اعتبارات الصحة العقلية في الجراحة التجميلية والعلاقة بينهما
تعد الجراحة التجميلية عملية جراحية تُجرى لتحسين مظهر الشخص. بينما قد يُحسّن ذلك من ثقة الشخص بنفسه ويُعزّز شعوره بالرضا عن الذات، إلا أنّ الجراحة التجميلية قد تُؤثّر أيضًا على الصحة العقلية للفرد بطرق إيجابية وسلبية. في هذا المقال، سنناقش العلاقة بين الجراحة التجميلية والصحة العقلية، ونستكشف العوامل التي يجب مراعاتها قبل اتخاذ قرار الخضوع للجراحة.
أهمية تقييمات الصحة العقلية قبل إجراءات الجراحة التجميلية
تعد تقييمات الصحة العقلية ذات أهمية قبل الخضوع للجراحة التجميلية، وذلك للأسباب التالية:
- تحديد توقعات منطقية: يساعد تقييم الصحة العقلية على تقييم دوافع المريض وفهمه لتوقعاته من الجراحة. ففي بعض الأحيان، قد تكون دوافع المريض مرتبطة بمشاعر عدم الرضا عن الذات أو الرغبة في تغيير مظهره بشكل غير منطقي، مما قديؤدي إلى خيبة أمل بعد الجراحة.
- اكتشاف المشكلات النفسية: قد تكشف تقييمات الصحة العقلية عن وجود مشكلات نفسية، مثل اضطراب القلق أو الاكتئاب، يمكن أن تؤثر على نتائج الجراحة. فمثلاً، قد يعاني الأشخاص المصابون باضطراب القلق من أعراض مثل القلق المفرط أو الأرق، مما قد يعيق عملية الشفاء بعد الجراحة.
- تحسين النتائج النفسية: أظهرت الدراسات أن تقييمات الصحة العقلية قبل الجراحة التجميلية يمكن أن تُحسّن من النتائج النفسية للمريض. على سبيل المثال، أظهرت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين خضعوا لتقييمات الصحة العقلية قبل جراحة تجميلية للأنف كانوا أكثر رضا عن النتائج من أولئك الذين لم يخضعوا للتقييم.
- تجنب المخاطر: قد تُقلّل تقييمات الصحة العقلية من مخاطر الجراحة التجميلية، خاصةً لدى الأشخاص الذين يعانون من مشكلات نفسية. فقد يكون الأشخاص المصابون بالاكتئاب أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات بعد الجراحة، مثل العدوى أو النزيف.
يُمكن أن تُجرى تقييمات الصحة العقلية قبل الجراحة التجميلية من قبل طبيب نفساني أو أخصائي الصحة العقلية. عادةً ما تتضمن التقييمات أسئلة حول التاريخ النفسي للمريض، ومشاعره تجاه مظهره، وتوقعاته من الجراحة.
يُنصح بإجراء تقييمات الصحة العقلية قبل أي إجراء جراحي تجميلي، خاصةً في الحالات التالية:
- إذا كان لديك تاريخ من المشكلات النفسية، مثل اضطراب القلق أو الاكتئاب.
- إذا كنت تعاني من مشاعر عدم الرضا عن الذات أو الرغبة في تغيير مظهرك بشكل غير واقعي.
- إذا كانت لديك توقعات غير واقعية من الجراحة.
- إذا كنت تُعاني من أي مشكلات نفسية أخرى، مثل اضطراب الشخصية أو اضطراب تعاطي المخدرات.
اقرأ أيضاً: التعزيزات التجميلية للتنوع العرقي: الاحتفال بمعايير الجمال الثقافي
الدعم العاطفي خلال رحلة الجراحة التجميلية
تُعدّ الجراحة التجميلية رحلة شخصية قد تُسبب تغيرات جسدية ونفسية كبيرة للمريض، إلى جانب التغيرات الجسدية الواضحة، لذلك قد يمر الشخص بتجارب عاطفية متنوعة، مثل:
- القلق: قد يشعر الشخص بالقلق من النتائج، أو من المخاطر المحتملة للجراحة، أو من الألم الذي قد يُعانيه.
- الخوف: يمكن أن يخاف الشخص من الفشل أو من عدم تحقيق النتائج المرجوة.
- التوتر: يمكن أن يشعر الشخص بالتوتر بسبب التغييرات الجسدية التي سيخضع لها، أو بسبب ضغوطات العمل أو الحياة الشخصية.
- الحزن: قد يشعر الشخص بالحزن على مظهره السابق، أو على شعوره بالخوف من النتائج.
- السعادة: قد يشعر الشخص بالسعادة والإثارة من التغييرات الإيجابية التي يتوقعها من الجراحة.
لذا، فإن الدعم العاطفي خلال رحلة الجراحة التجميلية ضروريّ للغاية لضمان تجربة إيجابية وصحية.
احصل على السعر المناسب لك لهذه العملية
وإليك بعض النصائح للحصول على الدعم العاطفي خلال رحلة الجراحة التجميلية:
- تحدث مع طبيبك: يمكن لطبيبك تقديم الدعم والتوجيه خلال رحلتك، لا تتردد في طرح أي أسئلة أو التعبير عن أي مشاعر قد تُعاني منها.
- تحدث مع عائلتك وأصدقائك: يمكن لعائلتك وأصدقائك تقديم الدعم العاطفي والحب خلال هذه الفترة الصعبة. شاركهم مشاعرك وتجاربك، واطلب منهم مساعدتك في أي شيء قد تحتاجه.
- انضم إلى مجموعة دعم: تتوفر مجموعات دعم للأشخاص الذين خضعوا لجراحة تجميلية. يمكن لهذه المجموعات أن تُوفّر لك فرصة التواصل مع أشخاص يفهمون ما تمر به وتقديم الدعم والمشورة.
- ابحث عن مساعدة مهنية: إذا كنت تعاني من مشاعر قوية من القلق أو الاكتئاب، فقد تُساعدك الاستشارة مع معالج أو أخصائي الصحة العقلية.
بالإضافة إلى ذلك، إليك بعض النصائح التي قد تساعدك على التعامل مع المشاعر الصعبة خلال رحلة الجراحة التجميلية:
- مارس تمارين الاسترخاء: يمكن لليوغا والتأمل و تمارين التنفس أن تُساعدك على تقليل التوتر والقلق.
- احصل على قسط كافٍ من النوم: النوم ضروري للصحة الجسدية والنفسية. تأكد من حصولك على 7-8 ساعات من النوم كل ليلة.
- تناول نظامًا غذائيًا صحيًا: تناول الأطعمة الصحية يُساعدك على الشعور بالتحسن الجسدي والنفسية.
- مارس الرياضة بانتظام: تُساعد الرياضة على تحسين الحالة المزاجية وتقليل التوتر.
- خصص وقتًا لنفسك: خذ بعض الوقت للقيام بأشياء تُحبّها وتُساعدك على الاسترخاء.
اقرأ أيضاً: الجراحة التجميلية واضطراب تشوه الجسم: التعامل مع العلاقة المعقدة
[Doctors_module_]
العلاقة بين صورة الجسم واحترام الذات والصحة العقلية
صورة الجسم هي الطريقة التي ينظر بها الشخص إلى جسده ويشعر به. تشمل صورة الجسم الأفكار والمشاعر والمعتقدات حول المظهر، بما في ذلك الشكل والحجم والوزن والجاذبية.
احترام الذات هو تقييم الشخص لقيمته الذاتية. يشمل احترام الذات المشاعر الإيجابية والسلبية تجاه الذات.
الصحة العقلية هي حالة من الراحة الجيدة تسمح للشخص بالتعامل مع التوتر والضغوطات الحياتية الطبيعية، والعمل بشكل منتج، والمساهمة في مجتمعه.
هناك علاقة وثيقة بين صورة الجسم واحترام الذات والصحة العقلية، ويمكن أن نلخصها فيما يلي:
- الأشخاص الذين لديهم صورة جسم سلبية غالبًا ما يكون لديهم احترام ذات منخفض قد يشعرون بعدم الرضا عن مظهرهم، وقد ينتقدون أنفسهم باستمرار، وقد يتجنبون المواقف الاجتماعية.
- يمكن أن تؤدي صورة الجسم السلبية إلى مشاكل في الصحة العقلية، مثل اضطرابات الأكل والاكتئاب والقلق.
- الأشخاص الذين لديهم صورة جسم إيجابية غالبًا ما يكون لديهم احترام كبير للذات مرتفع، ويشعرون بالرضا عن أنفسهم، ويقبلون أنفسهم كما هم، ويشعرون بالثقة بالنفس.
- يمكن أن تُحسّن صورة الجسم الإيجابية الصحة العقلية وتُقلّل من خطر الإصابة باضطرابات الصحة العقلية.
احصل على السعر المناسب لك لهذه العملية
هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تؤثر على صورة الجسم، بما في ذلك:
- العوامل الوراثية: تلعب الجينات دورًا في تحديد شكل الجسم وحجمه.
- التجارب الشخصية: يمكن أن تؤثر التجارب السلبية المتعلقة بالوزن أو المظهر على صورة الجسم.
- وسائل الإعلام: غالبًا ما تُصوّر وسائل الإعلام معايير جمال غير واقعية، مما قد يؤدي إلى الشعور بعدم الرضا عن الذات.
- المقارنة الاجتماعية: قد يقارن الأشخاص أنفسهم بالآخرين، مما قد يؤدي إلى الشعور بعدم الرضا عن الذات.
هناك العديد من الأشياء التي يمكن للناس القيام بها لتحسين صورة الجسم واحترام الذات، بما في ذلك:
- التعرف على معايير الجمال غير الواقعية: من المهم أن ندرك أن معايير الجمال التي تُروّج لها وسائل الإعلام غالبًا ما تكون غير واقعية وغير قابلة للتحقيق.
- التركيز على نقاط القوة: بدلاً من التركيز على عيوبك، ركز على نقاط قوتك وصفاتك الإيجابية.
- ممارسة الرعاية الذاتية: اعتني بنفسك جسدياً وعاطفياً. تناول نظامًا غذائيًا صحيًا، واحصل على قسط كافٍ من النوم، ومارس الرياضة بانتظام، وخصص وقتًا للأنشطة التي تُحبّها.
- تحدّث إلى شخص تثق به: إذا كنت تعاني من مشاعر سلبية تجاه مظهرك، فتحدث إلى شخص تثق به، مثل صديق أو فرد من العائلة أو معالج.
- اطلب المساعدة المهنية: إذا كنت تعاني من اضطراب في صورة الجسم أو اضطراب في الأكل، فمن المهم طلب المساعدة المهنية من معالج أو أخصائي صحة نفسية.
المراجع
Peterson, K. (2023) Mindful beauty: Nurturing mental health while pursuing cosmetic surgery, American Society of Plastic Surgeons. Available at: https://www.plasticsurgery.org... (Accessed: 10 June 2024).
Institute, T.A. (2023) Psychological counseling before cosmetic surgery: Why it’s essential: Robert Wald, MD, Robert M. Wald, MD | The Aesthetic Institute. Available at: https://www.robertwaldmd.com/p... (Accessed: 10 June 2024).
Navigating emotions after plastic surgery: Recovery and support (2023) Dr. Cat Begovic, Beverly Hills. Available at: https://beautybydrcat.com/blog... (Accessed: 10 June 2024).