تعتبر الأمراض الجلدية بمختلف انواعها من أكثر المشاكل الصحية المزعجة التي قد يواجهها المريض نظراً للصعوبة التي يواجهها الطبيب في تشخيص معظمها وطول فترة العلاج في العديد من حالاتها الى جانب تأثيرها السلبي الذي تتركه على حالة المريض النفسية وذلك لكونها مرضاً ظاهرياً يتركُ أثراً غير مرغوب به على مظهر الإنسان الخارجي ، ويعتبر مرض الصدفية واحداً من أكثر الأمراض الجلدية انتشاراً حيثُ يصيب 2% من سكان الأرض أي حوالي 125 مليون إنسان يصابون بهذا المرض الذي يعدّ من بين الأمراض الجلدية العنيدة والمزمنة ، في هذا الملف سوفَ نجيب عن أغلب الأسئلة المتعلقة بهذا الموضوع . ما هي الصدفية وكيف يتم تشخيصها ، ما هي أنواعها وأسبابها ، وسنقدم لكم نبذة عن علاجاتها الدوائية وغيرها من وسائل العلاج البديلة الى جانب مجموعة أخرى من المعلومات والنصائح التي قد تهمّك .
يمكن تعريف الصدفية ( Psoriasis )هي مرضُ جلديّ مناعي مزمن وغيرُ معدٍ ، وهو يعد من الأمراض التي تؤثر على وظيفة الخلايا الجلدية ودورة حياتها وعمرها الأفتراضي ، حيثُ يسرع من فقدانها نتيجة تكون القشور فوق سطح البشرة مما يتسبب في العديد من الأمراض المزعجة للمريض والتي ربما تتحول الى أعراض خطيرة في حالات تأثيرها على وظائف الجسم الحيوية مثل المشي والحركة وغيرها كما في حالة الصدفية المسببة لالتهاب المفاصل
لا توجد أسباب واضحة للإصابة بالصدفية ، فهو يعتبر أحد الأمراض المناعية التي تصيب الجهاز المناعي التي تنشأ نتيجة خلل في مناعة الجسم الذاتية . وحتى الآن لا يمكن الجزم بشكلٍ واضح بشأن اسباب الاصابة بمرض الصدفية حيث يرجح العديد من الأطباء والباحثين فرضية كونها مرض مناعي أو وراثي نتيجة وجود الاستعداد الوراثي المسبق لدى الإنسان مع تحفيز العوامل البيئة المساعدة على ظهوره وانتشاره بشكلٍ اوسع .
1- الصدفية القطروية : ويعرف هذا النوع بـ ( Guttatr psoriasis ) أخذت تسمية هذا النوع من الصدفية من شكلها الذي يتناثر فوق سطح الجلد في هيئةٍ تشبه قطرات الماء ، ويظهر هذا النوع في مناطق متفرقة من الجسم مثل عضلات البطن والظهر والذراعين والقدمين وغير ذلك . ويرجع السبب في الاصابة بهذا النوع من الصدفية الى وجود عدوى بكتيرية غالباً .
2- الصدفية اللويحية : ويعرف هذا النوع بـ ( plaque psoriasis ) ويظهر هذا النوع على هيئة طبقات قشرية جافة وخشنة فوق سطح الجلد في مختلف مناطق الجسم ، يعتبر هذا النوع من أكثر أنواع مرض الصدفية انتشاراً ويمكنه الظهور في مختلف مناطق الجسم مثل الثنيات والأعضاء التناسلية والأماكن الرخوة الأخرى مثل الفم وتجويف الأنف .
3- صدفية الأظافر : ويعرف هذا النوع بـ ( Nail Psoriasis ) وهي الصدفية التي عادةً ما تظهر على سطح أظافر القدمين واليدين مما يؤدي إلى التسبب في إحداث ندبات .
4- صدفية الثنيات او الصدفية العكسية : ويعرف هذا النوع بـ ( Inverse psoriasis ) يظهر هذا النوع من مرض الصدفية في الثنيات والأماكن المطوية بين الذراعين والفخذين واسفل الابطين ، ولا تتسبب الإصابة بهذا النوع من الصدفية في تكون القشور الرقيقة عكس باقي الأنواع الأخرى وإنما تظهر على هيئة بقع حمراء متعددة تبدأ صغيرة الحجم ثم تمتد افقياً وتستمر بالانتشار على نطاق واسع.
5- الصدفية البثرية : وتعرف بـ ( pustular psoriasis ) يظهر هذا النوع من الصدفية على هيئة بثور شبه صلبة وبارزة في مناطق متفرقة من الجسم ، وهي غير واسعة الإنتشار كما في الأنواع الأخرى .
6- الصدفية المحمرة للجلد : ويعرف هذا النوع بـ ( Erythrodermic psoriasis ) يظهر هذا النوع من الصدفية على هيئة طفح جلدي يغطي الجلد بشكلٍ عام الى جانب طبقة واسعة التمدد من القشور مع ظهور أعراض الحكة والالتهاب والشعور بالألم .
7- الصدفية المسببة لالتهاب المفاصل : وتعرف بـ ( Psoriatic Arethritis ) يتسبب هذا النوع من أنواع الصدفية في التهاب المفاصل وتورمها وآلامها ، وتتفاوت الأعراض الناتجة عنها في شدّتها بين خفيفة ومتوسّطة وحادة ، وقد يؤدي في نهاية الأمر إلى حدوث تشوّه عام إذا لم يتم البدء في علاجه بشكلٍ سريع من أجل الحدّ من الأعراض .
يتم تشخيص الصدفية مبدئياً من خلال الأعراض السابق ذكرها ، بعد ذلك يقوم الطبيب بأخذ خزعة من أماكن إصابة متفرقة ( 3 أماكن على الأقل ) ومن ثمّ يقوم بتحليلها تحت عدسة الميكروسكوب من أجل التأكد من وجود المرض أو عدمه ، قبل أخذ الخزعة يقوم الطبيب باخضاع المريض للتخدير الموضعي البسيط من أجل تجنب الإحساس بالوخز و الألم .
يتم علاج الصدفية باستخدام بعض العلاجات و الدهانات الموضعية في حالاتها المتوسطة والبسيطة ، كما يتم اللجوء للعلاجات الفموية في حالات الانتشار الواسعة نسبياً ، ولا يمكن أن نقول بأنه يمكن علاج الصدفية تماماً من خلال هذه الكريمات ، وإنما يكمن الهدف من هذه العلاجات في تحجيم انتشارها والتقليل من اعراضها ، هذه الأدوية مثل :
1- الكريمات المحتوية على ڤيتامين (د) : يتمثل دور فيتامين (د) في علاج الصدفية في التقليل و الإبطاء من عملية نموّ الجلد من أجل السيطرة على أعراض الصدفية والحد من انتشارها ، ويتواجد هذا المستحضر الدوائي في الأسواق على هيئة كريمات ومحاليل موضعية .
2- المستحضرات المحتوية على الـ ( Retinoids ) : هو أحد مستخلصات فيتامين (أ) المعروف بدوره الفعال في علاج العديد من الأمراض الجلدية ، لكنه ليس الخيار الأول من قبل العديد من أطباء الجلدية وذلك نظراً لأعراضه الجانبية الغير محببة مثل : جفاف الجلد وتهيج البشرة وازدياد حساسيتها تجاه الضوء ، كما تظهر تأثيراته أيضاً على وظائف الكبد والكلى لذا من المهم أن يقوم المريض بفحص وظائف الكبد والكلى مسبقاً قبل الإقبال على العملية ، كما ينصح ايضاً باستعمال هذا المستحضر الدوائي خلال فترة المساء ، كما أن استخدام نوع مناسب من الكريمات الواقية للشمس وأحد الكريمات المرطبة يعد من الأمور الضرورية خلال فترة استعمال الدواء .
3- الكريمات المحتوية على ( Corticosteroids ) : وهي من بين الأدوية الأكثر شيوعاْ في علاج الصدفية وذلك لخصائصها المضادة للالتهاب والمثبطة لعمل الجهاز المناعي مما يقلل كثيراً من اعراضها ويحدّ من انتشارها .
4- الكريمات المحتوية على ( salicelic acid ) : يحفز حمض الساليسيلك تقشير خلايا الجلد الميت والتخلص من طبقات الجلد الجافة الغير مرغوب بها ، كما يعمل على التقليل من القشور الموجودة فوق سطح الجلد .
5- المستحضرات المحتوية على ( Methotrexate ) : يعمل مستحضر الميثوتريكسات بشكلٍ جيّد على التقليل من التهاب المفاصل في حالات الصدفية المسببة لالتهاب المفاصل ، كما أنه يقلل أيضاً من عملية إنتاج الجلد الصدفي . مع زيادة الجرعة يمكن للميثوتريكسات أن يتسبب في اضطرابات الشهية والاصابة بالقلق العديد من الآثار الجانبية الغير محمودة اذا تم استخدامه على المدى الطويل .
6- المستحضرات المحتوية على ( Cyclosporine ) : يعمل هذا المستحضر على تثبيط دور الجهاز المناعي وهو يشبه كثيراً عمل الميثوتريكسات ، وتتمثل الأعراض الجانبية لهذا المستحضر في زيادة احتمالية الاصابة بالأمراض والعدوى مثل العدوى الفيروسية والبكتيرية وأمراض السرطان وغيرها .
7- الكريمات المرطّبة للجلد ( Lubricants ) : يمثل استخدام الكريمات المرطبة أهمية كبيرة في علاج الصدفية وذلك لدورها في الحد من الشعور بالحكة والجفاف ، يفضل استخدامها بشكل منتظم على الأقل مرتبن يومياً من أجل الحصول على نتائج فعالة ومُرضية .
8- المستحضرات المحتوية على ( Calcipotrine ) : يصنف على أنه من نظائر فيتامين د ( D- Vitamine ) وهو مستحضر فعال جداً ولكن فعاليته مقتصرة على معالجة أنواع الصدفية البسيطة الى المتوسطة فقط وهو يعتبر أيضاً من أفضل علاجاتها ضرراً حيثُ لم يثبت تسببه في أعراض جانبية خطيرة كما هي باقي العلاجات الأخرى .
لجأ الأطباء الى هذا النوع من أساليب التداوي كبديل للعلاج الدوائي ، وأحياناً كشكلٍ آخر مكمل للعلاج الدوائي ، ويتسم هذا النمط العلاجي باعتماده على الطاقة الضوئية المحتوية على الأشعة الفوق البنفسجية ( Ultra Violet Radiation ) والتي تقوم بدور هام في علاج العديد من الأمراض الجلدية وتحجيمها وعلى رأسها مرض الصدفية ومرض البهاق ( Vitiligo ) ويمكن الاستفادة من هذا النمط العلاجي من خلال مصادر متعددة الطاقة .. على سبيل المثال :
على مدار الزمن أثبتت بعض الطرق كفاءتها ونجاحها في علاج بعض أنواع الصدفية في حالاتها الخفيفة والمتوسطة كما انها اثبتت فعاليتها ايضاً في التقليل من حدة الأعراض المصاحبة لهذا المرض ، وتنوعت هذه البدائل بين الأعشاب والوصفات الغذائية التي من أبرزها :
مستخلص الألوڤيرا ( Aloe Vera ) :
يساعد مستخلص الألوڤيرا المتوفر في الأسواق بأشكال متعددة على التحجيم من عوارض مرض الصدفية حيث يساعد بشكل فعال في التقليل من الالتهابات والحكة في حال تم استخدامه يومياً وبشكلٍ منتظم .
مستخلص زيت السمك ( Fish Oil ) :
يساهم مستخلص زيت السمك بتركيبته الفعالة في علاج الأعراض المصاحبة لمرض الصدفية مثل الحكة والالتهابات وما الى ذلك ، والسبب في تلك الفعالية العالية هو احتواءه على كميات كبيرة من الأوميجا 3 التي أثبتت التجارب احتواءها على كمية هائلة من الفوائد الطبية للجلد والبشرة والجسم بشكل عام .
مسحوق الكركم ( Turmeric ) :
أثبتت التجارب فعالية الكركم في التقليل من أعراض الصدفية والحد من الأعراض المصاحبة لها ، وينصح المختصون باضافة ملعقة صغيرة من الكركم الى الطعام يومياً من أجل الحصول على فوائده الكثيرة أو المحافظة على تناوله بشكلٍ منتظم في أي صورة اخرى .