه المشكلة؟ ما هو علاج الصلع الوراثى عند النساء بالميزوثيرابي ؟ وهل يختلف عن حقن البلازما وعن علاج الشعر بالبروتين أو الفيلر أو الكيراتين؟ هذا ما سنعرفه معاً في هذا المقال.
الصلع الوراثي عموماً هو أحد صور تساقط الشعر التي ترجع لأسباب وراثية وجينية. ينتشر هذا النوع أكثر في الذكور ويعرف باسم الصلع ذو النمط الذكوري (Male Pattern Baldness) حيث يبدأ مع سن الثلاثين التي ينحسر فيها شعر رأس الرجل عن الجبهة على شكل حرف M، وتتفاقم الحالة حتى تصل إلى الصلع الكلي أو الجزئي.
أما الصلع الوراثي المبكر لللنساء (Female Pattern Baldness) فيختلف تماماً في شكله، إذ لا ينحسر الشعر عن الجبهة، ويتوقف عند حدود ترقق شديد للشعر ونادراً ما يصل لمرحلة الصلع الكلي أو الجزئي.
ولأن الصلع الوراثي عند النساء يبدأ عند سن الأربعين (أو قبلها بقليل في حالات الصلع المبكر)، فمن المهم استبعاد كافة الأسباب الأخرى للصلع حتى يكون العلاج مناسباً ويساعد على تحسن الحالة. وفيما يلي سنناقش أهم طرق علاج الصلع الوراثي عند النساء.
الأسباب الحقيقية لتساقط الشعر وضعف البصيلات وإصابتها بالشيخوخة المبكرة في الصلع الوراثي المبكر عند النساء ما تزال مجهولة. من العلماء من يرجعها إلى الاضطرابات الهرمونية التي تحدث في الجسم في مرحلة انقطاع الطمث، ومنهم من يرجعها إلى تزايد نسبة بعض الهرمونات الذكورية مثل هرمون داي هيدرو تستوستيرون DHT الذي يتسبب في نقص تغذية البصيلات،.
آخرون يرجعون الأمر إلى مهاجمة الأجسام المناعية لبصيلات الشعر مسببة تساقطها. وأياً كان السبب فإنه مازال يختلف من حالة لأخرى مسبباً اختلاف طريقة العلاج المناسبة.
هناك العديد من الأدوية التي تزعم قدرتها على استنبات الشعر من جديد في حالات الصلع الوراثي المبكر للنساء، ومن بين هذه العقاقير مثلاً:
طور الأطباء عقار المينوكسيديل في محاولة لعلاج ضغط الدم المرتفع. يرخي هذا العقار جدران الشرايين مما يقلل الضغط المرتفع ويسمح بتدفق كميات أكبر من الدم فيها.
وقد لوحظ من بين الأعراض الجانبية لهذا العقار أنه يتسبب في زيادة نمو الشعر نتيجة زيادة تدفق الدورة الدموية إلى البصيلات، ومن ثم يعمل على إعادة تنشيط البصيلات وزيادة نمو الشعر.
ولهذا طور العلماء تركيبة سائلة موضعية من هذا العقار تستخدم لتدليك فروة الرأس وزيادة تدفق الدورة الدموية لها، ومن ثم تنشيط البصيلات وعلاج الصلع الوراثي المبكر عند النساء.
وقد أثبتت الدراسات استجابة النساء لتركيز 2% من هذا العقار، في حين لا يستجيب الصلع الذكوري لدى الرجال عادة إلا لنسبة تركيز 5% من المينوكسيديل. وهو متوافر بماركات متعددة في صورة سائلة أو في صورة رذاذ.
يعيبه أنه أحياناً ما يسبب الدوار وانخفاض ضغط الدم، كما أنه يسبب نمو الشعر الزائد غير المرغوب فيه إذا لامس أي مكان آخر عند وضعه مثل اليدين أو الوجه أو الرقبة.
الدورة الطبيعية للشعر تمر بثلاثة مراحل، هي:
يفسر بعض العلماء الصلع المبكر عند النساء بأنه تناقص عمر الشعر في مرحلة النمو. وأياً ما كانت حقيقة الأمر، فإن الهدف من علاج الصلع الوراثي للنساء هو إعادة الشعر إلى مرحلة النمو عن طريق استخدام هرمونات نمو مماثلة لهرمونات نمو الشعر الطبيعية على فروة الرأس، بحيث يمكنها أن تساعد على نمو الشعر من جديد.
لا يستخدم الفيناستريد في علاج الصلع الوراثي للنساء إلا في الحالات التي يصاحبها اضطرابات هرمونية تتسبب في تساقط الشعر.
زراعة الشعر للنساء إحدى الطرق المثالية لعلاج تساقط الشعر، وأهم طرق زراعة الشعر هي:
بالنسبة لزراعة الشعر الطبيعي، ينبغي التأكد من عدم وجود أسباب أخرى لتساقط الشعر مثل الإصابة بالأنيميا (فقر الدم)، أو الإصابة بالأمراض الأخرى المسببة لتساقط الشعر مثل داء السكري أو اضطرابات الغدة الدرقية حتى لا تتعرضي لنتائج غير مرضية. في حالة زراعة الشعر الطبيعي بدون علاج الأسباب الأخرى التي تسببت في تساقط الشعر، فسرعان ما ستعود البصيلات الجديدة للتساقط لتصيبك بخيبة الأمل ويفشل العلاج.
أما في حالات زراعة الشعر الصناعي فينبغي التأكد من أن الحالة المسببة لتساقط الشعر ليست مرضاً مناعياً، لأن ألياف الشعر الصناعية حينها ستكون عرضة لهجوم الجهاز المناعي مما يسبب التهابها وتدميرها، وقد لا يتوقف الأمر عند حد فشل عملية الزرع، فيسبب مشاكل كبيرة في فروة الرأس نتيجة للالتهاب.
تتكون حقن الميزوثيرابي لعلاج الشعر (Hair Mesotherapy) من مواد طبيعية ومجموعة من مضادات الأكسدة وبعض عوامل النمو التي تساعد على إعادة استنبات الشعر في حالات الصلع الوراثي. وتشمل المكونات المستخدمة في علاج الصلع الوراثى عند النساء بالميزوثيرابي عادة:
علاج الصلع الوراثي عند النساء بالميزوثيرابي يختلف تمامًا عن علاج الشعر بالبلازما أو البروتين والفيلر، فحقن الميزوثيرابي يمكن تناولها مرة أو مرتين في الأسبوع، في حين لا يمكن تناول حقن البلازما للشعر إلا مرة واحدة شهرياً على الأكثر.
وتساعد حقن الميزوثيرابي في علاج تساقط الشعر الهرموني والصلع الوراثي وفي علاج ضعف الشعر وتقصفه. وهذه الحقن تعد من أفضل العلاجات للشعر لأنها مواد طبيعية وليس لها أعراض جانبية تقريباً، والمانع الوحيد لاستخدامها هو إصابة الشخص بحساسية منها.
هناك نصائح عامة لتجنب تساقط الشعر لدى النساء، أما في حالة وجود المكون الوراثي المسبب لتساقط الشعر (ويعرف من التاريخ العائلي بإصابة النساء بالصلع المبكر)، فينبغي التزام الحذر الشديد واتباع هذه النصائح بدقة لحماية الشعر من التساقط (حيث سيصعب تجدده). ومن أهم هذه النصائح:
كما ينبغي عليك الالتزام ببعض التصرفات التالية للمحافظة على صحتك العامة وصحة شعرك بالتبعية، ومنها:
إذا اتبعت هذه التعليمات بعناية ستحتفظين بصحة وحيوية شعرك لأطول فترة ممكنة.