أضرار عملية تحويل مسار المعدة المصغر بالمنظار
لم يعد التخلص من مشكلة السمنة بشكل نهائي مساراً صعباً كما كان في السابق، والفضل في ذلك يرجع إلى توافر العديد من التقنيات والوسائل الحديثة للتخلص من السمنة بسهولة وفعالية، لهذا يبحث الكثيرون عن أضرار عملية تحويل مسار المعدة المصغر بالمنظار، من أجل الوقوف على كافة ما يتعلق بهذه العملية من مخاطر محتملة قبل الإقدام عليها، ومعرفة مدى ملاءمتها لهم.
إن كنت من الراغبين في إجراء عملية تحويل مسار المعدة المصغر بالمنظار، فسوف نقدم لك في هذا الملف نبذةً عن هذه العملية، إلى جانب الحديث عن أهم مخاطرها المحتملة، وعدد من النصائح الصحية الواجب عليك اتباعها عند الخضوع لمثل هذا النوع من العمليات، بالإضافة إلى الكثير من المعلومات التي قد تهمك.
ما هي عملية تحويل مسار المعدة المصغر بالمنظار؟
عملية تحويل مسار المعدة المصغر باستخدام المنظار هي واحدة من التقنيات الحديثة المستخدمة في إنقاص الوزن وعلاج السمنة، والتي تعتمد على إنقاص حجم المعدة ومساحتها، من أجل السماح لها باستيعاب كميات قليلة فقط من الطعام، مما يساهم في التقليل من كمية السعرات الحرارية التي يتناولها المريض يومياً، وبالتالي إنقاص الوزن بصورة تدريجية.
تتم عملية تحويل مسار المعدة المصغر عبر المنظار من خلال إجراء جيب صغير في جدار المعدة عبر المنظار، هذا الجيب يسمح للطعام من أن يتجاوز مساحة كبيرة من الأمعاء دون أن يمر بها، مما يقلل كثيراً من كمية الطعام التي تمتصها، وهي تعد من التقنيات الحديثة نسبياً في عالم جراحات السمنة وانقاص الوزن، ومع ذلك فقد أثبتت فعالية كبيرة في هذا الإطار وأحدثت نتائج رائعة.
ما هو معدل الوزن المتوقع خسارته بعد العملية؟
تساعد عملية تحويل مسار المعدة المصغر بالمنظار على التخفيض من مؤشرات كتلة الجسم بشكل ملحوظ بعد العملية، حيث وجد بأنها تحقق معدلات انخفاض للوزن عالية نسبياً مقارنةً بعمليات السمنة الأخرى، حيث تتراوح معدلات فقدان الوزن ما بين 20% إلى 40% من كتلة الجسم خلال الـ 6 أشهر الأولى من إجراء العملية، بينما تتراوح النسبة ما بين 50% إلى 80% تقريباً خلال العام الأول من إجراء العملية.
احصل على السعر المناسب لك لهذه العملية
ما هي أضرار عملية تحويل مسار المعدة المصغر بالمنظار؟
على الرغم من المميزات العديدة التي توفرها عملية تحويل مسار المعدة المصغر بالمنظار، إلا أن كفاءه الطبيب وتجهيزات المستشفى من شأنها تجنيب المريض اى مضاعفات وآثار جانبية، ومثل كل العمليات الجراحية عموماً فأن هناك بعض التعقيدات والأضرار الصحية التي يجب الإلمام بها، ومن أهم ما ذَكر عنها من المخاطر نورد لكم ما يلي:
1- قرحة المعدة: قرحة المعدة هي واحدة من الحالات المرضية التي تحدث نتيجة تآكل الغشاء المخاطي المبطن للمعدة، والتي عادةً ما تحدث نتيجةً لعدد من الأسباب مثل جرثومة المعدة، أو تناول مسكنات الألم الستيرويدية بصورة مزمنة، بعض المرضى الخاضعين لعمليات وجراحات إنقاص الوزن ومنها تحويل مسار المعدة المصغر نادراً ما يصابون بقرحة المعدة، خاصةً المرضى الذين تتراوح أعمارهم ما بين سن 50 – 60 عاماً.
2- انسداد الأمعاء: انسداد الأمعاء هو حالة مرضية نادراً ماتصيب بعض الأشخاص الخاضعين لـ عملية تحويل المسار المصغر، نتيجة لالتصاق الجزء المتبقي من الأمعاء أو إصابته بنوع من الفتق، مما يعد حائلاً أمامها لنقل الطعام خلالها وصولاً إلى الأمعاء الغليظة انتهاء بالمستقيم من أجل عملية الإخراج، وقد وجدت الدراسات بأن احتمالية إصابة مرضى العملية بانسداد الأمعاء لا تتجاوز نسبة الـ 4% تقريباً.
3- الشعور بالألم: يعد الشعور بـ الألم وفقاً لتجارب عملية تحويل المسار واحداً من الأعراض الشائعة لمثل هذا النوع من العمليات، والذي تختلف فترة الشعور به خلال الأيام اللاحقة للعملية من مريض لآخر، وعادةً ما يتم التعامل معه من خلال مسكنات الألم الآمنة على المعدة، إلى أن الألم الناتج عن عملية تحويل مسار المعدة المصغر عادةً ما يكون أكثر احتمالاً من الألم الذي تحدثه الجراحة المتوغلة.
4- الأنيميا أو فقر الدم: تعد مشكلة الأنيميا واحدةً من مضاعفات عملية تحويل مسار المعدة المصغر باستخدام المنظار، حيث يشتكي الكثير من النساء والرجال الخاضعين لهذه العملية من انخفاض نسبة الهيموجلوبين في أجسامهم بصورة ملحوظة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من إجراء العملية، وتتمثل أعراضه في الشعور بالدوار وتقصف الشعر وهشاشة الأظافر، والتعب والإرهاق العام، وهو الأمر الذي يحدث نتيجة ضعف امتصاص الكميات التي يحتاجها الجسم يومياً من الحديد، لهذا ينصح بتناول مكمل الحديد بصورة يومية منتظمة خلال الستة أشهر اللاحقة للعملية، كما ينصح كذلك بتناول جرعة من فيتامين سي يومياً، من أجل التحسين من عملية امتصاص الحديد.
5- سوء التغذية: لوحظ بأن إجراء عملية تكميم المعدة عادةً ما يرتبط بسوء التغذية، حيث أن تقليل حصص الطعام التي يتناولها الفرد في اليوم من شأنه أن يؤثر على كمية العناصر الغذائية التي يمتصها الجسم، وخاصةً عنصر الكالسيوم والفيتامينات الضرورية مثل فيتامين ب12 وفيتامين د، لذلك ينصح المختصون بضرورة تناول المكملات الغذائية بصورة يومية منتظمة بعد عملية التكميم، وخاصة المكملات المحتوية على عنصر سترات الكالسيوم Calcium citrate.
6- التأثير على جودة الهضم: وجد بأن عملية تحويل مسار المعدة المصغر بالمنظار قد تركت تأثيراً ملحوظاً لدى بعض المرضى على قدرتهم على هضم الطعام، والبعض الآخر قد تسبب له العملية ببعض المشكلات، مثل الغازات وعسر الهضم المزمن والانتفاخ والمغص والغثيان والقيء، كل هذه الأعراض تظل أعراضاً وقتية سرعان ما تختفي بمجرد تلقي المريض للعلاج الملائم، وهي نادراً ما تترك أي آثار سلبية بعيدة المدى.
7- ارتجاع المرئ: تعد مشكلة ارتجاع المرئ واحدةً من أكثر المشكلات الشائعة والمزعجة على حد سواء، وعلى الرغم من كونه من الأمراض الشائعة بشكل عام وقد تصل نسبة الإصابة به إلى 15% تقريباً حول العالم، إلا أن هذه النسبة تزيد بشكل ملحوظ في حالة إجراء عملية تحويل مسار المعدة بالمنظار، وعادةً ما تظهر أعراضه على هيئة شعور بالألم والحرقة بعد الوجبات الرئيسية، وقد يصاحبه في بعض الأحيان كحة شديدة واستمرار في خروج البلغم وآلام الصدر والحلق، إلا زن هذا العرض سرعان مايزول من تلقاد نفسه أو بالأدوية التي يصفها الطبيب.
8-انخفاض نسبة السكر في الدم: أثبتت الدراسات بأن المرضى الذين أجروا عملية تحويل المسار يصبحون أكثر عرضةً لانخفاض نسبة السكر في الدم، حتى وإن لم يعانوا من هذه الحالة مسبقاً، والسبب في هذا يرجع إلى ضعف امتصاص السكريات من خلال الأمعاء، نتيجة صغر مساحة الامتصاص المتبقية، مما يدفع الكثير منها خارج الجسم دون امتصاص، وقد يصحب هذه الحالة شعور عام بالتعب والدوار، ويسهل علاج هذا العرض بالأدوية التي يصفها الطبيب.
9- التهاب الزائدة الدودية: الزائدة الدودية هي عبارة عن كيس ملتصق بالأمعاء الغليظة، وتشمل وظيفته التقليل من التهاب الأمعاء والتعافي من الاسهال، وعادةً ما يحدث التهاب الزائدة الدودية لدى الأشخاص الذين أجروا العملية بعد انسداد الزائدة الدودية نتيجة تراكم بقايا الطعام بها، وهو ما يحدث في الأسابيع الأولى من عملية تغير المسار، لكنه يظل عرضاً جانبياً نادر الحدوث مقارنةً بالمخاطر السابقة.