انتفاخ الوجه بعد زراعة الشعر
تحولت عملية زراعة الشعر إلى إحدى عمليات التجميل الأكثر رواجاً والأوسع انتشاراً على مستوى العالم، خاصة في ظل الطفرة التكنولوجية الهائلة التي شهدها هذا المجال والتي نتج عنها استحداث العديد من التقنيات الطبية الأكثر حداثة وتطوراً التي ساهمت في تحسين النتائج المحققة من خلال تلك العملية، لكن في النهاية يوجد وجه آخر لهذا الإجراء التجميلي يتمثل في مجموعة المضاعفات والآثار الجانبية المحتمل ومنها انتفاخ الوجه بعد زراعة الشعر .
تتخذ الآثار الجانبية لذلك الإجراء عدة أشكال أشدها إزعاجاً ما يعرف باسم انتفاخ الوجه بعد زراعة الشعر وذلك لأنه يتسبب في تشويه ملامح الوجه بصورة مؤقتة للدرجة التي قد تجبر المريض على الاختفاء عن الأعين والبقاء في منزله لعدة أيام متواصلة، فترى ما هي أسباب ذلك العرض الجانبي؟ وما مدى إمكانية علاجه والتغلب عليه؟
أسباب تورم الوجه بعد زراعة الشعر
يعد التساؤل عن أسباب أو كيفية حدوث تورم الوجه بعد زراعة الشعر من الأسئلة الأكثر شيوعاً بين المقدمين على إجراء إحدى عمليات الشعر، يجيب الأطباء على ذلك السؤال بأن فروة الرأس وأنسجة البشرة مليئة بالأوعية الدموية الصغيرة المتواجدة أسفل سطح الجلد مباشرة والتي تعد من أكثر أجزاء الجسم حساسية، بناء على ذلك فإنها تتأثر بالمواد والعقاقير المستخدمة في أغلب عمليات التجميل مما يتسبب في ظهور الانتفاخات والتورمات.
يمكن القول -بصورة مبسطة- أن انتفاخ الوجه بعد عملية زراعة الشعر يأتي مترتباً على تسرب المادة المخدرة المستخدمة في عملية زراعة الشعر إلى أنسجة جلد، مما يتسبب في إصابة عضلات الوجه بحالة من الخدر وكذلك ظهور انتفاخات ملحوظة، يعتبر محيط العينين هو أكثر أجزاء الوجه عرضة لذلك الأثر الجانبي، لكن في بعض الحالات تمتد التورمات لتشمل الوجه بالكامل.
احصل على السعر المناسب لك لهذه العملية
العوامل المؤثرة في شدة تورم الوجه بعد زراعة الشعر
يتفاوت مستوى شدة انتفاخ الوجه بعد عملية زراعة الشعر من حالة لأخرى ويعتقد البعض أن ذلك يعود إلى كيفية إجراء زراعة الشعر أو بالأحرى نوع التقنية المستخدمة في العملية مثل تقنية الشرائح (FUT) أو زراعة الشعر بالاقتطاف (FUE)، لكن الحقيقة أن العامل الأكثر تأثيراً في هذا الصدد يتمثل في المنطقة المتضررة من فروة الرأس التي أعيد زراعة البصيلات أو الطعوم بها.
أثبتت تجارب زراعة الشعر السابقة أن الأشخاص الذين أجروا العملية بهدف زيادة مستوى الكثافة في الخط الأمامي أو خط الجبهة كانوا أكثر عرضة لظهور انتفاخ الوجه بعد زراعة الشعر وما يماثله من مضاعفات وآثار جانبية، يعود ذلك إلى قرب تلك المنطقة من الوجه مما يزيد من فرص تسرب المخدر الطبي إلى أنسجته.
يوجد عامل آخر مؤثر في هذا الصدد وهو مدى استجابة جسم المريض للمواد المستخدمة أثناء زراعة الشعر ورد فعله التحسسي اتجاهها والذي يختلف من شخص لآخر وبالتبعية تختلف شدة تورم الوجه بعد زراعة الشعر والمدة الزمنية التي تستغرقها عملية التعافي منها.
كم يستمر تورم الوجه بعد زراعة الشعر؟
يُعد التورم بعد زراعة الشعر أمرًا طبيعيًا تمامًا، ويحدث بسبب محلول التخدير الموضعي أثناء العملية، وتراكم السوائل في منطقة فروة الرأس والوجه.
يبدأ التورم عادةً في اليوم الأول بعد العملية، ويصل إلى ذروته في اليومين الثاني والثالث، ثم يتراجع التورم تدريجياً بعد ذلك، ويختفي تماماً في غضون أسبوع إلى أسبوعين.
ويُلاحظ أن تورم الجبين يستمر عادةً حوالي 6 أيام، ويهدأ تدريجيًا، بينما يستمر التورم فوق العينين وعلى الخدين لمدة أقصر، عادة حوالي 3 أيام.
ويجدر التنبيه إلى أنه يجب عليك التواصل مع طبيبك إذا كان التورم شديدًا أو لم يبدأ في التراجع بعد أسبوعين.
علاج انتفاخ الوجه بعد زراعة الشعر
تشمل مخاطر عملية زراعة الشعر العديد من المضاعفات الصحية المحتمل أن تترتب عليها، إلا أن الأطباء يصنفون النسبة الأكبر من تلك المضاعفات -ومن بينها تورم الوجه- ضمن فئة الآثار الجانبية الطفيفة التي تزول من تلقاء نفسها خلال فترة زمنية وجيزة، إلا أنهم في ذات الوقت أوصوا باتباع مجموعة من الوصايا التي تساهم في علاج تورم الوجه بعد زراعة الشعر وتسريع وتيرة التعافي منه.
تتمثل أبرز الوسائل المعززة لعملية علاج انتفاخ الوجه بعد زراعة الشعر فيما يلي:
1 - وضعية النوم والاستلقاء
ينصح الأطباء من خضعوا لأي من أنواع عمليات زراعة الشعر بضرورة الحفاظ على الرأس مرفوعاً أثناء النوم عن طريق استخدام عدة وسائد؛ ذلك الوضع لا يساهم فقط في علاج تورم الوجه بعد زراعة الشعر إنما يضمن أيضاً عدم تعرض البصيلات الحديثة لأي ضرر مما يساعد في تحسين نتائج عملية زراعة الشعر.
بينما النوم في وضع أفقي -بحيث تكون الرأس في مستوى القدمين- يرفع معدلات ضخ الدماء باتجاه الرأس وبالتالي يزيد من احتمالات حدوث التورمات سواء بالوجه أو في المنطقة التي خضعت للعلاج من فروة الرأس.
2 - مضادات الالتهابات
يصف الطبيب المعالج عادة مجموعة من الأدوية بعد زراعة الشعر التي تهدف إلى تعزيز الأثر الناتج عن العملية بالإضافة إلى الحد من شدة الأعراض والآثار الجانبية الناتجة عنها، تشمل تلك الأدوية عادة مسكنات الألم بالإضافة إلى مضادات الالتهابات التي تساهم بفعالية في علاج تورم الوجه بعد زراعة الشعر وتحد من شدته.
ينصح الأطباء بضرورة الانتظام بتناول تلك الأدوية بصفة منتظمة -بالجرعة المحددة من قبل الطبيب- للحد من شدة التورمات ومنع تفاقم الوضع وتسريع وتيرة التعافي منها.
3 - الكمادات الباردة
تجدر الإشارة إلى أن تفاقم التورمات -خاصة في محيط العينين- تكون بسبب التدفق الدائم للدماء، لذلك يوصي الأطباء في بعض الحالات بضرورة الانتظام في تطبيق الكمادات الباردة على تلك المناطق كونها تساهم في تقييد الأوعية الدموية الدقيقة المتواجدة في تلك المنطقة وبالتالي تحد من شدة التورمات، مع ضرورة الحرص على عدم وصول تلك الكمادات إلى المناطق المزروعة حديثاً حيث أن درجة الحرارة المنخفضة قد تؤثر سلباً على سلامة البصيلات.
