ترتيب الدول العربية في عدد عمليات التجميل، إحداها مفاجأة
أُثير خلال السنوات الماضية جدل واسع في الشارع العربي بين مؤيد ومعارض حول عمليات التجميل، يأتي ذلك بالتزامن مع تضاعف نسبة الإقبال على عمليات التجميل في الوطن العربي وتزايد معدلات الطلب على مختلف أنواعها، خاصة بعدما تغيرت النظرة المُجتمعية لهذا النوع من العمليات حتى داخل المجتمعات المحافظة التي كانت تراها في السابق تتنافى مع التقاليد الشرقية.
تعددت دوافع الإقبال على عمليات التجميل عربياً ما بين رغبة في علاج تشوه حقيقي أو مجرد تحسين المظهر العام، لكن في النهاية تؤكد إحصائيات عمليات التجميل أن الأمر آخذ في التزايد، وجاء في صدارة ترتيب الدول العربية في عدد عمليات التجميل التي تجريها سنوياً:
المملكة العربية السعودية
تأتي عمليات التجميل في السعودية في صدارة إحصائيات عمليات التجميل الخاصة بعدد العمليات المجراة في الوطن العربي؛ حيث تضاعفت معدلات الإقبال على هذا النوع من العمليات في السعودية وخاصة عملية شفط الدهون وعملية تجميل الأنف خلال السنوات الأخيرة.
وفقاً للتقرير الاستقصائي الصادر عن الجمعية الدولية لجراحات التجميل ISAPS فإن عدد عمليات التجميل التي أجريت داخل مراكز ومستشفيات السعودية يقدر بأكثر من 95 ألف عملية تجميل عام 2016م فقط من أصل حوالي 12 مليون عملية تجميل على مستوى العالم، كما أن السعودية سجلت 141 ألف عملية تجميل خلال عام 2010م وفقاً لتقرير نفس الجهة، وبحسب إحصائيات عمليات التجميل فإن السعودية تأتي في المركز الأول عربياً -بلا منازع- و بالمركز الثالث عالمياً من حيث عدد العمليات.
تثير نسبة عمليات التجميل في المملكة العربية السعودية شيء من الدهشة والتعجب، حيث يرى البعض أن تلك النسبة المرتفعة تتنافى مع تقاليد المجتمع السعودي المحافظ، إلا أن المحللين أرجعوا ذلك إلى ارتفاع معدلات دخل الأفراد ومستوى الرفاهية الذي ينعم به الشعب السعودي، إلى جانب تغير النظرة الإجتماعية لهذا النوع من الإجراءات الطبية خلال السنوات العشر الأخيرة.
الإمارات العربية المتحدة
شهدت دولة الإمارات العربية المتحدة طفرة هائلة على مختلف الأصعدة خلال السنوات الماضية، حتى أنها أمست اليوم واحدة من أهم خمس وجهات سياحية على مستوى العالم، وقد حظيت عمليات التجميل في الإمارات بنصيب وافر من تلك الطفرة، حيث تضاعف عدد مراكز التجميل في الإمارات خلال السنوات الأخيرة وخاصة في إمارة دبي التي تعد بمثابة العاصمة السياحية للبلاد، كما أن مراكز تجميل الإمارات في حالة تطور دائم وتعمل على اقتناء أحدث التقنيات المعروفة في العالم، وقد أدى هذا كله إلى ارتفاع نسبة عمليات التجميل وزيادة معدلات الإقبال عليها.
تشير الإحصائيات إلى أن الإمارات العربية المتحدة تحتل المرتبة الثانية عربياً من حيث عدد عمليات التجميل المُجراة سنوياً، بعدما تحولت إلى واحدة من أهم نقاط الجذب السياحي على مستوى العالم، ولم تتأثر نسبة عمليات التجميل في الإمارات بمتوسط التكلفة المرتفع نسبياً، إذ أن مراكز عمليات التجميل في الإمارات تعتمد بشكل أساسي على صفوة المجتمعات ومشاهير العالم، حيث أنها توفر لهم العديد من المزايا أهمها:
- إجراء كافة أنواع عمليات التجميل في مكان واحد
- التعاقد مع نخبة من أساتذة وخبراء طب التجميل في العالم
- الإعتماد على أحدث التقنيات الطبية المعروفة في العالم
- إجراء مختلف عمليات التجميل للرجل وهو النوع الأقل شيوعاً من عمليات التجميل
- توفر مراكز تجميل الإمارات لعملائها مستوى عالٍ من الرفاهية
لبنان
يعد لبنان البلد الرائد في مجال عمليات التجميل في المنطقة العربية وعلى مستوى الشرق الأوسط بصفة عامة، حيث ظهرت عمليات التجميل في لبنان في بادئ الأمر ومن ثم انتقلت إلى مصر ثم إلى باقي الدول العربية تباعاً.
رغم أن إحصائيات عمليات التجميل تشير إلى تقدم بعض الدول العربية على لبنان في هذا المجال وخاصة دول الخليج العربي؛ إلا أن نسبة عمليات التجميل في لبنان لم تتأثر بذلك بصورة كبيرة، حيث بقي لبنان أحد من أهم مراكز السياحة العلاجية في الوطن العربي، يجذب سنوياً الآلاف من الراغبين في إجراء عمليات التجميل، مما يعني أنه لا يزال منافس قوي في هذا المجال على الرغم من تفوق الدول المجاورة لها من حيث الإمكانيات والتقنيات المستخدمة في الجراحات التجميلية.
سجلت نسبة عمليات التجميل في لبنان أعلى مستوى نمو عالمياً والمُقدر بنحو 20% سنوياً، حيث رصدت إحصائيات عمليات التجميل أن أقل مراكز التجميل في لبنان يقوم بإجراء 120 إلى 150 عملية تجميل شهرياً، كما أن عائدات عمليات التجميل تشكل نسبة 15% من إجمالي الإنفاق السياحي السنوي في لبنان، أما هذا الإقبال المتزايد يرجع إلى انخفاض أسعار عمليات التجميل مقارنة بأسعار عمليات التجميل في الدول الخليجية المجاورة التي تعتمد في نشاطها على السكان المحليين.
مصر
تعد مصر جزء أصيل من تاريخ عمليات التجميل؛ حيث أنها ثاني الدول التي عرفت هذا النوع من الإجراءات الطبية في التاريخ وفقاً لما ورد في البرديات والمخطوطات الأثرية، أما إحصائيات عمليات التجميل المعاصرة فهي تشير إلى أن مصر تأتي في مركز متقدم عربياً من حيث معدلات إجراء عمليات التجميل، وإن تراجعت من المركز الثاني إلى الرابع.
تراجع تصنيف عمليات التجميل في مصر يرجع إلى ظهور منافسين جدد على الساحة خلال السنوات الأخيرة وعلى رأسهم دولتي الإمارات والمملكة السعودية، لكن رغم ذلك لا تزال تشهد عمليات التجميل في مصر على اختلافها إقبالاً كبيراً سواء من السكان المحليين والوافدين، السر في ذلك يرجع إلى العروض التنافسية التي تقدمها مراكز التجميل في مصر.
ينخفض متوسط أسعار عمليات التجميل في مصر بنسبة 50 إلى 60% عن متوسط السعر العالمي، إلى جانب امتلاك مصر عدد كبير من جراحي التجميل بحسب إحصائيات عمليات التجميل الصادرة عن ISAPS والتي قُدرت بحوالي 400 جراحاً يمثلون نسبة 1% من إجمالي عدد جراحي التجميل في العالم، وهذا كله ساهم في الحفاظ على متوسط نسبة عمليات التجميل في مصر ثابتة وجاء بها في مركز متقدم من حيث عدد العمليات.
العراق
إنتشار عمليات التجميل في العراق فرضته الضرورة في البداية، حيث أن إقبال الشعب العراقي على هذا النوع من العمليات كان بهدف علاج التشوهات التي أصابت عدد كبير جراء الحروب، لكن مع الوقت تحول الأمر إلى حالة من الهوس المجتمعي أشار إليه الخبراء وتم تأكيده من خلال إحصائيات عمليات التجميل التي رصدت قفزات نسبة عمليات التجميل في العراق وتزايد معدلات الإقبال عليها خلال السنوات الأخيرة.
نشرت جريدة BBC الإخبارية تقريراً يؤكد أن إحصائيات عمليات التجميل في العراق في تصاعد مستمر، حيث ازداد عدد عمليات التجميل المُجراة داخل مراكز التجميل في العراق بنسبة 50% خلال عام 2010م فقط، مُشيراً إلى أن نسبة عمليات التجميل الأكبر تجرى للفتيات في سن المراهقة، وأرجع علماء الاجتماع ذلك إلى العديد من الأسباب على رأسها تحسن الأوضاع الأمنية في أعقاب انسحاب الجيش الأمريكي من أرض العراق، إلى جانب بعض الاعتقادات الاجتماعية التي ترى أن تحسين المظهر الخارجي للفتاة يزيد من فرص زواجها في سن مبكر.
احصل على السعر المناسب لك لهذه العملية