يشتمل علاج السمنة على طرق متعددة تناسب احتياجات وحالة كل فرد، وذلك بهدف خفض مؤشر كتلة الجسم (BMI) للمريض، والوصول إلى وزن صحي والحفاظ عليه على المدى الطويل.
تتنوع طرق التخلص من الوزن الزائد وتختلف من شخص لآخر، حيث تبدأ من تغييرات نمط الحياة، واتباع أنظمة غذائية صحية مع زيادة النشاط البدني، مرورًا بالأدوية وطرق التخسيس بدون جراحة، وصولًا إلى الخيارات الجراحية، وذلك حسب تشخيص الطبيب وتقييم حالة المريض.
تشمل طرق إنقاص الوزن وعلاج سمنة الجسم التالي:
تغيير نمط الحياة: ويتضمن هذا النهج اتباع نظام غذائي متوازن ومخصص حسب احتياجات الفرد، مع زيادة النشاط البدني والتمارين الرياضية.
العلاج السلوكي: ويركز على تغيير العادات والسلوكيات السلبية في تناول الطعام بناءً على فهم العوامل النفسية المؤثرة على سلوكيات الأكل، مثل الأكل العاطفي، والأكل القهري، ونوبات الشره، من خلال تقنيات تعديل السلوك لتطوير مهارات التحكم في الشهية واتباع عادات غذائية صحية.
الأدوية: في بعض الحالات، قد يصف الأطباء أدوية معينة للمساعدة على إنقاص الوزن الزائد، وبخاصة عندما لا يستجيب المريض للتغييرات الغذائية وحدها. تشمل الأدوية الحبوب والحقن والتي قد تساعد على تقليل الشهية، أو تقليل امتصاص الدهون في الجهاز الهضمي، أو تنظيم مستويات الهرمونات لزيادة الشعور بالشبع.
الطرق غير الجراحية: وتتضمن العديد من التقنيات الحديثة التي لا تتطلب جراحة، مثل: بالون المعدة، والكبسولة الذكية، والبوز POSE، والإجراءات العلاجية بالمنظار.
جراحات السمنة: وتعد خيارًا أخيرًا في حالات السمنة المفرطة، أو مع وجود حالات صحية مزمنة مرتبطة بالسمنة، وبعد فشل الطرق الأخرى في إنقاص الوزن، وتشمل جراحة تكميم المعدة، وربط المعدة، وجراحة تحويل مسار المعدة.
تعرف منظمة الصحة العالمية (WHO) السمنة بأنها تراكم غير طبيعي أو مفرط للأنسجة الدهنية في الجسم، مما يُشكل خطرًا على صحة الإنسان. تُقاس خطورة السمنة عادةً باستخدام مؤشر كتلة الجسم (BMI)، وهو مقياس يعتمد على الوزن والطول، وتُصنف السمنة من خلاله إلى درجات مختلفة:
تعد السمنة من أهم التحديات الصحية التي تواجه العالم العربي وتؤثر على صحة ملايين الأشخاص، حيث تُشير التقديرات إلى معاناة أكثر من 60% من البالغين في بعض الدول العربية من زيادة الوزن أو السمنة. ويرجع هذا الارتفاع المُقلق للسمنة في المنطقة العربية إلى عواملٍ متعددة، أهمها اتباع الأنماط الغذائية الخاطئة، وقلة النشاط البدني.
يُشكّل هذا الانتشار المُقلق للسمنة خطرًا كبيرًا على الصحة العامة، حيث يُعدّ من أهمّ أسباب الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري، والتي تُعدّ من أهمّ أسباب الوفاة في العالم العربي.
علاج السمنة والحفاظ على وزن صحي يُعد هدفًا مهمًا لكثير من الأشخاص من الناحية الصحية والجمالية، وذلك لأن السمنة من العوامل الرئيسية التي تؤثر سلبًا على الصحة، حيث تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض مثل السكري من النوع الثاني، ومشاكل القلب والأوعية الدموية، وبعض أنواع السرطان.
وأوضح الدكتور ياسر البساتيني استشاري جراحة السمنة والمناظير والجراحة العامة مواصفات المرشح المثالي لعلاج السمنة أو اتباع نظام غذائي مخصص كالتالي:
في حالة زيادة مؤشر كتلة الجسم عن 40 وتكرار فشل محاولات إنقاص الوزن بالطرق غير الجراحية، قد يرى الطبيب الحاجة إلى التدخل الجراحي.
يعتمد اختيار التخصص الطبي المناسب لعلاج السمنة على مؤشر كتلة الجسم (BMI)، وذلك على النحو التالي:
في جميع الحالات يقوم الطبيب بتحديد الخطة العلاجية بناءً على تقييم شامل يشمل العمر، الوزن، الطول، والحالة الصحية العامة للمريض.
عند البحث عن الطبيب المناسب لعلاج السمنة، من الضروري اختيار الطبيب الموثوق الذي يحرص على تقييم حالة المريض بدقة ومراجعة تاريخه المرضي وظروفه واحتياجاته، وتقديم خطة علاجية مخصصة بناءً على ذلك.
فيما يلي أهم العوامل الواجب مراعاتها عند اختيار دكتور علاج السمنة:
تعد الاستشارة الأولى مع طبيب السمنة أو التخسيس من الأهمية بمكان، حيث ينبني عليها الخطة العلاجية المناسبة والمخصصة للمريض.
وبحسب الدكتور عصام سالم باتياه استشاري جراحة السمنة والمناظير المتقدمة، فإن الزيارة الأولى للطبيب تتضمن التالي:
تختلف الخطوات والإجراءات المتبعة لعلاج السمنة حسب الخيار العلاجي المبني على درجة السمنة والحالة الصحية والعامة للمريض. فيما يلي إيضاح لخطوات تنفيذ الطرق الشائعة للتخسيس بدون جراحة:
أولًا: النظام الغذائي لخسارة الوزن: يبدأ دكتور التخسيس بتقييم حالة المريض وعاداته الغذائية، ثم يعد دايت لخسارة الوزن مناسب، ويشمل ذلك إعداد وجبات متوازنة وتوجيه المريض حول الخيارات الغذائية الصحية، وغالبً ما يصاحب ذلك برنامج لزيادة النشاط البدني.
ثانيًا: حقن وأدوية التخسيس: بناءً على التقييم الطبي قد يصف دكتور التخسيس حقن أو أدوية تساعد على تسريع عملية الأيض أو تقليل الشهية.
ثالثُا: بالون وكبسولة المعدة: يتم إدخال البالون أو الكبسولة في معدة المريض عن طريق المنظار أو الفم، لمنح شعور سريع بالشبع.
رابعًا: العلاجات بالمنظار: في حالات السمنة المتقدمة، قد يلجأ الأطباء إلى العلاجات بالمنظار مثل تكميم المعدة لتقليل القدرة الاستيعابية للمعدة.
ليس كل من يعاني من السمنة مؤهلًا لإجراء عمليات جراحية لإنقاص الوزن أو يرغب في الخضوع لها، وفي هذه الحالات تتوفر العديد من عمليات التخسيس بدون جراحة لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من السمنة على فقدان الوزن بأمان وفاعلية.
وبشكل عام فإن عمليات التخسيس بدون جراحة تعتبر الأنسب للأشخاص الذين يعانون من السمنة البسيطة إلى المتوسطة، أي أولئك الذين يحتاجون إلى فقدان وزن معتدل وليس لديهم مشاكل صحية خطيرة مرتبطة بالسمنة، للمساعدة على التحكم في تناول الطعام، أو تحسين التمثيل الغذائي، دون الحاجة لتدخل جراحي.
بالون المعدة: يقوم الطبيب بإدخال بالون في في المعدة عن طريق المنظار ليقلل من سعتها، مما يساعد على الشعور بالامتلاء والشبع مع تناول كميات طعام أقل،
يعد بالون المعدة من أشهر الطرق غير الجراحية للتخسيس ويناسب من لديهم مؤشر كتلة جسم من 30 إلى 40، ولم ينجحوا في إنقاص الوزن باتباع الحميات والرياضة فقط،
يستمر البالون في المعدة مدة 6 أشهر، ويساعد على إنقاص 10-15٪ من وزن الجسم في مدة تتراوح بين 6 شهور إلى عام.
الكبسولة الذكية: وتعرف أيضًا بالكبسولة المبرمجة Ellipse ، وهي تشبه بالون المعدة ولكنها أقل توغلًا حيث يتم ابتلاعها بالماء ولا تحتاج إلى تخدير أو منظار.
تعمل على تقليل سعة المعدة والشعور بالشبع، وتبقى في المعدة لمدة 4 شهور قبل أن تتحلل بشكل طبيعي. تناسب الكبسولة الذكية من يعانون من زيادة وزن بسيطة إلى متوسطة (مؤشر كتلة الجسم 27-30).
عمليات المعدة بالمنظار: تُعد من الخيارات الأقل توغلاً لإنقاص الوزن، حيث تُجرى هذه العمليات عبر فتحات صغيرة أو من خلال الفم، مما يقلل من الحاجة للشقوق الكبيرة. هذه الإجراءات، مثل التكميم المعدة بالمنظار، تسمح بتقليل حجم المعدة دون إجراء جراحة تقليدية، وتوفر فترة تعافي أسرع وألم أقل.
أدوية وحقن التخسيس: تعد من الخيارات الطبية المتاحة لإنقاص الوزن عندما لا تنجح تغييرات نمط الحياة وحدها، وعادةً ما تقوم أقراص التخسيس بتثبيط امتصاص الدهون في الأمعاء، أو بتقليل الشهية، أما حقن التخسيس فتقوم بمحاكاة هرمونات تنظيم الشهية ومستويات الأنسولين.
توصف أدوية التخسيس عادة للأفراد الذين لديهم مؤشر كتلة الجسم أكثر من 30 أو أولئك الذين يعانون من مشاكل صحية كبيرة تتعلق بالوزن. ومن الضروري أن تستخدم تحت إشراف طبي تجنبًا للآثار الجانبية المحتملة.
هناك العديد من أنواع الحمية الغذائية لانقاص الوزن، أثبت بعضها فعالية، فيما واجه البعض انتقادات بسبب التأثيرات السلبية على المدى الطويل، لذا من الضروري أن يتم إعداد النظام الغذائي من قبل دكتور تغذية علاجية بناء على التقييم الدقيق، ومعرفة التاريخ الطبي للمريض، مع المتابعة المستمرة، لأن الهدف الأساسي من علاجات السمنة هو تحسين الصحة، بينما قد تؤدي الحمية الغذائية الخاطئة إلى فقدان بعض الوزن والضرر بالصحة.
فيما يلي أشهر أنواع الحميات الغذائية:
توفر طرق إنقاص الوزن غير الجراحية بدائل أقل تدخلًا من عمليات السمنة، مما يجعلها خيارًا مفضلًا لدى الكثيرين ممن يسعون لفقدان الوزن والوصول إلى الصحة والرشاقة، وأهم هذه المميزات ما يلي:
عندما يختار الأفراد إجراءات إنقاص الوزن بدون جراحة مثل: اتباع الأنظمة الغذائية المخصصة، والحقن، أو بالون المعدة، يمكن توقع عدة نتائج مهمة:
على الرغم من أن طرق علاج السمنة بدون جراحة هي إجراءات آمنة وقليلة الآثار الجانبية، إلا أنها لا تخلو من مخاطر إذا تمت بشكل غير صحيح، وبدون توجيه ومتابعة الطبيب الموثوق.
فيما يلي أهم الآثار الجانبية للتخسيس بدون جراحة:
من الضروري استشارة طبيب مؤهل قبل البدء بأي من هذه العلاجات لتقييم الفوائد والمخاطر المحتملة بدقة واختيار العلاج المناسب.
Klemm, S. (2021) DASH Eating Plan: Reducing Blood Pressure through Diet and Lifestyle. Available at: https://www.eatright.org/healt... (Accessed: 24AD).
Mayo Clinic Staff (2023) Obesity, Mayo Clinic . Available at: https://www.mayoclinic.org/dis... (Accessed: 24 July 2024).
Obesity (2023) (NHS) National Health Service . Available at: https://www.nhs.uk/conditions/... (Accessed: 24 July 2024).
Obesity (no date) World Health Organization (WHO). Available at: https://www.who.int/health-top... (Accessed: 24 July 2024).
Food and Diet Beyond Willpower: Diet Quality and Quantity Matter (no date) The Harvard T.H. Chan School of Public Health. Available at: https://www.hsph.harvard.edu/o... (Accessed: 24 July 2024).