أضرار عمليات تكميم المعدة
تكميم المعدة هي التسمية التي تطلق على عملية Sleeve gastrectomy والتي تعد واحدة من أكثر جراحات إنقاص الوزن شهرة وفاعلية. في عملية تكميم المعدة يتم اقتطاع ما يصل إلى 80% من حجم المعدة تاركة ما يشبه الموزة شكلاً وحجماً كمعدة جديدة، في عملية تكميم المعدة أيضاً يتم استئصال الغدد المسؤولة عن إفراز هرمونات الجوع وبالتالي تحدث سلسلة من التغييرات الهرمونية في الجسم مما يؤثر بشكل مباشر على العادات الغذائية للإنسان ومن ثم يحدث فقدان الوزن بشكل تدريجي في الأشهر التي تلي إجراء العملية.
المرشحون المثاليون لعملية تكميم المعدة هو الأشخاص شديدي البدانة (الأشخاص ذوي معدل كتلة جسم BMI أعلى من 40) والذين فشلوا في إنقاص أوزانهم اعتماداً على الحميات الغذائية والتمارين وغيرها من الوسائل التقليدية، إما لوجود موانع طبية تمنعهم من استعمال هذه الوسائل، أو لعدم وجود العزيمة والقدرة على الالتزام، أو حتى نتيجة فشل هذه الوسائل في إنقاص الوزن. وتشير الإحصاءات إلى أن معظم من يجرون عملية تكميم المعدة يستطيعون إنقاص 40% من أوزانهم في السنة الأولى بعد الجراحة. على الرغم من ذلك توجد بعض أضرار عملية تكميم المعدة تخوفاً لدى البعض من الإقدام على هذه الجراحة، في السطور التالية نجيب على سؤال: ما هي أضرار عملية تكميم المعدة؟ بكل حيادية وتجرد ودون انحياز.
النزيف والعدوى وتلوث الجرح
مثلها مثل أي عملية جراحية، يتعرض من يجرون جراحات تكميم المعدة إلى أخطار النزيف والعدوى وتلوث جرح العملية، وعلى الرغم من أن اتباع الأساليب الجراحية السليمة، والتعقيم حسب المعايير الطبية، وخبرة وكفاءة الجراح، وتصغير حجم الشق الجراحي إلى أقل حد ممكن (يمكن تحقيق هذا الهدف عند إجراء العملية عبر تقنية المنظار) تساهم في تقليل تلك المخاطر، إلا أنها ما تزال تمثل خطراً قائماً، وبالتالي يجب أن تضع في اعتبارك تلك المخاطر ضمن أضرار عمليات تكميم المعدة المحتملة إذا كنت مقبلاً على إجرائها.
مخاطر التخدير
من المعروف أن أي عملية جراحية تتطلب تخديراً تتضمن مخاطر متعلقة بعملية التخدير نفسها، فليس كل الأشخاص يتفاعلون مع التخدير بنفس الطريقة، ومن الممكن أن يؤدي التخدير إلى مشاكل غير متوقعة، خصوصاً إذا تم الاستعانة بالتخدير الكلي وليس النصفي أثناء الجراحة، وتتأكد مخاطر التخدير في عملية تكميم المعدة عندما ندرك أن من يجرونها هم أصحاب الأوزان العالية تحديداً، والذين تبرز معاناتهم مع حقن التخدير التي تحقن في الحبل الشوكي (التخدير النخاعي) نظراً لسماكة طبقة الدهون في أجسامهم. لهذا يجب التأكد من خبرة طبيب التخدير الذي سيكون متواجداً أثناء الجراحة لمنع أي مضاعفات محتملة للتخدير.
مشاكل الجهاز الهضمي
لكونها تجرى في واحد من أهم أعضاء الجهاز الهضمي، تترك عملية تكميم المعدة آثاراً شديدة على الجهاز الهضمي بالكامل. ورغم أن معظم هذه الآثار نادرة الحدوث وغير مؤثرة بشدة على المريض ويمكن التعامل معها بالعديد من الحلول، إلا أنها تظل من الآثار الجانبية للعملية التي يجب أخذها في الاعتبار، من أبرز أضرار عمليات تكميم المعدة المرتبطة بالجهاز الهضمي:
- الارتجاعات المعوية: نتيجة التغير الجذري في المعدة بعد عملية التكميم، تظهر احتمالية كبيرة لحدوث الارتجاعات المعوية أو ارتجاع المريء، وتعني صعود عصارات المعدة إلى أعلى مسببة حرقة وشعوراً بعدم الارتياح، ويمكن التغلب على هذه الأعراض ببعض الأدوية المهدئة.
- انسداد الجهاز الهضمي: واحدة من المشاكل الشائعة والتي تعتبر من أضرار عملية تكميم المعدة هي حدوث الانسدادات في الجهاز الهضمي، فمع تغير شكل وحجم المعدة تزداد احتمالية انحشار الأطعمة في المعدة الجديدة مما يترتب عليه ألماً شديداً ويتطلب الأمر تدخلاً طبياً لتصريف الانسداد.
- القيء: من المشاكل الشائعة حدوث نوبات القيء بعد جراحات تكميم المعدة نتيجة عدم اعتياد الجسم والجهاز العصبي على الحجم الجديد للمعدة والشعور بأن هناك شيئاً مختلفاً (القيء هو وسيلة دفاعية للجسم للتعامل مع احتمالية وصول طعام مسمم إلى المعدة،) مما يجعل من نوبات القيء أمراً شائعاً في الأسابيع التي تلي العملية، لكن النوبات تخف ثم تزول تماماً في النهاية.
- مشاكل الهضم المتنوعة: أيضاً قد تظهر مضاعفات أخرى بعد جراحة التكميم مثل قرحة المعدة، والتلبك المعوي، وزيادة غازات الجهاز الهضمي، وكثرة التجشؤ، وعدم الهضم الكامل للطعام، والشعور بالتخمة والامتلاء حتى مع عدم تناول كميات كبيرة من الطعام، وسماع أصوات غريبة من المعدة.
احصل على السعر المناسب لك لهذه العملية
مشاكل سوء التغذية
من أضرار عملية تكميم المعدة على المدى البعيد تلك المشاكل المرتبطة بنتائج العملية، فالمريض الآن أصبح يتناول كميات أقل كثيراً من الطعام مما اعتاد عليه، وهذا قد يؤدي إلى ظهور الأعراض التي تظهر على الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية مثل:
- الضعف والخمول وعدم التركيز وكثرة النوم والنسيان وضعف القدرات العقلية نتيجة عدم حصول الجسم على احتياجاته الغذائية التي تكفيه.
- مشكلة انخفاض نسبة السكر في الدم، والتي تنتج عن عدم حصول الجسم على احتياجاته من الكربوهيدرات والسكريات والدهون.
- مشاكل متنوعة نتيجة نقص المكونات الغذائية التي يحتاجها الجسم (خصوصاً البوتاسيوم، والماغنيسيوم، والكالسيوم، واليود، والحديد، والصوديوم، وفيتامينات: أ، ب بأنواعه، ج، د، هـ.)
- المشاكل النفسية نتيجة تغير العادات الغذائية وعدم استطاعة الشخص تناول الأطعمة التي يحبها والكميات التي تكفيه منها وشعوره الدائم بأن واحدة من حرياته الأساسية قد سلبت منه إلى غير رجعة.
لهذا يصف الطبيب مجموعة من المكملات الغذائية وأقراص الفيتامينات يقوم المريض بتعاطيها في الفترة التي تلي جراحة تكميم المعدة، مع إجراء تحاليل دورية لقياس مستويات المكونات الغذائية المهمة وتعويض نقصانها عن طريق الأدوية.
فشل عملية تكميم المعدة
من أضرار عمليات تكميم المعدة المحتملة فشل الجراحة وعدم تحقيق نقصان الوزن المنشود، ويعرف فشل عملية التكميم إذا لم يحدث فقدان نصف الوزن الزائد خلال السنة الأولى ويحافظ على ما فقده لمدة 5 سنوات، على سبيل المثال إذا كان وزن شخص طوله 180 سنتيمتر هو 150 كيلوغرام، فإن وزنه الزائد هو 70 كيلوغرام (لأن الحد الأقصى في لهذا الطول هو 80 كيلوغرام،) وبالتالي يجب أن يفقد المريض 35 كيلوغرام على الأقل خلال السنة الأولى من الجراحة ويحافظ على هذا الانخفاض لمدة 5 سنوات متصلة لتكون الجراحة ناجحة. من أسباب فشل جراحات تكميم المعدة:
- عدم استطاعة المريض الالتزام بالحمية الغذائية المناسبة، وتعويض عدم قدرته على تناول كميات كبيرة من الطعام بتناول نفس كمية الطعام لكن على عدد وجبات أكبر.
- تمدد حجم المعدة بعد الجراحة نتيجة استعداد الأنسجة للتمدد.
- مشكلة السمنة معقدة ما لم يكن سببها كميات الطعام، مثل انخفاض معدلات الحرق في الجسم.
احصل على السعر المناسب لك لهذه العملية
خطر الوفاة نتيجة جراحة تكميم المعدة
إذا كنت تفكر في إجراء عملية تكميم المعدة فلعلك طالعت تلك التحذيرات من أسباب الوفاة في عملية التكميم، والتي تنتشر على المواقع غير المتخصصة، وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، وحتى في بعض الفضائيات. وفي الحقيقة تلك التحذيرات بها جانب من الصحة، لكن طريقة عرضها تجعلها مخادعة مجانبة للحقيقة تماماً.
في البداية يجب أن نقرر أن أي جراحة تجرى، مهما كانت صغيرة أو كبيرة، بسيطة أو معقدة، لها دوماً احتمالية وفاة أثناء أو بعد الجراحة، التسمية العلمية لهذه الاحتمالية هي "معدل إماتة الحالة" أو Case fatality rate، وتعني نسبة الحالات التي تتوفى بسبب الجراحة سواءً أثنائها أو بعدها لكن بسببها. وفي حين يرتفع هذا المعدل ليصل إلى أكثر من 50% في بعض الجراحات المعقدة والدقيقة مثل بعض أنواع جراحات القلب والمخ والعمود الفقري، تنخفض تلك النسبة لتكون أقل من 0.1% في الجراحات البسيطة.
عملية تكميم المعدة تعد من العمليات منخفضة الخطورة إلى حد كبير، فمعدل إماتة الحالة لها أقل من 1% خلال 30 يوماً من الجراحة، و6% خلال الخمس سنوات التي تلي الجراحة حسب أحد الأوراق البحثية الطبية المنشورة في 2007. هذه النسبة الضئيلة لا يجب أن تكون رأياً سلبياً تجاه الجراحة، خصوصاً إذا أخذنا في الاعتبار مخاطر السمنة المرتبطة بزيادة خطر الوفاة، كأمراض القلب والأوعية الدموية، والسكري، والسرطان، وغيرها.
كما رأينا، تشمل أضرار عملية تكميم المعدة الكثير من المضاعفات المحتملة شائعة وغير شائعة الحدوث، بسيطة ومتوسطة وشديدة التأثير. لذا فإن الموازنة الدقيقة بين هذه الأضرار وبين الفوائد التي يحصل عليها المرء بعد إجراء الجراحة يجب أن تكون هي معيار الحكم على مدى جدوى إجراء الجراحة. بكلمات أخرى: أنت فقط من يجب أن يقرر بعد الاستماع إلى مشورة الطبيب ما إذا كان بحاجة إلى الجراحة أو لا. وفي كل الأحوال، إذا كانت هناك سبل أخرى يمكنك إنقاص الوزن بها بعيداً عن الجراحة فإنه من الأفضل بالطبع اتباعها، أما إذا كانت الجراحة هي الحل الوحيد المتاح أمامك، فإن الجراحة ستكون هي منقذك الوحيد من المضاعفات التي ستجلبها عليك السمنة في فترة ما من فترات حياتك.
اقرأ أيضاً: