تجارب عملية تحويل مسار المعدة
تعد مشكلة السمنة واحدةً من أخطر المشاكل التي تواجه الإنسان في العصر الحديث لما لها من آثار خطيرة على الصحّة النفسية والجسدية. ومع تطوّر التقنيات الطبية الحديثة ازدادت أبحاث المتخصصين في هذا المجال من أجل الوصول الى حلولٍ نهائية وفعالة لمشكلة السمنة لتظهر العديد من التقنيات الطبية والتجميلية التي من بينها تقنية تحويل مسار المعدة بكافة أنواعها والتي لاقت نجاحاً طبياً كبيراً وانتشاراً واسعاً وحققت نتائج مُرضية جداً في هذا المجال نظراً لما وفّرته من معدلات كبيرة في خسارة الوزن الى جانب مستوى أمانها المرتفع ومخاطرها القليلة مقارنة بأغلب الوسائل الجراحية الأخرى لخسارة الوزن نتعرف في هذا المقال على مجموعة من تجارب تحويل مسار المعدة لرجال ونساء من أعمار مختلفة، والتي تقدم العديد من النصائح، وتجيب على أسئلة هامة مثل: معدل النزول بعد تحويل المسار، وهل يرجع الوزن بعد العملية، وماذا عن الألم بعد عملية تحويل المسار، وغيرها.
ما هي عملية تحويل مسار المعدة ؟
تندرج عملية تحويل مسار المعدة تحت بند عمليات انقاص الوزن وعلاج السمنة، وهي واحدةٌ من أسهل وأشهر وأسرع علاجات السمنة وأكثرها فعاليةً مقارنةً بأغلب جراحات التخلص من السمنة الأخرى، وتتم عملية تحويل مسار المعدة من خلال ثلاثة أنواع من المسارات الجراحية :
- عملية تحويل مسار المعدة الكليّ ( المسار الكلاسيكي ) .
- عملية تحويل مسار المعدة المصغر .
- عملية تحويل مسار المعدة ثنائي التقسيم ( SASI ) .
وتتلخص فكرة العملية في قيام جراح التجميل باستئصال الجزء المسؤول عن هضم الطعام من المعدة ومن ثم العمل على توصيل الجزء المتبقي بالأمعاء مباشرةً من أجل تقليل كمية الطعام التي يتم هضمها وامتصاصها من خلال الأمعاء . وتساعد عملية تحويل مسار المعدة في فقدان الوزن بصورة تدريجية على مدار فترة زمنية شبة محددة مما يزيد من فعالية هذه الجراحة ويقلل كثيراً من مخاطرها .
احصل على السعر المناسب لك لهذه العملية
تجارب بعض الأشخاص مع عملية تحويل مسار المعدة
تجربتي مع تحويل المسار الكلاسيكي
من السّمنة المفرطة الى القوام الممشوق
تحكي هاجر تجربتها فتقول : أنا سيّدة مصرية أبلغ من العمر 40 عاماً وأمٌّ لطفلين ، عانيتٌ لسنواتٍ طويلة من مشكلة السُمنة، كان أمراً مؤرقاً حيثُ وصل وزني الى 135 كيلو جراماً مما أثّر بشكلٍ ملحوظ على حالتي الصحيّة والنفسية وتسبب في اصابتي بعدد من الأمراض مثل التهاب غُضروف الركبة وغضاريف العمود الفقري في الظهر، عدم القدرة على الحركة أو السير لمسافاتٍ طويلة، مشاكل في التنفّس واضطرابٌ في ضربات القلب، ارتفاع ضغط الدم وتراكم الدهون الثلاثية على جدران الشرايين ومشاكل في الانجاب، كلّ هذه الأسباب دفعتني الى السعي وراء البحث عن حلول فعالة لمشكلة السمنة.
في بداية الأمر جرّبت الحميات التقليدية والرياضة التي كانت نتائجها غير مُرضيةٍ بالنسبة لي ، ثم بعد ذلك اتجهتُ الى جلسات حرق الدهون ونحت الجسم باستخدام الأجهزة الحرارية وقد حصلت على نتائج جيّدة نوعاً ما لكنها لم تكن سوى نتائج مؤقته سرعان ما تزول ويعود جسمي لما كان عليه خلال فترةٍ قصيرة .
وفي نهاية الأمر أشار عليّ الطبيب بعملية تحويل مسار المعدة واتخذنا القرار بالقيام بها في نهاية عام 2018 وقد كان قراراً صائباً . وخلال مرحلة التحضير للجراحة تلقيت دعماً ممتازاً من الطبيب و الطاقم الطبي الذي أعطاني كافة التعليمات والارشادات المتعلقة بالعملية وكانوا جميعاً حاضرين من أجل الإجابة على كافة الأسئلة المتعلقة بالجراحة .
استغرقت فترة التحضير للعملية 14 يوماً . خلال تلك الفترة أعاد الطبيب ترتيب بعض الأدوية التي اتناولها والتي تنظّم عمل الغدة الدرقية وقبل الخضوع للعملية امتنعت عن تناول الأطعمة الصلبة والجافة لمدّة يوم كامل بينما اكتفيت بتناول المشروبات الخفيفة والأطعمة شبه السائلة . وخلال تلك الفترة أيضاً خضعت لمجموعة من الفحوصات والتحاليل والاختبارات للتأكد ما إذا كان هناك أي سببٌ قد يمنع من خضوعي للجراحة .
ماذا بعد الانتهاء من الجراحة؟
وتشارك هاجر بعض التفاصيل حول الألم بعد العملية، ومعدل النزول بعد تحويل المسار، فتقول:
قضيت أسبوعاً كاملاً في المستشفى تحت الملاحظة الطبيّة الدقيقة، كانت الأيام الأولى بعد القيام بالجراحة هي الأصعب على الإطلاق وكانت عملية تناول الطعام في حدّ ذاتها مؤلمةً للغاية لكن الأمر بدأ يتحسّن بصورةٍ تدريجية . بعد مرور 4 أشهر من العملية فقدت من وزني أكثر من 65 كيلو جرام، كان فقدان الوزن تدريجياً بحيث أنه لم يترك أثراً للترهلات على الجلد والآن أنا مستمرة في خسارة الوزن بصورةٍ أقل والمحافظة على القوام الممشوق والجسد الرائع. غيرت عملية تحويل المعدة مسار حياتي وأصبحت أرى نفسي بصورة مختلفة كما أن ثقتي بنفسي قد ازدادت كثيراً الى جانب تحسّن صحتي الجسدية وقدرتي على السير بسهولة وممارسة حياتي بشكلٍ طبيعي .
احصل على السعر المناسب لك لهذه العملية
تجربتي مع تحويل مسار المعدة المصغر
شارك سامي وعمره 35 عامًا تجربته مع عملية تحويل مسار المعدة المصغر، موضحًا أنه عانى لفترة طويلة من السمنة المفرطة، ولم تفلح معه العديد من الأنظمة المختلفة والتمارين الرياضية، مما دفعه للتفكير في إجراء عملية للتخلص من البدانة، وخاصة بعد تحذير الطبيب له من أنه في مرحلة ما قبل السكري.
وأضاف سامي أنه قرأ الكثير عن المقارنات بين جراحات السمنة المختلفة، وبخاصة عملية تغيير المسار المصغر وناقش التفاصيل مع الطبيب، واتخذ قراره بعد معرفة أنها أقل تعقيدًا من التحويل الكلاسيكي، وفترة التعافي منها أسرع.
وعن يوم العملية يحكي: "كنت متوترًا بعض الشيء ولكن الفريق الطبي كان داعمًا للغاية، وبعد إجراء العملية شعرت بألم محتمل وتغلبت عليه بالمسكنات التي وصفها الطبيب، وبدأت أستعيد عافيتي بالتدريج".
أما عن النتائج فيقول: " بعد مرور 3 شهور كنت قد خسرت 25 كيلوجرامًا، وشعرت بتحسن في صحتي، وانخفض مستوى السكر وأصبح ضغط دمي طبيعيًا".
عملية تبديل مسار المعدة بدّلت مسار حياتي
تحكي نانيت آدم قصّتها فتقول : أنا مواطنةٌ أمريكية أبلغ من العمر 38 عاماً وأعمل كمستشارةٍ مهنية في إحدى الشركات في ولاية لويزيانا ، في خلال بحثي عن حلولٍ لمشكلة السمنة جربت العديد من الطرق الجراحية وغير الجراحية للتخلص من الوزن الزائد حيثُ قمت في أول الأمر بعملية ربط المعدة وقد كانت عمليةً شاقةً ومُرهقةً بالنسبة لي حيثُ انني تعرّضت بعدها الى العديد من الوعكات الصحية والمضاعفات التي تحمّلتها في سبيل الوصول على نتائج الجراحة وخسارة الوزن لكن الأمر لم يسِر كما توقّعنا ، ففي خلال السنوات الأولى من العملية تعرّضت لتسمم غذائي ابقاني في المستشفى لمدة 5 أيام وبعد الفحوصات أدرك الأطباء بأن عملية الربط قد أدت الى تدهور حال معدتي كثيراً وتسببت لي في الكثير من المضاعفات الى جانب أنني لم أخسر الوزن بالصورة التي كنت انتظرها . لذلك قام الطبيب بازالة رباط المعدة ثم خرجت بعد فترة من المستشفى وعدت الى اكتساب الوزن الزائد من جديد وهو الشيء الذي حرمني من ارتداء فستان زفافي الذي كنت أحلم به .
ومع حلول عام 2013 أجريت عمليةً جراحية أخرى بالمعدة وبدأ وزني بالنزول فعلياً الا انني تعرضت بعدها بفترةٍ قصيرة للاصابة بارتجاع المادة الحمضية مما تسبب في فشل الجراحة وعودة الوزن الزائد مجدداً . مرّ بعض الوقت إلى أن قررت إجراء عملية تحويل مسار المعدة وقد كان قراراً جيداً ، اتجهت الى احدى المستشفيات الشهيرة في المكسيك حيثُ لم يكن تأميني الصحي في الولايات المتحدة الأمريكية قادراً على تغطية نفقات الجراحة لذلك قررت إجراءها في المكسيك بتكلفة تعادل نصف تكلفتها في أمريكا وتحت إشراف طبي ممتاز وخدمات صحية رائعة .
نزول الوزن بعد تحويل المسار والنظام الغذائي
تستمر نانيت في مشاركة تجربتها بعد تحويل المسار قائلة:
ألزمني الطبيب بنظام غذائي صحيّ يعتمد على تناول مجموعة من الوجبات الصغيرة على مدار اليوم، في الصباح والظهيرة وعند منتصف النهار وفي المساء، ونتيجةً للعملية تغيّر ذوقي تجاه أنواع معينة من الأطعمة وأصبحت أفضل بعض الأطعمة التي كنت لا أفضلها في الماضي كما أنني امتنعت عن تناول أطعمة اخرى محبّبة لدي مثل الدجاج ، وقد بلغ مجموع خسارتي من الوزن حتى اليوم ما يعادل 170 باوند . الآن مضت العديد من السنوات على قيامي بالجراحة وأزعم أنها قد بدلت مسار حياتي كلياً وليس فقط مسار معدتي !
كيف تحوّلت إلى شخصٍ أفضل بعد الجراحة ؟
يحكي دانيال عن تجربته فيقول : أنا مواطنٌ أمريكي أبلغ من العمر 28 عاماً أدرس في جامعة كاليفورنيا في لوس آنجلوس . عانيت من العديد من المشاكل الصحية نتيجة لزيادة الوزن بالإضافة الى أن السمنة قد أثرت على نوعية حياتي فلطالما أعاقني حجم جسدي عن المشاركة في الأنشطة الرياضية والبدنية التي يمارسها الكثير من الناس بشكلٍ اعتيادي. لم أكن أفكر ابداً في القيام بجراحة تحويل مسار المعدة إلى أن قرر أحد الأصدقاء المقربين لي والذي كان يعاني من مشكلة السمنة القيام بها، وبعد أن قام صديقي بإجراء الجراحة رأيت نتائجها المبهرة وخسارته لأكثر من 150 باوند من وزنه بشكلٍ تدريجي خلال مدّة زمنية معيّنة مما دفعني لأخذ القرار من أجل تغيير حياتي . وكطالبٍ في الجامعة خضعت لبرنامج مراقبة صحية مكثف من قبل اللجنة المسؤولة عن صحة الطلاب قبل وبعد القيام بالجراحة مما سهّل علي كثيراً تخطّي فترة النقاهة واتباع التعليمات الطبية اللازمة . لم تكن الفترة الأولى التي تلي الجراحة سهلة وإنما مررت بالعديد من المصاعب التي أثرت بشكلٍ واضح على عاداتي في تناول الطعام من حيثُ نوعية الأطعمة التي أتناولها بشكلٍ يوميّ وكمياتها . لكنني في المقابل اكتسبت طاقةً كبيرة وقدرة على تجاوز مرحلة الإكتئاب التي كنت على وشك الدخول فيها .
الآن يمكنني ممارسة الرياضة بكل حريّة كما أنه أصبح بإمكاني ركوب الدراجات الجبلية وقطع مسافة تتراوح ما بين 20 - 30 ميلاً في الأسبوع الواحد والذهاب الى الجامعة بواسطة دراجتي . كما أنني قادر على مساعدة غيري من المرضى وتقديم الدعم اللازم لمن يحتاجونه خلال رحلاتهم مع علاجات السمنة .
كم نسبة نجاح عملية تحويل مسار المعدة؟
تتميز عملية تحويل مسار المعدة بنسب نجاح مرتفعة في علاج السمنة المفرطة تتراوح بين 85% إلى 90%.
يمكن أن يفقد المريض حوالي 70% من الوزن الزائد في غضون عامين بعد إجراء تغيير المسار، ولكن نجاح العملية على المدى الطويل يعتمد على اتباع نمط صحي وتغيير العادات الغذائية، إلى جانب أن نسب النجاح تعتمد على عوامل منها خبرة الجراح ومستوى المركز الطبي، والتحضير الجيد للعملية، والالتزام بالتوجيهات الطبية.
احصل على السعر المناسب لك لهذه العملية
اقرأ أيضاً:
10 نصائح بعد عملية تحويل المسار
أضرار عملية تحويل مسار المعدة المصغر بالمنظار
مقارنة بين تكلفة عمليات المعدة بالمنظار