4 - محظورات الأدوية والنظام الغذائي
يعد النظام الغذائي والدوائي المتبع من أبرز الأمور التي يجب الانتباه لها أثناء علاج انتفاخ الوجه بعد زراعة الشعر نظراً لأنها قد تتعارض معه وتعيق عملية التعافي، يوصي الأطباء بضرورة تجنب أدوية الأسبرين أو أي عقاقير علاجية أخرى مسيلة للدم كونها تزيد من تورمات الوجه وتؤثر سلباً على نتائج العملية.
أما فيما يخص النظام الغذائي فينصح الأطباء بضرورة الامتناع التام عن تناول الأطعمة المملحة لما لها من آثار السلبية وفي المقابل يجب الحرص على تناول كميات مناسبة من الماء.
5 - الحد من النشاط البدني
يجب الامتناع عن ممارسة أي أنشطة بدنية شاقة خلال الفترة التالية لإجراء العملية، نظراً لأن ذلك يعيق علاج انتفاخ الوجه بعد زراعة الشعر ومختلف الآثار الجانبية الأخرى الناتجة عنها، بل أنه قد يتسبب في تفاقم الأمر نظراً لأنه يؤدي إلى تنشيط الدورة الدموية وضخ الدماء بنسب مرتفعة إلى مناطق التورم مما يزيد انتفاخها.
هل تورم الوجه بعد زراعة الشعر يعني فشل العملية؟
يتسبب انتفاخ الوجه بعد عملية زراعة الشعر -حال حدوثه- في إثارة مخاوف المرضى؛ خاصة أن التورم ليس أحد الآثار الجانبية الفورية إنما يظهر بشكل مفاجئ بعد مضي يومين تقريباً على إجراء عملية زراعة الشعر، مما قد يدفع البعض للاعتقاد بأن العملية بأكملها قد فشلت.
يقر الأطباء بأن تورم الوجه بعد زراعة الشعر من الأعراض الجانبية الأكثر إزعاجاً لكنهم في ذات الوقت يؤكدون أنه لا يعتد به دلالة على فشل عملية زراعة الشعر؛ إذ أنه في النهاية لا يتخطى كونه أثر جانبي اعتيادي يزول خلال فترة قصيرة لا تتجاوز الأسبوع كحد أقصى ويمكن تقليص تلك المدة عن طريق اتباع النصائح الموصى بها في هذا الصدد.
احصل على السعر المناسب لك لهذه العملية
نصائح لتفادي مخاطر زراعة الشعر وآثارها الجانبية
لم يتم التوصل حتى الآن إلى طريقة فعالة ومثبتة تضمن تفادي انتفاخ الوجه بعد عملية زراعة الشعر أو غيره من المضاعفات المحتمل أن تأتي مترتبة على ذلك الإجراء التجميلي. من أبرز النصائح المقدمة من الأطباء لتجنب أضرار زراعة الشعر بشكل عام ما يلي:
- ضرورة إخبار المريض بالتاريخ المرضي أثناء جلسة التشاور
- الاهتمام بإجراء فحوصات ما قبل الجراحة وبالأخص تحليل الهيموجلوبين
- الامتناع عن تناول الأسبرين والإيبوبروفين بالفترة السابقة لإجراء الجراحة
- إخبار الطبيب بأي أمراض مزمنة أو أي نظام علاجي متبع
يضاف إلى ذلك ضرورة اختيار طبيب التجميل المناسب والمؤهل للقيام بهذا الإجراء؛ نظراً لأن النسبة الغالبة من حالات فشل عمليات التجميل بصفة عامة وعمليات زراعة الشعر بشكل خاص تكون بسبب الأخطاء الطبية وتدني مستوى خبرة وكفاءة الطبيب المشرف على الإجراء.
اقرأ أيضاً: