ماذا بعد تكميم المعدة
عند التطرق إلى عملية تكميم المعدة عادة يكثر الحديث عن آلية إجرائها والغرض منها والمرشحون لها، بينما توجد الأسئلة الأكثر ترديداً تخص ما بعدعملية تكميم المعدة وتتعلق بالنتائج الإيجابية القادرة على تحقيقها وكذلك جوانبها السلبية متمثلة في الآثار الجانبية والمضاعفات التي من المحتمل أن تترتب عليها.
يعود تاريخ عملية تكميم المعدة إلى عقد التسعينات وخلال سنوات قليلة اكتسبت شهرة واسعة؛ باعتبارها إحدى أسرع وسائل إنقاص الوزن وعلاج حالات السمنة المفرطة، كما ساهم في انتشارها ما مرت به من تطورات عديدة -أبرزها إمكانية إجراؤها بواسطة المنظار الجراحي- مما أدى إلى الحد من مخاطرها وتحسين نتائجها.
أنواع عملية تكميم المعدة
تعد عملية تكميم المعدة واحدة من أشهر عمليات البدانة وتتشارك آلية إنقاص الوزن مع عدة إجراءات طبية أخرى مثل عملية ربط المعدة أو عملية تحويل مسار المعدة، إذ أن جميعهم يعتمد في تحقيق أثره على تقليص قدرة المعدة الاستيعابية مما يؤدي في المقابل إلى خفض حصة الفرد من الطعام وبالتالي خسارة الوزن.
تتم عملية تكميم المعدة عن طريق استئصال الجزء الأكبر منها والذي قد يصل إلى 70% تقريباً من حجمها الأصلي ويتوفر نوعين رئيسيين من هذه الجراحة وهما كالآتي:
- عملية تكميم المعدة التقليدية: تجرى من خلال إحداث شق جراحي طولي في جدار البطن مما يمكن الجراح من الوصول إلى التجويف الباطني ومن ثم استئصال الجزء المحدد من المعدة.
- عملية تكميم المعدة بالمنظار: تعرف أيضاً باسم عملية تكميم المعدة المصغرة -أو عملية التكميم المعدل- وتتم بواسطة المنظار الجراحي عن طريق إحداث شقوق جراحية صغيرة بطول 1: 2 سم فقط وهي تمثل النمط الأكثر تطوراً من عمليات تكميم المعدة.
ماذا بعد تكميم المعدة
يعتبر سؤال ماذا بعد عملية التكميم أحد الأسئلة الأكثر ترديداً بين المقدمين على إجراء عملية تكميم المعدة سواء بالأسلوب التقليدي أو عن طريق المنظار الجراحي، إلا أن الإجابة على هذا السؤال -البسيط في ظاهره- تحمل عدة أوجه وتشتمل على عدة جوانب، أبرزها الوقت المقدر للتعافي من أثر العملية وظهور النتائج المحققة من خلالها بالإضافة إلى الطرق المثلى لرعاية المريض خلال فترة النقاهة.
النتائج المتوقعة بعد إجراء عملية تكميم المعدة
تكون الغاية الأولى عادة من سؤال ماذا بعد التكميم هي تقدير جدوى الأمر من خلال التعرف على النتائج المتوقع الحصول عليها من خلالها، إجمالاً تعد عملية تكميم المعدة بالمنظار أو التقليدية من أسرع وسائل خفض الوزن وتتفوق نسبياً في هذا الصدد على بعض أنماط عمليات السمنة الأخرى مثل عملية بالون المعدة.
تعتمد آلية الجراحة على استئصال الجزء الأكبر من المعدة وبالتالي فإن عملية إنقاص الوزن تتم بسرعة كبيرة ولكن النتائج الفعلية تظهر تدريجياً، بشكل عام يمكن ملاحظة الفارق بصورة واضحة خلال الشهور الستة الأولى بينما تستمر كتلة الجسم في النقصان بمعدلات مرتفعة طيلة عام ونصف : عامين تقريباً بعد الجراحة، ويتفاوت معدل انخفاض الوزن من مريض لآخر ولكن بشكل عام يصل إلى نسب مرتفعة قد تتعدى 60% خلال المدة المشار إليها.
متى تلتئم الشقوق الجراحية
تعد الشقوق الجراحية من أهم الأمور التي تشغل المرضى خلال فترة ما بعد عملية تكميم المعدة خوفاً من الألم الناتج عنها وفي ذات الوقت خوفاً من أن تترك أثراً واضحاً، لكن الخبر الجيد هو أن التعافي من أثر الجراحة يستغرق فترات تتراوح ما بين شهراً واحداً وحتى شهر ونصف.
كانت الندوب الجراحية في الماضي تعد إحدى أكثر اعراض ما بعد النظام الغذائي إزعاجاً إلا أن الأمور اختلفت كثيراً بالسنوات الأخيرة بفضل تطور التقنيات والأساليب الجراحية، حيث أصبح الأطباء -في حالة الجراحة التقليدية- يعتمدون على الخياطة التجميلية في إغلاق طبقات الجلد وبالتالي لا ينتج عن العملية سوى ندبة خطية بالغة الدقة، أما في حالة إجراء عملية تكميم المعدة بالمنظار فإن الشقوق الناتجة عنها تكون متناهية الصغر وبالتالي لا تخلف أثراً واضحاً بعدما تلتئم.
يتم إزالة الضمادة عن الشقوق الجراحية للمرة الأولى بعد ثلاثة أيام تقريباً من إجراء العملية وذلك يكون بهدف التطهير والاطمئنان على حالتها، كما توجد بعض العوامل التي تزيد من سرعة عملية شفاء الجروح أبرزها الآتي:
- الانتظام في تناول الأدوية المضادة للالتهابات
- حجم الشقوق تبعاً لنوع التقنية المستخدمة في الجراحة
- مهارة الجراحة الذي قام بإجراء العملية
- الالتزام بالنظام الغذائي المقرر من قبل الطبيب خلال فترة النقاهة
- سمك جلد المريض وحالته الصحية بصفة عامة
احصل على السعر المناسب لك لهذه العملية
اعراض ما بعد تكميم المعدة
يجب الإشارة أولاً إلى أن أعراض ما بعد النظام الغذائي تختلف عن المضاعفات أو المخاطر الصحية المحتمل أن تترتب عليها، حيث أن الأعراض الجانبية للعملية تعد ثابتة وتصيب جميع من يخضعون لمثل هذه الجراحة ويتفاوت مستوى شدتها من حالة لأخرى تبعاً للعديد من الفروق الفردية.
تتمثل أبرز أعراض ما بعد النظام الغذائي وأكثرها شيوعاً فيما يلي:
- فقدان الشهية للطعام
- آلام موضع الشقوق الجراحية
- احمرار وتهيج الجلد
- احتمالية ظهور التورمات
بينما نجيب على سؤال ماذا بعد تكميم المعدة على أنها إحدى الجراحات التي تعتمد بدرجة كبيرة على خبرة ومهارة الطبيب، لذا يجب توخي الحذر والحرص على اختيار الطبيب المناسب المؤهل لإجراء مثل هذا النوع من العمليات الدقيقة والحساسة للحد من شدة الآثار الجانبية الناتجة عنها وخفض احتمالات التعرض لأي من المضاعفات الصحية التي من المحتمل أن تترتب عليها.
مخاطر عملية تكميم المعدة
قد تشمل مجموعة أعراض ما بعد تكميم المعدة بعض المضاعفات الصحية المحتملة التي تتفاوت من حيث مستوى الخطورة، بعضها يأتي في صورة آثار جانبية -برغم ما تسببه من إزعاج- يسهل التعامل معها بواسطة العقاقير الدوائية والمكملات الغذائية، بينما البعض الآخر -وهو الأكثر ندرة- يكون بالغ الخطورة وقد يشكل تهديداً على الحياة في بعض الأحيان.
تتمثل أبرز المخاطر عملية تكميم المعدة فيما يلي:
- تكرار الشعور بالغثيان والرغبة في القيء
- وقوع الإصابة بالتهابات المرئ والبلعوم
- مخاطر التخدير وانتقال العدوى أثناء الجراحة
- زيادة فرص تكون حصوات الكلى
- الأنيميا وفقر الدم نتيجة سوء التغذية
- تسريب المعدة الذي يعد من أخطر مضاعفات التكميم
- المخاطر المترتبة على تلوث الجروح "الشقوق الجراحية"
- عملية تكميم المعدة إجراء نهائي لا يمكن بأي حال التراجع عنه
تجدر بنا الإشارة هنا إلى أن مضاعفات تكميم المعدة بالغة الخطورة مثل تسريب المعدة تعتبر نادرة الحدوث ولا تصيب إلا 1% تقريباً ممن يخضعون لذلك الإجراء الجراحي، لكن لابد أن يكون المقدم على تلك الخطوة ملماً بكافة السلبيات والإيجابيات المتعلقة بها، كما يمكن تقليص احتمالات التعرض لمثل هذه المخاطر من خلال التوجه إلى المؤسسات الطبية الموثوقة وإجراء العملية بيد جراح يمتلك من الخبرة والمهارة ما يؤهله لإجراء العملية، هذا إلى جانب ضرورة اتباع نظام غذائي متوازن والالتزام بمعايير الحياة الصحية.
احصل على السعر المناسب لك لهذه العملية
تسريب المعدة بعد عملية التكميم
يعد تسريب المعدة هو الأكثر خطورة بين كافة مضاعفات ما بعد عملية تكميم المعدة وتنتج تلك الإصابة عن سببين رئيسيين أولهما الأخطاء الطبية نتيجة قلة خبرة الجراح بينما السبب الثاني هو شدة الضغط الواقع على جدار المعدة مما يؤدي إلى خرق خط التدبيس بعد استئصال جزء منها، في الحالتين يشكل تسريب المعدة بعد التكميم خطراً جسمياً وقد يتسبب في وفاة المريض إذا لم يتم اكتشافه وتداركه في وقت مبكر.
يقسم الأطباء حالة تسريب المعدة إلى ثلاثة أنواع تبعاً لتوقيت الإصابة وهم كالآتي:
- التسريب المبكر: يحدث خلال الأيام الأربعة الأولى بعد إجراء العملية
- التسريب الوسطي: يحدث بعد انقضاء 10 أيام أو أكثر على إجراء العملية
- التسريب المتأخر: يحدث بعد مرور 5 : 9 أسابيع على إجراء العملية
نصائح ما بعد عملية تكميم المعدة
تنطوي إجابة سؤال ماذا بعد تكميم المعدة على أكثر من شق -كما ذكرنا سابقاً- أبرزهم وأكثرهم أهمية هو نمط الحياة الذي يجب على المريض اتباعه عقب الخضوع لهذا النمط من جراحات إنقاص الوزن؛ حيث أن استئصال الجزء الأكبر من المعدة ليس أمراً هيناً والتعامل معه بالشكل الصحيح قد يؤدي إلى تغيرات عديدة في البرنامج الغذائي بشكل خاص وأسلوب الحياة بصفة عامة.
قدم الخبراء في تخصص جراحات السمنة مجموعة من النصائح أوصوا باتباعها خلال الأسابيع التالية لإجراء العملية وذلك لضمان إنقاص الوزن بالمعدلات المطلوبة بسهولة وأمان وفي ذات الوقت الحد من أعراض ما بعد عملية التكميم وتفادي التعرض لأي مضاعفات صحية خطيرة.
يمكن إيجاز أبرز نصائح ما بعد عملية التكميم في النقاط الآتية:
- ضرورة الالتزام التام بالنظام الغذائي الموضوع من قبل المختص خاصة بالأسابيع الأولى
- الحرص على ممارسة التمارين الرياضية بصفة دورية
- تناول وجبات غذائية خفيفة "قليلة الكميات" على فترات متقطعة طوال اليوم
- عدم إهمال تناول المكملات الغذائية بالجرعات المحددة
- العناية الفائقة بتنظيف وتطهير الجروح تفادياً لحدوث العدوى
- الحرص على شرب كميات كافية من الماء والسوائل يومياً لترطيب الجسم
- عدم خلط الشراب والطعام في ذات الوقت
- الحصول على أقساط كافية من الراحة
يذكر أن كافة وصايا ما بعد عملية تكميم المعدة -بالأخص المتعلقة بالنشاط البدني- يجب أن تتم بصورة تدريجية وتحت إشراف طبي متخصص كي لا تؤدي إلى نتائج عكسية، مع ضرورة الاستمرار في الخضوع للفحص الدوري لحين ضمان تكيف الجسم مع الحجم الجديد للمعدة.
اقرأ أيضاً: