كيف تختار طبيبك لإجراء عملية تجميل؟
أصبحت عمليات التجميل خلال السنوات الماضية بفضل التكنولوجيا الطبية المتطورة إجراءً بسيطاً لا يثير الخوف ولا يدعو للقلق، لكن بالتأكيد هذا التطور التقني لا يغني عن أهمية العنصر البشري، لهذا لابد من الحرص على اختيار طبيب التجميل المناسب قبل الإقدام على تلك الخطوة فنجاح الأمر بالكامل متوقف على مهارته وخبرته.
يعتقد البعض أن التعرف على خبرة طبيب التجميل ومدى جدراته بإجراء الجراحات أمر لا يتسن لغير المتخصصين، بينما الحقيقة على النقيض من ذلك فهناك مجموعة خطوات أو إجراءات حددها الخبراء من خلالها يمكن معرفة خبرة دكتور التجميل ومهاراته وتحديد مدى إمكانية الوثوق به لإجراء جراحة ستتعايش مع آثارها مدى الحياة أو لعدة سنوات على أقل تقدير.
تأكد من حصول طبيب التجميل على شهادة البورد
قد يعتقد البعض أنه كون طبيب التجميل نقابياً ومُصرحاً له بمزاولة المهنة فإن ذلك كافياً للوثوق به، بينما الحقيقة إن ذلك يعني إن طبيب التجميل قد درس ذلك المجال ولكن لا يعني بالضرورة أنه مُتمرس بمجاله أو أنه تلقى التدريب الكافي ليُصبج مؤهلاً لإجراء عمليات التجميل.
هنا يأتي دور شهادة البورد Board certified وهي شهادة تُمنح للأطباء في كافة التخصصات بعد إكمالهم لفترة تدريبهم وخوضهم اختبار تحديد مستوى كفاءة الطبيب ومدى صلاحيته لممارسة مهنة الطب. مما سبق نتبين أن حصول طبيب التجميل على شهادة البورد يعتير شرطاً رئيسياً للإعتماد عليه. يمكن للطبيب أن يحصل على هذه الشهادة من وطنه الأصلي أو من أي دولة أخرى قضى فيها فترة تدريبه، وهناك درجتين من شهادة البورد هما كالآتي:
- Board Eligible: شهادة التخصص التي تثبت أن الطبيب قد قضى فترة تدريبه وأشرف على عدد من الحالات واجتاز كافة التكليفات التي أسندت إليه وأصبح مؤهلاً لخوض امتحان البورد.
- Board certified: هي الشهادة الرسمية والنهائية المثبتة لصلاحية الطبيب لمزاولة مهنة الطب بحسب تخصصه.
اقرأ أيضا: مقابلة مع د.جوزيف نياماتو رائد جراحة تجميل الوجه
الدول التي يتعامل معها طبيب التجميل
انتشرت عمليات التجميل بمختلف دول العالم خلال السنوات الماضية، ولكن الإنتشار بالتأكيد لم يكن بنفس الدرجة أو المستوى، فهناك دول غدت متقدمة في هذا المجال مثل بريطانيا وتركيا وألمانيا وعلى الصعيد العربي نجد إن عمليات التجميل في السعودية والإمارات أيضاً شهدت تطوراً كبيراً وكذلك عمليات التجميل في الكويت، بينما هناك دول أخرى بقيت متأخرة في هذا المجال ويقتصر نشاط جراحة التجميل بها على الإجراءات البسيطة مثل حقن البوتكس وتقويم الأسنان وما يشابههما.
بناء على ما سبق يمكن اعتبار الدول التي يتعامل طبيب التجميل معها أحد مقاييس تقييم مهارته وخبرته، فدول مثل تركيا أو ألمانيا أو بريطانيا تعتبر السياحة العلاجية من أهم مصادر الدخل القومي لهذا تسعى دائماً للارتقاء بمستوى الخدمة الطبية التي تقدمها، وأي طبيب تجميل تتعامل معه عياداتها لابد أن يكون على درجة كبيرة من الخبرة ومشهود له بالمهارة، لذلك من الضروري عند مراجعة التاريخ المهني للأطباء التوقف عند جنسية مراكز التجميل التي تعاملوا معها والتعرف على نسب نجاح عمليات التجميل في تلك البلاد.
تواصل مع العملاء السابقين
قبل بضعة أعوام كان الجميع يخجل من التصريح بإنه قد خضع لعملية تجميل أو أكثر وينكر ذلك حتى لو كان أثر العملية واضحاً مثل عملية تصغير الشفايف أو شد الجلد وغيرها، ولكن الأمر اختلف كثيراً الآن إذ أصبحت عمليات التجميل إجراء طبي طبيعي ومعتاد، بناء على ذلك إن قمت بزيارة الموقع الإلكتروني لأي طبيب تجميل على شبكة الإنترنت ستجد العديد من تعليقات الأشخاص الذين تعاملوا معه في السابق، فيمكنك التواصل معهم والتعرف منهم على تفاصيل تجربتهم ورأيهم الشخصي في طبيب التجميل ومدى رضاهم عن النتائج التي حققوها. من خلال تلك الآراء سيصبح بإمكانك تكوين رأي واضح ومنطقي عن الطبيب قبل أن توليه ثقتك.
استكمل معلوماتك عن دكتور التجميل
يخجل البعض من السؤال عن مؤهلات دكتور التجميل والشهادات الحاصل عليها والجهات المُعتمد من قبلها، ولكن هؤلاء عليهم أن يعلموا بأنهم مقصرون في حق أنفسهم، فهم بذلك يعرضون أنفسهم للإحتيال المادي بالإضافة إلى المخاطرة بإحتمال فشل العملية كون الطبيب غير مؤهل أو عديم الخبرة، في تلك الحالة قد يصاب المريض بتشوه دائم أو على أقل تقدير سيضطر إلى إجراء عملية تجميل تكميلية لإصلاح العيب الناتج عن الجراحة الأولى.
إن السؤال عن أي معلومة خاصة بتاريخ دكتور التجميل أو خبراته أو غير ذلك هو حقك الذي يكفله القانون والأعراف الطبية.
مراجعة سيرة دكتور التجميل المهنية
ابحث عن السيرة المهنية لأكثر من دكتور تجميل من خلال مواقعهم الإلكترونية أو مواقع ومنشورات مراكز التجميل التي يتعاملوا معها، ثم قم بعقد مقارنة بسيطة بينهم قائمة على الأسس التالية:
- ما مكانة الجهة التي تلقى دكتور التجميل تدريبه فيها ونال منها شهادة التخصص؟
- ما عدد سنوات خبرته بذلك المجال؟
- ما عدد العمليات التي أجراها وكم كانت نسبة النجاح؟
التحري ومقارنة النتائج
يحتفظ كل طبيب بملف يتضمن معلومات عن عمليات التجميل التي قام بها مُدعمة بصور فوتوغرافية توضح نتائج العملية والفرق الذي أحدثته بالمظهر العام للمريض. ينصح الخبراء بالإطلاع على تلك الملفات للتعرف على النتائج التي حققها دكتور التجميل مع التركيز على الحالات المشابهة، بمعنى إن كنت ترعب في إجراء عملية تجميل الأنف فأبحث بالملف عن حالة شبيهة كانت تعاني من نفس العيب المراد معالجته، شاهد صور حالة خضعت لعملية تصغير الأنف أو معالجة انحراف عظمة الأنف أو غير ذلك ثم شاهد كيف أصبح مظهرها بعد العملية.
بعد ذلك عليك أن تسأل نفسك سؤال واحد: هل هذه هي النتيجة التي أرغب في تحقيقها؟ إن كانت إجابتك "نعم" فأنت بذلك قد توصلت إلى دكتور التجميل المناسب وأصبح لديك توقعاً للنتائج التي ستحصل عليها. الأمر نفسه ينطبق على عملية شفط الدهون أو زراعة الشعر أو غيرها من عمليات التجميل المختلفة.
احصل على السعر المناسب لك لهذه العملية
اللقاء الشخصي والراحة النفسية
ذكرنا العديد من الوسائل التي يمكن من خلالها اختبار مدى صلاحية دكتور التجميل والعوامل التي يتم اختياره من خلالها، لكن الفيصل في النهاية هو المقابلة الشخصية ومدى شعورك بالإرتياح تجاه دكتور التجميل الذي ستمنحه الثقة وتضع بين يديه مستقبل مظهرك العام.
يرى علماء النفس أن الإتصال العاطفي بين أي مريض والطبيب أمر بالغ الأهمية لإنجاح عملية العلاج. كذلك يجب أن نضع بالإعتبار أن عملية التجميل تجرى في وقت قصير ولكن يسبقها فترة من الاستعدادات وتليها فترة أخرى لمراقبة النتائج، أي إنك ستقضي فترة طويلة نسبية برفقة دكتور التجميل، ولهذا بعد إجراء المقابلة الشخصية معه عليك أن تطرح على نفسك بعض الأسئلة وإجابتها ستخبرك إن كان هو الخيار المناسب أم لا، ومن تلك الأسئلة:
- ما هو انطباعي الأول عن دكتور التجميل هذا؟
- هل تمكن من اكتساب ثقتي؟ هل أشعر بإنه أمين عليّ وسيختار ما يناسبني؟
- هل أشعر بالارتياح لوجوده وليس لدي مانع من إخباره بأي شىء يتعلق بتاريخي المرضي والطبي؟