يُعرف تساقط الشعر بأنه فقدان كلي أو جزئي للشعر في منطقة فروة الرأس، وهذا يعني تساقط الشعر بغزارة مما يعني إصابة الشخص بحالة مرضية تستدعي التدخل الطبي، وهو يختلف عن التساقط الطبيعي للشعر، حيث تمر دورة حياة الشعرة بعدة مراحل تنتهي بتساقطها طبيعياً.
يهدف علاج تساقط الشعر إلى إعادة نمو الشعر وتكثيفه لتغطية المناطق المصابة حتى يعود لمظهره الطبيعي.
يقول الخبراء في عيادة بشرتي أن أهم أسباب تساقط الشعر تشمل ما يلي:
1- تساقط الشعر الوراثي
هو عبارة عن هرمون يسبب تساقط تدريجي للشعر يبدأ بعد مرحلة البلوغ ويستمر في التساقط بغزارة خاصة عند الرجال، بداية من مقدمة الرأس وحتى يتم فقدان جزء كبير من الشعر.
2- الاضطرابات الهرمونية
يسبب الحمل والولادة والرضاعة وتوقف الدورة الشهرية عند السيدات تساقط الشعر بمعدلات كبيرة يبدأ على شكل ترقق في الشعر ثم يتساقط بغزارة بعد (3) أشهر من الحمل وحتى انتهاء فترة الرضاعة.
كما تسبب أدوية منع الحمل اضطراباً في الهرمونات الأنثوية مما يسبب تساقط الشعر بكثافة خلال فترة تناولها.
وتُعد اضطرابات هرمون الغدة الدرقية من الأسباب التي تؤدي أيضاً إلى تساقط الشعر.
3- تساقط الشعر بفعل مؤثرات خارجية
تسبب بعض مستحضرات تجميل الشعر مثل البروتين والصبغات ومواد تصفيف الشعر تساقطاً حاداً في الشعر لاحتوائها على مواد كيميائية تؤثر على صحة الشعر ونموه.
كما أن العوامل والضغوط النفسية والإصابة بالأمراض النفسية مثل اضطراب نتف الشعر والاكتئاب تؤثر بشكل كبير على صحة الشعر وتسبب تساقطه بكثافة وبشكل مفاجيء.
كما أن هناك بعض الأدوية التي تؤثر سلباً على الشعر وتساعد في تساقطه مثل أدوية الاكتئاب وأمراض القلب والمفاصل والسرطان.
4- الإصابة بالأمراض الجلدية
تسبب بعض الأمراض الجلدية تساقطاً كبيراً للشعر ومن أشهرها الإصابة بالثعلبة التي تسبب تكون بقع فارغة من الشعر في فروة الرأس.
5- سوء التغذية
يُعد نقص الفيتامينات والبروتينات نتيجة سوء التغذية أو اتباع الحميات الغذائية الخاطئة أو عدم علاج الأنيميا من أهم أسباب تساقط الشعر لفقدان الشعر العناصر اللازمة لصحته ونموه مثل الأحماض الأمينية والحديد.
كل من يعاني من تساقط الشعر بغزارة وزيادة كبيرة عن معدل تساقطه الطبيعي هو شخص يحتاج للعلاج، خاصة مع ظهور الصلع بالنسبة للرجال أو ظهور العديد من الفراغات الخالية من الشعر في فروة الرأس لكلاً من السيدات والرجال مما يستدعي تدخلاً طبياً.
وتعد الأسباب السابق ذكرها من أهم العوامل التي ستعطيك صورة واضحة إذا كنت تحتاج إلى زيارة الطبيب لعلاج مشكلة تساقط الشعر.
لابد أن يكون الطبيب الذي ستلجأ إليه لحل مشكلة تساقط الشعر من أطباء الجلدية المشهورين ويتخصص بالأساس في علاج الشعر ومشاكله وتجميله، وهذا بالنسبة للراغبين في خفض معدلات التساقط واستعادة الشعر المفقود.
أما إذا كنت ترغب في زراعة الشعر فلابد من البحث عن أفضل الأطباء في مجال زراعة الشعر ومن يحملون شهادات معتمدة في هذا التخصص الجراحي.
قبل الفحص سيسألك الطبيب عن مشكلة تساقط الشعر ومنذ متى تعاني منها، كما سيطلب منك معرفة تاريخك المرضي وما إذا كنت تعاني من أمراض مزمنة أو أمراض وراثية، كذلك سيسألك عن النظام الغذائي الخاص بك وروتين العناية بشعرك والأدوية التي تتناولها بانتظام، والأدوية التي استخدمتها في علاج تساقط الشعر سابقاً، والأعراض الأخرى المصاحبة لتساقط الشعر مثل الجفاف والتقصف.
سيقوم الطبيب بإجراء الفحص البدني من خلال المجهر الضوئي المخصص لفحص جذور الشعر ومن خلال اختبار الشد حيث يقوم الطبيب بشد بعض الشعرات لمعرفة كم عدد الشعر المتساقط، بالإضافة إلى ذلك سيطلب منك الطبيب عدة تحاليل للدم والمناعة ولفروة الرأس لتحديد أسباب تساقط الشعر ونوع العلاج المناسب لحالتك.
تقول د. ابتهال شوقي زهران أنه قد لا تستدعي بعض الحالات العلاج حيث ينمو الشعر مجدداً بدون تدخل طبي، ولكن هناك حالات أخرى يتم علاج تساقط الشعر لديها بعدة طرق وأهمها:
الأدوية
إذا لم يكن يعاني المريض من الصلع الوراثي فيمكن علاج حالته من خلال الفيتامينات التي ستساعد الجسم في استعادة صحته مما يؤثر إيجاباً على صحة الشعر فيستعيد حيويته وكثافته من جديد خاصة تلك التي تحتوي على البيوتين والحديد والأوميجا (3) والكافيين.
