أسباب كثرة التعرق وطرق العلاج المختلفة
نعاني كثيراً من التعرق في فصل الصيف لما قد يسببه من إزعاج وروائح كريهة للجسم، بالإضافة إلى التهاب البشرة أحياناً، ولكن ماذا إن أصابك التعرق باستمرار؟ ماذا إن سببت لك كثرة التعرق إحراجاً طوال فصول السنة؟ هل ستبحث عن حل لتلك المشكلة أم ستكتفي باستخدام المعطرات؟ وهل ستساعدك المعطرات في التخلص من رائحة العرق المزعجة؟ ستجد إجابات على كل تساؤلاتك في هذا المقال من تجميلي، بل ستتعرف أيضاً على سبب كثرة التعرق وأفضل طرق العلاج، فالحقوا بقطار رحلتنا وانطلقوا معنا…
ماذا تُعني كثرة التعرق؟
يحدث التعرق بشكل طبيعي في بعض الظروف كالجو الحار أو بعد بذل مجهود عضلي أو ممارسة التمارين الرياضية أو عند الخوف والغضب، ولكن أحياناً قد لا تكون هناك أية محفزات ويظهر التعرق بصورة غزيرة.
كثرة التعرق أو فرط التعرق هو مصطلح يُطلق على زيادة إفراز الجسم للعَرَق، ليس فقط مع ارتفاع درجات الحرارة، بل يحدث التعرق أيضاً في الأجواء الباردة دون أي محفزات. كذلك قد تسبب بعض الحالات الصحية كثرة التعرق عند النساء مثل سن اليأس أو فرط نشاط الغدة الدرقية.
يسبب التعرق الشديد ازعاجاً شديداً، ويعاني حوالي 4.8 % من فرط التعرق في أمريكا، ولكن لا تتضح تلك الصورة جيداً ولا يتلقوْن العلاج ظناً منهم أنها ليست حالة مرضية ولا تتطلب العلاج.
أسباب وأنواع كثرة التعرق
كما ذكرنا سالفاً أن سبب كثرة التعرق غير واضح، ولكن هناك بعض العوامل التي لها علاقة وثيقة بحدوث التعرق الزائد، والتي تعتمد على نوع التعرق الذي يعانيه الشخص كما يلي:
كثرة التعرق الأولية
يحدث غالباً بسبب تاريخ عائلي في التعرق الشديد ويظهر في مرحلة الطفولة، وعادة ما يحدث في القدم والوجه وتحت الإبط واليدين.
فرط التعرق الثانوي
يظهر غالباً في مرحلة البلوغ، وينتج بسبب بعض الحالات المرضية أو الأدوية.
قد تصيب كثرة التعرق الثانوية الجسم بالكامل أو منطقة بعينها، وتحدث أيضاً أثناء النوم.
بعض الأمراض التي يمكن أن تسبب كثرة التعرق
- إصابات الحبل الشوكي.
- فرط نشاط الغدة الدرقية.
- أمراض القلب.
- الحمل أو سن اليأس.
- مرض السكري.
- التهاب المفاصل الروماتويدي.
- اعتلال الغدد الكظرية.
- أمراض الرئة.
- السِمنة.
- النقرس.
- السرطان.
- السكتة الدماغية.
- الشلل الرعاش.
- بعض الأمراض المعدية مثل السُل أو الإيدز.
أدوية قد تسبب كثرة التعرق
يمكن أن تسبب بعض الأدوية والوصفات كثرة التعرق، كأدوية مضادات الاكتئاب مثل:
- بروتريبتالين.
- ديسيبرامين.
- نورتريبتالين.
كذلك قد تسبب أدوية جفاف الفم مثل (بيلوكاربين) أو بعض المكملات الغذائية مثل (الزنك) أو أدوية الزهايمر كثرة التعرق.
أسباب كثرة التعرق عند الرجال ليلاً
هناك بعض الأسباب التي تسبب كثرة التعرق عند الرجال خاصةً أثناء النوم مثل:
أسباب شائعة الحدوث
داء الارتداد المعدي المريئي: يرتبط التعرق الليلي بالارتداد المعدي المريئي ارتباطاً وثيقاً. يحدث الارتداد المعوي المريئي بسبب فشل العضلة الفاصلة بين المعدة والمريء، وبالتالي يصعد الحمض المعدي إلى المريء مسبباً حرقان أو ما يسمى بالحموضة.
مرض فرط التعرق.
بعض الأدوية: قد تسبب بعض الأدوية التعرق الليلي عند الرجال مثل:
- العلاج الهرموني.
- الستيرويدات مثل الكورتيزو والبريدنيسون.
- أسيتامينوفين والأسبرين ومسكنات الألم.
- أدوية السكري.
- مضادات الذهان.
التوتر والقلق: وتظهر أعراضه كما يلي:
- الإرهاق والضعف الجسدي.
- صعوبة في النوم.
- مشاكل بالمعدة.
- الضغط العصبي والخوف.
- سرعة التنفس وزيادة معدل ضربات القلب
الأسباب الأقل شيوعاً
نقص هرمون التستوستيرون: قد يسبب نقص هرمون التستوستيرون التعرق الليلي. تقل معدلات إفراز التيستوستيرون مع التقدم في العمر، وكذلك نتيجة الإصابة أو تناول بعض الأدوية أو حالات صحية معينة.
بعض المشاكل الهرمونية: تؤدي الاضطرابات الهرمونية إلى التعرق الليلي مثل:
- فرط نشاط الغدة الدرقية.
- المتلازمة السرطاوية.
- ورم القواتم.
مرض انقطاع التنفس النومي: يؤدي إلى توقف التنفس أثناء النوم أكثر من مرة؛ مما قد يسبب التعرق الليلي. يُصيب انقطاع التنفس النومي حوالي 25 % من الرجال، ويحدث نتيجة لإغلاق بعض الأنسجة الموجودة بالقصبة الهوائية مجرى التنفس أو نتيجة لمشكلة صحية تؤثر على الجهاز العصبي المركزي.
العدوى: قد تسبب بعض أنواع العدوى كثرة التعرق أثناء النوم، وتتراوح بين عدوى فيروسية طفيفة -مصحوبة بحمى منخفضة- إلى عدوى أشد خطورة قد تهدد الحياة مثل:
- التهاب العظم والنقي.
- السُّل.
- التهاب الشغاف.
- داء البروسيلّات.
أسباب نادرة الحدوث
مشاكل عصبية: قد تسبب بعض المشاكل العصبية تعرقاً ليلاً نادراً مثل:
- خلل المنعكسات المُستقِلِّيَّة.
- تكهُّف النخاع.
- السكتة الدماغية.
السرطان.
احصل على السعر المناسب لك لهذه العملية
ما هي أعراض كثرة التعرق؟
ليس هناك عرضاً أكثر وضوحاً من التعرق، ولكن استمرارها بصورة محددة يشير إلى أنك مصاب بالتعرق الشديد مثل:
- حدوث التعرق بصورة غزيرة ومماثلة في كلا جانبي الجسم.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بفرط التعرق.
- تداخل التعرق مع أنشطتك وعلاقاتك اليومية.
- حدوث التعرق الشديد لمدة (6) أشهر على الأقل بدون سبب واضح.
- ظهور فرط التعرق في عمر مبكر قبل سن (25) عاماً.
قد تشير العوامل السابقة إلى الإصابة بكثرة التعرق الأولية، وإذا حدث التعرق في معظم أو كامل الجسم قد يشير إلى فرط التعرق الثانوي.
متى يجب عليك استشارة الطبيب؟
ينبغي مراجعة الطبيب إذا كنت تعاني من:
- تعرق مصحوب بألم في الصدر أو الشعور بضغط فيه.
- كثرة التعرق خاصةً أثناء النوم.
- اقتران فقدان الوزن بزيادة التعرق.
- زيادة التعرق لفترات طويلة بدون سبب واضح.
- فرط التعرق مصحوباً بالحمى وألم الصدر وقِصِر التنفس وزيادة معدل ضربات القلب.
كما ينبغي لك إطلاع الطبيب بكل الأعراض التي تشعر بها، فقد يكون الأمر خطيراً ولا يتبين لك ذلك.
تشخيص كثرة التعرق
يطَّلِع الطبيب على تاريخك المرضي ويقيّم الأعراض التي تعاني منها، وأحياناً قد يُجري الطبيب بعض الفحوصات للوقوف وراء السبب الرئيسي لفرط التعرق، ومن هذه الفحوصات:
- اختبار النشا والأيودين: يضع الطبيب محلول الأيودين على مناطق التعرق، ثم ينثر النشا على المحلول. يتغير لون الأيودين إلى اللون الأزرق الغامق في المناطق المصابة بفرط التعرق.
- فحص الورقة: يُجري الطبيب هذا الاختبار بوضع ورقة مخصصة على المناطق المصابة بكثرة التعرق لتمتص العرق، ثم يزن الورقة ليحدد كمية العرق التي أخرجها الجسم.
- اختبار تنظيم الحرارة: يُشبه اختبار النشا والأيودين كثيراً، حيث يضع الطبيب بودرة مخصصة على مناطق التعرق، وحيثما يوجد فرط التعرق يتغير لون البودرة.
- قد يوصي الطبيب بإجراء بعض تحاليل الدم أو البول لتأكيد أو استبعاد حالة مرضية ما.
علاج كثرة التعرق
يمكن علاج فرط التعرق بطرق مختلفة، حيث يمكن السيطرة عليه منزلياً أو علاجه بالأدوية أو جراحياً في بعض الحالات.
علاج كثرة التعرق منزلياً
قد تساعد العلاجات المنزلية في تقليل نسبة العَرَق مثل:
- الاستحمام يومياً للتخلص من البكتيريا.
- ارتداء جوارب وملابس قطنية تمتص العرق.
- تغيير الجوارب بانتظام.
- ترك القدم يتنفس أطول وقت ممكن.
- ارتداء أحذية مصنوعة من مواد طبيعية.
- استخدام مستحضرات مضادات التعرق المتوفرة بالأسواق.
علاج كثرة التعرق بالأدوية
1 - أدوية مضاد الكولينيَّات (Anticholinergic drugs)
تساعد تلك الأدوية على تخفيف التعرق الثانوي؛ حيث تعمل على تثبيط عمل مادة الأسيتيل كولين المسئولة عن تحفيزنشاط الغدة العرقية لإفراز العرق. تستغرق تلك الأدوية (مثل عقار غليكوبيرولات) حوالي أسبوعين حتى يظهر تأثيرها، وقد تسبب بعض الآثار الجانبية مثل الإمساك والدوخة.
2 - مضادات تعرق معتمِدة على الألومنيوم
قد يوصي الطبيب باستخدام مضادات تعرق تحتوي على مادة كلوريد الألومنيوم، التي تُميزها وتجعلها أقوى من المستحضرات الأخرى المضادة للتعرق التي يمكن شراؤها بدون وصفة طبية. تُستخدم مضادات التعرق في علاج الحالات الطفيفة من فرط التعرق، وقد تسبب ازعاجاً للبعض يتمثل في شعور بالحرقان أو تهيج البشرة.
3 - مضادات الاكتئاب
ينصح الطبيب في بعض الحالات بتناول مضادات الاكتئاب؛ لتساعد في تقليل العرق عن طريق تخفيف التوتر والقلق.
4 - حاصرات بيتا
أحياناً قد يوصي الطبيب بتناولها.
علاج كثرة التعرق جراحياً
يمكن علاج فرط التعرق جراحياً بإحدى طريقتين:
1 - إزالة الغدد العرقية
تُطبَّق تلك التقنية إذا عانى المريض من فرط تعرق الإبطين فقط، حيث يُزيل الطبيب الغدد العرَقية بالأبطين.
2 - قطع العصب السمبثاوي (sympathectomy)
تتضمن تلك التقنية قطع الأعصاب السمبثاوية التي تتحكم في لغدة العرَقية وتحفِّزها لإفراز العرق. يمكن إجراء تلك العملية في حالة كثرة تعرق الإبطين وراحة اليد، كذلك الوجه وفروة الرأس، بينما لا يُحبذ تطبيقها في التخلص من تعرق القدمين إذ لا تُعطي نتائج ناجحة غالباً.
تدخلات أخرى لعلاج كثرة التعرق
الإرحال الأيوني
يغمر المريض يديه أو قدميه في ماء ضحل، ثم توضع آلة تُرسِل تيار كهربائي منخفض في الماء فتُغلق الغدد العرَقية مؤقتاً. تستغرق كل معالجة من (10) إلى (20) دقيقة، وقد يحتاج المريض إلى جلسات إضافية للحصول على نتيجة مُرضِية.
البوتوكس
يُحقن البوتوكس في العصب المُغذي للغدد العرَقية؛ فيعمل على تثبيط الغدد العرقية المستهدفة لفترات تصل إلى شهور. قد يضطر المريض إلى تكرار العلاج لتحقيق أفضل النتائج.
العلاج بالموجات الدقيقة
يضع الطبيب جهازاً ذو تقنية عالية يُدعى (MiraDry) على المنطقة المصابة. يُرسل الجهاز طاقة حرارية تعمل على تدمير الغدد العرقية بشكل دائم، ويمكن إجرائها في عيادة الطبيب. أظهرت تلك التقنية تأثيراً ملحوظاً في تقليل كثرة تعرق الإبط.
العلاج السلوكي
يتعرض الكثير من مصابي كثرة التعرق للتوتر والقلق والضغط النفسي؛ لما قد يواجهونه من انتقادات أو محاولة البعض اعتزالهم، مما يجعل العلاج السلوكي أمراً هاماً لتخفيف التوتر، الذي يُعد من أكثر العوامل تأثيراً في زيادة التعرق. كذلك للعلاج السلوكي أهمية قصوى في علاج التوتر العاطفي والاجتماعي والوظيفي لمرضى فرط التعرق.
احصل على السعر المناسب لك لهذه العملية
مضاعفات كثرة التعرق
يسبب فرط التعرق إزعاجاً شديداً للمرضى والمحيطين بهم، وإذا استمر لفترات طويلة تظهر بعض المضاعفات مثل:
- حدوث عدوى بالجلد.
- التأثير على الصحة العقلية أحياناً.
- قد يضطر المريض إلى إخفاء أعراضه بتجنب رفع الزراع أو المصافحة بالأيدي، وقد يُهمل بعض أنشطته المفضَّلة تجنباً لمشاكل كثرة التعرق.
- قد يكون التعرق الشديد عرضاً لمشكلةٍ خطيرة تتطلب مراجعة الطبيب في الحال.
- انسداد مسامات الجلد حيث يساعد العرق على تراكم الأتربة على البشرة، وبالتالي غلق مسامها.
طرق الوقاية والسيطرة على كثرة التعرق
لا يمكن منع التعرق الشديد الأولي، ولكنك قد تصبح قادراً على منع بعض حالات التعرق الثانوي باستشارة الطبيب للوصول إلى التشخيص الصحيح وتلقي العلاج المناسب. كذلك يمكن اتباع بعض الإرشادات للسيطرة على فرط التعرق مثل:
- تقنين تناول الكافيين: يسبب الكافيين إثارة الجهاز العصبي، حيث أشارت بعض الدراسات إلى زيادة إفراز العَرَق بعد تناول المشروبات المنبهة الغنية بالكافيين. لذلك يجب تقنين تناول تلك المشروبات خاصةً إذا سببت لك كثرة التعرق ازعاجاً.
- تناول شاي المريمية: تعمل المريمية على تخفيف قوة سخونة الوجه، وأثبتت بعض الدراسات تأثيرها على تخفيف أعراض فرط التعرق. يُنقَع حوالي (3) جرام من عشبة المريمية الجافة في ثلثي كوب من الماء المغلي، ويُترك حتى يبرد ثم يُشرب.
- التحكم في الغضب والضغط العصبي: يساعد في حل مشكلة كثرة التعرق الناجم عن الاضطرابات العاطفية.
اقرأ أيضاً
أسباب كثرة التعرق عند الرجال وأهم طرق العلاج