البهاق مرض جلدي مزمن يظهر نتيجة خلل وظيفي أو موت خلايا الميلانين المسؤولة عن اللون في الجلد.
يفقد الجلد اللون على هيئة بقع متفرقة أو متصلة تختلف من حيث الحجم والعدد بحسب شدة المرض.
غالبًا ما يبدأ البهاق على شكل بقعة شاحبة من الجلد تتحول تدريجيًا إلى اللون الأبيض تمامًا.
قد يكون مركز البقعة أبيض اللون وحوله جلد شاحب، وإذا كانت هناك أوعية دموية تحت الجلد فقد يكون لون بقعة البهاق وردياً قليلاً بدلاً من الأبيض.
قد تكون حواف بقعة البهاق منتظمة أو غير منتظمة، وأحياناً تكون حمراء ملتهبة، أو بنية نتيجة فرط التصبغ.
يبدأ البهاق لدى بعض الأشخاص بعدد قليل من البقع البيضاء الصغيرة، بينما يصاب البعض الآخر ببقع بيضاء أكبر في مناطق واسعة من الجلد.
يحدث البهاق في جميع المراحل العمرية، ولكن غالباً ما يحدث قبل سن 20 عاماُ.
وتفيد الإحصاءات بأن البهاق اضطراب يصيب ما بين 0.5٪ و 1٪ من سكان العالم، وما يقرب من 30 في المائة من المصابين بالبهاق لديهم تاريخ عائلي لهذه الحالة.
يظهر البهاق بشكل شائع في مرحلة الطفولة، ويمكن أن يكون مزعجًا للغاية للأطفال المصابين وأحيانًا مزعجاً للوالدين أكثر.
تشير بعض الدراسات إلى أن البهاق من النوع القطاعي أكثر شيوعًا لدى الأطفال منه لدى البالغين، وبأن البهاق المبكر من المرجح أن ينتشر على مساحة أكبر من الجسم.
بينما تنتشر بقع البهاق لدى بعض الأطفال، فإنها لا تنتشر لدى أطفال آخرين.
يحدث البهاق نتيجة خلل وظيفي لخلايا الميلانين أو موتها، وهناك عدة أسباب تؤثر سلبياُ على خلايا الميلانين منها:
1- خلل جيني وراثي: (تاريخ عائلي من الأمراض ذاتية المناعة لدى احد الآباء أو الأجداد).
2- خلل مناعي (أمراض ذاتية المناعة): وفيها يهاجم جهاز المناعة خلايا الميلانين السليمة ويؤدي إلى تدميرها بدلاً من مهاجمة الفيروسات ومسببات الأمراض.
3- زيادة إفراز الغدة الدرقية (تظهر كأحد مسببات البهاق في بعض الحالات المصابة).
4- التعرض لاحد الكيماويات السامة أو حروق الشمس.
5- التعرض لضغط نفسي شديد لفترات طويلة.
أقرأ أيضا أسباب البهاق
يتم تقسيم البهاق إلى نوعين رئيسين اعتماداً على انتشاره على جانبي الجسم:
وهو الأكثر انتشاراً، يصيب 90 % من مرضى البهاق ، وفيه تظهر البقع البيضاء (لذلك يسمى البهاق الأبيض) على جانبي الجسم مثل اليدين، الذراعين، جانبي الوجه، جانبي العين والفم.
وهو الأقل انتشاراً، يصيب 30% من مرضى البهاق، وغالبا ما يصيب الأطفال، وفيه تظهر البقع البيضاء على جانب واحد من الجسم.
في حالات نادرة يمكن أن يؤثر البهاق على الجسم بالكامل وهو ما يعرق بالبهاق الكامل.
البهاق ليس معدياً، لا ينتقل من شخص لآخر، لأنه لا يحدث بسبب فيروس أو بكتيريا أو جراثيم.
لا يؤدي لمس الجلد المصاب بالبهاق إلى انتشاره سواءً على جسد الشخص المصاب أو شخص آخر.
من المهم زيادة الوعي بأن البهاق ليس معديًا حتى لا يتجنب الناس الأشخاص المصابين بالبهاق بدافع الخوف أو بسبب افتراضات خاطئة.
في بعض الأحيان تحدث مضاعفات لمرض البهاق منها: حدوث التهابات لقزحية العين، وضعف السمع ، ومضاعفات نفسية شديدة ونقص الثقة بالنفس نتيجة التعامل الخاطئ من المجتمع مع مرضى البهاق.
يعتمد العلاج على تحسين مظهر الجلد (البقع البيضاء) بشكل أساسي عن طريق محاولات استرجاع اللون الأصلي، أو مجاراة لون الجلد المحيط بلون البقع البيضاء.
إلى الأن علاج البهاق لا يمنع انتشار البقع لباقي أجزاء الجلد.
يقسم العلاج إلى أربع أقسام يتم التدرج فيهم بالترتيب حسب استجابة المرض للعلاج، كما يمكن دمج أكثر من قسم معاً حسب ما يراه الطبيب المختص:
القسم الأول: العلاج الموضعي باستخدام الكريمات (الكورتيكوستيرويد) للسيطرة على الالتهابات ومحاولة استرجاع اللون الأصلي للبقع المصابة.
يبدأ استخدام هذا النوع في المراحل الأولية للبهاق، وقد تظهر نتيجته بعد عدة أشهر من استخدام العلاج. بالرغم أن استخدام العلاج سهل و يؤتي ثماره، إلا أنه قد تنتج عنه بعض الآثار الجانبية مثل ترقيق الجلد، وظهور بعض الشرائط والخطوط على الجلد.
القسم الثاني: الأدوية التي تؤثر على المناعة مثل تاكروليمس و بيميكروليمس، وتستخدم للأشخاص المصابين في مناطق صغيرة للبقع خصوصا في الوجه والرقبة، ويمكن أن تدمج مع العلاج بالأشعة فوق البنفسجية.
القسم الثالث: دمج عقار السورالين مع العلاج الضوئي لإعادة صبغ البقع المصابة.
يتم تناول عقار السورالين عن طريق الفم أو تطبيقه موضعياً، ثم يتم تسليط الأشعة فوق البنفسجية من النوع B A أو استخدام أشعة اكسايمر.
يتم استخدام هذا القسم 3 مرات أسبوعيا لمدة تتراوح بين 6 شهور إلى 12 شهر .
القسم الرابع: إزالة اللون المتبقي من الجلد السليم المحاط بالبقع البيضاء يستخدم هذا الخيار كاختيار علاجي أخير عند انتشار البهاق في معظم الجسم وفشل الخيارات العلاجية السابقة.
يتم تطبيق علاجات مضاد التصبغات مرة أو مرتين يوميا لمدة 9 أشهر أو اكثر حسب استجابة الجلد. تظهر بعض الاثار الجانبية مثل احمرار الجلد، التورمات، جفاف الجلد، الحساسية تجاه الشمس.
يتم اللجوء إلى الجراحة باستخدام عدة تقنيات بعد استنفاذ محاولات العلاج السابقة، كما يمكن استخدام الجراحة في بعض حالات البهاق التي لا تستدعي مرور المريض بالعلاج الضوئي أو المناعي.
هناك عدة تقنيات جراحية يمكن استخدامه لعلاج البهاق منها:
1- عملية ترقيع الجلد المصاب: يُستئصل قسم صغير من الجلد السليم لزرعه مكان البقع البيضاء. تستخدم هذه العملية في حالة الإصابة في أماكن صغيرة غير منتشرة على الجلد.
الأعراض الجانبية لهذه الطريقة: ظهور ندبات، وإمكانية فقد اللون.
2- عملية حقن الصبغة: يستخدم الطبيب جهاز جراحي دقيق لحقن الصبغة للجلد الفاتح، هذه الطريقة فعالة للبقع الفاتحة حول الفم للأشخاص أصحاب البشرة الداكنة.
الآثار الجانبية: يمكن أن تكون درجة اللون غير مطابقة تماماً لدرجة البشرة.
أثناء العلاج يحرص دائما على تجنب أشعة الشمس المباشرة، مما يؤدي إلى نقص فيتامين (د) حيث يعتبر من أهم العناصر لصحة العظام والأسنان، وعليه يتم إضافة فيتامين (د) بجرعة 10 ميكرو جرام يوميا لتجنب الأعراض الناتجة من البروتوكول العلاجي بعد انتهاء فترة العلاج.
هناك عدة محاولات علاجية يجري دراستها حالياً لإنتاج خيارات علاجية ذات نسب نجاح عالية لمرض البهاق، ولكن لم يتم موافقة منظمة العلاج والدواء الأمريكية حتى الأن، ولكن سريعا ما سيعلن عنها قريباُ لتحل أزمة مرضى البهاق منها:
1- عقار افاميلانوتيد: يُحقن هذا العلاج تحت الجلد لإعادة تحفيز نمو خلايا الميلانين المثبطة.
2- عقار البروستاجلاندين: يُختبر حالياً كعلاج موضعي على شكل جيل موضعي للتحكم في نشاط خلايا الميلانين، يتم استخدامه للبهاق الموضعي غير المنتشر.
3- عقار التوفاستينيب: يتم اختباره حاليا لعلاج البهاق حيث يستخدم حاليا لعلاج التهاب المفاصل.
عزيزي القارئ، حرصاً منا على سلامتك تأكد دائما من السمعة الطيبة والتقييمات الإيجابية لعملاء المركز الطبي أو الطبيب المقدم للخدمة قبل أن تقرر خوض تجربة العلاج معه.
احرص أيضاً على المطالبة بالاطلاع على بعض النتائج لحالات مشابهة لحالتك حتى تطمئن لمقدم الخدمة وتحصل على النتيجة المرجوة.
فيما يلي قائمة مختصرة بالمراكز التي تقدم علاج البهاق:
1- مركز ديرما ليزر كلينيك بالقاهرة: يهتم المركز بتقديم خدمات علاجية للأمراض الجلدية، ويختص بعلاجات البهاق بأحدث الأجهزة والليزر ، كما يقدم تدخلات تجميلية غير جراحية.
2- مركز د/ هاني الناظر بالقاهرة: استشاري الأمراض الجلدية ورئيس المركز القومي للبحوث، ذو خبرة علمية في علاج البهاق باستخدام العلاج المناعي.
3- مركز الدكتور كميل الرستم للجلد والعلاج بالليزر بدبي: حاصل على ماجستير الأمراض والجراحات الجلدية بالليزر من جامعة ليج ببلجيكا، له خبرة علمية في علاج البهاق، كما يضم المركز بعض الكوادر الطبية الأجنبية لتجميل الجلد بالليزر.
4- مركز دكتور إبراهيم كلداري بدبي: حاصل على درجة الدكتوراه للأمراض الجلدية من الكلية الملكية للأطباء والجراحين ببريطانيا، كما يشغل منصب رئيس جمعية الأمراض الجلدية بالامارات، ذو خبرة واسعة في علاج الأمراض الجلدية.
5- المركز الوطني للبهاق بالرياض: متخصص في تقديم الرعاية والعلاج لمرضى البهاق والصدفية.
أقرأ أيضا علاج البهاق في الكويت، علاج البهاق في تونس ، علاج البهاق في لبنان
تختلف تكلفة العلاج طبقاً لعدة عوامل أساسية منها:
فيما يلي قائمة بمتوسط التكلفة المتوقعة في بعض البلدان:
يعاني مرضى المهق من نقص وراثي في إنزيم موجود في مسار إنتاج الميلانين في الخلايا الصبغية، هذا يعني أن الخلايا الصبغية سليمة تماما ولكن ينقصها الإنزيم الذي يحول الميلانين إلى اللون المرئي، على عكس البهاق حيث يمكن تحفيز الخلايا الصبغية على إنتاج اللون.
في البهاق يكون هناك أمل في استرجاع اللون ولكن مرضى المهق يجب عليهم الاعتماد على واقيات الشمس بشكل دائم.
هناك بعض النصائح لتجنب حدوث مضاعفات وتحسين مظهر الجلد المصاب: