الأمراض الجلدية عديدة ومتنوعة وتصيب أي منطقة في الجسم، منها الإكزيما والتي تصيب مناطق عديدة تشمل الوجه أيضاً، وهناك الاكزيما حول الفم وهي أحد أنواع الإكزيما التي تصيب عدد من الناس نتيجة التعرض لعوامل معينة، فما هي الإكزيما حول الفم وأهم أسباب تكونها، وما هي أعراض الإصابة بها والطرق المستخدمة في علاجها؟ كل هذه المعلومات سنتعرف عليها بالتفصيل داخل هذا المقال.
الإكزيما حول الفم أو ما يُعرف في الإنجليزية بـ Perioral Dermatitis والتي تعني “حول الفم” وهو التهاب الجلد المحيط بالفم الذي يتسبب في احمراره وتكون بعض الجلد الخشن الجاف والقشور في المنطقة حول الفم، وكذلك في تكون بعض الكدمات المتورمة، وقد تكون مؤلمة في بعض الأحيان وتسبب الشعور بالحكة والحرقة في هذه المنطقة.
وفي كثير من الأحيان تكون الإكزيما حول الفم مشابهة تماماً لحب الشباب، ويتم الخلط بينهما في كثير من الحالات، كما يمكن أن تنتشر الإكزيما من المنطقة المحيطة بالفم لتصل إلى الأنف والعينين أيضاً، وهناك العديد من الأسباب التي قد تكون عامل في الإصابة بهذا النوع من الإكزيما.
السبب الأساسي للإصابة بالإكزيما حول الفم لم يتم تحديده حتى الآن، ولكن وُجد أن هناك ارتباط بين عدد من العوامل والإصابة بهذا المرض، ومن أهم العوامل التي قد تتسبب في الإصابة باكزيما الفم ما يلي:
تصيب الاكزيما حول الفم فئة معينة من البشر أكثر من غيرهم، فهي تصيب السيدات والفتيات ما بين عمر 25-45 ممن يستخدمن الستيرويدات سواء في صورة دهان موضعي أو استنشاق، أو كن عرضة لأحد أسباب الإصابة السابقة بصورة أكبر من غيرهن، ولكنها تصيب الأطفال والرجال أيضاً لكن بنسبة أقل.
التهاب حول الفم مرض غير معدي، والمُسبب الرئيسي له غير معروف حتى الآن، وهناك العديد من النظريات التي وُضعت لتوضيح سبب حدوثه، بعضها يقترح أنه بسبب عدوى فطرية، وبعض النظريات الأخرى تقول أنه بسبب عدوى بكتيرية ولكن جميعها يحتاج إلى تأكيد.
هناك نوعين من التهاب حول الفم وهما:
تتمثل أعراض الإصابة بهذا النوع من الإكزيما في وجود بعض الالتهابات أو الحبوب حمراء اللون في المنطقة حول الفم، وقد تكون هذه الحبوب متورمة أو تحتوي على سوائل شفافة اللون أو صديد، كما أنها قد تكون جافة وتكون بعض القشور، مع وجود شعور بالحكة في بعض الأحيان، وقد تنتشر أيضاً في بعض المناطق الآتية:
الفحص المباشر للجلد: يمكن للطبيب معرفة تحديد إصابتك بإكزيما الفم بمجرد فحص الجلد، والتعرف على التاريخ المرضي، وكذلك أنواع الأدوية والمنتجات التي تستخدمها على بشرتك.
عمل مزرعة Skin culture: يمكن للطبيب أن يستثني الأنواع الأخرى المسببة لالتهاب الجلد، بأخذ عينة من المنطقة المصابة وإرسالها إلى المعمل للتأكد من نوع الميكروب المسبب للمرض.
خزعة الجلد Skin biopsy: وذلك في حالة عدم استجابة الالتهاب للعلاجات المختلفة واستمراره لفترات طويلة.
قد تتساءل هل يمكن السيطرة على إكزيما الفم دون الحاجة إلى علاج؟ والحقيقة أن هذا النوع من الإكزيما يمكن السيطرة عليه في كثير من الحالات بمجرد التوقف عن المسبب الرئيسي له، ففي حال إصابتك بالاكزيما حول الفم يُنصح بالتوقف عن استخدام المواد التالية:
ويُعد الابتعاد عن مُسببات إكزيما الفم هو الخطوة الأولى من العلاج، ومن المتوقع أن يزيد التهاب الإكزيما ويزداد سوءً عند التوقف عن استخدام الكورتيزونات الموضعية قبل أن تتعافى تماماً، ولذلك ينصح بعض الأطباء باستخدام نوع أقل فاعلية من الستيرويدات، ولكن يجب استشارة الطبيب عند استخدامها.
ويجب التنبيه على ضرورة عدم التوقف استخدام الستيرويدات سواء البخاخات أو الدهانات الموضعية دون مراجعة الطبيب، وذلك للتمكن من وصف علاجات بديلة كما أن بعض الحالات تحتاج إلى التوقف التدريجي واستخدام جرعات أقل Tapering dose قبل التوقف النهائي دفعة واحدة.
هناك العديد من الأدوية التي قد تستخدم في علاج اكزيما الفم، ولكن هذه العلاجات لا تعطي نتائج سريعة وتحتاج إلى أسابيع أو شهور لتمام التعافي، ومن أشهر الأدوية المستخدمة في علاج الاكزيما حول الفم:
وتتكون هذه الدهانات من بعض المضادات الحيوية، وأدوية مثبطة للمناعة، وبعض مستحضرات علاج حب الشباب:
مثل بعض المضادات الحيوية التي يتم تناولها بالفم، من الممكن استخدامها جنباً إلى جنب مع الدهانات الموضعية، مثل:
لا يوجد وقد محدد لعلاج أعراض إكزيما الفم فقد يتطلب الأمر عدة أيام أو عدة أسابيع وقد تصل إلى شهور حسب كل حالة.
يمكن التحكم في أعراض الإكزيما حول الفم والسيطرة عليه بمجرد التوقف عن استخدام المسبب لها، ولكن في حال التوقف عن استخدام الستيرويدات وعدم زوال الأعراض فيجب استشارة الطبيب للحصول على العلاج المناسب.
يُعد الليزر من الطفرات المستخدمة حديثاً في علاج الكثير من الأمراض الجلدية، ونظراً لوجود الكثير من الآثار الجانبية للأدوية المستخدمة في علاج إكزيما الفم؛ فقد أُجريت الكثير من الدراسات حول استخدام الليزر في علاج الإكزيما حول الفم، ولكن لا زال الأمر يحتاج إلى العديد من الدراسات الأخرى للتأكد من فاعلية الليزر كحل بديل للأدوية في علاج الإكزيما حول الفم.