يعد التقشير الكيميائي واحداً من أشهر الحلول التجميلية غير الجراحية التي تعالج معظم مشاكل البشرة مثل آثار الحبوب، والتصبغات، والبقع وغيرها، كما يعمل على تحسين البشرة وتجدد حيويتها ونضارتها، ويتميز التقشير بإمكان تطبيقه على الجسم واليدين ومنطقة البكيني.
تعتمد تقنية التقشير الكيميائي على استخدام مواد كيميائية مثل أحماض الفاكهة والساليسيليك والتريكلوروأسيتيك وغيرها، بهدف تقشير الطبقة الخارجية للجلد، حيث تؤدي هذه المواد إلى إزالة الخلايا الميتة من الجلد وتقشير طبقة الجلد السطحية، ويعتمد الأطباء على استخدام هذه التقنية لفعالية نتائجها في القضاء على مشاكل البشرة، ويتم تحديد نوع المواد الكيميائية والتركيز المناسب لها وفقًا لحالة الجلد والمشكلة المراد علاجها.
يعتمد التقشير الكيميائي على استخدام مواد كيميائية بتركيزات معينة يحددها الطبيب وفقًا لحالة البشرة والمشاكل المراد التخلص منها، وفيما يلي أنواع التقشير الكيميائي:
التقشير الكيميائي السطحي أو البسيط: ويعد من أبسط أنواع التقشير ويصلح لكافة أنواع البشرة، يعتمد على تقشير الطبقة السطحية للجلد دون أن تتغلغل المواد الكيميائية المستخدمة لطبقات الجلد العميقة، ويستخدم في هذا النوع إما حمض الجليكوليك أو مادة الثلج الجاف او أحماض الفاكهة، ويستخدم التقشير الكيميائي البسيط لعلاج آثار الحبوب والندوب البسيطة، كما يستخدم لتفتيح البشرة، وإزالة الشوائب منها، ويصلح استخدامه أيضًا لتقشير اليدين، ويحتاج الشخص إلى عدد من الجلسات تتراوح ما بين 3 إلى 6 جلسات للحصول على النتائج المرغوبة.
التقشير الكيميائي المتوسط: يعد هذا النوع أعمق من التقشير البسيط، حيث يستخدم للقضاء على التجاعيد البسيطة في البشرة وآثار الحبوب الأكثر عمقاً، وعادًة ما يستخدم الطبيب حمض التريكلوروسيتيك للتقشير، ويعد حلًا فعالًا للتجاعيد والخطوط الرفيعة، ويختلف هذا النوع عن التقشير البسيط في الحاجة للتخدير، إذ أنه قد يسبب بعض الألم، نظرًا لتغلغله في طبقة الجلد السطحية والتي تليها، وقد تحتاج البشرة لنحو 3 جلسات للوصول للنتائج النهائية.
التقشير الكيميائي العميق: أكثر عمقًا من النوعين السابقين، يستخدم في حالات التجاعيد العميقة والمتوسطة وآثار الندبات العميقة، إلا أنه لا يصلح لأصحاب البشرة الداكنة لأنه يعمل على تفتيح البشرة، يستخدم الطبيب موادًا كيميائيًا أكثر تركيزًا مثل حمض الكربونيك أو الفينول، حيث تتغلل في طبقات البشرة الأعمق، وتظهر النتائج النهائية بعد حوالي شهر ونصف إلى شهرين.
يوضح الدكتور محمد عبد الوهاب أن التقشير الكيميائي علاج تجميلي غير جراحي لعلاج مشاكل البشرة والجسم أيضًا، حيث أنه يناسب معظم الحالات، إلا أنه يجب الانتباه إلى أن استخدام تقنية التقشير الكيميائي للبشرة يتطلب تقييم الحالة من قبل طبيب الجلدية المؤهل، لتحديد النوع المناسب من المواد الكيميائية والتركيز المناسب والجرعة المناسبة للحالة وعدد الجلسات المطلوبة، ويناسب التقشير الكيميائي الحالات التالية:
كما أسلفنا، فأن عملية التقشير الكيميائي تعتمد على استخدام المواد الكيميائية بتركيزات معينة يحددها الطبيب طبقًا لحالة البشرة، وذلك لتحفيز نمو الخلايا الجديدة وتحسين مظهر الجلد، مع ذلك يوجد عدد من الحالات التي يمنع فيها إجراء تقشير كيميائي ، حيث لا يوصى بالتقشير الكيميائي في حالات الحمل والرضاعة.أو في وجود التهابات بالجلد أو بعض الأمراض الجلدية، أو التحسس من المواد المستخدمة في التقشير الكيميائي.
بالرغم من أن التقشير الكيميائي إجراء غير جراحي ويتميز ببساطه، إلا أنه من المهم أيضًا اختيار الطبيب المناسب لهذا الإجراء، ولهذا فإن مسئولية اختيار الطبيب تقع على عاتق المريض في المقام الأول، وفيما يلي أهم المعايير التي قد تساعد على اختيار الطبيب المناسب للتقشير الكيميائي:
عادةً ما يقوم الطبيب خلال جلسة الاستشارة الأولى بالفحص الدقيق للبشرة، وتحديد ما إذا كان هذا الإجراء مناسبًا أم لا، وكذلك تحديد نوع التقشير الكيميائي الأنسب لحالة البشرة وفقًا للمشكلة المراد حلها مثل التصبغات أو التجاعيد أو آثار الندبات وغيرها، حيث يقوم الطبيب بشرح خطوات الإجراء والمواد الكيميائية التي سيتم استخدمها، للتأكد من عدم وجود حساسية اتجاه المواد المستخدمة، وعدد الجلسات التي قد يتطلبها العلاج، يبدأ الطبيب بتجهيز البشرة للعلاج.
يجب على المريض أيضًا طرح كافة الأسئلة والمخاوف حول هذا الإجراء، كما ينبغي إطلاع الطبيب على التاريخ المرضى والأدوية التي تتناولها.
بعد فحص البشرة وحالة الجلد، يقوم الطبيب بتحديد نوع التقشير الكيميائي المناسب للبشرة وللهدف من هذا الإجراء، وبصفة عامة فان خطوات التنفيذ متشابهة في حالات لتقشير البسيط والمتوسط والعميق، ولا تختلف إلا في تركيز المواد الكيميائية والحاجة للتخدير وفترة التعافي، وفيما يلي نوضح كيفية تنفيذ التقشير الكيميائي:
أولاً: التحضير: وهي خطوة متشابهة في الأنواع الثلاثة، حيث يتم تنظيف الوجه جيداً بالماء والصابون الطبي وتعقيمه لتفادي حدوث العدوى.
ثانياً: التخدير: في حالة التقشير البسيط غالبًا لا يوجد حاجة للتخدير، حيث لا يسبب ألمًا، أما في حالة التقشير المتوسط والعميق فيقوم الطبيب بالتخدير، وأحيانًا قد يخضع المريض للتخدير الكلي لا سيما في حالة التقشير العميق للبشرة.
ثالثًا: تنفيذ الإجراء: في حالة التقشير الكيميائي البسيط يقوم الطبيب بتوزيع المادة الكيميائية على الوجه أو على المنطقة المراد تقشيرها باستخدام شاش أو فرشاة، ويتم على مرحلة واحدة، ثم تُترك بضع دقائق على البشرة، أما في حالة التقشير المتوسط فتتم على عدة مراحل ويتم توزيع المادة المستخدمة على جزء من البشرة، ثم تكرار الخطوة مع جزء آخر، وتُترك المادة المستخدمة مدة أطول من التقشير السطحي حتى تتوغل مسافة أعمق داخل الجلد.
وفي حالة التقشير العميق، يتم وضع المادة المستخدمة بكميات صغيرة جداً على أجزاء صغيرة من الجلد وتُترك حوالي خمسة عشر دقيقة، ثم يتم وضع المادة على جزء آخر وهكذا، وتستغرق هذه الطريقة مدة أطول من الطريقتين السابقتين طبقاً لمساحة المكان المطلوب تقشيره، ولا يصلح هذا النوع للاستخدام كمقشر كيميائي لليدين أو الجسم، ولكنه يصلح أن يكون مقشر كيميائي للوجه فقط.
كما أوضحنا خلال السطور السابقة فأن التقشير الكيميائي يعتمد على درجة تركيز المواد الكيميائية التي يستخدمها الطبيب، وبصفة عامة في حالتي التقشير المتوسط والعميق، قد يشغر الشخص ببعض الأعراض غير المريحة او المزعجة، إلا أنها مؤقتة وتزول خلال أيام من الجلسة ومن هذه الأعراض الشعور بالألم، واحمرار وتورم الجلد وهو عرض طبيعي أيضاً نتيجة تأثير المادة الكيميائية على الجلد، ويتم التغلب عليه باستخدام المراهم التي يصفها الطبيب والعناية بالبشرة بالطريقة الصحيحة، وأحيانًا يشعر الشخص بحرارة في المنطقة التي تم تقشيرها، إلا أنه عرض مؤقت ويزول سريعًا.
ويراعي خلال فترة التعافي تجنب حك البشرة، والتعرض المباشر لأشعة الشمس، ويفضل استخدام واقي الشمس، والابتعاد عن ممارسة الأنشطة العنيفة وممارسة السباحة، حفاظًا النتائج.
تتعدد مميزات التقشير الكيميائي ولعل من أبرز هذه المميزات انها إجراء آمن وبسيط وغير جراحي، مما يجنب الشخص العديد من الآثار الجانبية الناتجة عن التجميل الجراحي، وفيما يلي أهم المميزات:
تبدأ النتائج الأولية في الظهور بعد الجلسة الثانية من التقشير الكيميائي، وتظهر النتائج النهائية بعد فترة من شهرين حتى أربعة أشهر على أقصى تقدير في حالة التقشير الكيميائي العميق، ويمكن الشخص أن يلاحظ تحسن البشرة بعد أول جلسة حيث يعمل التقشير على تجديد خلايا الجلد، وتظهر نتائجه واضحة من حيث إزالة البقع وآثار الندبات وحب الشباب ولعلاج التجاعيد.
تعد تقنية التقشير الكيميائي من الإجراءات الآمنة والفعالة في معظم الحالات، ولكنها قد تسبب أعراضًا مزعجة في بعض الأحيان، وفيما يلي نوضح أبرز الآثار الجانبية للتقشير الكيميائي على النحو التالي:
“Chemical Peel - Mayo Clinic.” Top-Ranked Hospital in the Nation – Mayo Clinic, 21 Jan. 2022, https://www.mayoclinic.org/tests-procedures/chemical-peel/about/pac-20393473.
“Chemical Peels for Age Spots.” Https://Www.Asds.Net/, https://www.asds.net/skin-experts/skin-treatments/chemical-peels/chemical-peels-for-age-spot.
Hullett, Alysa. “Chemical Peels Before and After Results: Photos and Healing Time.” Healthline, Healthline Media, 11 Apr. 2023, https://www.healthline.com/health/chemical-peels-before-and-after.
“Update on Chemical Peel.” Onlinelibrary.Wiley.Com, https://onlinelibrary.wiley.com/doi/10.1111/j.1524-4725.1984.tb01252.x.