يكثر الجدل ويتشعب حول حقيقة العلاقة بين إصابة الشخص بمرض اكزيما الشعر وبين تعرضه للتوتر والقلق في حين أن الأدلة العلمية تثبت لنا أن كلاً من العامل الوراثي والبيئي يمثلان حجر الزاوية في الإصابة بهذا المرض، كما تثبت أن الحالة النفسية ما هي إلا محفز لسرعة ظهوره وحدة أعراضه، وتقر الدراسات العلمية بوجود علاقة عكسية بين التوتر والقلق من جهة وبين الإصابة باكزيما الشعر من جهة أخرى، ونحن نريد أن نكسر تلك الدائرة و نتعرف على أسباب الإصابة، وأيضاً طرق العلاج المقترحة. كل هذا وغيره من الأسئلة الشائعة حول هذا المرض سوف نتناوله في مقالنا هذا.
هو مرض جلدي التهابي يُصيب فروة الرأس بسبب زيادة إفراز مادة الزهم ” مادة زيتية تُفرَز على سطح الجلد عن طريق الغدد الدهنية المخبأة داخل الأدمة (إحدى طبقات الجلد)”، وظيفة هذه المادة عادة هي حماية وتغذية الشعر.
التهاب الجلد الدهني هو النوع الأكثر شيوعاً وانتشاراً ويعد المرادف الرئيسي لإكزيما الشعر عند المتخصصين وفي المواقع الطبية، ولكن التهاب الجلد الدهني او التهاب الجلد التحسسي قد يمتد ليشمل مناطق مختلفة من الجسم، مثل الوجه والأذنين، وحول الأنف، ومنطقة أعلى الظهر، والصدر لاحتواء تلك المناطق على غدد دهنية أيضاً.
قبعة المهد يتداول هذا الإسم إذا كان المصاب طفلاً حديث الولادة حيث تكون الإصابة خلال الشهور الثلاث الأولى وقد تستمر مع الرضيع حتى عمرستة أشهر إلى سنة، وهي عرض طبيعي ينتج من انتقال بعض الهرمونات الزائدة من الأم إلى الرضيع أثناء الولادة، و قد تُسبب تساقطاً في شعر الرضيع لكنها لا تسبب له عادة ضيقاً او ألماً.
قد لا نستطيع الجزم بوجود أسباب لإكزيما الشعر توصف بكونها قطعية ، ولكننا لا ننكر وجود بعض العوامل التي تلعب دوراً حيوياً في ظهور أعراض المرض مثل:-
هناك علاقة وثيقة بين الإصابة بمرض اكزيما الشعر او التهاب الجلد التحسسي وبين فطر الخميرة، وبالرغم من ذلك فإن العلم لم يستطع تفسير هذا الارتباط بشكل جازم. تقترح بعض الدراسات العلمية أن هناك تفاعلاً يحدث بين فطر الخميرة والمواد الناتجة من تمثيلها الغذائي من جهة وبين الجلد ومناعة الجسم من جهة أخرى، حيث ينتج عن هذا التفاعل تهيجاً بالجلد يؤدي إلى التهابه.
جدير بالذكر أن فطر الخميرة ( Malassezia ) يعيش بصورة طبيعية على سطح الجلد، ولكن تلك المعضلة المرضية تحدث فقط عند زيادة تكاثره، بالإضافة إلى وجود حساسية لدى الشخص نفسه تجاه هذا الفطر.
المرشحون للإصابة يعانون من:-
يرتكز علاج اكزيما الشعر على استخدام الشامبو والكريم أو الجل على فروة الرأس، وهذا في حالة أن الإصابة بالإكزيما لا يكون سببها التحسس من المكونات المصنع منها تلك المستحضرات، وللحصول على أفضل النتائج يُنصح بأن تحتوي هذه المنتجات على المواد التالية:-
ونلفت انتباه قرائنا للأمور التالية:
تغيير العادات اليومية التي قد تكون سبباً في تأجج أعراض اكزيما الشعر، مثل:-
زيت الزيتون وزيت الصبار وأيضا زيت شجرة الشاي، مع الانتباه أن تلك العلاجات الطبيعية قد يختلف تأثيرها من مصاب وآخر.
وبالنظر إلى جدية تلك المخاطر فنحن ننصح مريض اكزيما الشعر بالتوجه سريعاً إلى الطبيب المختص( طبيب الأمراض الجلدية)عند حدوث أي من الأعراض السابقة، ليصف له العلاج المناسب لحالته.
بجانب ما ذكرناه في الفقرة السابقة من وجود مخاطر شديدة للمرض فإنه يوجد سبب آخر لا يقل أهمية عن تلك المخاطر، ألا وهو التداخل في الأعراض المرضية بين اكزيما الشعر وبعض الأمراض الجلدية الأخرى التي قد تصيب فروة الرأس مثل صدفية الرأس، واكزيما التهاب الجلد التحسسي، والاكزيما التأتبية، وأيضاً مرض العد الوردي.
ومن أكثر تلك الأمراض تشابهاً في أعراضها مع اكزيما الشعر هو صدفية الرأس، بل إنه قد يحدث في بعض الحالات الإصابة بكلا المرضين معاً. والصدفية تعد من الأمراض الناتجة عن حدوث خلل ما في الجهاز المناعي، مسبباً زيادةً في سرعة تجديد خلايا الجلد بمعدل أسرع من المعدل الطبيعي .
إن أهم ما يميز كلا المرضين هو وجود تلك القشرة العنيدة، ولكنها تكون أكثر بياضاً في حالة الصدفية، ويكون الجلد أكثر حساسيةً، وعرضة للنزيف عند الخدش.
الأكزيما عبارة عن التهاب جلدي غير معدٍ لكن مؤلم ويكون عادةً مصحوباً بالحكة والألم والاحمرار.
الأكزيما ليست معدية، حتى إذا كان هناك طفح جلدي فلا يمكن أن ينتقل من شخص لآخر، ولكن التشققات والتقرحات الناتجة أحياناً عن الإكزيما قد تجعل الجلد أكثر عرضة للعدوى.
أكزيما الشعر عند الأطفال هي مرض جلدي يصيب الطفل في الأشهر الأولى وقد يستمر معه لسنوات، لكنها تتغير حسب المرحلة العمرية، ولا توجد أسباب محددة للإصابة بمرض أكزيما الشعر عند الأطفال، وبعض الباحثين يشير إلى دور العوامل الوراثية في الإصابة.
كما ينصح المختصون بضرورة التعامل بحذر مع مهيجات الجلد، مثل ماء البحر أو الماء المخلوط بالكلور المطهر، أو الافراط في استعمال المنظفات والصابون، وحيث أن العلاج يتطلب وقتاً؛ يجب التعامل مع الأكزيما بتخفيف الأعراض أولاً، والتي تتمثل في الحكة والاحمرار.