زراعة الشعر بتقنية الخلايا الجذعية
استحوذت فكرة استخدام الخلايا الجذعية Stem Cells في علاج الحالات المرضية على عقول العلماء ابتداءً من عقد الخمسينيات؛ ذلك يرجع إلى الخصائص المميزة لهذا النوع من الخلايا وأبرزها القدرة على التجديد عن طريق الانقسام الخلوي وكذلك إمكانية التحول إلى نوع آخر من الأنسجة يخالف نوع النسيج الطبيعي الذي تكونت منه. اعتمدت الكثير من آليات زراعة الشعر في تحقيق تأثيرها على الخلايا الجذعية بصورة غير مباشرة، من أمثلة ذلك تقنية حقن البلازما للشعر التي تعمل على تحفيز الخلايا الجذعية المتواجدة فعلياً في فروة الرأس على التجدد والانقسام وبالتالي إنماء الشعر من جديد، مع تطور آليات البحث العلمي سعى العلماء إلى إيجاد وسيلة تمكنهم من إنبات الشعر بالخلايا الجذعية بصورة مباشرة وبالتالي تحقيق نتائج أفضل.
حققت تجارب زراعة الشعر بتقنية الخلايا الجذعية الأولية نتائجاً أقرب إلى المثالية، مما دفع كبرى مراكز وعيادات زراعة الشعر إلى استحداثها والاعتماد عليها، مع توقع الخبراء بفرض تلك التقنية سيطرتها التامة على مجال زراعة الشعر وانتشارها بدرجة أكبر حول العالم خلال السنوات المقبلة. يستعرض Tajmeeli من خلال الفقرات التالية أساليب زراعة الشعر بالخلايا الجذعية والنتائج المتوقعة منها وأسباب اعتبارها التقنية الأفضل في هذا التخصص.
مصدر الخلايا الجذعية وكيفية الحصول عليها
تتميز عملية إنبات الشعر بالخلايا الجذعية بعدم اعتمادها على أي عناصر كيميائية أو مواد معدلة يتم إدخالها إلى جسم المريض، مما يعني أن احتمال عدم استجابة الجسم إلى الخلايا المعاد زراعتها في منطقة فروة الرأس شبه معدوم.
يتم الحصول على مجموعة الخلايا الجذعية المستخدمة في إجراء العملية من المريض نفسه، عن طريق إجراء استباقي يعرف باسم عملية شفط الدهون المصغرة، يتم خلالها سحب عينات تقدر ببضعة أوقيات من الدهون المتمركزة في منطقة البطن وهو إجراء بسيط وآمن تماماً ويمكن القيام به أكثر من مرة دون أن تنتج عنه أي آثار سلبية.
يعمل الأطباء على معالجة عينة الدهون التي تم استخراجها من المريض بواسطة جهاز فصل الخلايا ومن ثم يتم استخلاص الخلايا الجذعية ثم إعادة إدخالها إلى جسم المريض مرة أخرى عن طريق الحقن.
أساليب زراعة الشعر بتقنية الخلايا الجذعية
يتم حالياً إجراء زراعة الشعر بالخلايا الجذعية اعتماداً على أسلوبين كالآتي:
زراعة الشعر عن طريق حقن الخلايا الجذعية
تعتبر تلك الآلية هي الأكثر شيوعاً واستخداماً وتعتمد على حقن الخلايا الجذعية المستخلصة مباشرة في نسيج فروة الرأس بالخطوات التالية:
- سحب عينة الدهون من جسم المريض
- معالجة العينة واستخلاص الخلايا الجذعية منها بواسطة أجهزة الفصل المعقمة
- تخدير المريض موضعياً
- إعادة حقن الخلايا الجذعية المستخلصة في المناطق المتضررة من فروة الرأس
- ترك الخلايا تمر بمراحل دورة حياتها الاعتيادية المتمثلة في الانقسام والتجدد ومن ثم تحفيز بصيلات الشعر على النمو مجدداً
زراعة الشعر عن طريق اقتطاف الخلايا الجذعية للبصيلات
تعد هذه الطريقة هي الأحدث وبطبيعة الحال الأقل انتشاراً، تعتمد تلك الطريقة على انتقاء بصيلات الشعر الجيدة من المنطقة المانحة (مؤخرة الرأس)، يتم فحص تلك البصيلات بواسطة أجهزة خاصة للتأكد من قدرتها على الانقسام والتجدد.
تتم إعادة زراعة تلك البصيلات في المناطق المتضررة من فروة الرأس وفي تلك الحالة تكون البصيلة الواحدة قادرة على إنبات 3 إلى 4 شعيرات بفضل قدرتها على الانقسام وتجديد دورة حياتها وبالتالي تحقق مستوى كثافة أعلى.
استخدامات زراعة الشعر بالخلايا الجذعية
حين بدأ العلماء في محاولة استغلال الخلايا الجذعية في العمليات التجميلية بشكل عام وزراعة الشعر على وجه الخصوص، كان الهدف من ذلك إيجاد وسيلة يمكن من خلالها علاج حالات الصلع الوراثي أو فقدان الشعر الناتج عن مرض الثعلبة، لكن بعد ملاحظة نتائج الخلايا الجذعية للشعر وتطور التقنيات المستخدمة في هذا الإجراء تم التوسع في استخدامها لتشمل بذلك علاج العديد من الحالات مثل:
- علاج الصلع الوراثي لدى الرجال
- علاج مشاكل تساقط الشعر
- علاج مشاكل الشعر الخفيف أو ترقق الشعر
- علاج فقدان الشعر الناتج عن أمراض جلدية
- علاج الشعر الخفيف من الأمام
احصل على السعر المناسب لك لهذه العملية
هل يمكن زراعة الشعر بتقنية الخلايا الجذعية مع تقنيات أخرى؟
يرغب الجميع عند إجراء عملية زراعة الشعر في الحصول على أفضل النتائج الممكنة والوصول إلى أعلى درجات كثافة وطول الشعيرات، مما يدفعهم إلى استخدام أكثر من تقنية في ذات الوقت أو بالتتابع بهدف تحسين النتائج النهائية.
يرى الكثير من خبراء زراعة الشعر إمكانية تعزيز نتائج الخلايا الجذعية للشعر عن طريق تعزيزها بواسطة إحدى الوسائل العلاجية الأخرى، مثل:
- فيتامينات الشعر: يوصي الأطباء في بعض الأحيان بالانتظام في تناول مجموعة من الفيتامينات المكملة من أجل تسريع عملية نمو الشعر بعد العملية
- العلاجات الدوائية: أثبتت التجربة أن إنبات الشعر بالخلايا الجذعية لا يتعارض مع استخدام علاجات الصلع الدوائية سواء العقاقير الفموية أو الدهانات الموضعية
- الليزر المنخفض: استخدام الليزر المنخفض يعزز من النتائج المحققة من خلال تقنية الخلايا الجذعية لدى بعض الحالات
يتم تحديد نوع الإجراء التكميلي أو المعزز المناسب حسب طبيعة الحالة ومستوى الضرر الذي أصاب فروة الرأس، مع الإشارة إلى أن زراعة الشعر بالخلايا الجذعية يعتبر إجراءً كافياً ولا يتم اللجوء إلى الإجراءات التكميلية المعززة إلا في أضيق الحدود.
نتائج الخلايا الجذعية للشعر
تعتبر نتائج الخلايا الجذعية للشعر واحدة من أسرع نتائج عمليات زراعة الشعر ظهوراً، حيث يكون المريض قادراً على ملاحظة تأثير العملية ابتداءً من الأسبوع الأول، لكن بشكل عام فإن تلك النتائج تظهر بصورة متدرجة ومن خلال عِدة مراحل كالآتي:
- يبدأ الشعر الجديد في النمو خلال أول أسبوعين بعد العملية لكنه يكون متناهي القصر
- بعد مرور شهر إلى شهرين يمكن ملاحظة الفارق حيث تكون الشعيرات بطول بضعة سنتيمترات
- تصل الشعيرات إلى درجة النمو الكامل بعد ستة أشهر تقريباً، حيث تكون بتلك الفترة قد بلغت أقصى درجات الطول والكثافة
يشار هنا إلى نتائج إنبات الشعر بالخلايا الجذعية بعد ستة أشهر هي النتائج النهائية الافتراضية، أي أنها تمثل المرحلة التي يمكن خلالها تقييم العملية والآثار الناتجة عنها، إلا أنها في ذات الوقت لا تمثل النتائج النهائية الفعلية؛ إذ أنها لا تزال محل دراسة حتى اليوم ولم يتم إيجاد دليل قاطع على أن الشعر المعاد نموه دائم أم مؤقت، كما أن في بعض الحالات استمر الشعر في النمو حتى بعد انقضاء الستة أشهر وأرجع العلماء ذلك إلى الفروق الفردية بين الأشخاص.
متوسط تكاليف زراعة الشعر بتقنيات الخلايا الجذعية
تتفاوت أسعار عملية إنبات الشعر بالخلايا الجذعية بدرجة كبيرة إذ تبدأ من 1600 دولار أمريكي تقريباً وقد تصل إلى 7000 دولار أمريكي أو أكثر في بعض الأحيان، ذلك التفاوت الملحوظ في تقدير القيمة السعرية يرجع إلى العديد من العوامل في مقدمتها الآتي:
- نوع التقنية المستخدمة في إجراء العملية ومستوى جهاز فصل الخلايا المستخدم
- المتوسط العام لأسعار عمليات التجميل في الدولة المجراة بها العملية
- مستوى مركز زراعة الشعر وخبرة الطبيب المشرف على العملية
- حالة المريض ومساحة المنطقة المراد زراعتها
- عدد الجلسات التي يحتاجها المريض في حالة الحقن
- عدد البصيلات المراد إعادة زراعتها في حالة إجراء العملية بتقنية الاقتطاف
احصل على السعر المناسب لك لهذه العملية
مميزات زراعة الشعر بتقنية الخلايا الجذعية
يتوقع الخبراء في مجال طب التجميل بشكل عام ومجال زراعة الشعر على وجه الخصوص انتشار زراعة الشعر بواسطة تقنية الخلايا الجذعية -حول العالم- بشكل مكثف خلال السنوات القليلة التالية، وذلك لما توفره تلك التقنية من مزايا متعددة تجعل منها بديلاً مثالياً لمجموعة تقنيات زراعة الشعر المستخدمة حالياً.
من أبرز العوامل التي تميز زراعة الشعر بالخلايا الجذعية عن غيرها من التقنيات الطبية ما يلي:
- العملية آمنة تماماً ولم تظهر الأبحاث أي مضاعفات أو آثار سلبية من المحتمل أن تترتب عليها
- يتم إجراء العملية تحت التخدير الموضعي مما يجعل منها إحدى خيارات التجميل غير الجراحية
- تفادي مخاطر عمليات زراعة الشعر التقليدية المتمثلة في احتمال حدوث نزيف أو انتقال العدوى
- تحقيق نتائج سريعة وأكثر فعالية
- يمكن الاعتماد على تقنية الخلايا الجذعية في علاج مختلف مشاكل الشعر ابتداءً من الشعر الخفيف وحتى الصلع التام أو الوراثي
- يتم الحصول على الخلايا الجذعية المستخدمة في العملية من جسم المريض نفسه وبالتالي احتمال رفض الجسم لتلك الخلايا وعدم استجابته لها شبه مُعدم بعكس بعض الإجراءات التجميلية الأخرى مثل حقن كولاجين الشعر.
عيوب إنبات الشعر بالخلايا الجذعية
أثبتت التجارب العملية أن تقنية الخلايا الجذعية شبه خالية من العيوب؛ حيث لم يتم تسجيل أي مضاعفات صحية خطيرة محتمل أن تأتي مترتبة على استخدامها، كما أن الآثار الجانبية التي تنتج عن زراعة الشعر بتقنية الخلايا الجذعية تكون طفيفة منخفضة الشدة متمثلة في إحمرار بسيط أو الشعور بالحكة وجميعها تزول من تلقاء نفسها خلال الأيام الأولى التالية على إجراء العملية.
أما العيب الأبرز -في نظر خبراء التجميل- هو أن التقنية لم تستخدم بالقدر الكافي، مما يجعل من الصعب توقع نتائج الخلايا الجذعية للشعر على المدى البعيد وحتى اليوم لم يتم تحديد إن كانت تلك التقنية ذات تأثير دائم أم مؤقت. تميل النظريات الافتراضية إلى إن تقنية الخلايا الجذعية للشعر دائمة التأثير لكن الأمر في النهاية لا يزال محل دراسة.
إقرأ أيضاً: