تساقط الشعر وأسبابه
خُلق الإنسان في أحسن صورة وجُعل الشعر هو الإطار المتمم لجمال هذه الصورة والذي يزيد ملامحها وضوحاً وروعة، لذا اهتم الإنسان منذ بدء الخليقة رجلاً كان أو أنثى بالعناية بهذا الشعر وإظهاره بأفضل مظهر صحي؛ وأضحى الاهتمام الواسع باكتشاف أسباب تساقط الشعر وعلاجه من المهام الأساسية لأطباء الجلدية والتجميل، وظل تطوير منتجات علاج وتصفيف الشعر جزء أساسي من صناعة المنتجات العلاجية والتجميلية المختلفة، في هذا المقال نناقش ماهي اسباب تساقط الشعر وكيفية تلافيها وعلاجها.
وظائف الشعر
كان لتنوع ألوان وأشكال الشعر دور أساسي في تصنيف الأجناس شكلياً، فأصبح الجنس الأفريقي مميزأً بشكل ولون شعر معين وكذلك الجنس الأوروبي والعربي وغيرهم من الأجناس المختلفة، وبرغم اختلاف شكل الشعر ولونه اختلافا كبيرا حتى داخل الجنس الواحد إلا أنه ظلت هناك سمات أساسية مميزة للون وشكل شعر القاعدة العريضة من أبناء الجنس الواحد.
وبالطبع لا يخفى على أحد دور الشعر الجمالي وأثره في تعزيز ثقة الإنسان بنفسه وتجديد شكله وأحيانا تغييره كلياً بمجرد تغيير لون وقصة الشعر أو استخدام تصفيفات مختلفة. كما أن الشعر ليس مجرد عضو جمالي فقط، إنما له وظيفة حمائية حيث يغلف الأعضاء المهمة لحمايتها من الملوثات والأتربة أو من الحرارة الزائدة وأشعة الشمس مثل دور الرموش والحواجب في منع الملوثات والأتربة عن العينين.
احصل على السعر المناسب لك لهذه العملية
أسباب تساقط الشعر
تتباين أسباب تساقط الشعر تبايناً كبيراً ولابد أن يمر أي إنسان بتجربة تساقط الشعر لأن طبيعة خلايا الشعر متجددة وفي تغير دائم؛ أي أن تساقط الشعر مرحلة طبيعية من مراحل نمو الشعر المستمرة؛ حيث تسقط الشعيرات النامية بالفعل بعد فترة من الزمن حوالي ثلاثة شهور لتفسح المجال للشعرة الجديدة للنمو، ويسقط الشعر طبيعياً بمعدل مائة إلى مائة و خمسين شعرة يومياً، وبالطبع ما يهمنا هنا هو مناقشة أسباب تساقط الشعر المرضية أو التي تزيد عن هذا الحد الطبيعي والتي من أهمها ما يلي:
1 - العامل الوراثي:
من أشهر أسباب التساقط عند الرجال، حيث يمثل الصلع الوراثي السبب الأشهر لبدء سقوط الشعر عند الذكور بعد البلوغ وخلال سنوات الشباب، ويزيد هذا التساقط كلما تقدم العمر ليؤدي في النهاية إلى الصلع، ولا يقتصر توارث الصلع على الذكور فقط؛ حيث ترث الإناث هذه الجينات أيضاً ولكنها تكون متنحية ولا تظهر إلا على شكل قلة كثافة الشعر ككل مع العمر، بينما في الرجال يحدث فقد كامل للشعر في مناطق معينة من فروة الرأس التي غالباً ما تكون مقدمة وجانبي الرأس وقد تمتد إلى المناطق الخلفية من الرأس، وما يسبب هذا الاختلاف أن جين الصلع الوراثي يعمل بقوة في وجود مستويات معينة من هرمون الذكورة التستوستيرون (Testosterone).
2 - بعض الأمراض الجلدية:
تؤدي بعض الأمراض الجلدية مثل مرض الثعلبة (Ring worm)، أو مرض القراع الإنجليزي، أو بعض أمراض الجهاز المناعي التي تهاجم خلايا الشعر إلى فقدان الشعر تماماً وبصورة فجائية من بقاع معينة من الرأس، وفي بعض الأحيان يعود الشعر إلى النمو مجدداً بعد علاج المرض وفي أحيان أخرى يكون فقد الشعر دائم في هذه الأماكن ويحدد هذا طبيعة المرض و مرحلته.
3 - اختلال توازن الهرمونات:
اختلال الهرمونات من أكثر أسباب التساقط عند النساء؛ نظراً لأن طبيعة جسم المرأة يتعرض لتغيرات كثيرة ومستمرة في أغلب فترات حياتها، حيث تتغير نسبة الهرمونات في جسدها شهرياً خلال الدورة الشهرية للتبويض، وعند حدوث حمل كذلك تتغير نسبة الهرمونات كثيراً للمحافظة على الجنين وإتمام الحمل، وفي حالة الرضاعة تتغير الهرمونات أيضاً لتمكين الجسم من إفراز اللبن بصورة مستمرة حتى الفطام؛ وبالتالي تؤثر هذه التغيرات المستمرة على بناء الشعر واستقرار نموه ما ينتج عنه تساقط الشعر في كثير من الحالات.
كما أن اضطراب عمل الغدة الدرقية وما ينتج عنها من اختلال توازن هرمون الثيروكسين مع الهرمونات الأخرى من أسباب تساقط الشعر أيضاً في كلا الجنسين.
4 - الأمراض المزمنة أو الأمراض الوقتية المؤثرة على صحة الشعر:
من أبرز أسباب تساقط الشعر عند الرجال والنساء على حد سواء الأمراض التي تؤثر على صحة الخلايا والتمثيل الغذائي مثل بعض أمراض الكبد والكلى، أو بعض أمراض الدم وأشهرها الأنيميا التي تسبب نقص خلايا الدم الحمراء ومن ثم ضعف الدورة الدموية و الإمداد الدموي لخلايا الجسم بصفة عامة وخلايا الشعر بصفة خاصة، وهوما ينتج عنه ضعف الغذاء و الأوكسجين الذي يصل إلى بصيلة الشعرة مسببا بالتالي ضعف البصيلة وسقوط الشعرة.
5 - الحالة النفسية:
من أسباب تساقط الشعر التغير النفسي الذي يستمر لفترة طويلة، حيث يؤثر الاكتئاب و التغير المزاجي على الحالة الصحية بشكل عام وعلى تساقط الشعر بشكل خاص، وقد يتساقط الشعر فجأة أو على مراحل تصاحب عدم الاستقرار النفسي.
6 - قلة الترطيب:
جفاف الشعر يجعله أكثر عرضة للتكسر والتقصف أو حتى لسقوط الشعرة بشكل كامل من البصيلة نتيجة عدم مرونتها الكافية، لذا من أهم أسباب تساقط الشعر قلة شرب الماء الذي يؤدي لجفافه وتقصفه.
7 - كثرة استخدام مستحضرات تصفيف الشعر الكيميائية :
مستحضرات تصفيف الشعر تتراكم داخل البصيلة وتؤذيها وقد تؤدي إلى حرق بصيلة الشعر إذا احتوت على مواد كيميائية ضارة، كما أن كثرة الشد والتعامل بعنف مع الشعر خلال التصفيف من أهم أسباب تساقط الشعر أيضاً.
8 - الآثار الجانبية لبعض الأدوية:
تتسبب بعض الأدوية في سقوط الشعر كأثر جانبي للدواء، وفي هذه الحالة يوازن الشخص بين الفائدة المرجوة من هذا الدواء وآثاره الجانبية وإذا كان تعاطي هذا الدواء شيء ضروري أو يمكن الاستغناء عنه واستبداله بآخر آمن، من أمثلة هذه الأدوية؛ الأدوية الكيماوية التي تستخدم في علاج السرطان، فهي من أسباب تساقط الشعر الشديد، ولكن سقوط الشعر في هذه الحالة وقتي ويعود نمو الشعر من جديد بعد الشفاء وإيقاف الدواء.
قد يؤدي العلاج الإشعاعي على الرأس أيضاً إلى تساقط الشعر.
9 - سوء التغذية:
يتكون الشعر بالأساس من البروتين ومصدره الأساسي الغذاء، لذا يتأثر نمو الشعر بنقص البروتين في الغذاء، كما يتأثر نموه بنقص الحديد أيضاً، لذا من المهم الحصول على هذين العنصريين بصفة دائمة ومتوازنة في الغذاء اليومي.
وتشكل العديد من الفيتامينات والمعادن أيضاً عناصر ضرورية لاحتفاظ الشعر بلمعانه وقوته ومظهره الصحي، مثل فيتامين ب المركب وفيتامين سي وفيتامين ا ود والمعادن مثل الزنك والسيلينيوم وغيرها، وتتأثر كمية هذه العناصر كثيراً في حالات الغذاء غير المتوازن، والرجيم غير الصحي وبعد عمليات تكميم المعدة وتغيير المسار أو في حالات الأمراض التي تعوق امتصاص الغذاء بشكل صحيح.
10- التقدم في العمر:
تتأثر خلايا الشعر كثيراً بالمرحلة السنية للإنسان وكلما تقدم العمر زادت أسباب تساقط الشعر المرتبطة ببطء تجديد الخلايا وضعف الدورة الدموية وقلة امتصاص المواد الغذائية وتغير مستوى الهرمونات في الجسم، وينتج عن ذلك ضعف إنتاج المادة الصبغية للشعر(Melanin) وقلة مرونة الشعر وضعفه؛ ومن ثم تساقطه.
احصل على السعر المناسب لك لهذه العملية
تشخيص أسباب تساقط الشعر
معرفة ماهي أسباب تساقط الشعر تعد الخطوة الأولى والأساسية في علاج التساقط، ولمعرفة أسباب تساقط الشعر يبدأ طبيبك بفحصك فحص عيني أو ميكرسكوبي أو كلاهما والتأكد من نوع التساقط وكميته، وقد يتضمن هذا الفحص سحب خصلة صغيرة جداً من الشعر أو سحب عينة من فروة الرأس، يلي ذلك أو يسبقه الاستعلام عن تاريخك المرضي والوراثي و الأدوية التي تتعاطاها حاليا أو سبق تعاطيها لفترة طويلة، كما قد يطلب الطبيب عمل تحاليل للدم مثل صورة الدم الكاملة أو اختبار وظائف الغدة الدرقية لتأكيد تشخيصه المبدئي.
علاج تساقط الشعر
ستظل اسباب تساقط الشعر وعلاجه محور اهتمام أطباء الجلدية والتجميل، وخبراء الشعر، وصانعي منتجات تصفيفه إلى مالانهاية مادامت الحياة؛ لأنه بالفعل عضو هام وحساس للغاية، وسنورد الآن أفضل نصائح لعلاج أسباب تساقط الشعر التي ينصح بها الأطباء وخبراء التجميل:
- اعتماد أسلوب غذاء صحي متوازن يحتوي على العناصر المهمة لنمو الشعر مثل البروتين والحديد وفيتامين ب١٢ بشكل يومي وبكميات كافية.
- شرب الماء الكافي يومياً ( حوالي ٢ لتر) وأكل الخضروات والفاكهة التي تحتوي على نسبة عالية من الماء مثل الخيار.
- تقليل استخدام منتجات غسل الشعر والتصفيف الكيماوية و استبدالها بأخرى طبيعية لتجنب إيذاء بصيلات الشعر.
- عدم شد الشعر بقوة عند تمشيطه و اللجوء لتصفيفات الشعر المريحة التي لا تعتمد ربطه بقوة لفترة طويلة، وكذلك تجنب استخدام أدوات التصفيف الحرارية مثل مكواة الشعر والمجفف الحراري (السيشوار) التي تضر المحتوى المائي للشعرة وتعمل على جفافها وتساقطها.
- جعل الشعر يتنفس وعدم تغطيته بأقمشة صناعية أو أغطية رأس تمنع وصول الهواء له، واستخدام الأوشحة وأغطية الرأس القطنية بدلاً من ذلك لأنها تعمل على تنفس الشعر بحرية.
- حماية الشعر من التعرض للأشعة فوق البنفسجية الضارة وأشعة الشمس لفترة طويلة.
- عمل تدليك لفروة الشعر بأطراف الأصابع بنعومة لمدة عشر دقائق يومياً لتنشيط الدورة الدموية في بصيلات الشعر، ويحبذ استخدام زيت طبيعي مغذي لفروة الرأس مثل زيت الزيتون أو الأرجان وزيت جوز الهند.
- علاج الأمراض المتسببة في فقدان الشعر موضعيا ً كما في الأمراض الجلدية، أو الأمراض التي تؤثر على أجهزة الجسم بشكل عام مثل اضطراب الغدة الدرقية والأنيميا.
- بعض الأدوية الموضعية مثل المينوكسيديل ( Minoxidil) يفيد في تنشيط وإنبات الشعر في بعض الحالات ولكن يجب استخدامه بصفة مستمرة لفترة طويلة للوصول للنتائج المرجوة، غير أنه لا يوقف التساقط كلياً ولا يستخدم إلا تحت إشراف الطبيب؛ كما هو الحال أيضاً في عقار فيناستريد (Finasteride) الذي لايستخدم إلا تحت إشراف طبي لآثاره الجانبية فضلاً عن أنه لايستخدم للنساء.
- زرع الشعر يعد علاج فعال لكثير من أسباب تساقط الشعر ولكن يفضل عدم اللجوء إليه إلا بعد استنفاذ الحلول الأخرى نظرأً لتكلفته ودقة إجراؤه.
- ينبغي عليك إيقاف التدخين إذا كنت مدخناً لأنه يبطئ سريان الدورة الدموية ويعيق وصول الغذاء والأوكسيجين إلى بصيلات الشعر؛ فضلاً عن مخاطره الأخرى التي تقوي أسباب التساقط .
- ابتعد عن الضغوط النفسية الشديدة و الأحداث التي تزيد توترك وتضعف صحتك النفسية وتعزز أسباب تساقط الشعر.
- بعض العلاجات الحديثة مثل استخدام اشعة الليزر في علاج التهابات بصيلات الشعر لإيقاف تساقطه، واستخدام حقن البلازما في تنشيط فروة الرأس (Platelet Rich Plasma Therapy) أثبتت نتائج مبدئية مبشرة في علاج أسباب تساقط الشعر؛ ولكنها مازالت بحاجة لمزيد من الدراسة.
- استخدام الإبر الصينية لتنشيط فروة الرأس من العلاجات القديمة في الطب الصيني والتي مازالت تستخدم حتى الآن في كثير من البلاد، وتعتمد فكرة عملها على وخز أماكن معينة في الجسم لتنشيط مسارات الطاقة بها وتحفيز عمل الخلايا في هذه الأماكن مما قد يفيد في علاج بعض أسباب تساقط الشعر، وعموماً هو من الوسائل الآمنة التي لاتضر الجسم إذا أجريت على يد خبير متخصص ما لم تنفعه.
اقرأ أيضاً: