دور وسائل التواصل الاجتماعي في تشكيل اتجاهات وتوقعات الجراحة التجميلية

دور وسائل التواصل الاجتماعي في تشكيل اتجاهات وتوقعات الجراحة التجميلية

تخرجت من قسم الإعلام بجامعة عين شمس ثم بدأت العمل في مجال الصحافة كمحررة للأخبار الاقتصادية والسياسية وأيضًا في مجال قضايا المرأة والصحة العامة.

إنشاء: 31 أكتوبر 2023 · تحديث: 31 أكتوبر 2023

تشكل وسائل التواصل الاجتماعي الآن جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية وتأثيرها يتسع باستمرار. فمع انتشارها الواسع وتوافرها للجميع، أصبحت تمتلك دورًا مهمًا في تشكيل اتجاهات وتوقعات الجراحة التجميلية أيضًا. تعد وسائل التواصل الاجتماعي بوابة للتواصل والتفاعل المباشر مع الآخرين، وتمكن الأفراد من مشاركة تجاربهم وآرائهم بشكل سريع وسهل.

بفضل هذا الانتشار الواسع، أصبح بإمكان الأشخاص البحث عن معلومات حول إجراءات الجراحة التجميلية والتعرف على تجارب الآخرين الذين خضعوا لها. يقدم المرضى المؤثرين والمدونين المتخصصين في مجال الجمال محتوى غنيًا وتفصيليًا حول تجاربهم الشخصية، بما في ذلك الإجراءات التي خضعوا لها ونتائجها ورؤاهم الشخصية. هذا يسمح للأشخاص الآخرين بالتعرف على ما يمكن توقعه وفهم الجوانب الإيجابية والسلبية للجراحة التجميلية.

ومن جانب آخر، تسهم وسائل التواصل الاجتماعي في تغيير معايير الجمال وتوجهاتها. يتم تبادل الصور والمقاطع المرئية عبر منصات التواصل الاجتماعي، مما يعرض الأشخاص لمعايير الجمال المعينة والمثالية ويؤثر في اتجاهاتهم وتوقعاتهم. يمكن لهذا النوع من التعرض أن يؤدي إلى زيادة الضغوط الاجتماعية على الأفراد لتحقيق معايير الجمال المثالية وقد يؤدي في بعض الحالات إلى التوجه نحو الجراحة التجميلية.

تأثير وسائل التواصل الاجتماعي

تمثل وسائل التواصل الاجتماعية منصة قوية تؤثر في تشكيل اتجاهات وتوقعات الجراحة التجميلية. تتيح للأفراد الوصول إلى معلومات شاملة حول الإجراءات والتجارب الشخصية للآخرين. كما تؤثر في تغيير معايير الجمال وتوجهاتها من خلال عرض الصور والمقاطع المرئية. منصات التواصل الاجتماعي قد أحدثت ثورة في صناعة الجمال والجراحة التجميلية، حيث أصبحت تشكل قوة قوية في تشكيل اتجاهات وتوقعات الأفراد بشأن الجمال. تأثير هذه المنصات يمكن تجسيده في عدة جوانب ومنها:

  • الصور المفلترة: تعد أحد التأثيرات القوية لوسائل التواصل الاجتماعي هو استخدام الصور المفلترة. يمكن للأفراد تحسين صورهم وتعديلها باستخدام تطبيقات التعديل والتصفية، مما يخلق صورًا مثالية وغير واقعية للجمال. هذا يؤثر على توقعات الأفراد ويزيد من الضغط على تحقيق المظهر المثالي الذي يتم ترسيخه في وسائل التواصل الاجتماعي.
  • تاريخ الصور المفلترة والفلترة البصرية في الجمال ليس جديدًا، ولكن وسائل التواصل الاجتماعي قد زادت من انتشارها وتأثيرها. يتم تعزيز المثالية والجمال غير الواقعي من خلال استخدام الفلاتر الجاهزة التي تضفي مظهرًا متجانسًا وجذابًا على الصور. يمكن أن يؤدي هذا إلى تشويه الصورة الحقيقية للجمال وتشكيل توقعات غير واقعية للأفراد بشأن مظهرهم ومعايير الجمال.
  • أساليب معيشة منسقة ومثالية: تعرض وسائل التواصل الاجتماعي أساليب معيشة منسقة ومثالية ومثيرة للإعجاب، حيث يتم تصوير الأشخاص وهم يعيشون حياة مليئة بالرفاهية والجمال. يعرض الأفراد لصور مثيرة للإعجاب للمشاهير والمدونين المؤثرين الذين يعيشون حياة مصقولة وجميلة، مما يؤدي إلى زيادة الرغبة في تحقيق نمط حياة مماثل. يعزز هذا الجو الاستهلاكي الذي يرتبط بالجمال والجراحة التجميلية، ويؤثر في توقعات الأفراد بشأن المظهر والجمال.
  • الضغط للتوافق مع معايير الجمال غير الواقعية التي يتم نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي: يواجه الأفراد وجراحو التجميل تحديات كبيرة في التعامل مع تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على قرارات الجراحة التجميلية. واحدة من هذه التحديات هي زيادة الضغط على الأفراد لتحقيق المظهر المثالي الذي يتم عرضه على وسائل التواصل الاجتماعي. يمكن أن يشعر الأفراد بالقلق والضغط لتحقيق المعايير الجمالية غير الواقعية التي يروج لها وسائل التواصل الاجتماعي، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة الطلب على إجراءات التجميل. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤثر تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على قرارات الجراحة التجميلية لدى الأفراد. قد يتأثر الأشخاص بالصور والمشاركات التي يروج لها الآخرون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما يجعلهم يفكرون في إجراءات التجميل التي قد لا تكون ضرورية أو مناسبة لحالتهم. يمكن أن يؤدي هذا إلى اتخاذ قرارات متسرعة أو غير مناسبة فيما يتعلق بالجراحة التجميلية.

اقرأ أيضاً: من البوتكس إلى تكبير الثدي: دليل شامل لإجراءات الجراحة التجميلية الشائعة

معالجة تحديات وسائل التواصل الاجتماعي

لمعالجة هذه التحديات التي تفرضها وسائل التواصل الاجتماعي وما تسببه من ضغط على جراحي التجميل، يجب أن يتم تعزيز الوعي والتثقيف حول الجمال الواقعي وتنوع المظاهر. يجب أن يتعرف الأفراد على أن الجمال ليس محصورًا في معايير محددة وغير قابلة للتغيير، وأن هناك تنوعًا طبيعيًا في المظاهر البشرية. ينبغي أن يشجع الأفراد على قبول وتقدير مظاهرهم الفريدة والعمل على تعزيز الثقة بالنفس والصحة العقلية.

بالنسبة لجراحي التجميل، يجب أن يتبنوا ممارسات إرشادية وأخلاقية في التعامل مع الأفراد الذين يأتون إليهم بناءً على تأثير وسائل التواصل الاجتماعي. ينبغي على الجراحين التجميل أن يكونوا صادقين وشفافين مع المرضى وأن يقدموا تقييمًا دقيقًا لحالتهم وتوضيح المخاطر والفوائد المحتملة لأي إجراء تجميلي. يجب أن يشجعوا المرضى على اتخاذ قرارات مستنيرة وقائمة على احتياجاتهم الشخصية وليس فقط على المعايير الواقعية للجمال.

تأثير مواقع التواصل الاجتماعي
مواقع التواصل الاجتماعي وتأثيرها على قرار التجميل

تمكين أو ضار

دراسة الطبيعة المزدوجة لتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الجراحة التجميلية تكشف عن فوائد وعيوب محتملة. يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تمكن الأفراد من خلال توفير الوصول إلى معلومات واسعة وتيسير التواصل مع مجتمعات داعمة.

  • توفير الوصول إلى المعلومات: تعد من الفوائد المحتملة لوسائل التواصل الاجتماعي في مجال عمليات التجميل. يمكن للأفراد البحث عن المعلومات حول إجراءات التجميل والمخاطر المحتملة والنتائج المتوقعة. يمكن أن تساعد هذه المعلومات في زيادة الوعي والتثقيف، وتمكين الأفراد من اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن الجراحة التجميلية.
  • تكوين مجتمعات داعمة: يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تسهم في تكوين مجتمعات داعمة حول الجراحة التجميلية. يمكن للأفراد التواصل مع آخرين لديهم نفس الاهتمامات والتجارب، ومشاركة المعلومات والمشورة. يمكن أن توفر هذه المجتمعات الدعم العاطفي والمعرفي للأفراد الذين يفكرون في الخضوع لعمليات تجميلية.
  • ومع ذلك، ينبغي معالجة عدة عيوب محتملة ومخاطر تتعلق بتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الجراحة التجميلية. يمكن أن تنتشر المعلومات الخاطئة وغير الموثوقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تضليل الأفراد واتخاذ قرارات خاطئة أو غير مستنيرة. لذا، يجب على الأفراد أن يكونوا حذرين و يعتمدون على مصادر موثوقة للمعلومات و يستشيروا خبراء الجراحة التجميلية قبل اتخاذ أي قرار.

احصل على السعر المناسب لك لهذه العملية طلب عرض سعر

  • ثقافة المقارنة الشديدة التي يمكن أن تنشأ عبر وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا تشكل تحديًا. يتعرض الأفراد لصور المثالية والمقاييس غير الواقعية للجمال، مما يؤدي إلى زيادة الضغط والمقارنة الذاتية. يجب على الأفراد أن يدركوا أن الجمال يأتي بتنوع وأشكال مختلفة، وأن المقارنة الدائمة للنفس بالآخرين قد تؤدي إلى انخفاض التقدير الذاتي والضغط النفسي.

بالإضافة إلى ذلك، قد يتعرض الأفراد لخطر الضرر النفسي الناجم عن مُثُل الجمال غير الواقعية على وسائل التواصل الاجتماعي. الصور المعدَّلة بشكل مفرط والتصورات الخاطئة للجمال يمكن أن تؤثر على صورة الذات وصحة النفس العامة للأفراد. قد يشعرون بعدم الرضا عن الشكل الخارجي الخاص بهم والضغط لتحقيق المعايير غير الواقعية.

للتغلب على هذه العيوب والمخاطر المحتملة، من المهم تشجيع الوعي والتثقيف حول أثر وسائل التواصل الاجتماعي على الجراحة التجميلية. يجب على الأفراد تطوير القدرة على التمييز بين المعلومات الموثوقة وغير الموثوقة، والاعتماد على مصادر موثوقة للمعلومات الطبية. ينبغي أن يتعلموا أيضًا قبول وتقدير تنوع الجمال واحترام اختلافات الأشكال والمظاهر الخارجية.

علاوة على ذلك، يجب على الأفراد تطوير رؤية صحية للجمال والتركيز على الصحة والرفاهية بدلاً من التركيز الحصري على المظهر الخارجي. يمكن للتواصل الاجتماعي أن يشجع على تبني ثقافة إيجابية حول الجمال الحقيقي وتعزيز الصحة العقلية والجسدية والاعتناء بالذات.

اقرأ أيضاً: ما هي أضرار ومخاطر عمليات التجميل وكيف تتجنبها؟

تثقيف وتمكين المستهلكين

تثقيف وتمكين المستهلكين يلعبان دورًا حاسمًا في مواجهة التأثير السلبي المحتمل لوسائل التواصل الاجتماعي على الجراحة التجميلية. يجب أن يتعاون جراحو التجميل ومحترفو الصناعة لتوفير معلومات دقيقة وشفافة وتشجيع التفكير النقدي لدى الأفراد. وفيما يلي بعض النصائح العملية للأفراد للتنقل بمسؤولية عبر وسائل التواصل الاجتماعي:

  1. التحقق من الحقائق: عند مواجهة معلومات حول الجراحة التجميلية على وسائل التواصل الاجتماعي، ينبغي على الأفراد التحقق من صحة تلك المعلومات من مصادر موثوقة. يمكن البحث عن منشورات ذات صلة من مصادر طبية موثوقة أو التواصل مع جراح تجميل معتمد للحصول على معلومات دقيقة وشاملة.
  2. طلب الاستشارات المهنية: يجب على الأفراد أن يطلبوا استشارة من جراح تجميل مؤهل قبل اتخاذ أي قرار بخصوص الجراحة التجميلية. يمكن للمتخصص أن يقدم المشورة المناسبة والمعلومات الموثوقة استنادًا إلى الحالة الفردية والاحتياجات.
  3. التفكير النقدي: يجب على الأفراد أن يطوروا القدرة على التفكير النقدي تجاه المحتوى المتداول على وسائل التواصل الاجتماعي. ينبغي التساؤل عن مصدر المعلومات والغرض منها، وتقييم الأدلة المقدمة قبل اتخاذ أي قرار.
  4. الفروق الفردية: يجب على الأفراد أن يتبنوا وجهات نظر شخصية ويحتضنوا فرادتهم الجمالية. يجب أن يتذكروا أن تعريف الجمال يختلف من شخص لآخر، وأنه ليس هناك معيار واحد ينطبق على الجميع. يهم التركيز على الصحة والرفاهية بدلاً من الامتثال للضغوط المجتمعية المفروضة.
  5. إنشاء مجتمعات داعمة: يمكن للأفراد الانخراط في مجتمعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي تدعم التفكير الإيجابي والحوار البناء حول الجمال والجراحة التجميلية. يمكن أن تكون هذه المجتمعات مصدرًا للدعم العاطفي والمعلومات الموثوقة، وتوفر بيئة آمنة للتعبير عن الاهتمامات والتجارب.
  6. تنظيم وقت الاستخدام: ينبغي على الأفراد تنظيم وقتهم عند استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وتخصيص وقت محدد لتصفح المحتوى ذي الصلة بالجراحة التجميلية. يمكن أن يساعد ذلك في تقليل التعرض المستمر للمعايير الجمالية غير الواقعية والضغوط النفسية المحتملة.
  7. الاهتمام بالصحة العقلية: يجب أن يكون الاهتمام بالصحة العقلية والتعزيز الذاتي جزءًا من النهج الشامل للتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي. ينبغي على الأفراد السعي إلى الحفاظ على صحة عقلية جيدة والتعامل مع أي ضغوط أو قلق يمكن أن ينشأ عند التعرض للمحتوى ذي الصلة بالجمال.
دور وسائل التواصل الاجتماعي في تشكيل اتجاهات وتوقعات الجراحة التجميلية
مشاركة التجارب والخبرات يساعد على اتخاذ القرار

احصل على السعر المناسب لك لهذه العملية طلب عرض سعر

باختصار، يحتاج المستهلكون إلى تثقيف وتمكين لمواجهة التأثير السلبي المحتمل لوسائل التواصل الاجتماعي على الجراحة التجميلية. ينبغي على جراحي التجميل ومحترفي الصناعة توفير معلومات دقيقة وتشجيع التفكير النقدي وتعزيز الشفافية. بالإضافة إلى ذلك، يجب على الأفراد اتباع نصائح عملية مثل التحقق من الحقائق، والاستشارة المهنية، واحتضان الفردية بدلاً من الامتثال للضغوط المجتمعية. يتطلب ذلك تنظيم وقت الاستخدام والاهتمام بالصحة العقلية، بالإضافة إلى إنشاء مجتمعات داعمة تعزز التواصل الإيجابي والتفكير المستنير في مجال الجمال والجراحة التجميلية.

في النهاية، يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تكون أداة قوية لتمكين الأفراد في مجال الجراحة التجميلية من خلال توفير المعلومات وتسهيل التواصل وبناء المجتمعات الداعمة. ومع ذلك، يجب أن يتم التعامل معها بحذر ووعي لتجنب المخاطر المحتملة المرتبطة بالمعلومات الخاطئة وثقافة المقارنة والضغط النفسي.

المراجع

“Influence of Social Media on the Decision to Undergo a Cosmetic Procedure - PMC.” PubMed Central (PMC), https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC6756652/. Accessed 29 Oct. 2023

Peterson, Kayla. “Navigating Social Media’s Influence on Plastic Surgery Decisions | ASPS.” American Society of Plastic Surgeons, American Society of Plastic Surgeons, 29 June 2023, https://www.plasticsurgery.org/news/articles/navigating-social-medias-influence-on-plastic-surgery-decisions

Staff. “MM+M Podcast 8.10.23: Dr. Kemi Olugemo Wants Solutions for Health Inequities.” MM+M - Medical Marketing and Media, https://www.facebook.com/MedicalMarketingMedia/, 10 Aug. 2023, https://www.mmm-online.com/home/podcasts/mmm-podcast-8-10-23-dr-kemi-olugemo-wants-solutions-for-health-inequities/

إعلان

المعلومات على Tajmeeli.com لا يمكنها بأي حال من الأحوال ان تستبدل العلاقة بين المريض والطبيب. Tajmeeli.com لا تصادق على أي منتجات تجارية أو خدمات.

إعلان

لا تفوت هذه المواضيع...