أما إذا كان الصلع وراثياً فيمكن علاجه من خلال مجموعة من الأدوية أهمها: المينوكسيديل: والذي يكون في شكل سائل أو رغوة أو شامبو حيث يتم وضعه على فروة الرأس مرتين يومياً للرجال ومرة واحدة يومياً للنساء، ومن الأفضل أن يكون الشعر مبللاً.
يستغرق العلاج بالمينوكسيديل (6) أشهر على الأقل حتى ينمو الشعر مرة أخرى ويعطي الكثافة المطلوبة، وإذا كان العلاج مفيداً فسيكون عليك حينها استخدامه للأبد حتى تستمر النتائج التي حصلت عليها.
يسبب المينوكسيديل بعض الآثار الجانبية مثل تهيج فروة الرأس ونمو الشعر الزائد غير المرغوب فيه في الوجه واليدين.
الفيناسترايد: وهو دواء على شكل حبوب يتم تناولها يومياً وتساعد في إبطاء معدل تساقط الشعر. قد يستمر العلاج لمدة تصل إلى (6) أشهر حتى يعطي نتائج جيدة، ولا يفضل استخدام الدواء لمن تعدت أعمارهم (60) عاماً.
من أهم الآثار الجانبية للفيناسترايد انخفاض الرغبة الجنسية واحتمال الإصابة بسرطان البروستاتا.
الطرق الطبيعية
تحتوي المواد الطبيعية على فوائد كثيرة لتعزيز نمو الشعر وإبطاء معدلات التساقط مثل زيوت اللوز وجوز الهند والخزامى، التي تستخدم في تدليك فروة الرأس وتعطي نتائج جيدة مع الاستخدام المستمر مثل تحسين تدفق الدم في فروة الرأس وتحفيز نمو البصيلات.
2- العلاج بالليزر
يُعتبر الليزر علاجاً فعالاً في حالة الإصابة بالأمراض الجلدية المناعية مثل الثعلبة والصدفية، حيث يعمل شعاع الليزر على تخفيف الالتهاب حول بصيلات الشعر ومن ثم يتوقف التلف الذي يسببه الالتهاب وبعدها يعود الشعر لنموه الطبيعي وتزداد كثافته مع الوقت. من الأفضل استخدام درجات منخفضة من الليزر حتى لا يتسبب في حرق الشعر أو تلف البصيلات.
3- الحقن التجميلي
ظهرت في السنوات الأخيرة بدائل مهمة لاستعادة كثافة الشعر مثل حقن البلازما حيث يتم فصل البلازما من دم المريض وإعادة حقنها في فروة الرأس، وحقن الميزوثيرابي الذي يعتمد على حقن مجموعة من الفيتامينات والأحماض الأمينية والمواد الطبيعية في فروة الرأس. يستغرق المريض عدة جلسات للوصول للنتيجة المطلوبة حيث تعمل طرق الحقن التجميلي على تجديد أنسجة الجسم وفروة الرأس بالتحديد لحل مشكلة التساقط. يعيب هذه الطريقة أن نتائجها ليست دائمة ويمكن إعادة الحقن بين فترة وأخرى.
4- زراعة الشعر
إذا فشلت طرق العلاج السابقة في أن ينمو الشعر مرة أخرى خاصة في حالات الصلع الوراثي المعقدة، فإن زراعة الشعر تعتبر من أفضل الحلول وتعطي نتائج دائمة.
هناك عدة طرق لزراعة الشعر سيحدد لك الطبيب الأنسب منها لحالتك ومنها: زراعة الشعر بالاقتطاف، زراعة الشعر بالشريحة، زراعة الشعر بأقلام تشوي، زراعة الشعر بتقنية السفير، زراعة الشعر بدون حلاقة، زراعة الشعر بالروبوت، وغيرها.
جدير بالذكر أن نتائج زراعة الشعر تحتاج إلى فترة زمنية للظهور قد تصل من (3-6) أشهر.
لعلاج تساقط الشعر العديد من المميزات على المستويين الشكلي والنفسي، فهو يحل مشكلة الشعر الخفيف بالنسبة للسيدات أو الصلع بالنسبة للرجال، ويمنح الشخص مظهراً طبيعياً لشعره ويملأ الفراغات في فروة الرأس.
أما على المستوى النفسي فيعزز الثقة في النفس ويخفف من الضغوط والتوتر الناتج عن ترقق الشعر.
لا توجد أضرار مباشرة من علاج تساقط الشعر ولكن قد ينتج بعض الآثار الجانبية للأدوية المستخدمة كما ذكرنا سابقاً والتي تخص ضعف الرغبة الجنسية ونمو الشعر الزائد والإصابة بالحكة والحساسية. ومن ناحية زراعة الشعر فقد تسبب بعض الآلام وتحتاج إلى وقت لاستكمال الزراعة وحتى تظهر النتيجة النهائية، كما قد تخلف بعض الندبات والجروح.
Hair loss (2022) Mayo Clinic. Mayo Foundation for Medical Education and Research. Available at: https://www.mayoclinic.org/dis... (Accessed: March 30, 2023).
17 ways to stimulate hair growth for men in 2023 (no date) Healthline. Healthline Media. Available at: https://www.healthline.com/hea... (Accessed: March 30, 2023).
Hair loss: Diagnosis and treatment (no date) American Academy of Dermatology. Available at: https://www.aad.org/public/dis... (Accessed: March 30, 2023).